الإمارات تبدأ في إصلاح الصرف الصحي بغزة.. وناشطون: الأنفاق الهدف

منذ يوم واحد

12

طباعة

مشاركة

نظرا لسوابقها بـ “التآمر والتجسس لصالح الاحتلال الإسرائيلي”، ينظر الفلسطينيون في غزة بريبة لمشروع الإمارات الجديد من أجل صيانة شبكات الصرف الصحي بخانيونس جنوبي القطاع.

وأطلقت الإمارات في 25 يناير/كانون الثاني 2025، أعمال مشروع صيانة طارئة لشبكات الصرف الصحي في مناطق مختلفة بخانيونس، زاعمة أن ذلك استجابةً لمناشدات سكان المدينة التي عانت من كارثة إنسانية وانهيار شامل للبنية التحتية.

وادعت أن ذلك يأتي في إطار جهودها المستمرة ضمن عملية "الفارس الشهم 3"، موضحة أن  المشروع يهدف إلى معالجة الأضرار الجسيمة التي تعرضت لها شبكات الصرف الصحي والمياه، بما يسهم في وضع حد للكوارث البيئية وتحسين الظروف المعيشية لسكان خانيونس.

وبدوره، أعاد أستاذ العلوم السياسية الإماراتي المقرب من السلطات عبدالخالق عبدالله، نشر الخبر بصياغة مختلفة، وادعى أن الإمارات ستقود جهدا إغاثيا عربيا وعالميا في غزة التي عانت طامة كبرى خلال 15 شهرا الماضية، واصفا ذلك بأنه "بداية الغيث".

وقال: "بعد أسبوع من الهدنة تطلق الإمارات مبادرة إغاثية عاجلة لإصلاح شبكات الصرف الصحي في غزة التي قام الاحتلال الإسرائيلي بتدميرها وتسببت بوضع صحي وإنساني كارثي".

وأثار الخبر وتغريدة عبدالله ردود فعل غاضبة بين الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، دفعتهم للتذكير بأن الإمارات طبعت علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي منذ سبتمبر/أيلول 2020 برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال فترة ولايته الأولى.

وذكروا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #الإمارات، #محمد_بن_زايد، وغيرها، بموقف أبوظبي المناهض للمقاومة الفلسطينية والمتماهي مع الاحتلال.

وأعرب ناشطون عن ريبتهم من تقديم الإمارات أي أعمال إغاثة بغزة التي شن عليها الاحتلال حرب إبادة استمرت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى 19 يناير 2025.

ودعوا المقاومة الفلسطينية للحذر من دوافع المشاريع الإماراتية في القطاع، متوقعين مشاركتها في البحث عن الإنفاق وإرسال إحداثياتها لإسرائيل، وفق تعبيرهم.

وطوال فترة العدوان، كانت الإمارات تصدر بيانات خجولة تطالب فيها بالضغط على إسرائيل لوقف الحرب على غزة، إلا أن تحقيقات الاستقصائية كشفت عن أدائها أدوارا خبيثة داعمة للاحتلال بشكل كامل.

فقد شكلت الإمارات محطة إسناد جوي للاحتلال في ظل وقف كثير من دول العالم خطوطها الجوية مع تل أبيب، وذلك على مساري رحلات الركاب والشحن الجوي للبضائع، كما استخدمت المساعدات الإنسانية غطاءً لأعمال التجسس، وفق شهادات من غزة ولبنان.

ووجدت وحدات عسكرية إماراتية في قطاع غزة خلال فترة العدوان على غزة دون معرفة أهدافها، وفق ما كشفت مراسلة قناة “LCI” الفرنسية في تل أبيب.

وبينت المراسلة أن صحفية من شبكة “سي إن إن” الأميركية رافقت وحدة عسكرية إماراتية في عملية خاصة بالقطاع.

وإبان الحرب على غزة في 2014، ألقت حركة المقاومة الإسلامية حماس القبض على فريق إماراتي عام 2014، كان يجمع معلومات استخباراتية، وطردتهم على الفور من القطاع.

ووقتها جرى الاشتباه في مواطن إمارتي دخل غزة برفقة بعثة الهلال الأحمر وتم احتجازه والتحقيق معه، وفق وسائل إعلام محلية.

واعترف المواطن الإماراتي بمحاولته التقصي عن مواقع إطلاق الصواريخ على الاحتلال الصهيوني، لكن المقاومة أطلقت سراحه لتجنب خلق أزمة دبلوماسية وصرف الأنظار عن معاناة غزة التي كانت حينها تحت القصف الإسرائيلي، وطالبت البعثة بمغادرة غزة على الفور.

وجاء ذلك بعدما كانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قد أكدت أن إسرائيل تعاني شح المعلومات الاستخباراتية بخصوص ما يجرى على الأرض في غزة، لا سيما بعد أن تمكنت أذرع حماس الأمنية من كشف واعتقال بل وقتل عدد كبير من العملاء. 

وأخيرا، كشفت وسائل إعلام عبرية عن تفاصيل مؤامرة إماراتية بالتنسيق مع إسرائيل لإخماد المقاومة الفلسطينية في غزة بعد الحرب عبر فرض ترتيبات إدارة القطاع حال استمرار وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب الإسرائيلية.

وبالتوازي مع ذلك عززت الإمارات علاقاتها الأمنية مع إسرائيل، حيث أعلنت شركة دفاع إسرائيلية، استحواذ مجموعة إيدج للدفاع والتكنولوجيا المملوكة لأبوظبي، على حصة 30 بالمئة في الشركة.

استياء وغضب

وقال الخبير الاقتصادي مراد علي: "ألا يثير الاستغراب والشك أن توُلي دولة الإمارات، ذات العلاقات الوطيدة بالعدو الإسرائيلي، الأولوية القصوى لحفر أنفاق الصرف الصحي!!".

وتابع تساؤلاته: "لماذا لا يبدأون بإزالة الأنقاض، أو ببناء المستشفيات، أو بتوفير المدارس، أو بمحطات الكهرباء؟ لماذا "أنفاق" الصرف الصحي بالذات؟"

وعلق الصحفي مصطفى عاشور، على تغريدة عبد الخالق عبد الله متسائلا: لماذا الصرف الصحي تحديدا ولماذا لا تكون المدارس والجامعات والطرق والمستشفيات وإدخال الآلات الثقيلة لإزالة الركام لماذا لا تكون شبكات الكهرباء؟"

وتهكم قائلا: "على العموم مشكورين والله، لكن الصرف الصحي والحفر في الأرض الغزاوية الموضوع دا موضوع مقدس بالنسبة للغزاوية.. حضرتك عارف طبعا".

وسخر منير الخطير، من اختيار الإمارات الصرف الصحي تحديدا لإصلاحه، قائلا: "الحنين مدقش غير على الاطمئنان على أي نفق إسرائيل معرفتش توصله، نفس حوارات جنين يا إمارات الخير".

حيطة وحذر

وتحذيرا للفلسطينيين عامة والمقاومة خاصة ودعوتها للتحوط من أداء أبوظبي أي دور يخدم العدو الإسرائيلي ويضر بالمقاومة، طالب الناشط السياسي ممدوح حمزة، أبطال غزة بألا يسمحوا لدولة الإمارات الدخول إلى أرضهم، موضحا أن “صرف صحي” يعني البحث عن الأنفاق.

وقال: "لو بيحبوا يساعدوا يدفعوا نقدا وعدا للجنة ثلاثية تنفق على الإعمار".

وحث أحمد الفصري، المقاومة الفلسطينية على الحذر ثم الحذر ثم الحذر من الإمارات ومشاريعها في غزة، مؤكدا أنهم يريدون كشف الأنفاق. 

ودعا المقاومة الفلسطينية لطرد الإمارات لأن لا حاجة لهم فيها، مؤكدا أنهم جواسيس لصالح إسرائيل.

ووجه لطفي العكاوي، تحذيرا عاجلا لرجال المقاومة الفلسطينية، قائلا: إن صهاينة الإمارات سيبحثون عن الأنفاق في غزة من خلال هذا المشروع الوهمي وإرسال إحداثياتها إلى أسيادهم في تل أبيب، وفق تعبيره.

ونصح أحد المغردين، المقاومة في غزة وجميع الأهالي ألا يقبلوا أي مشروع من الإمارات مهما كانت حاجتهم إليه وعلى رأسها هذا المشروع.

وبين أنه يهدف إلى التجسس والبحث عن الأنفاق ومعرفة كيف استطاعت المقاومة الحفاظ على الأسرى الإسرائيليين خلال فترة حرب الإبادة.

وقال أحمد فرحات، إنه بعد فشل الكيان الصهيوني في القضاء على المقاومة عسكريا، لجأ عملاؤه إلى الخطة "B" بقيادة الإمارات العبرية.

وتتمثل الخطة في “البحث عن أنفاق ورجال المقاومة بزعمها إطلاق مبادرة إغاثية عاجلة”، وفق قوله.

ودعا للتركيز على أن المبادرة "عاجلة"، مضيفا: "كأن غزة لا ينقصها سوى شبكات الصرف الصحي أو كأن أهلها خصوصا عناصر المقاومة أغبياء لدرجة أنهم لا يعرفون نواياهم ومخططاتهم الخبيثة وينسون بسرعة محور الشر الذي دعم الكيان الصهيوني طيلة 15 شهرا".

سخرية من المحاولات

واستهزأ إيهاب سعيد، قائلا: “الإمارات تعلن عن مبادرات لإصلاح الصرف الصحي في غرْة ياختي كميلة كمال أمه انتي كميلة ياختي تدوري على أنفاق؟”

وكتب أبو قصي: “كلٌ يبحث على الوجه الذي يليق فيه، لكن نقول لكم إن الصرف الصحي في غزة أشرف ممن يمثل دويلة الإمارات العبرية”، وفق تعبيره.

وأردف: "أنفاق غزة وبنية غزة التحتية أكبر من حجم الشخابيط بسنين ضوئية.. مهندسو أنفاق غزة نجحو بمواجهة العالم بفضل من الله ثم الهندسة الدقيقة التي سهلت للمجاهدين مباغتة العدو".

وعقب أبو الحسن الحالمي، على إطلاق أبوظبي مشروعها الأخير غزة: "صحيح أن الصرف الصحي هو مكانهم المناسب للعيش فيه.. لكن ليس في غزة.. والمشكلة أن الإمارات لا فيهم فارس ولا فيهم شهم.. مجرد عملية استخباراتية شهمة".

دور خبيث

وبدوره، وصف الصحفي نظام مهداوي، الإمارات بأنها “عمل شيطاني.. إن اقتربت منك وأغرتك، فهي تسعى إلى هلاكك، وإن لم تقترب، فهي تعمل على هلاكك”.

وقال إن الشيطان يبحث عن أي ثغرة في غزة، وهو الدور الذي ظل يُبشر بلعبه على مدار 15 شهرا، مؤكدا أنه “دور خبيث وقذر يستطيع من خلاله اختراق غزة، أنفاقها، ناسها، وكل ما فيها.”

ونعت سامح سيد، الإمارات بأنها "النسخة العربية لإسرائيل"، وفق تعبيره.

وأكد الممثل السينمائي عمرو واكد، أن الإمارات تطلق عمليتها لصيانة الصرف الصحي بغزة بحثا عن الأنفاق.

وقال هايل عمير، إن الإمارات تبحث عن الأنفاق في غزة فقط لإظهار النية الصادقة في التطبيع مع إسرائيل.

وأوضح أحد المغردين، مشاركة مصر أو الإمارات أو السعودية فى أى عمليات إنشائية داخل غزة تحت أى مسمى هدفها التجسس.

واستحضر رسام الكاريكاتير كمال شرف من أرشيف رسوماته الكاريكاتيرية صورة تعبر عن استخدام الاحتلال الإسرائيلي للإمارات كأحد أسلحتها، مستهزأ بإطلاقها عملية "الفارس الشهم" لصيانة "أنفاق" الصرف الصحي في غزة.