الشرع رئيسا والبعث انتهى وجارٍ تشكيل جيش موحد.. تاريخ سوريا يكتب من جديد

منذ ٦ ساعات

12

طباعة

مشاركة

تفاعل كبير على منصات التواصل الاجتماعي أحدثه إعلان الفصائل العسكرية السورية تنصيب قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع، رئيسا انتقاليا لسوريا، وإلغاء العمل بدستور 2012، وحل الجيش والأجهزة الأمنية.

وألقى الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية العقيد حسن عبد الغني في 29 يناير/كانون الثاني 2025، بيانا سُمّي "بيان إعلان انتصار الثورة السورية" قال فيه: "نهنئ شعبنا السوري العظيم بانتصار ثورته المباركة". معلنا تحديد يوم 8 ديسمبر عطلة وطنية سنوية.

وأضاف أنه تقرر عقب اجتماع الفصائل العسكرية والثورية "تفويض رئيس الجمهورية بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت للمرحلة الانتقالية إلى حين إقرار دستور دائم"، مؤكدا أنه تقرر أيضا "حل مجلس الشعب وكل الأحزاب السياسية وفي مقدمته البعث".

من جانبه، قال الشرع في أول كلمة له عقب الاجتماع: إن "أولويات سوريا هي ملء فراغ السلطة، والحفاظ على السلم، وبناء مؤسسات الدولة، والعمل على بنية اقتصادية".

وعد ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #أحمد_الشرع، #سوريا_الجديدة، تنصيب الشرع رئيسا دليل نضوج على قدرة سوريا على تحقيق أهدافها.

استبشار ومباركات

واستبشارا بتنصيب الشرع رئيسا لسوريا، كتب الصحفي مصطفى كامل، أن الذي كسر العمود الفقري للهلال الفارسي في المشرق العربي قادر على حمل الأمانة.

من جانبه، قال الصحفي قتيبة ياسين: "أنا مطمئن وأرى ما حدث خطوة لا بد منها وأبارك للسيد الرئيس أحمد الشرع، لكن أخاف إذا رأيت أن من ينتقد الرئيس والحكومة أصبح يخشى الدخول إلى سوريا.

وأضاف: "كمواطن سوري يمكن أن أصبر عن مطلب الديمقراطية فترة سنة وسنوات لكن لا أصبر عن الحرية ولا دقيقة واحدة".

بدوره، أعلن الصحفي أحمد كميل قبوله قرار تولية السيد أحمد الشرع رئيسا للجمهورية العربية السورية، وكل ما يترتب على هذا القرار.

وأكد أنه سيدعمه بدون أي علاقة ولا صلة ولا حتى صورة معه، داعيا الله له بالتوفيق والنجاح، ودعا كل سوري أن يقف معه، ليستكمل مهمة اجتثاث جذور النظام البائد، وتوحيد سوريا.

أما مدير الدفاع المدني السور رائد الصالح، فقال: إن المرحلة التي تمر فيها سوريا حساسة جدا وباعتقادي فإن "أحمد الشرع" هو رجل المرحلة القادر على إدارتها.

واستدرك قائلا: “ولا يعني ذلك أبدا تنازل السوريين عن مطالبهم في دولة قانون ومؤسسات تلبي تطلعاتهم وتليق بتضحياتهم وهذا ما وعد به، أتمنى له التوفيق في قيادة هذه المرحلة للوصول إلى سوريا التي نحلم بها”.

وأكد أن سوريا اليوم تحتاج لجهد كل سوريّ وسوريّة، المسؤوليات والتحديات كبيرة، ولا مجال إلا للعمل والبناء لصناعة المستقبل الذي يستحقه السوريون وتحقيق العدالة والاستقرار وإعادة الإعمار وتضميد الجراح.

وكتب المحامي طارق شندب: "مبروك للشعب السوري.. مبروك للأحرار.. مبروك اختيار السيد أحمد الشرع رئيسا للجمهورية العربية السورية.. مبروك وحدة الثوار والأبطال والفصائل وهذا هو الإنجاز الأكثر أهمية".

بدوره، قال الناشط مراد علي: "تتفق معه أو تختلف، أحمد الشرع تولى رئاسة سوريا باستحقاق بعد أن كافح الاستبداد لسنوات ونجح في إزاحة نظام طائفي فاسد استعان بقوات أجنبية لقتل مليون من شعبه".

وأضاف: "بينما حكام عرب تولوا السلطة بعد أن أطاحوا برئيس منتخب وقتلوا آلاف المدنيين واعتقلوا مئات الآلاف الآخرين، ثم قدموا تنازلات تمس الأمن القومي لدولهم للاستمرار في الحكم"، متسائلا: “من صاحب الشرعية؟”

قراءات وتحليلات

وتحت عنوان "فلسفة الشرعية الثورية" قدم المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والإستراتيجية بواشنطن رضوان زيادة، قراءة شاملة حول قرارات الإدارة السورية الأخيرة وتعيين الشرع رئيسا للجمهورية.

وخلص إلى أن تعيين الشرع رئيسا انتقاليا هو أفضل الحلول السورية، قائلا: إنه دعم تعيينه ويرى فيه شخصا وطنيا يحتاج إلى الكثير من العمل المشترك للوصول إلى الحلم في بناء سورية الدولة الديمقراطية المدنية لجميع أبنائها وتستعيد دورها الحضاري الذي تستحقه. 

وأثنى الباحث لقاء مكي، على حل الفصائل السورية التي أسقطت نظام الأسد نفسه، وذوبانها في جسم الدولة، مؤكدا أن هذا الحدث وحده ينبه للفرق بين القيادة السورية الحالية، وتلك التي نشأت في العراق بعد الغزو الأميركي ومازالت حتى اليوم. 

وأوضح أن الفرق أن الأخيرة استَجْدَت تغيير النظام من الأميركي، وتسلمت منه السلطة والحكم، وتفاخر كل من فيها بالارتهان لقوى أجنبية، وكان همّ الجميع الانتفاع غير المشروع والانتقام من الآخر، واستثارة كل تخاريف التاريخ وكراهيته، وخلافاته، وتخلفه. 

وأشار مكي إلى أن التغيير في سوريا فقد جاء بيد السوريين أنفسهم، ولم يستجدوه من أحد، لذلك نجحت سوريا في شهرين فيما فشل فيه العراقيون في عقدين, مبشرا بأن سوريا ستستمر في النجاح، فيما يواصل العراق الفشل، ففي النهاية لا يكفي أن تقوم بتغيير النظام وتولى الحكم محله، فالمهم هو من قام بذلك وكيف.

فيما قال المحامي والناشط الحقوقي بيومي حمادة: إن من الناحية القانونية، يُعد إعلان انتصار الثورة وتعيين أحمد الشرع رئيسا للمرحلة الانتقالية في البلاد، بعد التوافق العسكري والشعبي، وبالتزامن مع تأييد المجتمع الدولي، خطوة مشروعة.

وأضاف أن هذه الخطوة من شأنها أن تفتح الطريق نحو بناء مرحلة انتقالية تعزز الاستقرار السياسي وتقوي السيادة الوطنية، مما يمنح السلطة الجديدة الشرعية القانونية والسياسية، وفقا للمعايير الدولية التي تحترم إرادة الشعب وتدعم استقرار الدولة.

بينما كتب رئيس تحرير صحيفة المصريون جمال سلطان، إن قرار تولي القائد أحمد الشرع رئاسة الجمهورية السورية لفترة انتقالية أربع سنوات، كان منتظرا، وهو تطور إيجابي جدا، وضروري.

وأشار إلى أن سوريا تحتاج إلى مناخ سياسي أكثر استقرارا يساعد على توحيد البلاد، وتأمينها، وتطهيرها من فلول النظام السابق المسلحين، وإجراء حوار وطني موسع وعميق، وإعداد دستور يحقق تطلعات جميع السوريين.

ولفت سلطان إلى أن القرار ضمن حزمة قرارات، منها إلغاء دستور الأسد، وحل حزب البعث وتجريم الانتساب إليه، وحل البرلمان، وحل جميع الأجهزة الأمنية وتسريح منتسبيها وإعادة تشكيلها على أسس وطنية.

وأوضح أن القرارات تضمنت حل جميع التنظيمات والحركات الثورية التي قادت معركة التحرير وإدماجها في مؤسسات الدولة الجديدة بما فيها هيئة تحرير الشام التي كان يرأسها الشرع، وإعلان يوم 8 ديسمبر ـ يوم دخول الثوار دمشق وهروب بشار ـ يوما وطنيا للدولة، مؤكدا أن سوريا على الطريق الصحيح.

وأكد الأكاديمي محمد سليمان، أن ما حدث من قرارات يؤيدها جميع الأحرار من السوريين من حل مجلس الشعب والأفرع الأمنية والجيش وحزب البعث. 

وقال: إن مسألة تفويض السيد أحمد الشرع برئاسة الجمهورية أمر طبيعي ضمن فترة انتقالية، وخاصة من قبل الفصائل العسكرية التي حررت سوريا خاصة أنه تم الإعلان عن حل الفصائل وانخراطها بوزارة الدفاع، مضيفا: "من يسأل عن الشرعية هي الشرعية الثورية بظل مرحلة انتقالية".

خطاب النصر

وتعقيبا على خطاب الشرع، أشار الباحث مهنا الحبيل، إلى أن الشرع ألقى بالبزة العسكرية وأمام القوات المسلحة السورية الجديدة خطاب النصر لسوريا الحرة في 3 محاور، "المرجع الأخلاقي القرآني مصدر مركزي لعدالة المنتصر، السلم الأهلي ضرورة وأولوية، ستعلن سوريا ورشتها الكبرى للتنمية كمهمة مركزية للمستقبل."

ووصف الخطاب بالحكيم والمختصر، مشيرا إلى أن هناك متطلبات رئيسة كبرى تحتاجها الدولة لمقاربة طموح الشعب وتشكيلات المؤسسات الدستورية لم تعلن.

وأوضح الحبيل، أن التسلم الإستراتيجي الثوري المسلح، للمهمة الانتقالية الثانية، بإعلان الدولة الجديدة اعتمد على رفع تأمين ممانعة سوريا الحرة أمام تحديات كبرى، لبعث رسائل قوة تحمي المستقبل المدني للشعب، مؤكدا أن دون هذه الحماية لن تبقى سوريا حرة.

من جهته، قال فداء ياسر الجندي: "خطاب من خمس دقائق، مختصر مفيد"، مضيفا: "نحن بحاجة لرئيس فعال، لا لرئيس قوال، وعسى الله أن يحقق ما نحتاجه بالقائد أحمد الشرع.. الحمد لله الذي عافانا من خطابات آل الأسد الماراثونية، ومن نظامهم المتوحش."

فيما عرض الباحث في الفرق والأديان فاروق الظفيري، خطاب الشرع، قائلا: "خطاب النصر لفاتح الشام وقالع باب كسرى في سوريا رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع في مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية".

وأكد الصحفي معمر إبراهيم، إن خطاب الشرع كان مؤثرا ومتزنا، يدمي العيون ويوقظ الخير في القلوب التي لطالما تحملت مرارة.

ووصفت الإعلامية التركية سارة أردوغان، خطاب الشرع بالتاريخي، مشيرة إلى أنه بمناسبة إعلان نصر الثورة السورية.

ورأت أن سوريا الحديثة اليوم تخطو الخطوة الأولى نحو الحرية والاستقلال والبناء والتنمية.

بدوره، علق مستشار وزير الإعلام اليمني أحمد المسيلي، على خطاب الشرع قائلا: "إنه حقا هو خطاب النصر والحرية والانعتاق من الذل والاستعباد والاستبداد ".