خبير أمني: الجزائر لم ترم المنشفة بشأن فلسطين ومستعدة لاستئناف المصالحة (خاص)

عمرو حبيب | منذ ٣ أيام

12

طباعة

مشاركة

قال الخبير الأمني المختص في شؤون الساحل الإفريقي أحمد ميزاب: إن الجزائر لم ترمِ المنشفة أبدا بشأن فلسطين، ويمكن أن تستأنف جهودها في ملف المصالحة خصوصا لو توفر مناخ ملائم على المستوى الدولي والإقليمي.

وأوضح ميزاب في حوار مع “الاستقلال” أن الأولوية الآن هي للتعافي من جرائم الاحتلال، وهناك تحديات إنسانية هائلة يجب أن نستجيب إليها وأظن أن تلك الجراح يجب أن تكون دافعا لمصالحة شاملة بين الأطراف كافة. 

وعن التوتر المتصاعد مع فرنسا، أوضح الخبير الجزائري أن التلويح بإنهاء العمل باتفاق الهجرة لعام 1968 يدل على حالة من الضعف والتخبط لدى الحكومة الفرنسية.

ولفت إلى أن خطابات الرئيس إيمانويل ماكرون الأخيرة بخصوص الجزائر تبرز نوايا غير مبشرة ولا تؤسس لعلاقات مشتركة وذات نبرة استعمارية تتدخل في شؤون الغير.

والدكتور أحمد ميزاب هو أستاذ بجامعة الشيخ العربي التبسي، ورئيس اللجنة الجزائرية الإفريقية للسلم والمصالحة، وخبير أمني وجيوسياسي مختص بشؤون الساحل الإفريقي.

مناكفات فرنسا والجزائر

  • كيف ترى تصريحات وزير الداخلية الفرنسي التي صدرت أخيرا بخصوص إنهاء العمل باتفاق 1968 الذي يمنح الجزائريين بعض المزايا بالإقامة في فرنسا؟

هذه التصريحات تصدر في ظل مجموعة من المعطيات أهمها تصاعد خطاب اليمين المتطرف في فرنسا وكذلك أزمات داخلية هناك، وفي ظل تحركات غير مسبوقة تستهدف الجزائر والجالية الجزائرية على الأراضي الفرنسية. 

اتفاق 1968 هو اتفاق قائم على الورق أما تطبيقه على أرض الواقع أو تفعيله بشكل كامل لا يتعدى 20 بالمئة من بنوده وهذا على مستوى التطبيق.

من جانب آخر هو اتفاق لا يمثل ورقة ضغط على الجزائر بقدر ما يشكله من ضغط على فرنسا نفسها، بتقدير أن انعكاسات تعطيل أو إلغاء هذا الاتفاق على فرنسا ستكون سلبية جدا على المستوى العالمي.

فضلا عن أن هذه التصريحات تبرز أصلا الازدواجية في الخطاب الرسمي الفرنسي، وكذلك حجم الأزمة الداخلية التي تعيشها فرنسا، فهناك داخل فرنسا من يبحث عن علاقات متوازنة مع الجزائر وهناك من يبحث عن التصعيد وإثارة الأزمات وتبني خطاب ذي خلفية استعمارية وخلفية عدوانية. 

لكن عموما التلويح بمثل هذه الورقة يدل على حالة من الضعف والتخبط لدى الحكومة الفرنسية. 

وهنا نذكر أن أوراق الضغط التي تمتلكها فرنسا ضد الجزائر أصبحت متقزمة جدا وضعيفة، لدرجة أن تلجأ إلى التلويح بإلغاء اتفاقية تمنح الجزائريين بعض المزايا داخل فرنسا وهو اتفاق أصلا غير مفعل بشكل كامل. 

أعتقد أن التحدي الحقيقي الذي يخص هذه التصريحات هو تحدي لدى فرنسا نفسها وليس لدى الجزائر؛ لأن الجزائر ستتعامل بكل سيادية في قضية مثل هذه. 

لذلك يمكن أن نصنف هذه التصريحات في إطار خطاب سياسي متطرف عدواني يتصاعد أخيرا في فرنسا ويعطي صورة لطبيعة الأزمة الداخلية التي تتخبط فيها فرنسا وتبرز من خلال تناقض الخطابات ما بين وزير الداخلية الذي تلقى تنبيها من قبل وزارة العدل الفرنسية نتيجة تدخله في مسار القضاء الفرنسي.

من ناحية أخرى هناك خطاب معتدل يدعو إلى ضرورة العمل على بناء خطاب متوازن هادئ مع الجزائر. 

  • كيف قرأتم تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون بخصوص إلقاء الجزائر القبض على الكاتب بوعلام صنصال؟

خطاب ماكرون خطاب رديء لا يرقى إلي مستوى رئيس دولة بحجم فرنسا، وكذلك خطاب يبرز نوايا غير مبشرة ولا تؤسس لعلاقات مشتركة، ثالثا هو خطاب ذو نبرة استعمارية تتدخل في شؤون الغير وكأن الرئيس الفرنسي لا يدرك طبيعة العالم من حوله.

كذلك هو خطاب يمس بسيادة القرار القضائي في الجزائر وإرادة الدولة الجزائرية، الحقيقة لا يمكن لنا أن نتحدث عن هذا الخطاب إلا من زاوية واحدة هي أنه خطاب يعبر عن إخفاق في الخطاب الرسمي الفرنسي وانحداره إلى مستوى دنيء. 

وكان الأحرى بماكرون أن يتناول أزمات بلاده الداخلية ويطلق تصريحاته بخصوص الواقع الاقتصادي أو السياسي أو حتى الاجتماعي داخل بلاده.

أو يتناول التصاعد الملحوظ لخطاب الكراهية داخل فرنسا والذي يهدد أمن فرنسا بالفعل بدلا من أن يشتبك مع دولة ذات سيادة واستقلال. هناك كُتاب وأصحاب آراء فرنسيون تمت المصادرة على آرائهم وحقوقهم لماذا لم يتناولها ماكرون؟!.

تفاهمات روسيا والجزائر

  • هل بالفعل كانت الجزائر تحتاج إلى تطمينات أمنية من روسيا فيما يتعلق بنقل بعض معداتها وقواتها إلى ليبيا بعد سقوط النظام السوري؟ وما رؤيتكم للعلاقات بين الجزائر وروسيا عموما؟

أرى أن الجزائر تؤسس علاقاتها بشكل عام على أساس من الندية قدر المستطاع، فهي ترفض أن تكون دولة وظيفية تؤدي دورا تمليه عليها أطراف أخرى وذلك نظرا إلى قيمتها وثقلها في المنطقة، وطبعا بالإضافة إلى أساس المصلحة القومية. 

لذلك الجزائر مع روسيا لا تبحث عن تطمينات، نحن أمام علاقات ذات بعد إستراتيجي وكانت العلاقات بين البلدين ابتداء من 2023 قد شهدت طفرة شملت مجالات مختلفة.

ومن حق الجزائر أن تبدي تخوفاتها فيما يخص مثلا رفض التدخلات الخارجية وتسويات الملفات المرتبطة بأمن دول الجوار، ولها في ذلك مواقف ثابتة مع كل الأطراف الإقليمية وذات العلاقة، ولا يوجد في ذلك استثناءات. 

وبشكل عملي عبرت الجزائر كثيرا عن رفضها لمنطق عسكرة المنطقة من حولها أو التدخلات الخارجية في صورة عسكرية أو غيرها وكذلك الاستثمار في الأزمات ومنطق توظيف القوة في تسوية الأزمات.

بخاصة أن المنطقة تشهد صراع نفوذ محتدما بين الأطراف الدولية الفاعلة، لذا فالجزائر واضحة في تحديد مساراتها وشراكاتها وتديرها بشكل يخدم مصالحها، والجزائر كذلك تستوعب جيدا ما الأدوات التي تحتاج إلى استخدامها في مثل هذه المواقف، وكل هذه المعايير تنطبق على علاقة الجزائر بروسيا. 

والزيارات بين الجانبين فعلا تكثفت أخيرا وهناك آليات للتنسيق بين الجانبين خصوصا أن الجزائر لديها مواقف مشتركة مع روسيا في مجلس الأمن، والحفاظ على العلاقات جيدة مع روسيا مهم بالنسبة إلى الجزائر لكون روسيا عضوا دائما بمجلس الأمن.

وحسب التصريحات الرسمية للجزائر واضح أن أهم القضايا بين الجانبين هي مسألة التدخلات الخارجية التي ترفضها الجزائر وهناك علامات على استجابة روسيا لذلك وتعاملها بشكل إيجابي مع تلك التخوفات.

فنجد ملف فاغنر في طريقه للاختفاء تقريبا بالإضافة إلى استمرار التفاهمات حول باقي القضايا على أساس من الندية والديناميكية. هذا هو ما أراه بالنسبة لمسار العلاقات بين الجانبين.

الأخ الأكبر

  • أخيرا أسهمت الجزائر بحل مشكلة الغاز التي عانت منها تونس، وكذلك هناك أنواع أخرى من المساعدات في هذا الإطار.. ما الفائدة التي تعود على الجزائر من هذا الإسناد؟

استقرار تونس يمثل بالنسبة إلى الجزائر عمقا مهما جدا في استقرارها هي وأمنها، فضلا عن أن الجزائر تتعامل مع تونس بصفة الأخ الأكبر.

فمن الجانبين الوقوف إلى جانب تونس شيء مهم للجزائر، مساعدة تونس تحدٍّ مهم جدا لأن هناك قواسم مشتركة بين الجزائر وتونس من الناحية الأمنية وكذلك السياسية، استقرار دول الجوار عموما مهم للجزائر وطبعا تونس من أهمها، حل إشكالية الغاز من قبل الجزائر مفيد لتونس مجتمعيا وسياسيا ومفيد للجزائر أيضا على مستويات أخرى ليس آخرها البعد الاقتصادي.

فضلا عن وجود اتفاقات قائمة بين البلدين بهدف تعزيز الروابط والتبادل التجاري وأمور عديدة. وعندما تتعافى تونس اقتصاديا فإن ذلك سيجنب المنطقة أي تدخلات من جوانب أخرى خارجية وبالتالي تخف الأعباء على الأطراف كافة. وهذا من أبجديات السياسة الخارجية للجزائر. 

  • أخذت العلاقات بين الجزائر وموريتانيا في السنوات الأخيرة وتيرة متصاعدة بخاصة بعد الزيارات المتكررة للرئيس الموريتاني إلى الجزائر.. ما الأهمية التي تمثلها موريتانيا بالنسبة إلى الجزائر؟

موريتانيا بوابة إستراتيجية بالنسبة للجزائر على منطقة غرب إفريقيا وكذلك منطقة الساحل الإفريقي، بالتالي هي جزء من معادلة الأمن القومي للجزائر.

فتعزيز العلاقات بين البلدين يأتي ضمن أهداف مشتركة كثيرة لكن أهمها "أمن الحدود"، لأنه مهم جدا أن تستقر الحدود بينهما خصوصا في ظل التحديات التي يشهدها الإقليم.

من هنا سعت الجزائر في مسألة فتح المعبر الحدودي بينها وبين موريتانيا وكان على مستوى عال جدا، وكذلك تكفل الجزائر بتمهيد الطرق المهمة والأساسية داخل موريتانيا لتيسير عمليات تجارية مهمة جدا، آليات التجارة بشكل عام الجزائر أعطتها أولوية كبيرة في اتجاه غرب إفريقيا بالتالي موريتانيا في الواجهة في هذا الأمر.

وهذا أمر يعزز من النفوذ الاقتصادي الجزائري في غرب القارة. موريتانيا كذلك لديها علاقات مع دول الساحل وبالتالي الجزائر تؤمّن احتياجها السياسي في هذا الإطار، كل هذه المعطيات تعزز حتمية التحرك الجزائري إيجابيا تجاه علاقاتها مع موريتانيا بل إنه من حسن التصرف خصوصا في هذه المرحلة.

القضية الفلسطينية

  • ما تقييمكم للجهود الجزائرية حيال ملف المصالحة الفلسطينية؟ وهل ترون أنها قد تُجدد بعد توقف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد غزة؟  

الجزائر لها تاريخ كبير في دعم القضية الفلسطينية عموما، خصوصا في مسألة المصالحة بين الأطراف الفلسطينية كافة، لكن جاءت حرب الإبادة التي شنتها دولة الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة فجمدت المسار والجهود جميعها، عند اندلاع هذه الحرب عادت القضية الفلسطينية إلى الساحة الدولية بقوة.

 وكانت الجزائر في الواجهة ضمن التفاعل مع هذا الاعتداء المجرم على أهل غزة، فكان لها تحرك على المستوى الأممي وفي مجلس الأمن خصوصا.

ويمكن أن تستأنف الجزائر جهودها في ملف المصالحة بين الفلسطينيين خصوصا لو توفر مناخ ملائم على المستوى الدولي والإقليمي.

والآن الأولوية هي للتعافي من جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين وهناك تحديات إنسانية هائلة وشاسعة جدا يجب أن نستجيب إليها أولا وأظن أن تلك الجراح التي أصابت الشعب الفلسطيني يجب أن تكون دافعا لمصالحة شاملة بين الأطراف كافة. 

  • كيف ترون التعامل الجزائري مع حرب الإبادة الإسرائيلية ضد غزة؟

الجزائر مررت رسائل قوية فيما يخص القضية الفلسطينية وقدمت مقترحات مختلفة خصوصا على المستوى الأممي فيما يخص بعث نشاط الأونروا وجهود وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية وإدانة جرائم الإبادة أو الدعوة إلى تحمل الأطراف الدولية مسؤولياتها تجاه جرائم إسرائيل.

الجزائر لم ترمِ المنشفة أبدا بشأن فلسطين حتى الدول دائمة العضوية وقفت أمامها قدر المستطاع فيما يخص حق الفيتو. 

كذلك سعت للتنسيق مع الدول الفاعلة والمؤثرة في قضية فلسطين وطالبت بعقد العديد من الجلسات، كان هناك جهد دبلوماسي متكامل بأوسع ما لديها من جهد وإمكانات في هذا السياق. 

الخارجية الجزائرية في هذا الملف ألقت بكل ثقلها حسب رؤيتي الخاصة. في منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس الأمن وعلى مستوى آليات التنسيق في إفريقيا، الجزائر شنت حركة ونشاطا دبلوماسيا مكثفا في إطار دعم الشعب الفلسطيني وقضيته. 

تصريحات الممثل الدائم للجزائر في مجلس الأمن كانت لافتة جدا وحازت اهتماما من أطراف عديدة وأقامت الحجة على أطراف عديدة. 

  • كيف ترون موقع الجزائر من الأزمة في السودان؟

السودان تعبث به أجندات عديدة تسعى للسيطرة والاستفادة، سواء على حساب الشعب السوداني أو غيره، بالإضافة إلى أن السودان متلامس مع دول الساحل الإفريقي ولا تستطيع الجزائر إهمال هذا الملف.

من هذا المنطلق الجزائر أخذت على عاتقها التحدث عن قضية السودان في المحافل الدولية كافة وكذلك على المستويين الإقليمي والعربي. 

والجزائر أوضحت أنها تدعم تفضيل ورقة التسوية السياسية بدلا من ورقة القوة والحرب من أجل تفويت الفرصة على الأطراف التي تسعى إلى فرض أجندتها داخل السودان، وذلك من خلال إحياء المبادرات السياسية التي قد تخلق نقطة التقاء بين الأطراف المتحاربة. 

وكانت زيارة البرهان للجزائر منذ حوالي سنة تستهدف التأكيد على هذه المعطيات بحكم الثقل الإفريقي للجزائر التي لم تمانع في ذلك؛ لأن هناك مسارات أخرى مجهولة العواقب قد تضطر بعض الأطراف إلى المُضي فيها.

الجزائر والمغرب.. أكبر من مجرد سجال

  • إلى أين وصل السجال المستمر بين الجزائر والمغرب بخصوص قضية الصحراء؟ وكيف تقيمون طبيعة العلاقات بين البلدين الآن؟

الحقيقة ما بين الجزائر والمغرب ليس مجرد سجال، الأزمة بين البلدين أصلا ليست مبنية على قضية الصحراء الغربية، قضية الصحراء قضية مصنفة في الأمم المتحدة قضيةَ تصفية استعمار، وليست الجزائر من صنفها أو أدخلها للأمم المتحدة، لكن الجزائر تؤمن بمبدأ الشرعية الدولية وتؤمن كذلك بحق الشعوب في تقرير مصيرها.

من جانب آخر الجزائر تدرك النوايا التوسعية للمغرب ولنا تجارب وقعت في وقت سابق بمجرد استقلال الجزائر فوجدنا حرب الرمال ورأينا محاولة اعتداء من النظام المغربي على الأراضي الجزائرية.

أنا أرى أن المغرب لديه سياسة عدوانية تجاه الجزائر، وهذا أثبتته تقارير دولية وتقارير أمنية جزائرية.

من هنا للأسف الشديد العلاقات بين البلدين وصلت إلى طريق مسدود في ظل سياسات مغربية لا تسعى إلى تعبيد الطريق لحوار أو دعم علاقات حسن الجوار ولا تسعى كذلك إلى إيجاد حلول لأزمات العلاقات الثنائية. 

بل على العكس المغرب دائما متجه نحو التصعيد والاستهداف ومحاولة ضرب استقرار الجزائر والوقوف وراء شبكات تخريبية تستهدف الجزائر. 

نعود إلى قضية الصحراء، هذه قضية لها أدوات تناولها، لأنها مطروحة على المستوى الدولي ليست الجزائر من يدافع عنها فقط، القرارات الأممية تتحدث عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وقد شُكلت مجموعة المينوسو من أجل العمل على وضع الآلية التي من خلالها يقرر هذا الشعب مصيره.

لكن هناك محاولات مغربية لتغيير هذا المسار أو خرقه لكن القضية مازالت في وضعها القانوني السليم.

  • هل ترون أي تغيرات إيجابا أو سلبا على المستوى الأمني بين ولاية الرئيس تبون الأولى والثانية؟

الولاية الأولى من ولاية رئيس الجزائر شهدت العديد من التحديات كان وباء "كوفيد" في مقدمتها وهو تحدٍّ منعكس على كل المستويات سياسيا واقتصاديا وأمنيا واجتماعيا، فكان التركيز عليه في إطار التعامل المناسب معه. 

وفي هذه الفترة أيضا كان هناك تنامٍ لتهديدات مختلفة في المنطقة، استدعت أن تتعامل الجزائر معها كدولة مسؤولة، فكان الأمن والاستقرار على رأس أولوياتها.

وإذا نظرنا إلى هذه الفترة فسنجد أن الأحداث التي انعكست سلبا على أمن الجزائر لا تعد على أصابع اليد الواحدة وبرأيي الرئاسة كانت قادرة على التعامل مع التحديات كافة في هذه المرحلة.

وعلى المستوى الإقليمي كانت الجزائر لها موطئ قدم في كل القضايا التي تؤثر في وضعها داخليا وخارجيا ما بين ليبيا وموريتانيا والساحل الإفريقي والتعامل مع فرنسا والعديد من الأطراف المتلامسين مع الشأن الجزائري. كانت هناك مقاربة وتسديد صائب من الجزائر في التعامل مع هذه الملفات الشائكة.