أنصار عمران خان يتصدرون.. هذه سيناريوهات اختيار رئيس وزراء باكستان القادم
تحديات كبيرة تشهدها باكستان بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات العامة، وأبرزها يتمثل في تشكيل الحكومة المقبلة.
وبحسب النتائج التي أعلنتها مفوضية الانتخابات، لم يتمكن أي حزب من الحصول على الأغلبية في البرلمان التي تؤهله لتشكيل الحكومة.
تحديات صعبة
واستهلت صحيفة "8 صبح" الأفغانية بالتحدث عن رئيس وزراء باكستان المؤقت، أنور الحق كاكار، موضحة أنه من "أوائل الذين أكملوا دورة تدريبية في الأكاديمية السياسية لجيش البلاد".
وأشارت إلى أن "هذه الدورة التدريبية هي مشروع يحاول الجيش من خلاله تدريب السياسيين الموالين له تماما، هادفا بهذه الطريقة السيطرة الكاملة على الحكومة المدنية".
وكانت التهديدات التي وجهتها حركة "طالبان الباكستانية" و"جيش بلوشستان"، إلى جانب الهجمات المتصاعدة قبل الانتخابات الصعبة، قد وضعت اختبارا صعبا أمام كاكار، وبالتبعية أمام مشروع الجيش كذلك.
وفي هذا السياق، قالت الصحيفة إن "فشل الحكومة الباكستانية المؤقتة في إجراء انتخابات آمنة وناجحة كان سيعني أيضا فشل مشروع الجيش، وبناء على ذلك، فإن إجراء انتخابات آمنة كان بمثابة نصر للجيش والحكومة المؤقتة".
ورأت أن "الحكومة المؤقتة بقيادة كاكار اجتازت هذا الاختبار بنجاح جزئي، بينما كانت هناك تحديات أمنية، كتعرض مرشحين للهجوم على سبيل المثال".
وفي رأي الصحيفة، يظهر التحدي الحقيقي والرئيس بعد الانتخابات، حيث شابت الاستحقاقات مزاعم عن تزوير منظم، كما أدى التأخير في إعلان النتائج إلى إثارة التكهنات بأن النتائج "مزورة".
ولفتت إلى أن "أحزابا مختلفة تنظم احتجاجات في الشوارع في جميع أنحاء باكستان، طاعنة في نتائج هذه الانتخابات".
وأشارت الصحيفة إلى "التحدي الآخر المتمثل في تشكيل الحكومة المقبلة، فبحسب النتائج التي أعلنتها مفوضية الانتخابات الباكستانية، لم يتمكن أي حزب من الحصول على الأغلبية التي تؤهله لتشكيل الحكومة".
ونتيجة لذلك، دخلت الأطراف في حوار للتوصل إلى تفاهم مع بعضهم البعض وتشكيل حكومة ائتلافية.
التزوير والطعن
وفي هذا الصدد، أوضحت الصحيفة أن المرشحين المستقلين، الذين يدعم معظمهم حزب "حركة الإنصاف" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق عمران خان نيازي، حصلوا على 101 مقعد من إجمالي 336 مقعدا.
ويُقال إن 93 من هؤلاء المرشحين هم أعضاء في "حركة الإنصاف"، الذين دخلوا الحملة الانتخابية كمرشحين مستقلين بسبب القيود المفروضة على هذا الحزب، بينما الثمانية الآخرون مستقلون بالفعل.
ومن ناحية أخرى، ذكرت الصحيفة الأفغانية أن حزب "الرابطة الإسلامية" بزعامة جناح نواز شريف جاء في المركز الثاني بحصوله على 75 مقعدا.
فيما جاء حزب "الشعب" بزعامة بيلاوال بوتو في المركز الثالث بحصوله على 54 مقعدا.
وبحسب الصحيفة، فاز حزب "جمعية علماء الإسلام" بأربعة مقاعد، في حين لم يفز حزب "الجماعة الإسلامية" بأي مقعد.
وكان من المفترض -كما تقول الصحيفة- أن تُعلن نتيجة الانتخابات الباكستانية في 8 فبراير/ شباط 2024.
إلا أنها أُعلنت في وقت متأخر من 11 فبراير، وسط احتجاجات في طرق باكستان ودعوات إلى استمرار التظاهر.
ووفق الصحيفة الأفغانية، قال عمران خان، المسجون في سجن أديالي، إن حزبه هو الفائز في الانتخابات وأنه يمكنه تشكيل حكومة.
إضافة إلى أن بعض قيادات هذا الحزب أفادوا بأنهم "تمكنوا من الحصول على ما بين 150 و170 مقعدا، وهو ما يمكنهم من تشكيل الحكومة بمفردهم، رغم استبعاد لجنة الانتخابات مرشحي هذا الحزب".
ومن ناحية أخرى، أعلن نواز شريف، فوز حزبه في هذه الانتخابات، كما أعلن استعداده لتشكيل حكومة ائتلافية.
وفي إطار هذه الأحداث، ذهبت "8 صبح" الأفغانية إلى أن الادعاء بتزوير الانتخابات الباكستانية "أمر خطير للغاية، منوهة إلى أن "جميع الأحزاب، من الكبيرة إلى الصغيرة، يدعي حدوث تزوير".
وفي هذا السياق، لفتت الصحيفة الأنظار إلى الوجهين الخطيرين للاحتجاجات.
حيث يزعم الوجه الأول، والأقل خطرا، أن عمليات التزوير هذه ارتكبها الشعب والناخبون.
أما الوجه الآخر والأخطر هو تجاه لجنة الانتخابات، حيث يُزعم أنها تعمدت خفض أصوات بعض المرشحين وزيادة أصوات منافسيهم.
ولأن المحاكم في مختلف أنحاء باكستان مليئة بقضايا تزوير الانتخابات، خلصت الصحيفة إلى أن "تحقيق الحكومة المؤقتة ولجنة الانتخابات لا يبدو أنه سيحدث أي اختلاف في نتائج الأصوات".
وفي مثل هذه الحالة، من وجهة نظر الصحيفة، يبقى تشكيل حكومة فيدرالية ائتلافية هو "الخيار الوحيد".
رئيس الوزراء القادم
وبسبب منع حزب "حركة الإنصاف"، الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد، من المشاركة في الانتخابات، دخل أعضاؤه المنافسة كمرشحين مستقلين.
وقالت الصحيفة الأفغانية إنه "حتى لو قُبلت نتائج الانتخابات وهدأت الاحتجاجات، فإن تحدي تشكيل الحكومة سيظل قائما".
وعزت ذلك إلى أن "أعضاء الحزب (الإنصاف) لا يستطيعون تشكيل حكومة كحزب بسبب إعلان عدم شرعيته ودخولهم الحملة الانتخابية بشكل مستقل".
ولذلك، أوضحت أنه لم يتبق أمام المرشحين إلا تشكيل ائتلاف، وهو ما تناولته في 3 سيناريوهات محتملة لرئيس وزراء باكستان.
وبالنسبة للخيار الأول، قالت الصحيفة: "بسبب امتلاكهم العدد الأكبر من المقاعد، إذا ظل أعضاء حزب حركة الإنصاف موالين لحزبهم، قد يتمكنون من تشكيل ائتلاف مع حزب آخر وتشكيل الحكومة".
وتبعا لهذا الاحتمال، تتوقع أن "مشاركة أعضاء حزب حركة الإنصاف في الحكومة المقبلة تزيد من احتمال إطلاق سراح عمران خان من السجن نتيجة لاتفاق سياسي".
كما أن احتمالية استعادة الحزب وضعه القانوني أيضا ستزداد.
أما بشأن الخيار الثاني، أشارت الصحيفة إلى أن هذا السيناريو يتمثل في نواز شريف أو شقيقه شهباز.
ولفتت إلى أن "نواز الذي فاز حزبه بأكبر عدد من المقاعد في الجمعية الوطنية بعد حزب حركة الإنصاف، أعلن فوزه في هذه الانتخابات".
كما أنه صرح منذ اليوم التالي للانتخابات بأن "أي حزب لن يفوز بالأغلبية ويجب تشكيل حكومة ائتلافية".
ولأنه لا يعترف بحزب عمران خان، لفتت الصحيفة إلى أن نواز ادعى أن "حزبه يمتلك أكبر عدد من المقاعد وينبغي أن يقود الحكومة الائتلافية المقبلة".
ولهذا السبب، كلف شقيقه شهباز بالتفاوض مع الأحزاب الأخرى.
وبالفعل، أوضحت الصحيفة الأفغانية أن "رابطة نواز الإسلامية أعلنت أخيرا أنها توصلت إلى اتفاق مع الحزب القومي المتحد لتشكيل الحكومة المقبلة".
وفي وقت متأخر من ليلة 11 فبراير/ شباط 2024، أصدر حزبا "الشعب" و"الرابطة الإسلامية" بيانا مشتركا أعلنا فيه عن المفاوضات والاتفاقات الأولية.
كما كتب حزب "الرابطة الإسلامية" على منصة "إكس" في 11 فبراير، أن "أكثر من 35 مرشحا مستقلا مهتمون بالانضمام إلى حزب الرابطة الإسلامية".
وفي النهاية، كخيار ثالث وأخير، ذهبت الصحيفة الأفغانية إلى أن هذا الاحتمال يرتبط بـ"بيلاوال بوتو زرداري"، أحد زعماء حزب "الشعب" والبالغ من العمر 35 عاما.
وبحسب الصحيفة، يسعى حزب "الشعب"، الذي حصل على 54 مقعدا في البرلمان إلى أن يكون شريكا في الحكومة المقبلة.
وفي هذا السياق، في المقابلات التي أجراها، كان بيلاوال بوتو زرداري قد صرح مرارا وتكرارا بأنه "لا يمكن تشكيل الحكومة الفيدرالية دون مشاركة حزبه".
وفي إشارة إلى التوتر الشديد بين حزبي "حركة الإنصاف" و"الرابطة الإسلامية"، ترى "8 صبح" أن احتمالية تحالفهما مع بعضهما البعض ضعيفة جدا، وهو ما يعني زيادة فرصة حزب "الشعب".
ولكن في الوقت نفسه، بسبب امتلاك حزب نواز مقاعد أكثر من حزب "الشعب"، فإن احتمال حصول بيلاوال بوتو زرداري على مقعد رئيس الوزراء "ضعيف للغاية".
و من بين كل هذه السيناريوهات، رجحت الصحيفة الأفغانية احتمالية تشكيل حكومة ائتلافية بين "الرابطة الإسلامية" وحزب "الشعب".