مقاطعة لبنان والإمارات.. مطلب عربي لتأديب البلدين على بطشهما بنجل القرضاوي

منذ ١٤ ساعة

12

طباعة

مشاركة

على وقع ترحيل السلطات اللبنانية شاعر الثورة المصرية عبد الرحمن يوسف القرضاوي إلى الإمارات للتنكيل به وإسكات صوته، أطلق ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي حملات لتأديب بيروت وأبو ظبي بعدم الذهاب إليها بصفتهما بلدين غير آمنين.

محمد صبلوح محامي عبدالرحمن القرضاوي، أعلن في 8 يناير/كانون الثاني 2025، أن طائرة خاصة قادمة من الإمارات تسلمت موكله.

وأكد أن رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي تلقى وعودا بإعادة تكليفه رئيسا للوزراء بعد انتخابات رئاسة الجمهورية، متوعدا بالقول: "أخطأ ميقاتي بحريمته ولكنها لن تمر بدون فضح هذه الجريمة أمام المجتمع الدولي".

وجاء الترحيل القسري للقرضاوي من لبنان إلى الإمارات في تجاهل تام لمطالبات المنظمات الحقوقية والإنسانية والنخب السياسية والحقوقية.

من جانبها، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن القرضاوي يواجه بشكل شبه مؤكد محاكمة جائرة وخطرا حقيقيا بالتعرض لانتهاكات أخرى، بما في ذلك التعذيب.

ونقلت عن الباحث اللبناني في المنظمة رمزي قيس قوله إن "ترحيل شاعر تعسفيا إلى الإمارات لمجرد انتقاد سلمي على منصات التواصل الاجتماعي يقوّض بشدة سيادة القانون في لبنان".

وأضاف أن قرار ترحيل شخص بسبب انتقاد حكومة أخرى يبعث برسالة مفادها أن السلطات اللبنانية ستتساهل مع جميع أشكال الانتهاكات في تملقها لدول الخليج القوية، حتى دون أي دليل على ارتكاب جريمة.

وذكرت المنظمة بأن السلطات الإماراتية شنت خلال العقد الأخير حملة متواصلة على حقوق الإنسان، عبر إقرار قوانين وسياسات قمعية، واحتجاز المدافعين والنشطاء الحقوقيين والمعارضين السياسيين وغيرهم من المنتقدين المتصوّرين بطريقة غير قانونية.

وأوضحت أن العشرات منهم يقضي أحكاما طويلة في السجون الإماراتية، في أعقاب محاكمات جائرة على خلفية تهم مبهمة وفضفاضة تنتهك حقهم في حرية التعبير والتجمع.

وعبر وسوم عدة أبرزها #لا_تسافروا_لبنان، #لا_تسافروا_الإمارات، #الإمارات_غير_آمنه،#انقذوا_عبد_الرحمن_القرضاوي، طالب كتاب وناشطون وسياسيون، بملاحقة كل من تورط في تسليم القرضاوي للإمارات.

لبنان بلا سيادة

وتعليقا على المشهد، كتب مدير المركز العربي للأبحاث عزمي بشارة: "في مخالفة لقوانين الدولة وأعرافها تسلِّم سلطاتها مواطنا في دولة ثانية إلى دولة ثالثة بتهمة التعبير عن رأيه لمجرد أنها طالبت به".

وأشار إلى أن نواب لبنان يجتمعون اليوم لانتخاب رئيسها ورمز سيادتها بموجب تعليمات دول أجنبية، مضيفا: "جيد أن يسد الفراغ ويحل الاستقرار، ولكن ثمة فراغ لا يسده صخب السياسة والإعلام.. إنه غياب السيادة".

من جانبه، عد فاخر عباس الداودي، ما حدث "فضيحة بكل المقاييس"، مستنكرا أن لبنان الذي يزعم ويتشدق بأنه دولة الحرية والديمقراطية قام بهذه الفعلة المشينة من أجل حفنة دولارات ومساعدات تتلقاها من عيال زايد. 

وأكد أن عبد الرحمن القرضاوي هو ضحية مثل خاشقجي رحمه الله في لعبة إقليمية قذرة، يجب عدم التهاون معها بأي حال من الأحوال ويجب الحذر منها دائما، قائلا إن لبنان سلمته لدولة الشر والمؤامرات على الرغم من أنه ليس إماراتيا.

وأشار الداودي إلى أن تسليم القرضاوي للإمارات جاء على الرغم من اعتراف حكومة لبنان نفسها بأنه لم يرتكب أي جريمة على أراضيها، مؤكدا أن الموضوع برمته قضية سياسية، وكارت إرهاب للمعارضين.

وأعرب عن أسفه أن حياة الإنسان أصبحت لا تساوي شيئا في موازين هؤلاء الحكام العملاء المجرمين، قائلا إن "المطلوب من الشعوب أن تتعامل مع الواقع وتفهم أن هؤلاء الأفاعي يعملون ضمن منظومة واحدة وفي صف واحد مع المخطط الصهيوأميركي، وأن خلاص هذه الأمة لا يمكن إلا بتحريرها من الطغاة العملاء المستبدين أولا".

وأكد النائب التونسي زياد الهاشمي، أن عار الدهر سيلاحق لبنان وحكامها، قائلا إن تسليم عبد الرحمن القرضاوي للإمارات العبرية عار الدهر وقمة الخذلان والهوان".

حليف الأسد

وهجوما على ميقاتي، قال الصحفي أحمد كمال: "سيسجل التاريخ بأحرف من عار أن رئيس حكومة "لبنان الكرامة والحرية والحضارة والكلمة.. سلم شاعرا إلى وحش ليفترسه".

وأضاف: "لا القانون ولا القضاء اللبناني، ولا الحقوقيون ولا المثقفون ولا الإعلاميون اللبنانيون ولا اللبنانيون جميعا، امتلكوا ما يكفي من إنسانية وشجاعة لمنع بيع دم شاعر واحد".

وأشارت سعيدة العالمي، إلى أن نجيب ميقاتي سلّم رأس شاعر وأديب إلى أمراء الخليج في صفقة انتصرت فيها سلطة الدولار على أعراف المبادئ الكونية، مؤكدة أنها في الحقيقة ليست إهانة للشعب اللبناني الكلاس فحسب!! بل هي كذلك إهانة لمثقفي العالم.

وقالت إن المطلوب الآن هو تنظيم حملات واسعة النطاق، من أجل تحرير الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي والمختطفين كافة، مع الحرص على عزل هذه الدول الديكتاتورية وتصنيفها مناطق منكوبة.

وتساءل الطبيب علي أسعد: “ ألا تعلمون أن رئيس الوزراء اللبناني ميقاتي من بقايا نظام الأسد؟ ألا تعلمون أنّ إحدى وظائف نظام الأسد كانت محاربة الإسلام السياسي السني والتجسس على المقاومة والإسلام السياسي الشيعي؟ فلماذا تعجبون من موقف ميقاتي الشريك الاستثماري الأقوى للنظام البائد؟”

لبنان غير آمن

من جهته، قال الكاتب والباحث فراس أبو هلال: “لا تسافروا لبنان لأنها دولة بدون قانون ولا نظام عدالة، والسفر لها قد يعرضكم للخطر.”

ونصح الصحفي عبدالله، بعدم السفر إلى لبنان لأنها ليست دولة، مؤكدا أنها يحكمها بضع من المرتزقة، لا يعترفون بحقوق البشر، ومجرد عصابة تخطف من يأتي إليها وتبيعه لمن يدفع أكثر.

وقال الصحفي يوسف الدموكي: "لا تسافروا لبنان، لبنان غير آمن لأي إنسان له رأي، ولا اعتراف فيه بالقانون، وتحكمه مافيا من المرتزقة وقطاع الطريق".

ترهيب إماراتي

فيما استنكر السياسي والحقوقي المصري أسامة رشدي، تباهي أستاذ العلوم السياسية الإمارات عبدالخالق عبدالله المستشار السابق لابن زايد، في تغريدة على حسابه بمنصة إكس، بتسلم بلاده القرضاوي بدعوى أن هذا مصير كل من يتطاول على الإمارات دون وجه حق.

وعقب رشدي على تغريدة عبدالله مؤكدا أن الإمارات ارتكبت خطأ جسيما، وأن هذه عملية اختطاف وقرصنة ضد شاعر وكاتب وفيها مخالفة لكل القوانين حتى قانون أبوجهل نفسه.

وقال لعبدالله: "أنتم أكلتم لقمة مسمومة يا دكتور، وهذه العربدة وسطوة المال والصفقات القذرة نذير شؤم على أصحابها"، متسائلا: “ما الذي حول الإمارات وجعلها مصدر شر وتخريب في المنطقة كلها وأعداء لكل القيم التي لم يتصور أحد أن تنهار في بلادكم وتصل لهذا المستوى؟”

وأضاف رشدي مخاطبا عبدالله: “تستطيعون بالتآمر اختطاف عبدالرحمن وغيره لكنكم تحصدون العداء للملايين التي باتت تكرهكم.”

وأعرب الإعلامي حافظ المرازي، عن استيائه مما كتبه عبدالله قائلا: "بلغ الأمر بقبول وتفاخر أساتذة علوم سياسية ونخب من مجتمعات موالاة الاستبداد العربي لتسلم حكومته شاعرا من غير مواطنيها تم ترحيله إليها بمالها ونفوذها، لمجرد أنه هجا حاكم بلده وأقرانه العرب!".

وأكد أن محاسبة القرضاوي على أبيات كهذه بصفتها جريمة هو الجريمة بعينها، حين قال مثلا: "بني الطغيان على خمس: تقديم الذيل على الرأس، تخدير الحاضر بالأمس، توزيع الخوف مع اليأس، تقديس الشرطة والعس، وبقاء الجحش على الكرسي!".

وعلق نور الدين عبد الحافظ، على تغريدة عبدالله قائلا: "قشة أشعار .. تكسر الأبعار".

ورأت الصحفية ديانا مقلد، أن التفاصيل التي كشفتها قضية ضغط الإمارات على لبنان لاعتقال القرضاوي مخيفة، قائلة: "عدا عن هشاشة وضعف الحكومة اللبنانية ورئيسها ومخالفتهم القوانين ولأبسط القيم والمعايير الحقوقية التي يُفترَض أن لبنان ملتزم بها، فالقضية تكشف أيضا مدى تضخُّم الترهيب الإماراتي ماليا وسياسيا وأمنيا".

وأضافت: "أن تقدر دولة بمالها وضغطها السياسي أن تتصيد فردا أعزل عبر الحدود بسبب رأي مهما كان هذا الرأي فهذا شأن يجب أن يقلق الجميع، خلف الواجهات البراقة هناك سلطة مستبدة ومال لا يعبأ بأي حقوق ولا يقيم وزناً لأي معايير".

وتابعت مقلد: "وأيضا يتم إلغاء صفحة عبدالرحمن القرضاوي عن منصة X.. مجددا سطوة المال على المنصات الرقمية في واحدة من أخطر تجلياتها.. دولة خليجية ثرية ومنصة رقمية كبرى تلاحقان فردا أعزل بسبب رأيه وتعملان على محوه عن الوجود حرفيا.. هذه القضية سابقة يجب أن تقلق الجميع".

ونقل الناشط مراد علي، عن محامي القرضاوي تأكيده أن طائرة خاصة قدِمت من الإمارات خصيصا لأخذ موكله وأقلعت الثانية والربع.

وتساءل: “هل طبيعي أن كل إنسان يسيئ لدولة تطارده، وقادتها يضغطون بالمال ثم ترسل طائرة خاصة لاعتقاله؟، أم أنها رسالة سياسية وفي ذات الوقت انتقام شخصي من الشيخ يوسف القرضاوي رحمة الله عليه.”

وقال الباحث نظير الكندوري: "غادرت الطائرة التي تقل عبدالرحمن يوسف القرضاوي إلى الإمارات، وإنا لله وإنا إليه راجعون"، مؤكدا أن أبو ظبي تريد إرسال رسالة لكل معارضيها أن يدها طويلة قادرة أن تصل إليهم، أما لبنان فقد دخل مرحلة الدولة الفاشلة التي تشتغل لصالح من يدفع أكثر.

دعوات للمقاطعة

بدوره، حث الصحفي أحمد يوسف، على مقاطعة المنتجات الإماراتية واللبنانية، ووقف السفر للسياحة أو للعلاج في الإمارات ولبنان، مشيرا إلى أن تلك الخطوات أول رد طبيعي من الشعوب الحرة على أنظمة قررت اختطاف القرضاوي وتسليمه إلى الإمارات.

وكتب السينمائي عمرو واكد، أنه قرر مقاطعة كل منتجات وخدمات الإمارات في أي بقعة على الأرض، وألا يزور لبنان، ردا على موقفهما المجرم من عبد الرحمن يوسف والمعارضة المصرية، ولعدم وجود أي سيادة قانون تحكم هذه الأنظمة أو أي حرص على إنفاذ العدالة عندهم.

وعد مشاركته في أي شيءٍ يمكّن مثل هذه الأنظمة جريمة في حقه وفي حق شعوب الإقليم العربي، مؤكدا أن مقاطعة الإمارات ولبنان واجب.

وأكدت عنانة نجم، أن من حق الشاعر الكبير القرضاوي على كل مواطن عربي حر أن يدعم قضيته العادلة بأبسط الطرق الممكنة وهي المقاطعة، داعية لمقاطعة كل من سلبه حريته وسلّمه لنظام متصهين لا يراعي في مؤمن أي حُرمة.

ودعا عباس منصور، الأدباء لمقاطعة الإمارات لأن ملوكها اختطفوا الشاعر القرضاوي.

توثيق النقل

وتوثيقا لعملية نقل القرضاوي، عرض رئيس منتدى السلام لوقف الحرب في اليمن عادل الحسني، صورة توضح مسار الطائرة الإماراتية، موضحا أن على متنها ستة ضباط من المخابرات الإماراتية وستنقل الشاعر إلى سجون الإمارات.

وقال الشيخ سلامة عبدالقوي: "في طائرة خاصة تم ترحيل الشاعر القرضاوي إلى دولة الإجرام (الإمارات) بعدما قبض مرتزقة لبنان الثمن"، مضيفا: "رغم خيانة وطغيان حكامنا سوف ننتصر بحول الله عليهم".