بعد الهجوم على سفارتها في دمشق.. ما خيارات إيران للرد على إسرائيل؟

منذ عام واحد

12

طباعة

مشاركة

وجهت إيران أصابع الاتهام إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء هجوم عسكري استهدف في الأول من أبريل/نيسان 2024، مبنى قنصليا في مجمع سفارتها في دمشق.

وأفاد الحرس الثوري الإيراني في بيان أن القصف أدى إلى مقتل سبعة مستشارين عسكريين، من بينهم محمد رضا زاهدي القائد الكبير في فيلق القدس. 

وحملت طهران إسرائيل المسؤولية عن تبعات الهجوم وتوعد سفيرها لدى سوريا حسين أكبري بأن بلاده "سترد بشكل حاسم".

 وقال إن "الاعتداء الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية يعكس حقيقة الكيان الصهيوني الذي لا يعترف بأي قوانين دولية ويقوم بكل شيء مناف للإنسانية لتحقيق ما يريد".

رد جدي

من جانبه، دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان "المجتمع الدولي" إلى "رد جدي" على القصف الاسرائيلي.

وقال نظيره في نظام دمشق فيصل المقداد: "ندين بقوة هذا الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق وأدى إلى استشهاد عدد من الأبرياء".

وكانت وكالة رويترز البريطانية قد أفادت بأن مراسليها انتقلوا إلى منطقة المزة بدمشق، حيث شاهدوا عمال الطوارئ وهم يصعدون على أنقاض مبنى مدمر داخل المجمع الدبلوماسي بجوار مبنى السفارة الرئيسي.

 وكانت سيارات الطوارئ متوقفة في الخارج، وشوهد علم إيراني معلق على عمود أمام الأنقاض.

وفي تعليقها، قالت صحيفة إيطالية إن "الغارة الإسرائيلية تشكل أكبر ضربة  تتلقاها إيران منذ مقتل الجنرال قاسم سليماني"، قائد فيلق القدس السابق في غارة جوية أميركية بطائرة بدون طيار بالقرب من مطار بغداد في يناير/كانون الثاني 2020. 

وعن الكيفية التي قد ترد بها طهران من الاحتلال، أشارت صحيفة "أوبن" إلى أنها "تدرس في الوقت الحالي الانتقام"، غير مستبعدة سيناريو نشوب حرب إقليمية. 

وذكرت أن القيادي، محمد رضا زاهدي البالغ من العمر 63 عامًا والذي لقي حتفه في الهجوم، قاد "قوات الباسداران المكونة من 4000 عسكري في دعم نظام بشار الأسد وشكل في نفس الوقت تعد حلقة وصل مع حزب الله اللبناني". 

وإلى جانبه، قُتل نائبه محمد هادي حاج رحيمي والجنرال حسين أمين الله، وأربع عسكريين آخرين.

جدير بالذكر بأنه لطالما استهدفت إسرائيل المنشآت العسكرية الإيرانية في سوريا وقد كثفت من هجماتها منذ عملية طوفان الأقصى التي شنتها ضدها فصائل المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. 

إسرائيل متهمة

في الأثناء، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن 4 مسؤولين إسرائيليين، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم أن إسرائيل كانت وراء الهجوم في دمشق.  

ووصفت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة الهجوم بأنه "انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والمبدأ الأساسي المتمثل في حرمة المباني الدبلوماسية والقنصلية". 

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن واشنطن لا تزال "قلقة حيال أي شيء من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الصراع في المنطقة أو تفاقمه".

وأضاف ميلر في مؤتمر صحفي أنه لا يتوقع أن يؤثر الهجوم على المحادثات المتعلقة بإطلاق سراح الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية حماس.

 ونقلت الصحيفة الإيطالية عن جون ألترمان من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية قوله إن "الهجوم يعكس على الأرجح اعتقاد إسرائيل بأن مثل هذه الضربات ليست خطيرة ولا تؤدي الى احتمال اندلاع صراع واسع".

في المقابل، تنقل عن ستيفن كوك، المحلل في مركز "مجلس العلاقات الخارجية" في واشنطن، تحذيره من مخاطر محتملة لوقوع تصعيد في المنطقة. 

وأوضح أن ذلك قد يحدث نتيجة تخفيف محتمل  لقيود "الحرس الثوري الإيراني المفروضة على وكلائه في العراق وسوريا، مما يعرض القوات الأميركية للمخاطر مجددا". 

وتحدث كذلك عن فرضية أن "يأمر الإيرانيون حزب الله اللبناني بتكثيف هجماته على إسرائيل، والتي أصبحت جريئة ومتعددة بشكل متزايد". 

تكاليف عالية

من جانبها، توضح صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية أن "إيران لا تستطيع حاليًا تحمل تكاليف مهاجمة أهداف إسرائيلية بشكل مباشر لأن ذلك سيؤدي إلى تصعيد لا يمكن التنبؤ به". 

في هذا الصدد، يذكر أن الجيش الإيراني كان قد شن  في يناير 2020 هجمات ضد قاعدتين جويتين توجد فيهما قوات أميركية في العراق ردا على اغتيال الولايات المتحدة لقاسم سليماني.

وآنذاك أطلقت طهران أكثر من عشرة صواريخ من أراضيها نحو قاعدتين جويتين في أربيل وعين الأسد، غرب بغداد، إلا أن الهجمات استمرت ليلة واحدة دون أن توقع إصابات.

فيما كان رد واشنطن المبدئي حينها بالتزام الصمت، بينما كتب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي أمر بعملية اغتيال سليماني، في تغريدة على تويتر "إن كل شيء على ما يرام". 

وأوضح مراقبون وقتها أن المراد من استهداف القوات الأميركية في العراق كان إرضاء الرأي العام لا سيما وأنها لم تؤد آنذاك إلى وقوع إصابات.

وفي ردها على هجوم القنصلية في سوريا، ترجح صحيفة "أوبن" احتمال اختيار طهران تنفيذ عمليات انتقامية أخرى.

في هذا السياق، أشارت إلى شن حزب الله بعد ساعات، هجمات بالصواريخ وقذائف الهاون ضد تجمعات لقوات الاحتلال بالقرب من الحدود مع لبنان. 

كما رجحت الصحيفة أن تمتد العمليات الانتقامية إلى البحر الأحمر، حيث تستهدف جماعة الحوثي اليمنية الموالية لإيران، السفن التجارية العابرة من هناك انتقاما من العدوان المستمر على قطاع غزة. 

وأشارت كذلك إلى إمكانية أن يشن وكلاء إيران في المنطقة هجمات جديدة على القواعد الأميركية في سوريا والعراق.

الكلمات المفتاحية