استهداف البحرية الأميركية في البحر الأحمر.. هل ساعدت الصين الحوثيين؟

منذ ٤ ساعات

12

طباعة

مشاركة

وسط تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وفي ضوء تسريبات إعلامية حول عملية برية وشيكة ضد "الحوثيين" في اليمن، تحدث إعلام عبري عن “تعاون لوجستي بين الصين والحوثيين”.

وأفادت صحيفة “معاريف” بأن "هذا التعاون يمثل تصعيدا نوعيا في مستوى الدعم الذي تحصل عليه الجماعة".

 وبحسب مصادر أميركية، فإن شركة الأقمار الصناعية الصينية “تشانغ غوانغ لتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية المحدودة” (CGSTL) المرتبطة بالجيش الصيني "تزود الحوثيين بصور أقمار صناعية لاستهداف السفن الحربية الأميركية والسفن الدولية في البحر الأحمر".

وتوقفت وزارة الخارجية الأميركية عند تلك الأنباء؛ حيث قالت المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس، في إفادة صحفية دورية: "بإمكاننا تأكيد التقارير التي تفيد بأن شركة تشانغ غوانغ تدعم بشكل مباشر هجمات الحوثيين المدعومين من إيران على المصالح الأميركية".

دعم مباشر

ونقلت صحيفة "معاريف" عن مسؤول كبير في الخارجية الأميركية قوله: "لقد أثارت الولايات المتحدة المخاوف بشكل خاص عدة مرات مع الحكومة الصينية بشأن دور شركة تشانغ غوانغ لتكنولوجيا الأقمار الصناعية المحدودة في دعم الحوثيين، من أجل دفع بكين إلى اتخاذ إجراء".

وأضاف المسؤول: "تجاهلت الصين هذه التحذيرات"، واتهمها قائلا: "الدعم الضمني من بكين للشركة، رغم تحذيرات واشنطن، يمثل دليلا آخر على ادعاءات الصين الفارغة بشأن دعمها للسلام".

وأردف: "نحث شركاءنا على الحكم على الحزب الشيوعي الصيني والشركات الصينية، بناء على أفعالهم، لا على أقوالهم الفارغة".

واستطرد: "يجب على بكين أن تأخذ هذه الأولوية على محمل الجد عند النظر في أي دعم مستقبلي لشركة (CGSTL)".

وذكرت "معاريف" بأن واشنطن "فرضت عقوبات على شركة تشانغ غوانغ لتكنولوجيا الأقمار الصناعية عام 2023، بعدما اتهمتها بتوفير صور عالية الدقة لشركة فاغنر الأمنية الروسية، التي أدت دورا رئيسا في حرب موسكو ضد أوكرانيا قبل أن يتم تفكيكها".

وأشارت إلى أن "الولايات المتحدة قد فرضت خلال السنوات الأخيرة عقوبات على عشرات الشركات الصينية، متهمة إياها بالتعاون مع الجيش".

علاقات وثيقة

من جانبها، رفضت بكين الاتهامات الموجهة إليها، وصرّحت السفارة الصينية في واشنطن لصحيفة “فاينانشال تايمز” أنها "ليست على علم بالوضع"، ردا على سؤال حول الادعاءات المتعلقة بالشركة.

يُذكر أن الصين كانت قد "أعربت عن قلقها إزاء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر".

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه "في أغسطس/ آب 2024، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أمنيين غربيين قولهم: إن إيران طلبت من الصين دعمها في مجال الأقمار الصناعية".

وذلك بهدف “تعزيز قدراتها في المراقبة عن بُعد، وجمع المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك إمكانية الحصول على صور عالية الدقة لأهداف عسكرية في إسرائيل ومناطق أخرى في الشرق الأوسط”.

وذكرت أن "الفترة الأخيرة، شهدت بحسب مسؤولين غربيين وشرق أوسطيين، تبادل الوفود بين الحرس الثوري الإيراني والشركات الصينية المعنية، التي تختص في تصنيع وتشغيل أقمار صناعية مزودة بكاميرات متطورة".

ووفقا لصحيفة "معاريف"، تأسست شركة “تشانغ غوانغ” (CGSTL) عام 2014 كمشروع مشترك بين حكومة مقاطعة جيلين وفرع الأكاديمية الصينية للعلوم في مدينة تشانغتشون، عاصمة المقاطعة.

ويعتقد الخبير في الشؤون العسكرية والاستخباراتية الصينية،  جيمس مولفاني، أن "الشركة تعد واحدة من عدد قليل من شركات الأقمار الصناعية الصينية التجارية ظاهريا، والتي في الواقع مدمجة بعمق في النظام العسكري-المدني الصيني، وتوفر قدرات مراقبة عالمية لعملاء مدنيين وعسكريين على حد سواء".

بدوره، ذكر الخبير في شؤون الدفاع الصيني، ماثيو بريزوسي، أن شركة (CGSTL) كانت "تمتلك عام 2024، 100 قمر صناعي في المدار، وتخطط لنشر 300 قمر صناعي بحلول نهاية عام 2025، مما سيسمح لها بالتقاط صور متكررة لأي موقع في العالم كل 10 دقائق".

وأضاف الخبير العسكري: "لدى شركة تشانغ غوانغ علاقات وثيقة مع الحكومة الصينية، والحزب الشيوعي، والجيش".

واستدرك قائلا: لكن علاقاتها مع الجيش الصيني قلت منذ عام 2020، مما يشير إلى أنها أصبحت أكثر حذرا من مناقشة هذه العلاقات علنا".

ولفت بريزوسي إلى أن "الشركة قدمت إحاطات لكبار المسؤولين الصينيين حول تطبيقاتها، بما في ذلك تطبيقات الاستخبارات العسكرية".

وأوضح أنها "عرضت تقنيتها أمام العديد من كبار ضباط الجيش، بمن فيهم تشانغ يوشيا، أعلى جنرال في الجيش والرجل الثاني في القيادة بعد الرئيس شي جين بينغ".