القسام تحاسب الاحتلال بقسوة.. آخر الحصاد العسكري في جباليا ورفح

6 months ago

12

طباعة

مشاركة

ملاحم بطولية لا تزال تسطرها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس في محاور القتال المختلفة خاصة في مدينة جباليا شمالا ورفح جنوبا، استقبلها ناشطون على منصة إكس بحفاوة، مؤكدين أنها "تثلج الصدور". 

كتائب القسام أعلنت في 14 مايو/أيار 2024، عن كمائن نوعية قتلت خلالها جنودا إسرائيليين ودمرت آليات في جباليا وشرق رفح بشمال وجنوب قطاع غزة، دفعت جيش الاحتلال للاعتراف بإصابة 28 عسكريا.

وأفادت بأن مقاتليها استهدفوا 8 دبابات ميركافا و5 آليات عسكرية بين ناقلات جند وجرافات في جباليا ورفح وفي محيط معبرها جنوبا.

القسام قالت إن مقاتليها تمكنوا في عملية مركبة من استهداف دبابة ميركافا بقذيفة "الياسين 105" وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح، وأجهزوا بعدها على 7 جنود إسرائيليين كانوا خلف الآلية المستهدفة من مسافة صفر شرق معسكر جباليا.

وأضافت أنها استهدفت في عملية منفصلة وصفتها بالمركبة، قوة إسرائيلية خاصة تحصنت في منزل بشارع مدارس مخيم جباليا وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح.

وأوضحت القسام أن فور تقدم قوة إسرائيلية لانتشال القتلى والمصابين استهدف المقاومون دبابة ميركافا بقذيفة الياسين 105 وفجّروا أخرى، معلنة قنص جندي إسرائيلي شرق جباليا، واستهداف جرافة عسكرية وقصف حشود لقوات الاحتلال بالقذائف في مواقع عدة.

وفي رفح، نشرت القسام مقطعا مصورا يوثق استهداف جنود وآليات الاحتلال في محاور القتال شرق مدينة رفح، وأظهر خروج عناصرها من فتحة نفق مستهدفين آليتين بعبوتي "شواظ"، إضافة لاستهداف آلية ثالثة بقذيفة "ياسين 105"، وانسحابهم بسلام إلى داخل النفق. 

وفي 15 مايو أعلنت كتائب القسام مقتل 12 جنديا إسرائيليا في قصف استهدفهم بجباليا، مبينة أن الاحتلال يسحب معداته المدمرة بغطاء جوي.

وعبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #كتائب_القسام، #رفح، #اجتباح_رفح، #جباليا، وغيرها، أشادوا ببسالة وشجاعة مجاهدي القسام وصلابتهم وبأسهم، وسداد رميهم، وتجاوز أفعالهم حدود العقل والمنطق. 

وتداولوا مقاطع الفيديو التي بثتها القسام موثقة بها عملياتها في مختلف المحاور، وأثنوا عليها ودعوا لتكحيل العيون برؤيتها ونشرها على أوسع نطاق، مبشرين ومستبشرين بالنصر للمقاومة الصامدة.

وأعرب ناشطون عن سعادتهم بالهزائم القوية التي يتلقاها الاحتلال الإسرائيلي في رفح وجباليا، وعجزه عن مواجهة المقاومة، مقدمين تحليلات وقراءات للتطورات التي تشهدها العدوان المستمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حتى اليوم، وسط تعنت إسرائيلي في وقف إطلاق النار.

تحليلات وقراءات 

وفي قراءة للمشهد وتحليله، أكد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، أن جميع الأهداف التي أعلنها الاحتلال للحرب "القضاء على حماس، القضاء على القسام، تجريد القسام من أسلحتها" لم يتحقق منها أي هدف ومن الصعوبة تحقيق أي منها في المدى المنظور.

وقال إن هذا يعرفه المسؤولون في أميركا ودولة الكيان وبقية الدول الداعمة لذلك الكيان، وهذا يقود أي محلل ومتابع للوصول إلى نتيجة شبه قاطعة أن الغاية من استمرار هذا العدوان هو تحقيق الأهداف غير المعلنة.

وأوضح الدويري، أن من أهم تلك الأهداف تدمير كل مقومات الحياة في قطاع غزة، وتهجير سكان القطاع، وهذا ما يطالب به اليمين المتطرف ويعلنه غلاة وزراء اليمين وحتى السيناتور ليندسي غراهام الذي طالب باستخدام السلاح النووي ضد قطاع غزة.

وأكد أن رغم كل ذلك لا تزال المقاومة الفلسطينية تخوض معارك ضارية وتدير معركتها بكفاءة واقتدار ولا يزال شعب غزة قابضا على جمر النار ثابتا في أرضه مؤمنا بقضيته، متيقنا من نصر الله.

وقال الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، إن من الواضح أن صورة المعركة في الأيام الأخيرة قد أخذت تستعيد أيام الحرب الأولى، كأنها بدأت للتو، ولم يمضِ عليها 221 يوما، وكأنها حرب بين دولتيْن متساويتيْن، وليست بين قوة مقاومة مُحاصرة في مساحة صغيرة مُحاصرة، وبين أكبر قوة في الإقليم، تدعمها أكبر قوة في العالم، ومعها دول أخرى من الوزن الثقيل.

وأشار إلى خسائر العدو مهولة، وفيديوهات المقاومة المُتقنة ودعايتها الذكية والصادقة فيما خصّ الأسرى ومصيرهم، في مقابل قصف أعمى من قبل الغزاة من الجو، وعبر المدافع والدبابات يستهدف تجمّعات المدنيين.

وأكد الزعاترة، أن الأجواء أخذت تفرض حالة إحباط متصاعدة في صفوف العدو، وهجوم هستيري على نتنياهو وحكومته، وتصدّعات واضحة في المؤسسة العسكرية الأمنية.

وأضاف أن معركة أسطورية لأبطال عظماء يُكتب تاريخها بحروف من نور، مع صمود أسطوري لشعب عظيم، رغم خذلان عصابة رام الله وأكثر "الأشقاء"، في مقابل تداعيات عالمية رهيبة تجسّدها احتجاجات الجامعات في العالم، ومواقف من دولة عديدة تتمرّد على الوصاية الأميركية.

وقال إنها معركة كتبت بداية النهاية لكيان متوحّش أسفر عن وجهه القبيح بعد عقود من الدعاية الكاذبة، الأمر الذي لن تغيّر فيه أية مسارات يختطها العدو وداعموه ومن يتواطؤون معه.

وقال الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين: "تخيلوا بعد سبعة شهور من الحرب مازالت المقاومة وعلى رأسها القسام تخوض المعارك كأنها في اليوم الأول في مخيم جباليا التي اجتاحها الاحتلال قبل أشهر وزعم القضاء على المقاومة فيها، وفي رفح التي اجتاحها من جديد".

وعرض حصاد القسام خلال يوم أمس وحده، مضيفا: "ربما كان هدوء المقاومة في فترات ماضية مضللا وظن البعض أنها تأثرت بضربات المحتل إلا أن اليوم يتضح أنها مازالت تحافظ على قوتها وكأنها لم تدخل حربًا".

ورأى الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، أن كتائب القسام رتبت صفوفها جيدا، وباتت بعد ثمانية أشهر من القتال أقوى مما كانت عليه بداية المعركة. 

وأضاف أن ما ينشره القسام أسطوري، مشاهد رفح وجباليا تفوق الخيال والوصف، والجيش الإسرائيلي قد يتعرض لهجمات من حيث لا يحتسب، ما شاهدناه اليوم ما بشرنا به مرارا وتكرارا وظن بنا البعض أننا نبالغ ونرفع الروح المعنوية، واتهمنا الخصوم بالانفصال عن الواقع، وإذ بنا نعيش الواقع الحقيقي، واقع كتائب القسام.

وأكد المدهون، أن أهم ما يميز الهجمات القسامية الأخيرة الثبات الانفعالي، والثقة المعنوية الراسخة، مع الهدوء الرصين، ودفاعية قتالية عالية.

وقال الأكاديمي براء نزار ريان، إن أكثر ما يهمني في أداء القسام هذه الأيام هو قوة المنظومة وعافيتها، أكثر من البطولات الفردية المبهرة، مضيفا: "نحن في منتصف الشهر الثامن من القتال، ومازال القسام وكأنه في اليوم الأول، بل وأفضل".

مشاهد رفح

وحفاوة بالمقطع المصور الذي بثته القسام لاستهداف جنود وآليات الاحتلال في محاور القتال شرق رفح، أوضح الداعية حامد العلي، أن الجنود الصهاينة تمركزوا في مكان العملية بناءً على المخابرات الإسرائيلية التي تعينها الأميركية والبريطانية ويمكن الفرنسية وغيرها كالألمانية، فإذا بالقسام يخرجون لهم من تحت الأرض.

وأشار رضوان أبو معمر، إلى أنه شاهد مشهد رفح أكثر من مرة وفي كل مرة ينبهر، واصفا المشهد بأنه "تاريخي عسكري إعجازي وديني!".

ودعا لتخيل شبان ربما لم يتجاوزوا العشرينيات يخرجون من حفرة داخل الأرض وهذه الأرض ممسوحة ومسوية بجرفاتهم الأميركية الحديثة، وبجوارهم دبابات وناقلات الجنود وجنود الجيش الذي يسمى نفسه لا يقهر، ومن فوقهم طائرات استطلاع وكواد كابتر وغيرها من الطائرات الحديثة والمبتكرة.

وحث أبو معمر، على تخيل كل هذا ويخرجون لهم الشبان الأبطال ويفجرونهم تفجيراً، قائلا: "والله ما رأيت في هذا المشهد سوى قوله تعالى: وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ".

ولفت إلى أن المجاهدين رصدوا حتى بعد التفجير إجلاء قوات الاحتلال بالطائرات، قائلا: "يا الله ما أكرمك! يا الله كيف تشفى صدورنا! الحمدلله والمجد للقسام وجند القسام والمجد لمن خطط والمجد لمن نفذ".

وقال ريان في تغريدة أخرى: "اللي ناسيه نتنياهو إنه الأنفاق شغلة أهل رفح الوحيدة من ٢٥ سنة تقريبا وإنه الرفحاوي كان كل ما يزهق يحفر نفق".

وعلق المغرد تامر، على عملية رفح، ساخرا بالقول: “ما شاء الله، اللهم ما لا حسد فعلاً الاستخبارات الإسرائيلية قوية جداً والتكنولوجيا لتحديد الأنفاق رهيبة، والمساعدة الأميركية والبريطانية في التجسس ما في مثلها، والدليل اختيارهم لمركز عسكري للدبابات، من كل رفح، اختاروا المكان الي في نصه نفق.. فعلا قعدوا على خازوق”.

وأشاد في تغريدة أخرى بالمقاومة، قائلا: “يا قوة القلب يا قوة الإيمان.. قلك إسرائيل اكتشفنا أنفاق للمقاومة ودمرناهم، طلعت الأنفاق بتطلع من نصهم يا الله يا حبيبي، من رفح”.

وتهكم أحد المغردين قائلا: "يدعون أن استخباراتهم قوية وأنهم يملكون تكنولوجيا فعالة لتحديد الأنفاق، وأن أجهزة التجسس الأميركية والغربية فعالة، ثم يختارون موقع تمركز الدبابات في رفح بمكان وسطه نفق هجومي لكتائب القسام".

ووصف أحد المغردين، مشهد خروج مجاهدي كتائٮ القسام من الأنفاق بأسلحتهم وسط جنود ودبابات جيش الاحتلال في رفح وتدمير آليات لجيش الاحتلال، بأنه “تاريخي.”

وقالت الكاتبة شيرين عرفة: "لو رأيناها في فيلم أميركي، لما صدقناها، ولربما عددناها خيالا جامحا"، مشيرة إلى أن المجاهدين يخرجون من تحت الأرض، ويقفون مباشرة أمام دبابات العدو، وأنظار جنوده، فلا يراهم أحد ويفجرون كل ما يعترض طريقهم.

وأضافت أن في هذا الفيديو، تم تدمير 3 دبابات وناقلتي جند، وعين نفق كانت تحتوي وحدة هندسية خاصة من قوات العدو، فاحتاج الصهاينة إلى طائرات مروحية لنقل القتلى والجرحى، وفوق هذا كله، حصلوا على هدية إضافية.. روبوتات مقاتلة.

ولفتت عرفة، إلى أن العملية تأتي بعد 8 شهور من حرب ضروس، يشنها الجيش الصهيوني، بالشراكة مع الجيش الأميركي، وتدعمهم الاستخبارات البريطانية، وتعاونهم قوات من مختلف البلدان الأوروبية، وبتمويل أميركي سخي.

معركة جباليا

وعن العملية المركبة في شرق معسكر جباليا، أشار الباحث سعيد زياد، إلى أن مقاتلي القسام استهدفوا قوة مشاة معادية تحصنت داخل أحد المنازل بقذيفة مضادة للأفراد، وتم إخلاء الجنود لأسفل المنزل فتم على الفور استهدافهم بعبوة مضادة للأفراد "رعدية" ووقعوا بين قتيل وجريح.

ولفت إلى أن المقاتلين تقدموا بعد وقت قصير صوب المنزل في عملية إغارة، وقاموا بتفجير عبوة مضادة للأفراد في مدخل المنزل وأوقعوا الجنود بين قتيل وجريح.

وأكد زياد، أن المقاتلين كمنوا في المكان، وفور تقدم قوة نجدة مدرعة لإنقاذ المصابين وانتشال القتلى، استهدف المقاتلون دبابة ميركافا بقذيفة "الياسين 105" وفجروا دبابة ثانية بعبوة شواظ.

وعلق الكاتب رضوان الأخرس، على إعلان كتائب القسام عن العملية المركبة التي نفذها مجاهدوها نهاية شارع مدارس مخيم جباليا شمال قطاع غزة، قائلا: “هذه ليست عملية هذه معركة.”

وقال الباحث السياسي عبده فايد، إن معركة جباليا للتاريخ، كل المعارك في خانة وتلك في خانة منفردة.. أن يكون هناك مقاتل صامد بعد سبعة أشهر فذلك إنجاز.. أن يتجاوز المقاتل مجاعة مهلكة ويظل ممسكا بسلاحه فتلك بسالة".

وأضاف: "أن يقاوم -مقاتل- من منطقة محروقة مقطعة الأوصال بمحيطها فذلك إعجاز.. أما أن يقف دون أرضه ويدافع عن أرضه كأنه في اليوم الأول للحرب، بل يستهدف وينكل بالعدو في بروجه المشيدة من الميركافا.. فتلك أسطورة.. خلقت لتخلد في التاريخ".

وأكد فايد، أن تلك الأسطورة كان يلزمها عتاد السوفييت، والسيل البشري لفيتنام، وتكنولوجيا تشرشل، مشيرا إلى أن أي من هذا لم يتوافر لرجال جباليا.

وعلق الناشط خالد صافي، على معركة جباليا، قائلا: "يا لها من عملية مركبة ويا لحظ من شاهدها بعينيه من رجال الله".

ورأى عبدالرحمن الأهنومي، أن ما تقوم به المقاومة في معركة جباليا من بطولات تعد خارقة للعادة وخارجة عن منطق الحسابات العسكرية، قائلا إنها ترسم نهاية الحرب وتبتكر أساليب جديدة في ضرب العدو وإخماده.

وأشار إلى أن المقاومين يخرجون من بين التراب كالأفاعي يلدغون العدو الصهيوني بقذائفهم وعبواتهم يفجرون ويقتلون.

ورأى المغرد ضرار، أن المقاومة الفلسطينية أظهرت جاهزية عالية لخوض معركة طويلة على كل محاور وجبهات القطاع، قائلا إن جيش العدو عاد إلى جباليا وهو يظن أنه سيواجه بقايا جبهة، ليتفاجأ بصفعات مكثفة وقوية تعبر عن تماسك كبير للمجاهدين.

وأضاف أن هذا يؤكد مجددا أن هدف إضعاف المقاومة مستحيل التحقق مهما طال أمد المواجهة.

وذكر الصحفي سمير العركي، بأن إعلام "الليكود العربي" اجتهد خلال الفترة الماضية في الترويج بطريقة مباشرة وغير مباشرة لفكرة انتهاء المقاومة، وأنه لم يبقَ لها سوى رفح، قائلا: "لكن خاب مسعاهم وأثبتت جباليا قوة المقاومة بفضل الله تعالى".

وعرض مشاهد من التحام مجاهدي القسام مع جنود العدو وآلياته شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة، قائلا: "الله أكبر ولله الحمد".