إيران تدعمهم.. هل يشكل أنصار الأسد وحزب البعث خطرا على سوريا الجديدة؟

منذ ٥ أشهر

12

طباعة

مشاركة

بات رئيس النظام السوري بشار الأسد المخلوع في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 خارج الصورة تماما في دمشق، فيما يتزايد الحديث عن  مخطط موالين له بشأن شن ثورة مضادة مدعومة من إيران.

ففي 22 ديسمبر، توقع خامنئي أن تشهد الفترة المقبلة ظهور "مجموعة شريفة وقوية" في سوريا، تكون قادرة على تغيير الوضع الراهن وإخراج من وصفهم بـ"الثوار" من السلطة.

وبحسب وكالة رويترز، نقلا عن ثلاثة مساعدين للأسد، لم يبلغ الرئيس المخلوع  شقيقه الأصغر ماهر الذي يشغل منصب قائد الفرقة الرابعة في الجيش، بخطة هروبه من سوريا.

وقال أحد المساعدين، إن ماهر الأسد غادر سوريا بطائرة هليكوبتر إلى العراق ثم إلى روسيا.

ويرى موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي، فرار الأسد وخداع مساعديه وأقاربه والموالين له "لا يعني نهاية نظامه أو بالأحرى حزب البعث الذي يمثله والذي حكم البلاد نصف قرن".

نهاية بعيدة

وقال إن "عدة شخصيات بارزة من النظام السابق نجحت في مغادرة البلاد ويبدو أنها تخطط، بدفع من حلفائهم أيضاً" إلى عدم الاعتراف بالهزيمة.

 أي أنها قد تقوم بتنظيم صفوفها مجددا في تلميح إلى إمكانية أن تعود إلى زعزعة استقرار البلاد وقيادة ثورة مضادة تسعى من خلالها الى العودة إلى حكم البلاد.

وبينما يوجد رئيس النظام المخلوع في روسيا مع زوجته وأولاده ويوجد أفراد آخرون من عائلته وأقاربه في دبي وأبو ظبي، "لم يبتعد موالون لهذا النظام كثيرا"، على حد تعبير الموقع الإيطالي. 

وأشار بشكل خاص إلى علي مملوك، ضابط المخابرات السورية والملقب بالصندوق الأسود للأسد وأحد أكبر رموز نظامه، وهو كذلك شخصية مرتبطة ارتباطا وثيقا بإيران.

عُيَن مملوك المولود في دمشق عام 1949، رئيسا للمخابرات العامة في عام 2005، وعندما اندلعت الثورة السورية في عام 2011، كُلِّف بقمعها، قبل أن تتم ترقيته إلى مستشار الأمن القومي في 2012.

وفي عام 2023، وجهت إليه اتهامات في فرنسا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ويحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي في دوره في تعذيب وقتل ناشط أميركي سوري.

تمكن مملوك، أثناء سيطرة المعارضة على العاصمة دمشق، من الفرار الى لبنان تحت حماية عناصر من حزب الله اللبناني التي  كانت لا تزال موجودة في سوريا، وفق مصادر إعلامية أكدت أيضا أن العاصمة اللبنانية بيروت لم تكن  الوجهة النهائية له.

من جانبه، أكد وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي في الأيام الأخيرة أن الأجهزة الأمنية الاستخباراتية نفت وجود مستشار بشار الأسد لشؤون الأمن الوطني علي مملوك في لبنان، ولم يدخل عبر أي من المعابر الشرعية.

وأوضح، في تصريح صحفي، أن "أي مسؤول أمني من النظام السوري السابق لم يدخل إلى لبنان عبر المعابر الشرعية، بخلاف بعض العائلات ورجال الأعمال الذين دخلوا عبر المعابر الشرعية، لانطباق وضعهم مع التعليمات المشددة الصادرة عن الأمن العام اللبناني، ولكنهم غير مطلوبين بأي مذكرة عدلية أو دولية، والعديد منهم غادر عبر المطار".

اجتماعات مكثفة

إلا أن مصادر لقناتي "العربية" و"الحدث"، أكدت أن علي مملوك وماهر الأسد موجودان في منطقة جبل قنديل شمال العراق والقريبة من الحدود الإيرانية.

 وأضافت مصادر القناتين أن الأسد ومملوك يعقدان اجتماعات مكثفة مع ضباط من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني في تلك المنطقة.

وذكرت المصادر أن علي مملوك دخل لبنان بطريقة شرعية ومنها غادر عن طريق مطار رفيق الحريري الدولي.

 وبالتالي هذه التحركات، الفرار من سوريا إلى لبنان ومن ثَم الانتقال إلى العراق ولقاء الضباط الإيرانيين، تؤكد بحسب الموقع الإيطالي استمرار وجود اتصالات بين أعضاء حزب البعث السوري والمسؤولين الإيرانيين.

وهو ما يمكن أن يوحي، بحسب تعبيره، "برغبة إيران في استعادة سيطرتها على الوضع في المستقبل" مؤكدا أن رهانها سيكون "على استحالة بسط أحمد الشرع (الجولاني) القائد العام لإدارة العمليات العسكرية، سيطرته على البلاد على المدى الطويل وعدم ضمان استقرار سوريا". 

وألمح إلى أن إيران قد تؤجج  اندلاع "حرب عصابات" واسعة النطاق، على غرار ما حدث في العراق عام 2003 بعد غزو الولايات المتحدة والإطاحة بالرئيس صدام حسين.

وتابع بالقول "مع خروج حزب الله من اللعبة بسبب الأحداث المعروفة المرتبطة بالحرب ضد إسرائيل، يمكن لطهران أن تسلح آلاف الجنود السوريين الذين فروا إلى العراق في الساعات التي تلت سقوط النظام السوري". 

وقال إن "إيران تأمل، في ظل وجود بعض الشخصيات البارزة من النظام السوري السابق في المنطقة مثل مملوك ووجود جنود سابقين في الأراضي العراقية، في تجدد القتال بين الموالين للنظام وفصائل المعارضة السورية التي تقودها هيئة تحرير الشام".

وكان ما لا يقل عن أربعة آلاف جندي سوري قد فروا إلى العراق، لكن في الساعات الأخيرة بدأت عملية إعادة 2500 منهم في حافلات.

وحذر الموقع الإيطالي أن "الباقين قد يسلكون طريقا آخر وهو حرب العصابات في سيناريو شبيه إلى حد ما، ما حدث للعديد من الجنود العراقيين الذين تم تسريحهم في أعقاب التدخل الأميركي باسم إستراتيجية اجتثاث البعث التي انتهجتها واشنطن في البلاد".