الأكبر في أوروبا.. كيف تزايد الدعم الشعبي الإيطالي للفلسطينيين؟

3 months ago

12

طباعة

مشاركة

انتقد موقع إيطالي موقف الإعلام والنخب السياسية في بلاده من القضية الفلسطينية وانحيازها الواضح لإسرائيل، في تناقض صارخ مع نبض الشارع الإيطالي المؤيد للفلسطينيين والمطالب بوقف ما يتعرضون له من قصف ومجازر.

وقال موقع "إنسايد أوفر" إن الإيطاليين يشكلون الشعب الغربي الأقل تمثيلا في الطبقة الحاكمة، أي لا تعبر عنهم مواقف الحكومة الإيطالية والأحزاب الرئيسة.

كما لا تمثلهم أيضا “الصحف المطبوعة والنشرات الإخبارية التلفزيونية والقيادات الحزبية وبعبارة بسيطة النخبة، فهؤلاء يقفون إلى جانب إسرائيل منذ سنوات وشعاراتهم ثابتة”.

دعم أكبر

وفي المقابل، هناك رأي عام واسع يدعو إلى اتخاذ تحول جذري في هذا النهج أي إنهاء الدعم المطلق للمحتل الإسرائيلي واتخاذ موقف لصالح القضية الفلسطينية.

وتطرق إلى دراسة جديدة أجرتها شركة "يوجوف"، المختصة في استطلاعات الرأي وتحليل البيانات، في سبع دول أوروبية غربية (المملكة المتحدة، الدنمارك، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، السويد) والولايات المتحدة.

وحللت الدراسة المذكورة تغير الآراء العامة في أوروبا حول القضية الفلسطينية والتطورات الأخيرة. 

ومقارنة بنهاية عام 2023، أظهرت الدراسة زيادة في عدد الأشخاص المتعاطفين مع الفلسطينيين في كل مكان، في مقابل انخفاض أكبر في عدد الأشخاص الذين يدعمون الجانب الإسرائيلي.

على وجه الخصوص، في ألمانيا، انخفضت نسبة الأشخاص المتعاطفين أكثر مع الإسرائيليين بنسبة 10 نقاط مئوية لتبلغ 19 بالمئة مقارنة في نوفمبر/تشرين الثاني دون تسجيل زيادة كبيرة أيضا في نسبة المؤيدين للقضية الفلسطينية.

في إيطاليا، النسبة المؤدية لفلسطين كانت الأكبر نسبيا من أي بلد آخر بارتفاعها تسع نقاط، لتصل إلى 28 بالمئة.

أما في بريطانيا، فقد بلغت الزيادة ثماني نقاط إلى 28 بالمئة، وفي إسبانيا ارتفعت سبع نقاط إلى 34 بالمئة. 

في المقابل، كشفت الدراسة أن نسبة المؤيدين للاحتلال في إيطاليا تقل عن مثيلتها في أي دولة أخرى جرى تحليل الآراء فيها، بانخفاضها من 13 بالمئة في نوفمبر 2023 إلى 7 بالمئة في يوليو/تموز 2024.

جرائم الاحتلال

بحسب الموقع الإيطالي، يفضح استطلاع الرأي الحملة الاتصالية للجبهة المؤيدة لإسرائيل.

وخصوصا أن “العديد من أعضاء الجالية اليهودية في مدن مثل ميلانو أو روما حاولوا التقليل من تطرف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو".

وذلك في حين أنه "كانت هناك رقابة على الصحف، تخويف قانوني تجاه الناشطين وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي". 

فيما تعتقد أغلبية كبيرة من الأشخاص الذين جرت مقابلتهم في كل دولة، ما بين 70 إلى 75 بالمئة، أن حركة المقاومة الإسلامية حماس قد ارتكبت جرائم حرب، وفق زعمهم.

في المقابل، يعتقد كثيرون أن الاحتلال ارتكب جرائم حرب بعد عملية 7 أكتوبر المعروفة باسم طوفان الأقصى.

بينما يشير الرأي السائد، بين 62 بالمئة إلى 74 بالمئة من الأوروبيين الغربيين، وإيطالي واحد من كل سبعة إلى أن الاتحاد الأوروبي أعطى تفويضا مطلقا، على لسان رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، للاحتلال لارتكاب جرائمه.

علاوة على ذلك، تؤيد نسبة كبيرة من الإيطاليين (57 بالمئة) صدور مذكرة اعتقال دولية بحق نتنياهو.

بينما عدد أقل من الأميركيين يؤيدون إصدار محكمة لاهاي لمذكرة اعتقال ضد نتنياهو (38 بالمئة)، فيما يعارض 30 بالمئة ذلك.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد قررت في يوليو 2024 تأجيل إصدار مذكرتي اعتقال لنتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، لمنح فرصة لمزيد من الآراء القانونية.

وكانت المحكمة قد قالت إن الخطوة جاءت بعد طلب أكثر من 60 دولة ومنظمة تأجيل صدور القرار لعرض اعتراضاتها بشأن طلب الاعتقال.

لكن المدعي العام للمحكمة كريم خان طلب من القضاة البت بشكل عاجل بالطلب، مبينا أن “أي تأخير غير مبرر”.

وقف العدوان

وعد الموقع الإيطالي ما كشفه استطلاع رأي الشركة “فشلا كارثيا تواصليا لأكثر المؤيدين لإسرائيل تطرفا”.

وبين أن الغالبية العظمى من الإيطاليين بما يشكل 76 بالمئة، يرغبون في وقف القصف الإسرائيلي وإعلان الهدنة. 

وهي النسبة الأعلى بين الدول الأوروبية الأخرى التي سجلت نسب تتجاوز 61 بالمئة بينما تقل في الولايات المتحدة إلى 49 بالمئة. 

وتؤيد الاغلبية في جميع الدول الأوروبية التي شملها استطلاع الرأي، الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، تتصدرها إيطاليا بنسبة 57 بالمئة، أي ما يقارب ستة من كل عشرة إيطاليين يؤيدون ذلك.

بينما لا تزال نسبة المطالبين بذلك في الولايات المتحدة أقل من الدول الأوروبية رغم ارتفاعها. 

ويظل ما يسمى بحل الدولتين هو الخيار الأكثر تأييدا في إيطاليا وبقية أوروبا الغربية لحل الصراع، على الرغم من أن أقل من واحد من كل ثلاثة أوروبيين يعتقد أن هذا يمكن أن يحدث قريبا.

بينما أقل من واحد من كل عشرة يعارض ذلك، وهي نسب أعلى حتى من إسبانيا التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، يلاحظ الموقع الإيطالي.

وانتقد عدم نشر مقالات افتتاحية في الصحف الإيطالية خاصة، حول هذه الهوة بين نخب الإعلام  والسياسة من جهة والمجتمع من جهة ثانية بشأن الأوضاع في فلسطين.

وأشار إلى أن الصحف اليمينية في إيطاليا "تلتزم بالربط بين المسألة العربية والإرهاب الدولي (أو الهجرة)"، بينما تقدم، أشهر ثلاث صحف إيطالية "لاستامبا" و"كورييري ديلا سيرا" و"لاريبوبليكا" قراءة للأحداث موجهة بالكامل نحو الحفاظ على الوضع الراهن المؤيد لإسرائيل.

 وعن موقف الأحزاب الإيطالية الرئيسة، ذكر أن الحزب الديمقراطي بزعامة إيلي شلاين هو الوحيد الذي يدعو بإصرار إلى وقف إطلاق النار على الرغم مما يتعرض له من انتقادات من “اليسار الداعم لإسرائيل”. 

في الختام، أكد أن استطلاعات الرأي تكشف أن نهج السياسة الإيطالية سيكون معزولا بشكل متزايد ولا يحظى بشعبية، في حال حافظ على نفس مساره في الأشهر المقبلة.