تمرد مستمر.. ما دور أميركا وإسرائيل في الصراع بين البلوش وإيران؟

an hour ago

12

طباعة

مشاركة

بصورة شبه يومية، تعلن طهران عن مقتل وإصابة جنود بالجيش الإيراني أو الحرس الثوري في هجمات مسلحة بمحافظة سيستان وبلوشستان بجنوب شرق البلاد.

وتعليقا على هذه الهجمات، ناقش موقع "القناة 12" العبرية الاتهامات الموجهة لإسرائيل بشأن تدخلها في النزاع الدائر بمنطقة بلوشستان الإيرانية.

إذ تقول إيران إن "إسرائيل تدعم الجماعات المتمردة في بلوشستان، بما في ذلك جيش العدل، وهو التنظيم الأقوى في المنطقة". 

كما تُتهم إسرائيل بتنسيق الهجمات بشكل متزامن مع عمليات القصف الإسرائيلي على مواقع في إيران.

ومن جانب آخر، يلفت الموقع إلى أن المنطقة تعاني من تمرد مستمر يسعى للاستقلال ويقوده المتمردون البلوش، الذين يمثلون أقلية في إيران. 

ويشير إلى أن النزاع يمتد إلى دول مجاورة مثل باكستان، حيث يشكل البلوش جزءا كبيرا من السكان.

حلم انفصالي

يبدأ الموقع العبري تقريره بلفت النظر إلى أن "القوات الإيرانية التي تواجه الانفصاليين السنة من الشعب البلوشي، الساعين للاستقلال، تكبدت خسائر كبيرة خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2024".

وبحسب الموقع، تكبدت إيران هذه الخسائر في هجمات شنها مقاتلو "جيش العدل"، وهو أقوى تنظيم عسكري في الطيف المتنوع لحركات التمرد. 

من جانبها، اتهمت إيران إسرائيل بـ "دعم هذا التنظيم وتشغيل عناصره بتوقيت دقيق"، تزامنا مع الغارات الأخيرة التي شنها الجيش الإسرائيلي على 20 موقعا في البلاد. 

ويذكر  أن التقارير أفادت في الأيام الأخيرة عن سلسلة من الاشتباكات والكمائن في مختلف أنحاء محافظة "سيستان-بلوشستان"، بالإضافة إلى تصفية قادة التمرد واعتقال "عملاء إسرائيليين" بالعشرات.

ومن ناحية أخرى، ينقل أن أحد قادة التمرد كتب أخيرا مقالا لمركز "ميمري" موجها للجمهور الإسرائيلي، أوضح فيه أن "بلوشستان المستقلة ستقيم السلام مع إسرائيل". 

ورأت طهران -وفق ما يؤكده الموقع- هذه التصريحات دليلا على التعاون بين الجانبين.

تحريض متبادل

وتشير "القناة 12" إلى أن بلوشستان كانت في الماضي، خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، سلطنة مستقلة، وهي اليوم مقسمة بين إيران وجارتيها، باكستان وأفغانستان. 

بالإضافة إلى ذلك، يشير الموقع إلى أن باكستان تشهد هجمات متواصلة من قبل تنظيمات متمردة، والتي استهدفت أخيرا عاصمة الإقليم، كويتا.

كما أن هذه الهجمات تعرقل كذلك بشكل خاص الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها الصين في "ممر التجارة الصيني-الباكستاني"، الذي يمتد لآلاف الكيلومترات من كاشغر في شمال غرب الصين إلى ميناء "جوادر" على ساحل البحر العربي. 

ومن جانبها، اضطرت الصين إلى إرسال جنود لحماية استثماراتها التي تُقدر بعشرات المليارات هناك، ولكن المشروع يسير بوتيرة بطيئة، على حد قول الموقع العبري.

ومن ناحية أخرى، يبين الموقع أن الأمور أخيرا وصلت إلى تبادل القصف بين باكستان وإيران، حيث تواجه كل منهما البلوش وتتهم الأخرى بتحريض المتمردين على أراضيها. 

جدير بالإشارة إلى أن حوالي سبعة ملايين بلوشي يعيشون في إيران، حيث بدأت الانتفاضة عام 2012، بينما يبلغ عددهم في باكستان ضعف ذلك.

دور أميركا

وبالنظر إلى الواقع الحالي، يبرز الموقع أن "إيران لم تتمكن حتى الآن من تحقيق السلام وفرض الهدوء بين البلوش". 

فهي -إيران- تواجه هناك ليس فقط مقاتلين من القبائل، بل أيضا رجال دين يحظون باحترام كبير، وخاصة في العاصمة زاهدان، الذين يرفضون بعناد الخضوع. 

ومن المرجح -بحسب الموقع- أن المتمردين حصلوا -على الأقل حتى عام 2024- على دعم مالي من دول خليجية، وبعض قادتهم وجدوا ملاذا آمنا هناك.

وفي النهاية، توضح “القناة 12” أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان للأميركيين دور في هذه الفوضى المتفجرة، لكن الواضح تماما الآن أن إيران تختار اتهام إسرائيل فقط. 

ومن وجهة نظرها، إن هذا الاتهام -من بين أمور أخرى- يهدف إلى إرسال رسالة مفادها: "أنتم تستخدمون البلوش ضدنا، ونحن نستخدم حزب الله".