سماح مهدي: الرد الإيراني قادم لا محالة والحرب على لبنان مكلفة للعدو (خاص)

عمرو حبيب | 3 months ago

12

طباعة

مشاركة

قال أمين سر المجلس الأعلى للحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان سماح مهدي إن إسناد الجبهة الشمالية للمقاومة الفلسطينية أمر لا يمكن التراجع عنه.

وفي حوار مع “الاستقلال”، أعرب مهدي عن ثقته التامة في أن المقاومة المتوحدة بين لبنان وفلسطين واليمن والعراق قادرة على إلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني مهما طالت المعركة واختلفت مراحلها. 

ونوه الناشط الحزبي اللبناني إلى أن "عصابات الاحتلال" قد تستغل ثغرات في الوضع الأمني لدى بعض الدول وتنفذ عمليات اغتيال كما حدث مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية في إيران.

لذلك يتوقع أن “يحمل الرد الإيراني في طياته ما يتضمن العقاب للعدو الصهيوني والردع بخصوص كل ما هو آت على مستوى المواجهة مع جيش الاحتلال”.

وشدد على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حريص بشدة على استمرار الحرب بل جر المنطقة بأكملها لتتورط فيه، وذلك بمساندة المتطرفين في حكومته. 

وسماح مهدي (47 عاماً) هو أمين سر المجلس الأعلى للحزب السوري القومي الاجتماعي بلبنان، وهو محام بالاستئناف والتمييز وعضو نقابة المحامين اللبنانية. 

تكتيكات حزب الله

  • نفذ الكيان الصهيوني في الفترة الأخيرة عدة اغتيالات ضد حزب الله في لبنان.. كيف تقرؤون تعامل الحزب مع هذه الاعتداءات؟

كل مقاوم يعلم أنه ومنذ اتخاذه القرار بالانخراط في العمل المقاوم، أصبح مشروع شهيد. 

لكنّ هناك فرقا كبيرا بين أن يرتقي المقاوم شهيدا في ساحات القتال، وبين أن يُستهدف بعملية اغتيال جبانة حاقدة كما حصل مع بعض قادة المقاومة.

بكل الأحوال، إن دماء المقاومين جميعا سواء كانوا قادة أو أفرادا هي غالية علينا كما دماء كل أبناء شعبنا.

وبالتالي، فالمقاومة معنية بالثأر لدماء جميع الشهداء، وهذا قرارها الأكيد الذي لا رجوع عنه.

إلا أن تفاصيل العمليات اللازمة لذلك لجهة التوقيت والكيفية والأسلوب والسلاح المستخدم، تبقى الكلمة الفصل فيها لقيادة المقاومة.

  • في حال شن حرب إسرائيلية على لبنان بشكل عام.. كيف تتصورون الأمر؟ وما انعكاسات ذلك على الجبهة الداخلية؟

لا يختلف اثنان على أن الحرب التي يشنها كيان عصابات الاحتلال تتعمد استهداف المدنيين بشكل واسع، ولنا فيما يحصل في قطاع غزة خير دليل على ذلك. وأيضاً ما حصل خلال عدوان (يوليو) تموز 2006.

كما أن العدو اعتاد في حروبه على لبنان أن يستهدف البنى التحتية والمرافق الحيوية بهدف إلحاق أكبر ضرر ممكن بالبلاد.

في المقابل، فإن إمكانات المقاومة في لبنان باتت أكبر بكثير من ذي قبل، وأكثر تطوراً ودقة. 

وبالتالي، هي قادرة على التصدي للعدوان وإصابة أهداف موجعة للاحتلال داخل فلسطين المحتلة.

وإذا ما أخذ العدو العبرة من عمليات الإسناد الحاصلة منذ تاريخ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (تاريخ انخراط حزب الله في معركة طوفان الأقصى)، فسيعلم هو وما تسمى لديه بالجبهة الداخلية أن الحرب الآن مع المقاومة ستكون مختلفة تماماً عن الحروب السابقة.

مساندة الجبهات

  • إلى أي مدى تتوقعون استمرار مساندة الجبهة الشمالية للمقاومة الفلسطينية؟ هل تستمر حتى وإن أضرّت إستراتيجياً بلبنان أو إيران؟

كل أحزاب وحركات وفصائل المقاومة كانت ولا تزال واضحة في قرارها الذي أعلنته منذ انطلاق ملحمة طوفان الأقصى. 

فعمليات الإسناد ستبقى مستمرة طالما أن العدوان (الإسرائيلي) قائم باتجاه أهلنا في قطاع غزة.

وهذا الموقف الثابت لن يتزحزح، والمقاومة حاضرة لتحمل تبعاته. 

ودليلنا على ذلك أن مجموع عمليات الإسناد التي نفذتها المقاومة من لبنان تجاوز 1500 عملية. 

فضلاً عن ذلك، توسع المقاومة كل يوم من دائرة استهدافاتها لقواعد ومغتصبات الاحتلال، حتى بتنا نسمع عن إصابة قواعد لم تقصف منذ نشأة الكيان الغاصب احتلالاً على أرضنا في فلسطين.

  • ما رؤيتكم حيال موقف الحوثيين من اليمن حتى الآن مناصرةً لفلسطين؟ وهل يتوسع هذا الدور مستقبلا؟

لقد أثبت الجيش اليمني وأنصار الله (الحوثيون) والشعب اليمني الشقيق أنهم أهل حق بانتصارهم لفلسطين وأهلها.

وقد أكدوا ذلك من خلال سلسلة عمليات استهدفت الاحتلال وكل وسائل الإمداد الخاصة به. 

كما يحرص الشعب اليمني كل يوم جمعة على الخروج بمسيرات ضخمة تجدد التمسك بنهج المقاومة والتصدي للعدو.

وكان اليمن قد أعلن منذ بداية الطريق أنه سيتدرج صعوداً في عملياته انتصاراً لفلسطين كلما زاد الاحتلال من عدوانه، وهو ملتزم بهذا التعهد. 

اتساع المعركة

  • هل تتوقعون توسع الحرب لتشمل مواجهة بين إسرائيل ولبنان بشكل كامل؟

في إيماننا، كيان عصابات الاحتلال هو عدو وجودي، وحربنا معه لا تنتهي إلا بزواله نهائياً عن كامل أرضنا في فلسطين والجولان وما تبقى تحت الاحتلال من جنوب لبنان.

وبالتالي فإن الكيان الغاصب غير مأمون الجانب في كل الأوقات، لكن الإنهاك الذي وصل إليه جيش الاحتلال نتيجة عملية طوفان الأقصى وما تلاها، يجعله في وضع لا يسمح له بفتح حرب شاملة ضد لبنان. 

خاصة أن المقاومة تملك من القوة ما يمكّنها من إلحاق هزيمة كبرى بجيش العدو. 

والقوة التي نتحدث عنها هي قوة إيمانية عقائدية من جهة بكوننا أصحاب الأرض والحق، وقوة مادية متمثلة في السلاح الذي نمتلكه، والذي بات متقدماً بأشواط عمّا هو معلوم.

  • كيف ترون الجهود الخارجية وخاصة الفرنسية لنزع فتيل حرب متوقعة بين لبنان وإسرائيل؟

 لو أرادت فرنسا وكل الدول الداعمة لكيان عصابات الاحتلال ثنيه عن جرائمه، وإلزامه بوقف عدوانه، لتمكنت من ذلك خلال دقائق.

فالكيان المحتل ما كان ليستمر كل هذه الشهور في عدوانه من دون ذلك الدعم المطلق الذي تؤمنه له حكومات الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها. 

وهو ما كان ليرتكب الاغتيالات بحق قادة المقاومة في لبنان والعراق وإيران دونما غطاء أميركي مطلق.

إيران والحرب

  • على خلفية اغتيال إسماعيل هنية، ما طبيعة الرد الإيراني المتوقع ورد المقاومة عموما؟ وهل هذا يؤكد وجود اختراق كبير بإيران؟

جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس متشعبة، فهي استهدفت أحد أهم قادة محور المقاومة، وحصلت في العاصمة الإيرانية - طهران، خلال فترة تولي الرئيس الإيراني المنتخب حديثاً مسعود بزشكيان لصلاحياته الدستورية.

هذه التفاصيل مجتمعة تجزم أن القيادة الإيرانية لن تتراجع عن تنفيذ عملية وازنةً تكفل الثأر من كيان عصابات الاحتلال، وتظهر حجم القوة الإيرانية وقدرتها على رد الصاع صاعين.

أما بالنسبة للاختراقات، فلن يعدم العدو وسيلة للنفاذ من ثغرة هنا أو هناك. 

لكن الأصل يبقى في أن البيئات الحاضنة للمقاومة متماسكة ومحصنة، وقبل ذلك هي بيئات مؤمنة عقائديا، وهذا ما يكفل لها تعزيز الصمود، وتحقيق الانتصار.

  • هل تسعى إسرائيل بالفعل إلى حرب شاملة تنضوي إيران فيها بشكل كامل أم أن هذا ليس في مصلحتها؟

من الواضح أن هناك تفككاً في الصفين السياسي والشعبي لدى كيان عصابات الاحتلال.

وهناك شبه إجماع على أن الحريص على جر المنطقة إلى الحرب الشاملة هو رئيس وزراء الكيان الغاصب المجرم نتنياهو.

 فهو يعلم علم اليقين أنه بانتهاء القتال، سيكون مصيره السجن نتيجة الملفات الكبرى التي يحاكم بموجبها أمام ما تسمى محاكم الاحتلال.

وفي الوقت عينه بات العالم مقتنعاً أن المجرمَين (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير و(وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش لهما يد في توريط الكيان الغاصب في حرب شاملة علها تستنهض حلفاءه لنجدته من الهزيمة التي لحقت به على المستويات كافة.

لذلك، يلجأ هؤلاء المجرمون إلى توسيع دائرة عملياتهم الإجرامية، سواء بحق أبناء شعبنا داخل الأرض المحتلة، أو بحق قادة المقاومة خارج فلسطين، بهدف جر المنطقة إلى حرب شاملة.

لكنني أعتقد أن قادة محور المقاومة لديهم من رجاحة العقل والحكمة ما هو كفيل بوأد خطة العدو في مهدها، ولكن دونما تفريط بالحقوق.