هجوم جديد.. هل تدفع النيجر ثمن انفصالها عن الغرب وتوجهها لروسيا؟
النيجر كانت مسرحا لانقلاب في 26 يوليو/تموز 2023
تواجه السلطات في النيجر على نحو متزايد، صعوبات وتحديات أمنية خطيرة في مواجهة "التمردات الإرهابية" دون دعم حلفائها الغربيين السابقين الذين طُردوا من البلاد.
ورغم محاولتها التغلب على الفراغ الأمني الذي تسبب فيه طرد القوات الفرنسية من البلاد بتعزيز العلاقات مع روسيا والتعاون معها في القطاع الأمني عبر مرتزقة "فاغنر" شهدت البلاد عدة هجمات تسببت في مقتل عدد من العسكريين.
وفي 12 أبريل/نيسان 2024، أعلنت الحكومة النيجرية عن مقتل ستة من جنودها في انفجار بالقرب من الحدود مع مالي.
وبحسب صحيفة "إي ريفرانسيا" البرتغالية، فإن هذا "الهجوم المتطرف هو الثاني على الأقل خلال شهرين، الذي يضرب القوات المسلحة النيجرية بشدة".
“بؤرة للإرهاب”
نقلا عن وزارة الدفاع النيجرية، توضح الصحيفة البرتغالية أن "لغما أرضيا زرعه المتطرفون أسفر عن مقتل 6 جنود، بالإضافة إلى إصابة آخرين".
وردا على ذلك، قالت نيامي إنها نفذت عملية مطاردة ضد المتمردين وتمكنت من "تحييد" عشرة منهم في غارة جوية.
ووفق ما أشارت إليه الصحيفة، فإن جزءا من العملية جرى خارج حدود البلاد في أراضي مالي، التي تعد الحكومة النيجرية حليفة لها.
وبالعودة إلى شهر مارس/آذار 2024، قتل 23 جنديا نيجريا في كمين في تيلابيري، المتاخمة لبوركينا فاسو ومالي، وكلاهما يخضعان أيضا لحكم أنظمة عسكرية.
وفي هذا الإطار، تصف الصحيفة المشهد قائلة إن "المنطقة يمكن عدها البؤرة الجديدة للموجة الجهادية التي سيطرت على منطقة الساحل الأوسط".
وتُعد النيجر إحدى أفقر الدول في العالم، بحسب تصنيف الأمم المتحدة، وهي تواجه انتشار جماعة بوكو حرام المرتبطة بتنظيمي الدولة والقاعدة في غرب إفريقيا.
وبوكو حرام هي جماعة إسلامية "جهادية" نيجيرية، واسمها يعني وفق لهجة قبائل الهوسا أن "التعليم الغربي حرام".
وتذكر الصحيفة البرتغالية أنها "تنشط في شمال نيجيريا وتسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية"، مضيفة أنها "حركة محظورة رسميا ومصنفة كجماعة إرهابية".
خروج غربي
بالعودة إلى عام 2023، تذكر "إي ريفرانسيا" بأن النيجر كانت مسرحا لانقلاب في 26 يوليو/تموز.
وبزعم تأثره بأعمال "الجماعات الجهادية"، تقول الصحيفة إن الجنرال عبد الرحمن تشياني تولى السلطة، مبررا ذلك بـ "تدهور الوضع الأمني" في البلاد. إذ أعلن نفسه زعيما وطنيا بعد الإطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطيا، محمد بازوم.
وبحسب الصحيفة البرتغالية، “حذت السلطات الجديدة بالنيجر حذو المجلسين العسكريين في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين”.
وذلك فيما يتعلق بإنهاء الاتفاقات العسكرية مع الحلفاء الغربيين والانسحاب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) وتعزيز العلاقات مع روسيا.
وتابعت: "كان أحد الإجراءات التي اتخذها تشياني عند توليه السلطة هو إنهاء الاتفاق مع فرنسا وطرد قوات باريس التي كانت متموضعة للتعاون في أعمال مكافحة الإرهاب".
وأردفت: "نتيجة لهذا الفراغ العسكري، اتجهت النيجر إلى تعزيز علاقتها مع روسيا، شريكتها الجديدة في القطاع الأمني".
تدخل روسي
وهنا، تنوه الصحيفة أن "التحالف لا يتم من خلال القوات المسلحة النظامية في موسكو، بل عبر المرتزقة"، حيث كانت مجموعة "فاغنر" أول من أسس وجودها في القارة، والتي حُلت منذ مقتل زعيمها، يفغيني بريغوجين بانفجار طائرته في أغسطس/آب 2023.
وسدا لهذه الفجوة التي تركتها "فاغنر"، تقول الصحيفة إن "عدة مجموعات أخرى ظهرت على نفس المنوال".
وأشارت إلى أن الجماعة الأكثر قدرة على تولي إرث سابقتها هي منظمة شبه عسكرية خاصة تسمى "الفيلق الإفريقي".
وتجدر الإشارة هنا بأن هذه المجموعة مرتبطة بوزارة الدفاع الروسية، على الرغم من أنها ليست مدمجة في قواتها المسلحة بشكل رسمي.
ولكن رغم تعزيز العلاقات مع الروس، تقول الصحيفة إن "الوضع الأمني في النيجر يتفاقم مع حلول الروس محل الفرنسيين".
وأشارت إلى أن النيجر انفصلت أيضا عن الولايات المتحدة، قائلة إن "الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الحكومتين فرضتها واشنطن من جانب واحد".
وفي هذا السياق، تذكر الصحيفة أن آلاف الأشخاص تظاهروا، في 13 أبريل 2024، للمطالبة برحيل الجنود الأميركيين المتمركزين شمال النيجر فورا، بعدما ألغى النظام العسكري اتفاق التعاون مع واشنطن.
وخلال المظاهرة، هتف المحتجون: "فلتسقط الإمبريالية الأميركية" و"يعيش تحالف دول الساحل" -مالي وبوركينا فاسو والنيجر- و"تحرير الشعب يسلك طريقه".