صحيفة عبرية: طلب السعودية السيطرة على المسجد الأقصى يشعل أزمة مع الأردن

12

طباعة

مشاركة

تحلم السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان بالتربع على العالم الإسلامي السني عبر السيطرة على المسجد الأقصى، ما سيجعل كل الأماكن المقدسة الإسلامية تحت يدها، وفق ادعاءات صحيفة عبرية.

وترى صحيفة "زمان إسرائيل" أنه في هذه الحالة، سيتعين على إسرائيل مراجعة اتفاقية السلام مع الأردن، ما قد يؤدي إلى أزمة خطيرة في العلاقات الإسرائيلية الأردنية والعلاقات بين السعودية والمملكة الهاشمية.

توقيت ملح

تقول الصحيفة العبرية إن التوقيت ملح فيما يتعلق بمسألة التطبيع بين المملكة والكيان الصهيوني، على الأقل بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة.

وعزت ذلك إلى أن محاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تتقدم، ومن المتوقع أن تعقد في مارس/ آذار 2024.

بينما يدخل الرئيس الأميركي جو بايدن سنة انتخابية، ومن المرجح أن تكون صعبة ومرهقة.

ولذلك، تعتقد أن "كلا من نتنياهو وبايدن يحتاج إلى الإنجاز، وهو ما يضع محمد بن سلمان في موقع تفاوضي ممتاز".

"وفي الوقت نفسه، يواصل القطار الجوي الإسرائيلي عمله في التوجه إلى السعودية"، وفق تعبير الصحيفة.

ففي 26 سبتمبر/ أيلول 2023، زار وزير السياحة الإسرائيلي، حاييم كاتس، الرياض لحضور مؤتمر دولي.

بالإضافة إلى أنه في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ذهب وزير الاتصالات شلومو كرعي إلى السعودية لحضور مؤتمر "اتحاد البريد العالمي".

وتلفت إلى أن السعوديين يسمحون بهذه الزيارات لإثبات جدية نواياهم فيما يتعلق بالاتفاق بين المملكة وإسرائيل. 

وبشأن العقبة الرئيسة للاتفاقية، تعتقد الصحيفة أن "المخفي أكثر من الظاهر في الوقت الحالي، فيما يتعلق بالقدرة على تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية".

وتذكر أن وزير الطاقة السعودي، عبد العزيز بن سلمان، أعلن خلال اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن "بلاده ستقبل بمعايير الإشراف الأكثر صرامة". 

وأشارت إلى أن ذلك "كان من أجل طمأنة الولايات المتحدة وإسرائيل"، لافتة إلى أن هذا "لن يكون كافيا"، مضيفة أنه "في الوقت الحالي، تحتفظ جميع الأطراف بأوراقها ولا تخرجها إلى العلن".

واتبعت: "فليس من الواضح ما هو الاقتراح المطروح على الطاولة، وما إذا كان يمكن لإسرائيل أن تتقبله". 

مسار متسارع

من ناحية أخرى، تذهب الصحيفة العبرية إلى أن المسار تسارع بالنسبة لولي العهد في مسألة التحالف الدفاعي الإقليمي برعاية أميركية تحديدا.

وتقول: "على الرغم من أن العلاقات مع طهران تتصاعد، إلا أن بن سلمان يدرك ويعرف أنها يمكن أن تنتكس بسرعة، خاصة أن إيران أصبحت الآن في موقع قوة مع الرياح المواتية الصينية والروسية".

وتستدل الصحيفة على ذلك بما نُشر في "رويترز" أخيرا، حيث أوردت أن السعودية مستعدة للتنازل عن بعض المطالب المتعلقة بالقضية الفلسطينية، من أجل الحصول على اتفاقية الدفاع سريعا.

ولا تستبعد أن تقرر الأطراف كافة المضي قدما في الشأن الفلسطيني في وقت لاحق بعد التوقيع على الاتفاق.

وبهذا الشأن، تقول الصحيفة إن "تجاهل القضية الفلسطينية يناسب الجميع، باستثناء الفلسطينيين أنفسهم". 

وتابعت: "حقيقة أن السفير السعودي لدى السلطة الفلسطينية، نايف السديري، ألغى زيارته المتوقعة إلى الحرم القدسي، توضح مدى حجم التوتر بين الرياض ورام الله بشأن هذه المسألة".

وفي رأي الصحيفة، على الرغم من أن التفسير الرسمي للإلغاء هو جدولة الزيارة، إلا أن السبب الرئيس في الحقيقة هو الخوف من الغضب الفلسطيني الذي سيتوجه إلى السفير ويحرج البيت الملكي. 

وهو ما لا تريده السعودية، خاصة في مثل هذا الوقت الحساس، حسب الصحيفة.

توترات متوقعة

في نهاية التقرير، تلفت "زمان إسرائيل" إلى وجود قضية أخرى حساسة للغاية ومتفجرة.

حيث توضح أنه "لم يتفق أي مسؤول إسرائيل على تحديد ما إذا كانت هناك أي مطالب سعودية فيما يتعلق بالسيطرة الفعلية على الحرم القدسي، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي تلك المطالب؟".

وجدير بالذكر أنه "ليس سرا رغبة السعوديين في السيطرة على المسجد الأقصى، وبالتالي ترسيخ هيمنتهم كقادة للعالم العربي السني". 

إضافة إلى أن "المملكة السعودية ستسيطر بذلك على أقدس الأماكن الثلاثة للإسلام السني؛ مكة والمدينة والأقصى". 

تقول الصحيفة إنه "نادرا ما تُناقش مسألة السيطرة على وقف المسجد الأقصى في السياق السعودي الإسرائيلي، لكنها بحسب كثيرين ضرورية لولي العهد".

وفي هذا الصدد، تنقل الصحيفة عن مقال نُشر في الموقع الإخباري العبري "JNS"، حيث كتب باروخ ياديد، الخبير في الشأن الفلسطيني، أن "مسؤولين في الأوقاف انتقدوا بشدة العاهل الأردني الملك عبد الله".

ووفقا لهم، فقد ضعفت مكانة الوقف بشكل كبير منذ أداء الملك اليمين الدستورية، والذي لا يتعامل مع الأمر بشكل مباشر، بل يترك الإدارة اليومية لمساعديه. 

وتؤكد الصحيفة أن "السعودية تدرك هذا الفراغ جيدا، ولهذا السبب فإن بند الأقصى يتصدر قائمة مطالبها، أكثر بكثير مما ينعكس في وسائل الإعلام".

وهنا تتساءل: "ماذا ستفعل إسرائيل إذا عد السعوديون هذا المطلب ضروريا؟". 

وبهذا الشأن، تعتقد "زمان إسرائيل" أنه سيكون على إسرائيل فتح اتفاقية السلام مع الأردن، لافتة إلى أنه في الآونة الأخيرة حدثت بعض التوترات بين عمان والرياض حول هذا الأمر، حيث يدرك الملك الأردني خطورة تلك الاتفاقية جيدا.

علاوة على ذلك، تشير الصحيفة إلى أن هذا قد يكون بداية أزمة خطيرة في العلاقات الإسرائيلية الأردنية، حيث سيفقد الملك عبد الله أداة نفوذ مهمة جدا،على الفلسطينيين وإسرائيل والعالم العربي.