قنبلة جزر الإمارات المحتلة تنفجر في علاقات روسيا وإيران.. ما التداعيات؟

12

طباعة

مشاركة

في 12 يوليو/ تموز 2023، استدعت الخارجية الإيرانية، السفير الروسي لديها أليكسي يوريفيتش ديدوف، احتجاجا على ما تضمنه البيان المشترك الصادر عقب اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا، بشأن الجزر الإماراتية الثلاث الخاضعة للاحتلال الإيراني والتي تطالب أبوظبي بالسيادة عليها.

وأفادت الخارجية الإيرانية في بيان، بأن الجزر الثلاث هي "جزء أبدي من التراب الإيراني"، وطالبت بتصحيح الموقف الروسي تجاه هذه المسألة.

واستضافت موسكو يوم 10 یولیو 2023 الاجتماع السادس للحوار الإستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا.

وأكد البيان المشترك الصادر عقب الاجتماع، على دعم الجهود السلمية كافة، بما في ذلك مبادرة الإمارات للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى)، في إطار القانون الدولي من خلال المفاوضات الثنائية.

وفي هذا الإطار، استطلعت صحيفة "إزفيستيا" الروسية آراء خبراء سياسيين عن التداعيات المتوقعة لهذا التطور على العلاقات الروسية الإيرانية الجيدة في الآونة الراهنة.

أهمية إستراتيجية

وقالت الصحيفة الروسية إن جزر أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى تقع في منطقة ذات أهمية إستراتيجية في الخليج العربي، حيث تتنازع السلطات الإماراتية والإيرانية على ملكيتها.

وتسيطر طهران تسيطر على الجزر في الواقع، معتبرة إياها جزءا من مقاطعة هرمزغان الساحلية. 

بالإضافة إلى ذلك، تُضمن أراضي الجزر ضمن الخط الدفاعي للبلاد، حيث تُجرى مناورات بحرية في المياه المجاورة لجزيرة طنب الكبرى، والجزيرة نفسها في نظام الدفاع الجوي لهذه المنطقة من البلاد.

وبحسب السلطات الإيرانية، كانت الجزر تابعة لإيران تاريخيا، لكنها أصبحت مؤقتا تحت سيطرة البريطانيين الذين كانوا يسيطرون آنذاك على المنطقة في عام 1903. 

بعد ذلك، وقبل وقت قصير من تشكيل دولة الإمارات، عادت الجزر إلى طهران.

أبوظبي بدورها، تتهم الدولة المجاورة باحتلال الجزر، وبهذا الشأن، تذكر الصحيفة أن الممالك العربية في الخليج العربي تدعم بالإجماع موقف الإمارات، وتحث طهران على التخلي عن مطالبها بهذه الأراضي.

ورغم أن إيران تمكنت أخيرا من استعادة الاتصالات الرسمية مع الدول العربية، إلا أن الوضع الحالي في هذه الجزر يلقي بظلاله على المصالحة، كما ورد عن الصحيفة الروسية. 

استعراض دبلوماسي

وبشأن العلاقات الإيرانية الروسية، يعتقد العالم السياسي الخبير في نادي النقاش الدولي "فالداي"، فرهاد إبراغيموف، أن "المشكلة التي ظهرت حول الجزر لن تعقد العلاقات الثنائية بين البلدين". 

وأشار إلى أن "سلطنة عمان تقف إلى جانب الإمارات في مسألة ملكية الجزر، لكن هذا لا يمنع طهران من الحفاظ على العلاقات مع مسقط، بل إنها تعمل على تطويرها".

وكما تنقل الصحيفة الروسية، فقد أوضح الخبير أنه "لا أحد في روسيا يشكك في وحدة أراضي إيران"، لافتا إلى أن "بعض المتهورين السياسيين الإيرانيين قلقون بشأن هذا فقط دون جدوى". 

ومن ناحية أخرى، يذهب إيراغيموف إلى أنهم "ببساطة يلعبون على مشاعر الجزء ذي العقلية القومية من الشعب، وذلك لمحاولة كسب النقاط". 

واختتم إبراغيموف تحليله قائلا: "بطريقة أو بأخرى، سيتم تسوية المشكلة التي نشأت بسرعة. هناك تفاهم متبادل بين الطرفين، كما يعمل دبلوماسيون من البلدين بالفعل على تسوية الأمور".

بدورها، ترى دانيلا كريلوف، الباحثة في قسم الشرق الأوسط في معهد العلوم الروسية، أن "النزاعات الإقليمية هي مشكلة مهمة للغاية وكثيرا ما نواجهها في العلاقات الدولية الحديثة". 

ولكن في النزاع الحالي، فإن كريلوف تؤكد على أنه "في المواجهة الدبلوماسية الحالية، لم يقم الدبلوماسيون الروس بأي استفزازات ضد إيران بشأن من يملك هذه الأراضي في مضيق هرمز". 

وتشكك الباحثة بشدة في حقيقة أن "الدبلوماسيين عمدوا إلى الإضرار بالعلاقات بين موسكو وطهران"، وفق الصحيفة الروسية.

وفي النهاية، توضح الباحثة السياسية أن "التعاون بين روسيا وإيران يحمل منفعة متبادلة".

كما دعت الدولتين إلى التريث قليلا، وبعدها سيكون من السهل على الأطراف التوصل إلى اتفاقات بشكل بناء.

في الوقت نفسه، شددت كريلوف على أن "روسيا لا تجادل في سيطرة إيران على هذه الجزر، ولا تساعد الإمارات على استعادة السيطرة، كما أنها في العموم لا تتحدث بأي شكل من الأشكال عن هذه القضية".

تغيير  سياسي

بدوره يلفت المستشرق أندريه أونتيكوف، الانتباه إلى حقيقة أنه "ليس من الواضح كيف انعكست القضية المتعلقة بالجزر المتنازع عليها بشكل عام في البيان الختامي".

في الوقت نفسه، يشير المستشرق إلى أن "نص البيان لا يتضمن أي شيء يمكن أن يسيء إلى إيران بطريقة ما".

ويعتقد المستشرق أنه "لا يمكن تصور تطور الخلاف بين الدولتين إلا إذا أرادت طهران تغيير سياستها بشكل جذري، والابتعاد تماما عن موسكو وبكين والبدء في الاقتراب من الأميركيين".

ومع ذلك، يؤكد المستشرق أنه "لا توجد علامات على مثل هذا التطور للأحداث"، كما ورد عن الصحيفة الروسية.

واختتم الخبير حديثه، قائلا إنه "يجب حل القضايا الإقليمية على المستوى الإقليمي، والسماح للاعبين المهتمين في الشرق الأوسط بالتعامل معها"، مؤكدا أن "التعاون بين موسكو وطهران قائم على أساس المنفعة المتبادلة".