شوتشيتل غالفيز.. هل تكون بائعة الحلوى أول رئيسة في المكسيك؟

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع فرنسي الضوء على حدث وصفه بأنه "أحدث ضجة" في المكسيك، خلال الأيام الماضية، وهو إعلان عضو مجلس الشيوخ، شوتشيتل غالفيز، عزمها الترشح لرئاسة الجمهورية.

وأوضح موقع "TV5 Monde" أن "غالفيز تنتمي للتيار الليبرالي اليميني، وأنها بترشحها تتحدى الهيمنة السياسية لليسار المتمثلة في الحكم الحالي، برئاسة مانويل لوبيز أوبرادور.

ووفق التقرير، فإن اليسار المكسيكي يعول أيضا في هذه الانتخابات على ترشيح امرأة للانتخابات الرئاسية في عام 2024، وهي عمدة مدينة ميكسيكو السابقة، كلاوديا شينباوم.

وقال التقرير: "أعادت غالفيز، ذات الستين عاما، إيقاظ المعارضة التي بدت متجهة إلى هزيمة محققة في انتخابات يونيو/حزيران 2024 ضد تزايد نفوذ الرئيس  الحالي، أوبرادور، الذي يتمتع بشعبية كبيرة".

ومنذ 4 يوليو/ تموز 2023، أصبحت غالفيز مرشحة محتملة، ومن المرجح أن تنال ترشيح التحالف المعروف باسم "فرينتيه أمبليو" أو "الجبهة العريضة"، والذي يضم ثلاثة أحزاب معارضة.

رئيسة للمرة الأولى

وأشار التقرير إلى أنه مع ظهور السيناتور غالفيز على الساحة، فإن "هناك امرأتين تتنافسان الآن على لقب أول رئيسة للمكسيك، وهذا أمر فريد من نوعه في تاريخ بلد يعد ذا سمعة متوارثة بالتحيز ضد النساء".

وفي مقابل ترشح غالفيز عن المعارضة، فإن هناك معركة في معسكر السلطة، لنيل ترشيح الحزب الحاكم لرئاسة الجمهورية، وفق التقرير.

إذ تخوض العمدة السابقة لمدينة ميكسيكو معركة داخلية ضد وزير الخارجية السابق، مارسيلو إبرارد، للترشح عن حزب "حركة التجديد الوطنية" اليسارية، والمعروف باسم "مورينا".

وعلى ذلك، ينفذ كل من إبرارد وشينباوم، حملة في جميع أنحاء البلاد لإثبات وجودهما على أنهما ورثة للرئيس أوبرادور.

ولا يمكن للرئيس الحالي أوبرادور الترشح مرة أخرى وفقا للدستور، الذي يسمح له بدورة واحدة، مدتها 6 سنوات.

وأكد التقرير أن ملف غالفيز يعقد إستراتيجية الرئيس وشركائه المقربين، الذين يعدون أنفسهم مهندسي "التحول الرابع" في المكسيك.

ومنذ توليه السلطة في ديسمبر/كانون الأول 2018، تدعي "حركة التجديد الوطنية" أنها تدافع عن الفقراء، كما توجه انتقادات للمعارضة بصفتها "محافظة" و"نيوليبرالية" و"عنصرية".

ومع ذلك، فإن هذه الطريقة لم تعد تلقى رواجا مع "غالفيز"، التي وُلِدَت لأب من عِرق "أوتومي" وأم مختلطة الأعراق في ولاية هيدالغو وسط البلاد. 

وذكر التقرير أن اسم "شوتشيتل" يعني "زهرة" بلغة "ناواتل"، وهي أكثر اللغات التي يستخدمها السكان الأصليون للمكسيك.

وتقول السيناتور غالفيز إنها "باعت في السادسة من عمرها الحلوى في الشارع، وكانت إحدى شقيقاتها مسجونة منذ 11 عاما بتهمة الانتماء لعصابة من الخاطفين".

وأضاف الموقع أنه "قبل دخولها عالم السياسة، كانت غالفيز تدير مؤسسة تدعم أطفال ونساء السكان الأصليين للمكسيك".

وترى المحللة السياسية، باولا صوفيا فاسكيز، أن "الرئيس المكسيكي الحالي نجح في تأطير المعارضة بأنها نخبوية وعنصرية وبيضاء وأوليغارشية"، لكن تقدم "غالفيز" يعيد صياغة هذه السردية، ويفرغها من مضمونها.

وبالإضافة إلى ذلك، يتناقض ملف "غالفيز" مع ملف المرشحين الآخرين لخلافة أوبرادور، وهما كلاوديا شينباوم ومارسيلو إبرارد.

إذ إنهما من أصل أوروبي، وينتميان للطبقة الوسطى، وشغلا منصب "عمدة بلدية" في السابق.

امرأة عصامية

ووصف الرئيس أوبرادور، غالفيز بأنها "مرشح المافيا للسلطة" وأنها من "المحافظين"، مما منحها مساحة إعلامية غير متوقعة.

وفي 12 يونيو/حزيران 2023، كانت غالفيز محط الأنظار حينما رُفض طلبها حضور مؤتمر صحفي للرئيس المكسيكي.

ووفق الموقع، فإن هذا الرفض كان تعبيرا عن رغبتها في التحدي المباشر للرئيس، وعلقت السيناتورة قائلة: "بإغلاق الباب في وجهي، فتح آلاف المكسيكيين أبوابهم لي".

وبدورها، خصصت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، تقريرا مطولا تحدثت فيه عن غالفيز، واصفة إياها بـ"المرأة العصامية"، وأنها "تهديد" للسلطة في المكسيك.

وبحسب الموقع الفرنسي، فإن عدد سكان المكسيك 126 مليون نسمة، وهي الاقتصاد الـ 15 عالميا.

وجالفيز، وهي مهندسة كمبيوتر، أسست شركتها الخاصة وكانت نشطة في صفوف "حزب العمل الوطني"، الذي ينتمي إلى اليمين الليبرالي المحافظ.

وكانت مسؤولة عن لجنة تنمية السكان الأصليين في عهد الرئيس المكسيكي، فيسينتي فوكس، في الفترة ما بين (2000-2006). 

ووفق التقرير، فقد "انتُخبت كعمدة لأحد الأحياء الفاخرة في العاصمة ميكسيكو، من 2015 حتى عام 2018، ثم انتخبت كسيناتورة في 2018 بعد فشلها في الفوز بمنصب حاكم ولايتها الأصلية في ولاية هيدالغو، شرقي المكسيك".

وحسب قوله، فإن غالفيز تغلب عليها الصراحة المباشرة، حيث دافعت عن حق الإجهاض، وحقوق المتحولين جنسيا، وحتى بعض البرامج الاجتماعية التي نفذها الرئيس الحالي، على الرغم من انتمائها إلى حزب ليبرالي محافظ".

وأورد أن غالفيز تحب تكرار عبارة "لا أحد يسيطر عليّ، حتى زوجي"، وتقول "لا أنتمي لأي أوليغارشية".

الآن، يجب على غالفيز جمع 150 ألف توقيع لدعمها من تحالفها "فرينتيه أمبليو"، الذي يضم حزب "العمل الوطني" المحافظ، وحزب "الثورة الديمقراطية" من يسار الوسط، و"الحزب الثوري المؤسساتي"، الذي فقد شعبيته تماما.

وحسب الموقع، فإن المنتظر الإعلان عن اسم الفائز بترشيح المعارضة للرئاسة، في 3 سبتمبر/ أيلول 2023، بعد مناقشات واستطلاعات الرأي بين ثلاثة مرشحين نهائيين.

أما بالنسبة لحزب السلطة، فسيُعلَن عن الفائز في السباق بين شاينباوم، وإبرارد، في 6 سبتمبر 2023، بعد استطلاع للرأي أيضا.

وفي فبراير/شباط 2023، تظاهر عشرات الآلاف من المكسيكيين، للاعتراض على تعديلات في هيئة الانتخابات، صادق عليها البرلمان، ورأت فيها المعارضة تهديدا لاستقلالية المؤسسة المكلفة بتنظيم الاقتراع الرئاسي في منتصف عام 2024.

ويقلل هذا التعديل من ميزانية وعدد أعضاء الهيئة الوطنية، التي يتهمها الرئيس المكسيكي، بالتستر على عمليات تزوير في الماضي وتكبيد المالية العامة كلفة باهظة. وحينها، وصف أوبرادور خصومه بأنهم "فاسدون" يريدون فقط العودة إلى السلطة.

وبدورها، أكدت الولايات المتحدة أنها تدعم "استقلالية" المؤسسات الانتخابية في المكسيك، قائلة إن "الديمقراطيات السليمة تستفيد من مؤسسات قوية ومن تعددية الأصوات".

وقال المتحدّث السابق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن "الولايات المتحدة تدعم هيئات انتخابية مستقلّة وذات موارد كافية بما يعزز العملية الديمقراطية وسيادة القانون".