قادة من حماس والجهاد الإسلامي ووزير سعودي بطهران.. ما دلالة تزامن الزيارات؟

12

طباعة

مشاركة

سلطت صحيفة ألمانية الضوء على الزيارات المتزامنة التي أجراها قادة من حركة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بالإضافة إلى وزير الخارجية السعودية، فيصل بن فرحان، إلى العاصمة الإيرانية طهران.

وأوضحت صحيفة "مينا واتش" أنه في ظل اندلاع أعمال عنف دامية في الضفة الغربية المحتلة، أجرى زعيما حركتي "الجهاد الإسلامي" و"حماس" محادثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين في 19 يونيو/ حزيران 2023.

وفي هذا السياق، استقبل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة.

بينما أجرى رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، محادثات مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، قبل لقاء عدد من كبار المسؤولين الآخرين.

وتتزامن زيارة قادة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" مع أول زيارة لمسؤول سعودي إلى طهران منذ أكثر من سبع سنوات، حيث التقى الوزير ابن فرحان، مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.

استثمار المشهد

وخلال لقائه مع هنية، ذكرت صحيفة "مينا واتش" أن أحمديان صرح بأن "المقاومة هي الطريقة الأكثر فعالية لإنهاء أكثر من 75 عاما من الاحتلال لفلسطين"، وفق ما نُقل عن موقع "نور نيوز" المقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.

كما أنه أكد على "ضرورة وحدة فصائل المقاومة"، مشيرا إلى أن "انتصارها يشكل تحولا إستراتيجيا وتاريخيا للقضية".

ووفق بيان لـ"حماس"، أشارت الصحيفة إلى أن المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، شدد على "محورية قضية فلسطين لدى الأمة"، مثمنا "الروح القتالية" التي يحملها الشباب الفلسطيني.

وأشار خامنئي، وفق البيان، إلى "الدور الريادي لحركات المقاومة، خاصة حماس، في رعاية المقاومة لدى الشعب الفلسطيني".

وذكر أنه أكد على "استمرار الدعم الإيراني للشعب الفلسطيني ومقاومته وقضيته العادلة، باعتباره واجبا شرعيا لا تراجع عنه".

من جهته، أشاد هنية بدور إيران "التي تقف في صف متقدم لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال".

وقال هنية: "المقاومة حاليا تمر في أحسن حالاتها، وأصبحت ملهمة للشارع الفلسطيني".

واستعرض كما نقلت "مينا واتش"، "التحديات التي تمثلها الحكومة الإسرائيلية خاصة في القدس والضفة الغربية، وعربدة المستوطنين ضد الفلسطينيين".

وطالب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" بـ"بذل المزيد الجهود لتثبيت ودعم صمود الشعب الفلسطيني وإنهاء الحصار على قطاع غزة".

وبشأن التطورات الأخيرة التي تعيشها فلسطين، ذكرت الصحيفة أن هنية تحدث عن استمرار حصار إسرائيل لغزة وعدوانها الأخير على القطاع في مايو/ أيار 2023.

وأضاف هنية قائلا إن "شعبنا ومقاومته مستعدون دوما لصد أي اعتداء وإفشال أي مخطط للاحتلال".

ولفتت الصحيفة إلى أن هنية أكد أهمية "وحدة الفصائل المقاومة وقرارها المشترك"، معتبرا وحدة الأمة العربية والإسلامية "سلاحا إستراتيجيا لمواجهة أعدائها".

من ناحية أخرى، أشاد هنية بالاتفاق الإيراني السعودي، الذي أعلن عنه في بيان مشترك من بكين في 10 مارس/آذار 2023.

الجدير بالذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران استؤنفت بموجب هذا الاتفاق، ثم أُعيد فتح سفارتي البلدين المغلقتين منذ عام 2016.

وفي السياق، أشارت الصحيفة إلى أن رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" دعا إلى "ضرورة استثمار المشهد الإقليمي والدولي وانحسار أعداء الأمة في تعزيز العلاقات الإقليمية".

ولفت إلى أن "تصاعد المقاومة وتراجع الكيان الإسرائيلي وانشغاله بأزماته يُعد مؤشرا على اقترابهم من النصر، بما يتطلب من الأمة قيامها بواجبها تجاه فلسطين والقدس"، وفق "مينا واتش".

خطر أمني

بالإضافة إلى زيارة هنية، ذكرت الصحيفة الألمانية أن الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي"، التقى كبار المسؤولين الإيرانيين، في مقدمهم المرشد الأعلى للجمهورية، خامنئي والرئيس رئيسي.

وذكرت أن الرئيس الإيراني ناقش مع النخالة حقيقة أن "إسرائيل تسعى لتطبيع العلاقات مع عدد من الدول العربية والمسلمة للتسبب بخيبة أمل في أوساط الشباب الفلسطينيين الساعين إلى تحرير أرضهم"، بينما أشاد بـ"المقاومة" الفلسطينية.

وفي هذا الإطار، لفتت الصحيفة إلى أن الإمارات والبحرين والمغرب وقعت "اتفاقات أبراهام" برعاية واشنطن لتطبيع العلاقات مع إسرائيل عام 2020. 

أما السعودية فرفضت الاعتراف بإسرائيل، وتعزو الصحيفة ذلك لأسباب "بينها طريقة تعامل كيان الاحتلال مع الفلسطينيين".

من ناحية أخرى، وتزامنا مع زيارات قادة "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، أشارت الصحيفة إلى أول زيارة لمسؤول سعودي إلى طهران منذ أكثر من سبع سنوات.

ووصل وزير الخارجية السعودي إلى إيران في 17 يونيو/ حزيران 2023. 

وبحسب "مينا واتش" الألمانية، التقى فيصل بنظيره الإيراني ومسؤولين كبار آخرين، بما في ذلك الرئيس رئيسي.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن رئيسي قوله إن "أعداء الإسلام، وعلى رأسهم النظام الصهيوني، منزعجون من التقدم المحرز في التعاون الثنائي والإقليمي بين إيران والسعودية".

وأضافت الصحيفة أن رئيسي تحدث كذلك ضد جهود التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل.

وقال: "النظام الصهيوني ليس فقط عدوا للفلسطينيين، بل هو خطر على جميع المسلمين"، مشيرا إلى أن "تطبيع العلاقات مع إسرائيل لا يمثل خطرا أمنيا فقط، بل إنه يتعارض كذلك مع آراء الأمة الإسلامية".

وذكرت الصحيفة أن "إسرائيل تأمل انضمام السعودية إلى الإمارات والبحرين والسودان والمغرب في توقيعهم اتفاقات أبراهام".

ولفتت إلى أن زيارة المسؤول السعودي والمحادثات بين المسؤولين الإيرانيين والقياديين الفلسطينيين "تزامنت مع عملية عسكرية كبيرة نفذها الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية".

وبحسب ما ذكرته الصحيفة، فقد أسفرت العملية عن مقتل خمسة فلسطينيين، بينهم عنصر في حركة "الجهاد الإسلامي" وعشرات الجرحى.