خلال زيارته الأولى للرباط.. لماذا ألمح رئيس الكنيست الإسرائيلي إلى مغربية الصحراء؟

في 8 يونيو/حزيران 2023، تحدث رئيس الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي أمير أوحانا لصالح "السيادة المغربية على الصحراء الغربية"، خلال أول زيارة يجريها بشكل رسمي لبرلمان دولة إسلامية.
وتذكر صحيفة "مينا واتش" الألمانية أن هذه الزيارة إلى الرباط تأتي قبل أسابيع من اجتماع مقرر في المملكة بين وزراء خارجية دولة الاحتلال الإسرائيلي والدول العربية الأربع التي وقعت اتفاقية أبراهام (الإمارات والبحرين والمغرب والسودان).
وفي هذا الإطار، تتحدث الصحيفة عن تاريخ العلاقات المغربية الإسرائيلية وكيف تطورت بموجب اتفاقات أبراهام، وسلطت الضوء بشكل خاص على قضية الصحراء الغربية.
الزيارة الأولى
وحظيت قضية الصحراء الغربية باهتمام ملحوظ خلال زيارة رئيس الكنيست الإسرائيلي إلى المغرب.
فقد دعا أوحانا، ذو الجذور المغربية، حكومة الاحتلال إلى الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، سيرا على خطى الولايات المتحدة.
وقال: "على إسرائيل أن تتحرك نحو هدف الاعتراف بالصحراء المغربية، كما فعل أقرب حليف لنا، الولايات المتحدة".
وكشف أوحانا، خلال مؤتمر صحفي عقب التوقيع على مذكرة تفاهم لتعزيز العمل البرلماني مع رئيس مجلس النواب المغربي رشيد الطالبي العلمي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعلن موقف الحكومة بشأن الصحراء الغربية خلال الفترة المقبلة.
وتشير الصحيفة الألمانية إلى أن "زيارة أوحانا للرباط تزامنت مع أخرى مماثلة لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، الذي بحث مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة سبل تعزيز التعاون في المجال الأمني".
كما تأتي الزيارة بعد زيارة أخرى نفذتها وزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميري ريغيف، إلى المغرب نهاية مايو/أيار 2023.
وتذكر الصحيفة أيضا أن "هذه الزيارة تأتي قبل أسابيع من اجتماع مقرر في المغرب بين وزراء خارجية إسرائيل والدول العربية الأربع التي وقعت اتفاقية أبراهام".
وخلال الزيارة، قال أوحانا إن "اختراق العلاقات الإسرائيلية المغربية على المستوى البرلماني، فرصة رائعة لإقامة صلة بين الماضي والمستقبل، بين التقاليد والتقدم، بين القديم والجديد، والاحتفاء بالابتكار والتكنولوجيا الإسرائيلية".
وبهذا الشأن، من الجدير بالذكر أن أوحانا قدم إلى نظيره المغربي رقاقة تحمل نسخة ناووية (أعدت عن طريق تقنية النانو) من القرآن.
وبحسب الصحيفة، كتب أوحانا على صفحته على فيسبوك: "مع 320 ألف حرف، يبلغ ارتفاع هذه النسخة من القرآن 4.7 ملم وعرضها 500 ميكرومتر".
وتلفت إلى أن "المغرب كان قد طبع العلاقات مع إسرائيل في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، مقابل اعتراف أميركي بسيادة الرباط على منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس فور تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وطمأنه الملك وقتها على أن "المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، التي يعدها جزءا لا يتجزأ من أراضيه".
وأضاف أن "عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربيتها لن يكون أبدا، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة"، وفق زعمه.
ومنذ اتفاق التطبيع بينهما، تشير "مينا واتش" إلى استمرار علاقات المغرب مع إسرائيل في التطور، حيث تحصل الرباط على طائرات بدون طيار وغيرها من المعدات العسكرية ومنتجات الأمن السيبراني من تل أبيب.
قضية الصحراء الغربية
وفي ختام التقرير، تسلط الصحيفة الألمانية الضوء بشكل خاص على مسألة الصحراء الغربية، والتي تُعد إحدى أهم القضايا الخلافية بين المغرب والجزائر.
إذ تدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تسعى إلى استقلال الصحراء الغربية، وفي المقابل يرى المغرب أن الإقليم جزء لا يتجزأ من أراضيه، وفقا للصحيفة.
وفي خطوة رأتها الجزائر تصعيدية من جانب المغرب، توضح الصحيفة أن الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، قدم في يوليو/تموز 2021، ورقة إلى أعضاء مجموعة عدم الانحياز يدعوهم لدعم ما سماه بـ "تقرير المصير للشعب القبائلي".
وتذكر الصحيفة أن "الخطوة المغربية جاءت بعد إعلان الجزائر البدء في إجراءات ترسيم الحدود مع جبهة البوليساريو".
تلفت الصحيفة الألمانية إلى أن "العلاقات بين البلدين الجارين في شمال إفريقيا توترت بصورة كبيرة خلال العامين الماضيين".
وأشارت إلى أن الجزائر قررت في أكتوبر/تشرين الأول 2021، "عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري مرورا بالمغرب".
وبناء عليه، أرجع بيان رئاسة الجمهورية الجزائرية عدم التجديد إلى ما سماها "الممارسات ذات الطابع العدواني من المملكة المغربية"، وفق الصحيفة الألمانية.
وبعدها بأيام، تذكر الصحيفة أن الموقف تفجر وكاد يتحول إلى مواجهة عسكرية بعد اتهام الجزائر للمغرب بقتل ثلاثة من مواطنيها في قصف عسكري، وهددت بالرد والثأر لهم.
وإثر ذلك، قطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في 24 أغسطس/آب 2021، على خلفية اتهام الجزائر للرباط بتنفيذ "أعمال عدائية"، كما منعت الطائرات العسكرية والمدنية المغربية من استخدام مجالها الجوي.
وفي المقابل، تقول الصحيفة إن المغرب رد بقطع العلاقات مع الجزائر في يناير/كانون الثاني 2022، ولا يزال هناك تبادل للاتهامات بالتدخل في العديد من القضايا الإقليمية والمحلية.
وفي هذا السياق، توضح أن "الجزائر كانت قد اتهمت المغرب بدعم الانفصاليين والحركات الإسلامية المعارضة داخل الجزائر".
بينما استاءت الرباط من دعم الجزائر للانفصاليين في الصحراء الغربية التي يعدها المغرب جزءا من أرضه، وفق مينا واتش.
وتؤكد أن الحدود البرية بين المغرب والجزائر لا تزال مغلقة منذ عام 1994، على خلفية تفجير فندق "أطلس أسني" في مراكش.
إذ كانت الرباط قد قررت وقتها فرض تأشيرة على الجزائريين، لترد الجزائر بغلق الحدود البرية بين البلدين.