صحيفة عبرية: إسرائيل تعمل على توسيع اتفاقيات التطبيع مع 4 دول إسلامية
كشفت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية أن تل أبيب تعمل على توسيع اتفاقيات التطبيع مع الدول الإسلامية لتشمل 4 بلدان أخرى.
ووفق المصادر التي تحدثت للصحيفة، فإن وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، يعمل على تطبيع العلاقات مع كل من موريتانيا والصومال والنيجر وإندونيسيا.
ومع عودته إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية في ديسمبر/كانون الأول 2022، وضع بنيامين نتنياهو التطبيع مع دول عربية وإسلامية وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة معها، ضمن أبرز أهدافه، لضمها إلى اتفاقيات أبراهام.
واختار إيلي كوهين لشغل منصب وزير الخارجية، لاهتمامه بالتطبيع، خاصة أن الوزير الجديد لعب دورا مهما في تطبيع العلاقات بين الدولة العبرية وعدد من البلدان العربية.
ووقعت إسرائيل خلال حكم نتنياهو وحين كان كوهين وزيرا للاستخبارات في حكومته، عام 2020 اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب ثم السودان في يناير/كانون الثاني 2021.
خلف الكواليس
وأوردت "إسرائيل هيوم" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يشارك في تلك الجهود الجارية من وراء الكواليس، بجانب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان.
كما كشفت الصحيفة أن مهندس محادثات الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، الأميركي ذا الأصول الإسرائيلية، عاموس هوشستين، يشارك أيضا في تلك الجهود الرامية للتطبيع مع الدول الأربع.
وحسب الصحيفة، ألمح "كوهين"، خلال اجتماعه مع وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، في 28 فبراير/شباط 2023، إلى أن المفاوضات مع موريتانيا في مرحلة متقدمة.
وخلال الاجتماع ذاته، طلب "كوهين" أثناء زيارة أجراها إلى ألمانيا، بشكل رسمي من نظيرته الألمانية مساعدة إسرائيل في تحقيق انفراجة مع كل من موريتانيا والنيجر.
يذكر أنه في عام 1999، تأسست علاقات دبلوماسية رسمية بين إسرائيل وموريتانيا، غير أنهما قطعتا العلاقات عام 2008 بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
في المقابل، لم تكن هناك علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والصومال، إلا أنه في عام 2022، ذكرت تقارير إعلامية أن الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، مهتم بالتطبيع مع إسرائيل.
وأكدت الصحيفة العبرية أن تل أبيب مهتمة بموقع الصومال الإستراتيجي المهم، الواقع بين خليج عدن والمحيط الهندي عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.
النيجر وإندونيسيا
أما النيجر، فلم تكن لإسرائيل أبدا علاقات دبلوماسية معها على المستوى الرسمي، لكن أقرت "إسرائيل هيوم" أن الطرفين جمعتهما علاقات غير رسمية.
ورغم ذلك، فقد عانت هذه العلاقات خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، والانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى) التي اندلعت عام 2000، غير أن جهودا لم تُبذل منذ ذلك الحين لاستئناف العلاقات.
وحسب الصحيفة، فإن موطن اهتمام إسرائيل بتطبيع العلاقات مع النيجر هو أنها مورّد عالمي لليورانيوم.
ومن هذا المنطلق، فإن علاقاتها بإسرائيل قد تمنعها من بيع اليورانيوم لـ"دول معادية". وأردفت أن هذه العلاقات تمكن تل أبيب من تقليل عدد البلدان التي تصوت ضدها في المحافل الدولية.
وأكدت "إسرائيل هيوم" أن وزير الخارجية الإسرائيلي يعمل أيضا على تطبيع العلاقات مع إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية في العالم.
وعلى الرغم من أن جاكرتا ليس لديها علاقات دبلوماسية رسمية مع تل أبيب، فإن الطرفين جمعتهما روابط غير رسمية في مجالات التجارة والتكنولوجيا والسياحة، وفق مزاعم الصحيفة.
ويأتي هذا الكشف الجديد بعد أسابيع قليلة من حديث موقع "ذا ميديا لاين" الأميركي بأن نتنياهو، الذي وصفه بـ"ساحر تل أبيب"، بدأ يفقد تأثيره على العديد من الدول العربية.
وأضاف الموقع، في تقرير له نشره في فبراير 2023، أن ما وصفها بـ "شعبية نتنياهو" قد انخفضت حتى في تلك البلدان التي أبرمت اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، كالإمارات.
وأرجع ذلك إلى الخلافات مع واشنطن في عدة ملفات أبرزها الملف الفلسطيني وأيضا تأثيرات العلاقة بين الولايات المتحدة وبعض دول الخليج العربي مثل السعودية في قضايا أخرى أبرزها الطاقة والملف النووي الإيراني وغيرها.