"لنرحل معا".. ما سر تهافت الإسرائيليين غير المسبوق على السفارات الأوروبية؟

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

كشفت صحيفة عبرية عن "تهافت غير مسبوق" من قبل الإسرائيليين على السفارات الأوروبية، لاستخراج أو تجديد جوازات سفر لمزدوجي الجنسية أو تقديم طلبات للحصول على الجنسية، استنادا إلى أصول تاريخية.

وأرجعت صحيفة "زمان يسرائيل" هذا الإقبال إلى مخاوف تتعلق بانتشار تيارات اليمين المتطرف وصعودها للحكم أخيرا عبر التحالف مع حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو، لافتة إلى تأكيدات أن الشعب اليهودي محكوم عليه بالشتات.

هجرة عكسية

وذكرت الصحيفة العبرية أن الإسرائيليين يتهافتون على جوازات السفر الأوروبية، منذ تصدر اليمينيين المتطرفين الانتخابات التي أجريت بداية نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، حيث ارتفعت نسب طلبات الحصول على جوازات السفر بشكل غير مسبوق.

وأضافت أن سفارات الدول الأوروبية امتلأت خلال الأشهر الأخيرة بطلبات الحصول على جوازات سفر دول أجنبية.

فعلى سبيل المثال، سجلت السفارة الفرنسية في تل أبيب ارتفاعا نسبته 13 بالمئة، في طلبات جواز السفر خلال نوفمبر مقارنة بأكتوبر/ تشرين الأول 2022.

كما وجدت دعوات الهجرة العكسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي عبر عدة جهات، من بينها مجموعة سمت نفسها "نترك البلاد معا"، صدى على أرض الواقع.

حيث بينت أحدث المعطيات الصادرة عن سفارات أجنبية ومكاتب محامين فيما يتعلق بطلبات الهجرة، أنه منذ بداية نوفمبر، طرأ ارتفاع جوهري على أعداد طالبي الحصول على جنسيات وجوازات سفر الدول الأوروبية.

ونقلت الصحيفة عن "توتي إشبيل"، وهي صاحبة مكتب محاماة ومختصة في شؤون الجنسيات الأوروبية، أن الأشهر الأخيرة التي تلت الانتخابات الإسرائيلية، شهدت ارتفاعا بنسبة 10 بالمئة في طلبات الجنسية الألمانية.

وأضافت: "لا يمكن اليوم تقديم طلبات جنسية جديدة للبرتغال، ولكن رصدنا ارتفاعا نسبته تقارب 10 بالمئة على الأقل في الشهرين الأخيرين، وذلك بالمقارنة مع الأشهر التي سبقت الانتخابات".

فيما قالت السفارة الفرنسية إن ارتفاعا كبيرا طرأ على طلبات الحصول على الجنسية الفرنسية، وبينما لا تتوفر معطيات دقيقة جديدة عن ديسمبر/ كانون الأول 2022، لكن "موجة الارتفاع لا تزال مستمرة".

كذلك بينت السفارة الفرنسية أن الارتفاع في طلبات الحصول على الجنسية يضاف إلى الارتفاع الذي طرأ منذ بداية عام 2021.

حيث ارتفعت طلبات الحصول على الجنسية الفرنسية بنسبة 45 بالمئة خلال 2022، وهو ما يشير إلى ارتفاعات غير مسبوقة في نسب طلبات الحصول على جواز سفر أو جنسية الفرنسية.

أما السفارة البولندية، فبينت أن نسبة طلبات الحصول على الجنسية البولندية ارتفعت بفارق كبير ابتداء من نوفمبر 2022.

من جانبه، أفاد درور حايك، وهو صاحب مكتب محاماة إسرائيلي، بأن ارتفاعا نسبته قاربت 68 بالمئة طرأ على عدد طالبي الحصول على الجنسية البرتغالية.

ففي أكتوبر 2022، تلقت السفارة نحو 100 طلب للحصول على الجنسية البرتغالية، بينما ارتفع الرقم بشكل كبير في الشهر التالي، حيث بلغ 168 طلبا.

وأضاف حايك أنه في اليوم التالي للانتخابات الإسرائيلية، ارتفعت نسبة طلبات الحصول على الجنسية البرتغالية إلى 6 أضعاف.

والمثير للاستغراب هو أن هذا الارتفاع في أعداد طالبي الجنسية البرتغالية، يأتي بالرغم من أن السفارة ترفض أغلبها، إثر إلغاء قانون منح الجنسية للإسرائيليين من أحفاد يهود الأندلس.

حيث شهدت الفترة من أبريل/ نيسان 2022 حتى سبتمبر/ أيلول، إقبالا غير مسبوق على الجنسية البرتغالية، قبل إلغاء قانون منح الجنسية لليهود من أحفاد يهود الأندلس.

ويهود الأندلس أو يهود سفاردم وفقا للاسم العبري والغربي، هم اليهود الذين تعود أصولهم الأولى ليهود أيبيريا (إسبانيا و‌البرتغال).

وهم طردوا منها في القرن الخامس عشر، وتفرقوا في شمال إفريقيا وآسيا الصغرى والشام، كما أن كثيرا منهم كان ضمن رعايا الدولة العثمانية في المناطق التي تخضع لسيطرتها.

وتستخدم الكلمة "سفارد" في الوقت الحاضر للإشارة لليهود الذين عاشوا أصلا في إسبانيا والبرتغال، مقابل "الإشكناز" الذين كانوا يعيشون في ألمانيا وفرنسا ومعظم أوروبا.

وفي عام 2014، قررت كل من إسبانيا والبرتغال إصدار قانون يهدف إلى تعويض أحفاد يهود سفاردم، وذلك عبر منحهم أحقية الحصول على جنسيتهما.

وأكد "حايك" أن الإقبال الأخير الذي أعقب الانتخابات الإسرائيلية، غير مسبوق في أي من الحملات الانتخابية في السنوات الأخيرة.

كما نقلت الصحيفة عن مصدر في قنصلية دولة أخرى في الاتحاد الاوروبي تأكيده أن شهري نوفمبر وديسمبر، شهدا ارتفاعا كبيرا في الطلبات الجديدة للحصول على الجنسيات الأوروبية.

"لنرحل معا"

وحسب الصحيفة، يأتي هذا الإقبال الكبير بالتزامن مع تدشين منظمة إسرائيلية حملة استهدفت الشارع الإسرائيلي خلال الأسابيع الأخيرة، تدعو إلى مغادرة إسرائيل، والتوجه لدول أخرى أكثر أمنا واستقرارا.

وقالت الصحيفة إن هذه المنظمة تحاول تجنيد عشرات الآلاف من الإسرائيليين للهجرة من الكيان بعد نتائج الانتخابات، حيث أطلقت المنظمة على نفسها اسم " لنترك البلاد معا".

وحددت المنظمة لنفسها هدفا أوليا، وهو، وفق الصحيفة، إقناع 10 آلاف مواطن إسرائيلي بالهجرة السريعة من إسرائيل.

فيما نقل عن أحد القائمين على المنظمة ويدعى ينيف غورليك. والذي اشترك سابقا في التظاهرات الداعية لرحيل نتنياهو، قوله بأنه "بعد سنوات من تهريب اليهود من اليمن وأفغانستان وسوريا وأوكرانيا إلى إسرائيل، قررت مساعدة الإسرائيليين بالهجرة إلى الولايات المتحدة".

وأضاف: "أرى كراهية كبيرة بين الإخوة، وأرى الإيرانيين بصواريخهم الدقيقة الموجهة إلى إسرائيل".

ولفت إلى أن ذات السيناريو حدث مع أجداده اليهود قبل ألفي عام، وأكد أن "الشعب اليهودي غير قادر على حكم ذاته كما أنه محكوم بالعيش في الشتات".

وأشار غورليك إلى أن "الهيكل الثاني تم تدميره بسبب كراهية شبيهة بما يحدث اليوم في عام 2022"، على حد زعمه.

 ودعا الإسرائيليين إلى استغلال الفرصة المتاحة والهجرة بسرعة من الكيان قبل نشوب حرب أهلية، في ظل حالة عداء غير مسبوقة بين مكونات المجتمع الإسرائيلي، وجو يتسم بعدم تقبل الآخر.