تدعم ضمها إلى الاتحاد الأوروبي.. ماذا وراء اهتمام اليونان بدول البلقان؟

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلط مركز تركي الضوء على ما عده "اهتماما لافتا" من قبل اليونان تجاه دول البلقان، بعدما اتسمت لسنوات علاقاتها معها بالجمود وبلغت في بعض الأحيان مرحلة الخلافات والنزاعات.

وأوضح مركز أنقرة للأزمات والأبحاث السياسية "أنكاسام"، أن أثينا تكثف من زياراتها أخيرا إلى دول البلقان وتدعم ضمها إلى الاتحاد الأوروبي، لعدة أسباب، أهمها ضمان حصتها بكعكة الغاز المتوقع مروره من المنطقة لأوروبا.

زخم لافت

وذكر المركز التركي أن منطقة غرب البلقان تشكل أهم هدف إستراتيجي للسياسة الخارجية اليونانية والأولوية الرئيسية في المنطقة في العملية الحالية. 

وكانت قد عينت أثينا في يونيو/ حزيران 2022 سفيرتها في رومانيا "صوفيا غراماتا"، ممثلة خاصة في غرب البلقان. وقال رئيس الوزراء "كرياكوس ميتسوتاكيس" إنهم يعودون بشكل ديناميكي إلى غرب البلقان. 

لذلك يمكن القول إن اليونان التي لا تربطها علاقات قوية جدا مع دول غرب البلقان تحاول تحسين علاقاتها مع دول المنطقة.

وحقيقة أن اليونان دولة عضو في الاتحاد الأوروبي هي عامل مهم في تطوير علاقاتها الثنائية مع تلك الدول.

ويجرى التأكيد على هذه الجزئية في البيانات التي أدلت بها أثينا، معربة في أكثر من مناسبة عن دعمها انضمام دول المنطقة، التي تنتظر عضوية الاتحاد الأوروبي لسنوات، إلى هذا التكتل الاقتصادي القاري. 

في الواقع، غالبا ما يشدد ميتسوتاكيس على الحاجة الملحة لعضوية الاتحاد الأوروبي وتكامل صربيا وألبانيا والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية والبوسنة والهرسك وكوسوفو.

ويقترح في هذا السياق منح هذه البلدان مهلة حتى عام 2023 لإكمال عمليات عضويتها في الاتحاد الأوروبي.

ويمكن القول إن اليونان تريد أن تكون جهة فاعلة لإيجاد الحلول من خلال مراعاة توازن القضايا المتنازع عليها، خاصة في غرب البلقان.

وتعد الاتصالات والزيارات المتزايدة رفيعة المستوى مع دول غرب البلقان مؤشرا على أن اليونان تريد تسريع علاقاتها الثنائية مع دول المنطقة.

وفي هذا السياق، تأتي زيارة ميتسوتاكيس إلى ألبانيا، التي تعد من أهم الزيارات إلى دول المنطقة، لحل مشكلة الحدود البحرية، في المقدمة.

لأن أثينا تريد حل المشكلة في أقرب وقت ممكن. ومن ناحية أخرى، فإن بدء ألبانيا مفاوضات الانضمام مع الاتحاد الأوروبي يمكن أن يوفر أساسا مهما لتطوير العلاقات الثنائية.

معضلة كوسوفو

وتعد كوسوفو واحدة من البلدان التي توليها اليونان أهمية خاصة بين دول البلقان. وعلى الرغم من عدم الاعتراف بعد باستقلالها، إلا أنه يلاحظ أن العلاقات بين البلدين اكتسبت زخما في الآونة الأخيرة. 

والواقع أن الزيارات الرسمية بين الطرفين قد زادت بصورة متبادلة، حيث زار وزير الخارجية اليوناني "نيكوس دندياس" بريشتينا في يونيو/ حزيران 2022، وأكد رئيس وزراء كوسوفو "ألبين كورتي" أن العلاقات بين البلدين تتحسن يوما بعد يوم. 

بالإضافة إلى ذلك، تم توقيع مذكرة تفاهم بين الطرفين في سياق منتدى الأعمال اليوناني - كوسوفو في أكتوبر/ تشرين الأول 2022.

لذلك، يمكن القول إن التعاون الاقتصادي بين كوسوفو واليونان إلى جانب الزيارات سيكون له تأثير إيجابي على العلاقات بين البلدين.

وفي هذه المرحلة، يحظى دعم كوسوفو من اليونان بأهمية بالغة، حيث تقدمت كوسوفو بطلب للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي في 14 ديسمبر/ كانون الأول 2022.

ومع ذلك، تحتاج كوسوفو إلى موافقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة للحصول على وضع مرشح وعضوية الاتحاد الأوروبي. 

غير أن دول إسبانيا ورومانيا وسلوفاكيا، واليونان، وإدارة قبرص الرومية لا تعترف باستقلال كوسوفو. 

ولكي تحصل كوسوفو على عضوية الاتحاد الأوروبي، يجب أولا أن تعترف بها هذه البلدان. وفي هذا السياق، إذا ما تم تطوير العلاقات، فإن اعتراف اليونان باستقلال كوسوفو قد يكون على جدول الأعمال. 

وعلاوة على ذلك، إذا اعترفت اليونان بكوسوفو، يمكن توقع قرار مماثل من الإدارة القبرصية الرومية، وقد يكون هذا تطورا من شأنه أن يسهل مسار كوسوفو إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.

ويبدو أنه من الضروري حل المشاكل على خط بريشتينا - بلغراد بالنسبة لليونان للاعتراف باستقلال كوسوفو. لأن اليونان لا تريد أن تفقد صربيا بالاعتراف باستقلال كوسوفو. 

حيث كانت صربيا حليفًا تقليديًا لليونان منذ حروب البلقان في أوائل القرن العشرين. لذلك، يجب على أثينا أن تحاول أن تكون وسيطا لإيجاد حل للمشكلة بين البلدين. 

ومع ذلك، فإن الاتصالات الأخيرة بين اليونان وكوسوفو قد تزعج صربيا. لذلك، قد تفشل جهود الوساطة المحتملة لأثينا، التي تحاول موازنة العلاقات بين البلدين.

صفحة جديدة

ولفت المركز التركي إلى أن اليونان لم تترك أي مشاكل مع شمال مقدونيا بعد حل أزمة اسم الدولة بينهما. ونتيجة لذلك، بدأت مفاوضات الأخيرة من أجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

ويمكن لأثينا التدخل لحل مشكلة الهوية بين شمال مقدونيا وبلغاريا، للمساعدة فس تسريع عملية العضوية في الاتحاد الأوروبي.

وتعمل اليونان على تسريع علاقاتها مع البوسنة والهرسك أيضا، وفي هذا السياق، استضاف ميتسوتاكيس العضو الصربي الجديد في المجلس الرئاسي للبوسنة والهرسك، "زيليكا سفيانوفيتش"، في أثينا. 

وتدعم اليونان عضوية البوسنة والهرسك في الاتحاد الأوروبي، ويمكن أن تصبح لاعبا رئيسيا في حل عدم الاستقرار السياسي في البلاد، لا سيما من خلال علاقاتها الجيدة مع الصرب.

ولتوضيح أهداف اليونان من تطوير علاقاتها مع دول البلقان، قال المركز التركي إنها تهدف إلى أن تكون جهة فاعلة تضطلع بأدوار حاسمة في العديد من المجالات في المنطقة.

كما أنها تحاول إقامة توازن في علاقاتها مع دول المنطقة وتسعى لفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع الدول التي كانت لديها مشاكل معها لسنوات مثل ألبانيا. 

بالإضافة إلى ذلك، تعد مسألة الطاقة أيضا عاملا مهما هنا، لأن أثينا تحاول أن تأتي في طليعة الدول الضامنة لأمن الطاقة في المنطقة، لذا تسعى لتحويل أزمة الطاقة إلى فرصة.

ومع ذلك، لا يبدو أن جهود أثينا لتعزيز علاقاتها مع العواصم الإقليمية كافية لجعلها جهة فاعلة لإيجاد الحلول، يختم المركز التركي.