"ثورة الأذهان".. هكذا يرى كتاب الانتفاضة الإيرانية احتجاجات مهسا أميني
تتواصل المظاهرات والتجمعات المناهضة للنظام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، منذ أكثر من شهر، "على الرغم من القمع الوحشي".
وفي هذا الإطار، تقول صحيفة لوموند الفرنسية إن الإيرانيين "مُقبلين على الحياة بصدر رحب، يتقدمون إلى الأمام في حشود كبيرة".
وفي 16 سبتمبر/أيلول 2022، اندلعت احتجاجات بأنحاء إيران إثر وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام على توقيفها لدى "شرطة الأخلاق" المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء.
وأثارت الحادثة غضبا شعبيا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية في إيران، وسط روايات متضاربة عن أسباب الوفاة.
"منظومة ميتة"
وبينت لوموند أن المتظاهرين ينشدون أغنية "باراييه" Barayé، وهي ترنيمة شبابية من تأليف المغني الإيراني "شريف حاجي بور" Shervin Hajipour، الذي اعتقل بعد النجاح الباهر لأغنيته على منصات السوشيال ميديا.
وعلى حين غرة، يبدو أن ميثاق الشرعية للجمهورية الإسلامية - المكون من التقوى والانتهازية - قد أضحى مكسورًا، بحسب وصفها.
لم تعد إيران، وفقًا لـ"شورا مكارمي"، عالمة الأنثروبولوجيا في المركز الوطني للبحوث العلمية ومؤلفة كتاب "كراسات عزيز"، مجرد "دولة زومبي".
يعود هذا المصطلح لعالم اجتماع روسي، وهو فعال للغاية فيما يتعلق بوصف الوضع في إيران.
وتقول مكارمي "نحن نؤمن بأن ركائز النظام ما زالت موجودة وأن الخط الأحمر ما زال فاعلا ونعتقد أن كل المنظومة الإيرانية نشطة، لكنها في الحقيقة قد ماتت بالفعل".
ومثل مكارمي، تحدث مثقفون وكتاب إيرانيون داخل البلاد وخارجها لـ"لوموند"، عن رؤيتهم للانتفاضة التي اجتاحت البلاد منذ منتصف سبتمبر.
ينحدر هذا الشباب بروح جديدة، فهو مُلم بما يحدث له، ومبتكر طلائعي من جيل جديد تتراوح أعماره بين 15 و25 عامًا.
هو جيل غير قابل للتحكم به، مُحمل بذكريات من الغضب الجامح تناقلته النساء في إيران من امرأة إلى أخرى منذ أكثر من قرن، بحسب وصف الصحيفة الفرنسية.
تقول المخرجة والمدونّة "سبيده فارسي": "نحن نفعل الآن في الشارع ما كنا نفعله بالفعل في المنزل"، في إشارة إلى الاحتجاج العلني.
وأردفت: "بنات وأبناء الإيرانيين أنفسهم، كانوا أطفال في زمن الثورة الإسلامية عام 1979، هذا الجيل ليس لديه ذاكرة مباشرة للإطاحة بالنظام الملكي، إنه يقف في فضاء سياسي مشبع بالمحظورات الدينية ويسيطر على أجساد الناس"، بحسب وصفها.
وتضيف: نحن نسمع أيضًا، ولأول مرة في انسجام تام: شعارات "تسقط الجمهورية الإسلامية!" الموت لخامنئي (علي خامنئي المرشد الأعلى لإيران).
وتطرقت إلى شهادة شابة إيرانية، معروفة بحرف مستعار "L"، كانت قد تحدثت عبر صحيفة "جدلية" Jadaliyya على الإنترنت، من بلدة لم تذكر اسمها.
قالت في اليوم التالي لمظاهرة تعرضت فيها هي نفسها للضرب من قبل قوات الأمن: "خرج الناس إلى الشوارع، ليس فقط للتعبير عن أجسادهم، ولكن عن الأجساد التي يريدون أن يكونوا عليها، سرحوا مع خيالهم. نضالهم الثوري قائم على أن يصبح هذا الخيال حقيقة يوماً ما".
ثورة في الأذهان
بدأ كل شيء بجريمة قتل، وبعض المقالات عن جنازة مهسا أميني، الشابة الكردية التي قتلت خلال رحلتها إلى طهران لخرقها قواعد اللباس الصارمة، والتي تتطلب بشكل خاص ارتداء النساء للحجاب.
من ضمن مؤلفي المقالات، "نيلوفر حميدي" و"إله محمدي"، وهما محتجزان الآن بالفعل في سجن إيفين السياسي، بحسب الصحيفة.
كانت الإيماءات والرموز التي لوحظت خلال جنازة مهسا أميني، في قرية بكردستان الإيرانية، هي علامات الثورة الإيرانية: قصت عدد من النسوة شعرهن، وحرقن حجابهن.
الكاتب "أمير أحمدي عريان"، مؤلف كتاب "والحوت يبتلعها"، توجه إلى نيويورك، وكله خشية قائلا: لا شك في أن هذين الصحفيين وُضعا في الحبس الانفرادي وتعرضا للتعذيب.
يؤكد عريان بالقول "لقد حدثت الثورة بالفعل في الأذهان وبلغ الخيال العام عتبة جديدة".
يقول "أرمين مولافي" وهو اسم مستعار لكاتب وشاعر مقيم في طهران إن الاشتباكات اندلعت حول المستشفى حيث كانت مهسا في العناية المركزة، كنت أعرف بعض الناس هناك، تصاعدت وتيرة الأحداث بسرعة".
في عام 2009، خلال احتجاجات "الحركة الخضراء"، تظاهرت العاصمة وعدد قليل من المدن الكبرى فقط ضد الانتخابات المزورة. كانوا في الغالب أعضاء في الطبقات المتوسطة ومن الطلاب، وآمن الجميع بعملية إصلاحية.
لكن "الآن هناك بلبلة في العديد من المدن حتى أن هناك مدنا تحركت في وجه النظام، لم أسمع باسمها قط"، يقول مولافي.
وأردفت صحيفة لوموند: "تضرب الآن هذه الاحتجاجات العمود الفقري للنظام المهتز، هذه السلطة المنخورة من الداخل والمرهقة، مع قادة متخلفين، مخمورين بالعنف".
على الجانب الآخر، هناك وجوه جديدة تسير في الشوارع: النساء والطلاب بالطبع، ولكن أيضًا العمال والمزارعين.
تتجمع جميع الطبقات الاجتماعية معًا، وللمرة الأولى تنضم الأقليات: الأكراد والبلوش والأذريون والعرب في الجنوب أو حتى جيلاك في الشمال. غالبًا ما يسيرون في تشكيلات مختلطة صغيرة بقبضات مرتفعة.
"بالكاد يمكن لأي شخص أن يعيش كما يشاء، لم يعد الإصلاح ممكنًا"، كما يقول أرمين مولافي.
وتابع: "خلعت العديد من النساء الحجاب في جميع أنحاء المدن، ويمكنك رؤيته من نوافذنا، إنها صورة شائعة هذه الأيام".
في أحد المقاهي الجامعية في جامعة شريف في طهران، جلس رجال ونساء معًا في مؤسسة علَّمت بعضًا من أعظم العقول في هذا القرن، بما في ذلك عالمة الرياضيات الحائزة على ميدالية فيلدز مريم ميرزاخاني.
في فصل الفن، داخل هذه الجامعة، أمسك الأساتذة بأيدي بعضهم البعض. وفي المدرسة الثانوية، يغني الطلاب "باراييه"، وتوجد ملصقات لهذه الكلمات في كل مكان على الزجاج الأمامي للسيارات.
يتساءل مولافي "ماذا تستطيع الجمهورية الإسلامية أن تفعل؟، إنها مثل هرقل تقاتل هيدرا ذات الرؤوس التسعة: مقابل كل رأس مقطوع، ينمو رأسان جديدان".
قوات الباسيج
في طهران، مقابل كل حي مكبوت ومحترق، يرتفع اثنان آخران، ولا تزال مدن أخرى تلتحق بركب الانتفاضة، فإن اشتدت القبضة على مدينة زاهدان؟ تنتفض عرومية من هناك وهكذا دواليك".
بالقرب من المترو، بجانب منزله، قبل أيام قليلة، كان ثلاثون أو أربعون شخصًا قد تجمعوا بالكاد عندما جرى إطلاق النار عليهم، وفق مولافي.
وبين أن "رجال المليشيا الذين يرتدون ملابس مدنية، الباسيج، هم الأكثر خطورة. وعلى عكس عام 2009، فإن الاحتجاجات عديدة ومتنقلة، وليست مركزية وحاشدة".
يقول مولافي "الباسيج لا يعرفون كيف يتصرفون بعد الآن، نكتب على الجدران وننشر باستمرار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا يمكن قطع الإنترنت تمامًا، حتى لو جرى مراقبة وغربلة كل شيء".
وحيثما يمكن للباسيج والشرطة، كما هو الحال في زاهدان، فإنهم يقتلون أكبر قدر ممكن: المتظاهرين والصحفيين والكتاب والشعراء والمدونين والمغنين".
يحذر مولافي من أن "الوحشية ستثير الحشود". ليعود ويؤكد "لن نستسلم، سنغير المسارات والأماكن، سنشعل حرائق جديدة".
وفي الأثناء، تُلقى الزجاجات الحارقة على مكاتب الباسيج، ورجال الدين. وبين بالقول: "تخور قوة الحراك في بعض الأحيان لكنها سرعان ما تستعيد عافيتها مرة أخرى".
يختصر أمير أحمدي عريان الوضع الراهن في إيران بقوله إنه "لم يعد في حياة هذا الشباب ما يستحق الحياة".
جميع الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا نزلوا إلى الشوارع، لأنهم قدروا المخاطر التي تحدق بهم وبمستقبلهم.
وبينت لوموند: "الاقتصاد ميت، وهناك أزمة مياه ضخمة في الشرق وفي الجنوب الشرقي، أجزاء كبيرة من البلاد ستكون غير صالحة للسكن في العقد المقبل".
ولا يوجد، على الأقل في المدن الصغيرة، أي اتصال تقريبًا بالعالم المحيط، باستثناء الإنترنت.
ويجعل تراكم القيود الحياة اليومية عذابًا، مثل مشاهدة مقطع فيديو بسيط، أو أن تكون رفقة صديقتك، أو حتى المشي في حديقة في ضوء ساطع، إنهم يعرفون الآن كيف يعيش الشباب الآخرون حول العالم، بحسب الصحيفة.
إلى ذلك، تقول الشاعرة والمدونة "ليلى نظامي" (اسم مستعار): "البلد مدمر، لكننا أخيرًا أصغينا إلى صوت قلوبنا".
توصلت غالبية النساء إلى استنتاج مفاده أنهن مضطهدات بطريقة منهجية، بما في ذلك، كما تقول نظامي، في الأدب والخطب والمسرح والأفلام والحفلات والشوارع والمدرسة وحتى في رحلاتهن، ويصعب عليهن الحصول على جواز سفر.
لقد جرى الحد من المجال المخصص لهن في أغلب مجالات المعيشة في إيران، على مستوى جميع الطبقات الاجتماعية، لأن القانون هو نفسه في كل مكان - سلطة الإذلال.
نصائح للمتظاهرين
تسرد نظامي الأسئلة التي تَعَلَّم جميع الإيرانيين الذين لديهم الشجاعة للاحتجاج أن يسألوها لأنفسهم: "أين يجب أن نذهب، وأين يجب أن نصيح لمزيد من الوقت قبل أن يصل القمع إلينا؟ من الأفضل أن يكون ذلك أمام السفارة".
وتساءلت كيف تركض دون الوقوع؟ ارتدِ أحذية رياضية. إذا أطلقوا الغاز المسيل للدموع؟ خذ بعض الماء. إذا اعتقلوا شخصا ما؟ اصنع فيديو باسمه وأخرجه بسرعة. لا هواتف بالخارج، امسح كل شيء.
وتابعت: "الناس قلقون أكثر من أي وقت مضى على مصير بعضهم البعض، يقفون خلف الأبواب، وإذا هاجم رجال المليشيا في الزقاق يفتحون لهم".
وواصلت: "الإنترنت معطّل، يتصلون ببعضهم البعض ليلاً لمعرفة ما إذا كان الجميع في المنزل آمنًا وسليمًا.
بعد سنوات من عدم التحدث مع بعضهم البعض، لا يعرفون أساسيات المحادثة. يتشاجرون في بعض الأحيان، يغضبون، يقسمون اليمين، لكن هناك أيضًا شباب هادئون ومنطقيون وحكيمون.
"الشباب يضعون علامات: هذا العمود مخصص لشنق الملا"، وفق الصحيفة. وأردفت: "هؤلاء الشباب لم يعد لديهم أيديولوجية بعد الآن: إنهم يريدون العيش".
يجتمعون في المساء، عند حلول الظلام، في مجموعات صغيرة، ثم يتفرقون وينتهي بهم الأمر في مكان آخر، وآخرون يقفون على نوافذهم وهم يهتفون بالشعارات.
يؤكد "جواد جافاهري"، الكاتب الإيراني المقيم في منفاه الباريسي، والذي دعم ثورة 1979 في شبابه "لا توجد لدى هؤلاء الشباب أي مرجعية دينية".
وقال متحمسا إن "هؤلاء المتمردين الجدد ليس لديهم نفس الحواجز التاريخية والدينية والاجتماعية، إنهم شباب عظماء وشجعان، ونحن هواة مقارنة بهم".
ويضيف: "لقد وضع هؤلاء الشباب علامات: هذا العمود مخصص لشنق الملا، يوجد صُلبان على أبواب مكاتب الباسيج".
"أن يُمَثَّل هذا الجسد المهمش للشابة الكردية، مهسا أميني، نقطة انطلاق لثورة وطنية، فإن ذلك يعني تغييرا عميقا للأكراد والبلوش والعرب، خاصة أن لهذه الأقليات في إيران أسبابا تاريخية للمطالبة بالاستقلال، لكن عندما تتحدث إليهم، فهم لم يكونوا إيرانيين أبدًا كما هم الآن!"، بحسب قوله.
وأردف: "يعود الانهيار في إيران إلى عدة سنوات. انهارت الشرعية السياسية، لأن الإصلاحيين جرى تطهيرهم وطردهم وكشف أنهم ليسوا بأي حال من المعارضين للنظام: حتى أنهم لم يطمحوا إلى إصلاحات حقيقية، وقد فهم الإيرانيون ذلك".
حتى ذلك الحين، ظل الناس أسرى سردية واحدة لا يزال بإمكان الجمهورية الإسلامية الحفاظ عليها، وفق لوموند.
فمع مساحات الحرية التي تتمتع بها، ومجتمعها المدني المفعم بالحيوية، تتظاهر إيران بأنها ليست دكتاتورية.
واليوم نرى آثار كراهية النظام، بما في ذلك كراهية الإصلاح الإسلامي، فلم يعد هناك شرعية تُذكر للنظام الحاكم في إيران اليوم، تقول الصحيفة.
فكرة البقية
في كتابه الإنسان المُقدس: السلطة السيادية والحياة المجردة، يتحدث الفيلسوف "جورجيو أغامبين" عن فكرة "البقية". وهي ذلك الجزء الذي يفلت من السلطة.
تُحلل تشورا مكارمي، الوضع في إيران من منطلق كل بقايا الحماسة الثورية التي لم تقدر الجمهورية الإسلامية على سحقها.
وهي تندرج في كل ما لم يجر سحقه في الفضاء الرحب بين عالمي "الجمهورية" و"الإسلامية".
وهنا تطرح عالمة الأنثروبولوجيا (مكارمي) تساؤلها عن "الذاكرة المضادة، والأرشيف المضاد: أي تاريخ يمكن أن يُكتب انطلاقا من هذه البقية التي تقاوم والتي نبدأ منها (اليوم) من جديد؟
الأسطورة الكبيرة هي أن هذا النظام يمثل السردية الحقيقية والسردية الوحيدة، وأول شيء يفعله النظام الشمولي هو مصادرة الثقافة والخيال والأفكار والسردية، تقول مكارمي.
وواصلت القول: "حاولت الجمهورية الإسلامية في المدرسة والشوارع والتلفزيون أن تكتب تاريخها الخاص".
وفي بعض الأحيان، اعتقد قادتها أن هذا التاريخ يمكن أن يقبله الناس. لكن يبدو أن "سردية جماعية أخرى" آخذة في الظهور بعنوان واضح هو "الكل يعرف" كما يقول الناس في الشارع.
تؤكد "آزار نفيسي"، مؤلفة كتاب "قراءة لوليتا" في طهران أن المجتمع الإيراني يطمح الآن إلى الديمقراطية، ويطالب بها بطريقة إبداعية.
بدأت النساء تدرك قوتهن: "بدون الحجاب نقول لهن: لا يمكنكم امتلاكنا أو تغييرنا"، تشرح نفيسي.
وتضيف أن العنف الذي يمارسه النظام متأت من الخوف من ضعفه. فهو ليس لديه خطاب آخر غير خطاب البنادق.
وحولت ثورة 1979 إيران إلى الاتحاد السوفياتي للعالم الإسلامي. ولدت هناك ثيوقراطية حديثة، كانت نماذجها الشيوعية والفاشية، وفق الصحيفة.
وأردفت: "كان الكتاب والشعراء من بين الضحايا الأوائل، وراحوا ضحايا السجون والمراقبة والقتل".
في أكتوبر/تشرين الأول 2022، احتج مؤلفو كتب الأطفال على قتل الأطفال أثناء المظاهرات، وجرى القبض عليهم جميعا. كما اعتقل الشعراء الذين كتبوا قصائد أو وقعوا تصريحات عن مهسا والحركة النسائية.
ومع ذلك، يواصل العديد من الرجال والنساء انتقاد النظام على تويتر وإنستغرام، ينشرون الصور ويكتبون النصوص ويؤلفون الأغاني كل يوم.
عددهم كبير جدًا لدرجة أن ذلك لم يعد جريمة بعد الآن، إلا إذا كان لديك عدد كبير جدًا من المتابعين.
وسيتعرض الممثل أو الكاتب الشهير للتهديد أو الاعتقال في أسرع وقت ممكن. حتى يومنا هذا، يُكتب الكثير، على السوشيال ميديا وعلى الورق، باسم مستعار، بحسب قولها.
حلم الحرية
وكتبت ليلي نظامي مرة أخرى من طهران: "في المحادثات، يقول الناس إنه عندما يغيب الملالي عن الوجود، سنذهب إلى الشمال، ونقضي وقتًا ممتعًا على حافة بحر قزوين.
بعد مغادرة هذا النظام، دعنا نذهب بأعداد كبيرة إلى شيراز. دعونا ننشئ مدرسة ثانوية للغات شرقية. الأدب الحر، يا له من عالم".
وفي لحظات توقف حلمها، لقد حان الوقت لمحو رسائلها على تلغرام، خوفًا من أن القبض عليها".
على الجانب الآخر من العالم، ومن مرآة شاشاتنا، يبدو أنها تلتقط أنفاسها. لتعود وتقول "يشعر الناس أن الليل قارب على الانجلاء وأن الصبح لناظره لقريب أكثر من أي وقت مضى.. كل شخص لديه برامجه الخاصة".
وتابعت: "الكل يتحدث عن حلمه وكأنه سيتحقق هذه الأيام، نفس الحلم مختلف هذه المرة. يمكن أن يستغرق وقتا طويلا، لكن ليس هناك عودة إلى الوراء".
يعلم الجميع أن المَلك عارٍ (تقصد أن النظام الإيراني في أضعف حالاته)، هذا الافتقار إلى شرعية النظام يملأنا بالأمل والسعادة".
وبينت أننا "لم نعد بمفردنا، الكل يعلم أنه لا يمكن لهذه الحكومة أن تصمد طويلاً، عاجلاً أم آجلاً ستسقط، وهذه السعادة ستكون أعظم سعادة في حياتنا، سنكسر مايجب كسره".
وتطرقت الصحيفة إلى محطات تاريخية تتعلق بهذه المظاهرات، ففي 16 سبتمبر، قُتلت مهسا أميني وهو ماتبعه تجمع حاشد بالقرب من المستشفى حيث توفيت.
في اليوم التالي، انطلقت خلال مراسم جنازتها في مدينة سقز، كردستان الإيرانية، مظاهرة فرقتها قوات الأمن. وانتشرت الحركة الاحتجاجية في الأيام التي تلت ذلك في عدة مدن بالدولة.
بتاريخ 26 سبتمبر، أفاد تقرير رسمي غير مفصل، عن مقتل 41 شخصًا. لكنهم 76 شخصًا على الأقل، وفقًا لمنظمة حقوق الإنسان غير الحكومية ومقرها أوسلو.
وفي 15 أكتوبر، حدثت اضطرابات واشتباكات في سجن إيفين، وهو مجمع سجون يُحتجز فيه العديد من المعارضين، بما في ذلك المئات الذين قُبض عليهم خلال المظاهرات الأخيرة.
بداية نوفمبر/تشرين الثاني بعد أكثر من 40 يومًا على وفاة مهسا أميني، استمرت الاحتجاجات والقمع.
وبحسب منظمات حقوق الإنسان، فإن عدد القتلى وصل على الأقل إلى 250 وعدة آلاف من الاعتقالات.