الفلسطينيون يكملون ما بدأه المصريون.. موقع عبري: أكتوبر شهر فشل إسرائيل
.jpg)
تحدثت وسائل إعلام عبرية عن الفشل التاريخي المتواصل لإسرائيل خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول، الذي تجدد هذه المرة أمام الفلسطينيين بفعل تصاعد العمليات الفدائية أخيرا في الضفة الغربية.
وتشهد مناطق متفرقة من الضفة الغربية، منذ مطلع العام 2022، تصعيدا ملحوظا وارتفاعا لوتيرة عمليات الجيش الإسرائيلي فيها.
وقال موقع "واي نت" العبري: "في أكتوبر 1973 (خلال الحرب مع مصر وسوريا) خضنا المعركة بعد أن كرسنا لأنفسنا انتصار 1967 لكن وجدنا أنفسنا في الوحل، هذا ما يحدث هذه المرة في الضفة الغربية".
خطأ متكرر
وأشار إلى أن شهر أكتوبر لم يُذكر جيدا في أذهان خريجي جهاز المخابرات، والفشل في تقييم حرب يوم الغفران (1973) هو من أصعب الأمور التي مرّت بها أجهزة المخابرات الإسرائيلية.
أولا في عدم فهم مجموعة الإشارات والأدلة على أن الواقع ينبعث في القطاعين المصري والسوري عن حرب وشيكة.
ثانيا، جرى إنشاء تعايش مفاهيمي وثيق بين مستوى الاستخبارات العسكرية والمستوى السياسي، بسبب صعوبة تطوير الاستقلال المفاهيمي للفكر، وقد جرى نسج الفشلين معا.
وأدى التمسك بالمستوى السياسي إلى أن إساءة المخابرات تفسير الإشارات الماثلة أمامها زاد من التدهور وعدم اهتمام الدول العربية بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأردف الموقع أن "نتيجة هذا الوضع معروفة، لكن من المشكوك فيه إذا ما كان قد جرى تعلم الدرس العميق الذي يتطلب نظرة نقدية للواقع، وإذا ما كان قد تم استيعابها منذ ذلك الحين".
الانطباع هو أن هذه الأشياء تكتسب أهمية متجددة في أكتوبر 2022، مما يمثل تصعيدا للوضع الأمني في الضفة الغربية.
هذه ليست ظاهرة جديدة، فهي في الواقع موجودة منذ ربيع 2021 (عملية "حارس الأسوار" مع المقاومة الفلسطينية) وحتى قبل ذلك.
وبين أن الواقع الحالي يتسم بتزايد العمليات الفلسطينية، والاضطرابات في شرق القدس والفوضى في أراضي السلطة الفلسطينية، وكذلك تعبيرات العنف والاشتباكات من جانب المواطنين العرب في إسرائيل (الأراضي المحتلة عام 1948)، وفق قوله.
ما تشترك فيه كل هذه التعبيرات هو نهاية النظام العربي والفلسطيني المستقر نسبيا الذي اتسمت به السنوات العشرين الماضية.
ويرى الموقع العبري أنه في الضفة الغربية، ينعكس ذلك في الانتفاضة العنيفة جغرافيًا (جنين ونابلس) واجتماعيا وسياسيا (ناشطون، إسلاميون، شبان معارضون) ضد النظام الاقتصادي – السياسي، الذي ساد في العقود الماضية.
تحالف غير رسمي
ولفت الموقع إلى أن هذا أمر يقوم على تحالف غير مكتوب وغير رسمي بين قيادتي إسرائيل ورام الله، والانتفاضة الحالية تفكك السلطة الفلسطينية، التي أصبحت يوما بعد يوم مختلة وظيفيا من حيث قدرتها على بسط الأمن والنظام العام.
ومع ذلك، تماما كما في الأشهر التي سبقت أكتوبر 1973 - رأت إسرائيل إشارات وتدريبات الجيش المصري، وفضلت قراءتها من منظور عالمي قديم وغير ذي صلة.
واليوم تلاحظ إسرائيل في أكتوبر 2022 ما يحدث في الضفة الغربية، ويفضل تفسير الواقع على أنه ضربة خفيفة في الجناح، وفق الموقع.
وصرح وزير الأمن الداخلي "عمر بارليف" بحزم أن هذه ليست انتفاضة، وكأن الإنكار وحده هو الذي يحدد الواقع.
في الوقت نفسه، يرى وزير الجيش بيني غانتس أن أجهزة السلطة الفلسطينية التي عملت بشكل جيد في العقود الأخيرة، أصبحت الآن منهكة تمامًا.
ويرى الموقع أن هذه طريقة نموذجية للنظر إلى ميل إسرائيل نحو تفضيل استمرار الترتيب القديم أمام السلطة الفلسطينية.
إنه يتضمن نوعا من الاعتقاد يمكن بموجبه إعادة النظام الفلسطيني إلى نقطة التوازن السابقة بناء على مجموعة الإجراءات والتقنيات المعروفة.
وأشار "دورون ماتزا" والمحاضر في كلية "أهوفا" إلى أنه يمكن فهم هذا الاتجاه، بأنه بعد عقدين من الهدوء في الضفة الغربية سمح للمجتمع الإسرائيلي بقمع ما كان يحدث في ساحته الخلفية، والتركيز على الأمن في إيران وتعزيزه في سوريا، والتمتع بالازدهار الاقتصادي.
ولفت ماتزا إلى أنه كما حدث في أكتوبر 1973، عندما فضلت إسرائيل الاستسلام لتأثير الانتصار عام 1967 ووجدت نفسها أمام حوض مكسور، فهي تمشي وعيناها مفتوحتان على مصراعيهما أمام مفاجأة أكتوبر 2022.
وبين أن الأمطار الفلسطينية المتناثرة (العمليات الفدائية المتصاعدة) ستتحول إلى طوفان "وكل هذا دون أن يكون لدينا الإدراك المناسب والأدوات اللازمة للتعامل مع الواقع الجديد الذي سيُفرض عليها".
تواصل التوترات
وفي سياق متصل، زعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أنه إذا تواصلت التوترات، سيتغلب الآلاف من مقاتلي الجيش الإسرائيلي من 25 كتيبة على قطاع غزة والضفة الغربية خلال "ذكرى يوم الغفران".
وأشارت الصحيفة العبرية إلى استمرار اعتقال مطاردين ومطلوبين للاشتباه بتورطهم في نشاط مقاوم. وعمل جنود الجيش الاسرائيلي في عدد من البلدات والقرى الفلسطينية وصادروا أسلحة تابعة للمقاومين الفلسطينيين في تلك المناطق.
ولفت الموقع العبري إلى أنه بدأ تعزيز ودفع الكتائب التابعة للجيش الإسرائيلي في فرقة الضفة الغربية في رأس السنة العبرية (25 سبتمبر/أيلول)، مع نشر الجنود في الوقت الحالي تزامنا مع الأعياد اليهودية المستمرة خلال أكتوبر.
ويركز الجنود على حماية الجدار الفاصل، والمستوطنات المجاورة لمنع تسلل الفلسطينيين إلى الأراضي المحتلة. وتبلغ درجة التوتر واليقظة أعلى مستوياتها بسبب زيادة العمليات الفدائية.
وفي الوقت نفسه، يواصل الجيش ممارسة الضغط على الناشطين الفلسطينيين، خاصة في المدن الفلسطينية في شمال الضفة الغربية - نابلس وجنين من خلال تنفيذ اقتحامات واعتقالات وعمليات قتل.
وأشار المحللان السياسيان "إليشع بن كيمون وعيناب حلبي" إلى أنه احتج قادة المستوطنين وتناقشوا حول تدهور الوضع الأمني ودعوا إلى عقد مؤتمر صحفي خارج منزل وزير الجيش.
ولفت المحلّلان إلى أن رؤساء المجالس اتهموا الحكومة بعدم التصرف بقوة كافية، وقالوا إنه لو كانت الهجمات وقعت في تل أبيب "وسط إسرائيل"، لكانت الدولة قد أعلنت عن عملية عسكرية في أراضي السلطة الفلسطينية منذ فترة طويلة.
وفي 11 أكتوبر، نفذت مجموعة عرين الأسود العسكرية (مشكلة من أغلب الفصائل) في نابلس 3 عمليات إطلاق نار، في المدينة أسفرت إحداها عن مقتل جندي.
وقالت المجموعة في بيان بنفس اليوم إنها بدأت "سلسلة عمليات أيام الغضب". وقبلها بأيام تصاعدت العمليات والإصابات في صفوف الجنود والمستوطنين مما زاد الغضب في تل أبيب.