احتدام المنافسة بين اليمين واليسار في رئاسيات البرازيل.. التحالفات والتوقعات

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

تجري في البرازيل جولة انتخابية ثانية في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022، لحسم السباق الرئاسي بين مرشح اليسار الرئيس السابق لولا دا سيلفا، ومنافسه مرشح اليمين الرئيس الحالي جايير بولسونارو.

ولم يتمكن أي مرشح في الجولة الأولى من الحصول على أغلبية 51 بالمئة مطلع ذات الشهر.

وقالت وكالة الأناضول التركية: فاز لولا دا سيلفا (لولا) الذي يترشح مرة أخرى، والرئيس الحالي "جايير بولسونارو" بالحق في الترشح في الجولة الثانية كونهما المرشحين الحاصلين على أكبر عدد من الأصوات بموجب القانون البرازيلي. 

والمرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات في 30 أكتوبر سيشغل المقعد الرئاسي في حفل سيعقد في بداية عام 2023. 

وأوضحت الوكالة التركية الرسمية: في الانتخابات التي جرت في البرازيل في بيئة شديدة الاستقطاب بسبب التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية منذ عام 2013، كانت المفاجأة أن لولا تقدم بفارق واضح في أصوات الرأي العام، بينما ذهبت الانتخابات إلى الجولة الثانية.

ويبلغ الفارق بين لولا وبولسونارو أكثر من 6 ملايين صوت، إذ حصل الأول على حوالي 48 بالمئة مقابل 43 بالمئة. 

وأشارت الوكالة في مقال للكاتبة سيجاه تيكين، إلى أنه "على الرغم من الأحكام السلبية ضد بولسونارو بسبب تصريحاته والانتقادات الأخيرة له في وسائل الإعلام الرئيسة، فإنه لا يمكن إضعاف كتلته المتحجرة بسهولة". 

ولا يزال أنصار لولا، الذين يتوقعون الفوز في الجولة الأولى، يعتقدون أن الفارق في الأصوات مرتفع وأنهم سيدخلون الجولة الثانية بقوة، وفق الكاتبة. 

اختيار الفريق

وأردفت: في البرازيل، التي يحكمها النظام الفيدرالي، تجري الانتخابات كل 4 سنوات في أكتوبر لانتخاب الرئيس ونائبه وكذلك حكام الولايات ونواب الحكام وأعضاء مجلس النواب وعدد معين من أعضاء مجلس الشيوخ (ثلث أو ثلثين). 

في هذه الانتخابات، فاز "الحزب الليبرالي" بالأغلبية القائمة على الحزب في مجلس النواب، والذي انضم إليه "بولسونارو" في عام 2022. 

وفي مجلس الشيوخ الذي جرى تجديده جزئيا، يمتلك "الحزب الليبرالي" مرة أخرى الأغلبية.

وأضافت: لم يفاجئ "بولسونارو" الجمهور وفضل والتر "سوزا براغا نيتو"، وهو جنرال في حكومته شغل مناصب مختلفة كوزير للدفاع، كمرشح لمنصب نائب الرئيس.

وبخصوص "هاميلتون موراو" نائب الرئيس الحالي لبولسونارو، فهو جنرال، والعديد من أعضاء حكومته المتغيرة كثير من الأحيان تتكون من خلفيات عسكرية.

وغالبا ما يتذكرون ماضيه العسكري ويشيدون بالحكومات العسكرية التي حكمت البرازيل بعد انقلاب عام 1964 إلى 1985.

وتابعت الكاتبة: "بولسونارو"، الذي ترك حياته العسكرية كنقيب ودخل السياسة، أشاد دائما بهذه الخلفية وقربه من الجيش، في حين أنه يفضل الأشخاص الذين غالبا ما يشاركونه هذه الأفكار ويقفون بالقرب منه في فريقه. 

واختار بولسونارو، الذي بنى مسيرته السياسية على رحلته الشخصية وتقاربه مع أنصاره بدلا من العلاقات الحزبية القوية، الحزب الذي سيترشح له في عام 2022، مع حزب التحرير، الذي يوصف بأنه محافظ. 

وعلقت الكاتبة: "يمكننا أن نرى التعاون بين حزب العمال وبولسونارو كنوع من التحالف الانتخابي، وليس انتماء، مثل تماهي لولا مع حزب العمال". 

بالنظر إلى المقاعد البرلمانية ومقاعد مجلس الشيوخ التي حصل عليها "حزب التحرير"، يبدو أن هذا التحالف يفيد الحزب الأخير حتى لو لم يجر انتخاب "بولسونارو" رئيسا.

واستدركت: مرشح لولا لمنصب نائب الرئيس في هذه الانتخابات، والذي يتعامل مع السياسة بشكل مختلف، كان هو السياسي المتمرس جيرالدو ألكمين. 

كان ألكمين لسنوات عديدة سياسيا في الحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي، الذي يمثل وجهات نظر يمين الوسط، منافسا لـ"لولا" في الانتخابات الرئاسية لعام 2006. 

وفشل ألكمين، الذي أقصي في الجولة الثانية ضد لولا عام 2006، في الوصول إلى الجولة الثانية ضد بولسونارو في الانتخابات الرئاسية التي عاد إليها عام 2018. 

انضم ألكمين، الذي تحول إلى الحزب الاشتراكي البرازيلي عام 2021، إلى فريق لولا كمرشح لمنصب نائب الرئيس في انتخابات 2022. 

ويبدو أن تصميم السياسة البرازيلية على عدم جعل بولسونارو رئيسا مرة أخرى فعال مثل الجهد المبذول للبقاء على مقربة من قطاعات مختلفة في تشكيل لولا وألكمين كفريق واحد في عام 2022، بحسب الكاتبة التركية.

تحسن البلاد

واستدركت: في عامي 2002 و2006، عندما فاز في الانتخابات، عمل لولا نائبا للرئيس مع "خوسيه ألينكار"، وهو رجل أعمال ثري وقف بشكل مختلف عنه في الطيف السياسي، إذ أراد إبقاء عالم الأعمال، وكان قلقا بشأن سياسات حزب العمال، وأبقاه قريبا منه. 

وأضافت: أنصار لولا المخلصون قدموا له دعما كبيرا وأطلقوا حملة انتخابية غير رسمية منذ إطلاق سراحه من السجن في عام 2019 بعد إسقاط تهم الفساد ضده.

وكذلك فعل معارضو بولسونارو وأولئك الذين يعتقدون أن الصورة الدولية للبلاد، التي تراجعت في السنوات الأخيرة، لا يمكن أن تتحسن إلا مع عودة لولا.

وبسبب التوقع الكبير بأن يجري انتخابه، دعا بعض السياسيين اليساريين، الذين تنافسوا مع "لولا" و"حزب العمال في الماضي"، علنا إلى دعم الأول في الفترة التي سبقت الانتخابات.

وأوضحت الكاتبة: لهذا السبب لم يستجب "سيرو جوميز"، الذي أنهى الانتخابات الرئاسية في المركز الرابع بنسبة 3 بالمئة من الأصوات، لدعوات الانسحاب قبل الانتخابات وإعلان دعمه للولا. 

ودخل "جوميز"، الذي شغل منصب وزير في حكومة لولا في الماضي، انتخابات عام 2018 كمعارض لبولسونارو و"فرناندو حداد" من حزب العمال، وعرف نفسه بأنه ممثل الطريق الثالث ضد الاثنين في جو انتخابي مستقطب. 

وتجنب "جوميز"، المعروف بأنه مناهض لبولسونارو، توجيه دعوة مفتوحة لدعم حزب العمال على الرغم من فشله في التأهل للدور الثاني عام 2018. 

وأشارت إلى أنه "لو لم يترشح غوميز للانتخابات عام 2022، فمن غير المرجح أن يكون لولا قد نقل صوته فوق عتبة 50 بالمئة، على الرغم من أنه من غير الممكن معرفة عدد مؤيديه الذين كانوا سيصوتون لصالح لولا". 

والواقع أن "حزب العمال الديمقراطي" الذي يتبع له جوميز، أعلن دعمه للولا في الجولة الثانية بعد الانتخابات. 

وأصدر "جوميز" بيانا أعلن فيه أنه متمسك بقرار حزبه، دون ذكر اسم "لولا".

وأضافت الكاتبة: في حين استمرت رسائل الدعم للولا في القدوم من سياسيين مختلفين، شاركت "سيمون تيبيت"، المرشحة التي أغلقت الانتخابات بنسبة 4 بالمئة من الأصوات في المركز الثالث، الجمهور أنها ستعطي صوتها للولا في الجولة الثانية. 

وأعلنت تيبيت أن المهم هو المستقبل وأن من هم في موقعهم يجب أن يحددوا موقفا للجولة الثانية في أقرب وقت ممكن. 

وبالمثل، بالإضافة إلى السياسيين الذين كانوا خارج الانتخابات جرى أيضا تضمين حكام الولايات المختلفة المنتخبين في الجولة الأولى في الحركة. 

وعلى هذه الخلفية، وبينما تستعد البرازيل للجولة الثانية، يبدو أن "لولا" في وضع متميز في السباق الانتخابي، على الرغم من الإحباط الناجم عن استطلاعات الرأي التي تنبأت بفوز سريع له قبل الجولة الأولى، بحسب تقييم الكاتبة التركية.