ستتضرر أيضا.. مجلة إيطالية تشكك بلجوء روسيا للأسلحة النووية التكتيكية

قسم الترجمة | 2 years ago

12

طباعة

مشاركة

سلطت مجلة إيطالية الضوء على خصائص الأسلحة النووية "منخفضة القوة" التي يلمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحلفاؤه باستخدامها في الصراع الدائر في أوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022.

واستبعدت مجلة "فورميكي" لجوء بوتين إلى استخدام هذه الأسلحة رغم الخسائر التي تلحق بجيشه في أوكرانيا، مشيرة إلى المخاطر التي يجب أن يوازنها بين الهزيمة العسكرية، والتصعيد، والعزلة الدولية.

تصعيد محتمل

وقالت المجلة الإيطالية: سمعنا في الأسابيع الأخيرة الكثير عن احتمال استخدام الجيش الروسي لأسلحة نووية تكتيكية، قيل إنها قد تؤدي إلى تصعيد محتمل للصراع سيدفع الكرملين نحو المزيد من العزلة. 

وكان زعيم جمهورية الشيشان التابع لروسيا رمضان قديروف، قد دعا مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2022، موسكو إلى التفكير في استخدام سلاح نووي منخفض القوة في أوكرانيا بعد هزائم كبيرة مُنيت بها في ساحة المعركة خاصة في مدينة ليمان (شرق).

وعلى قناته بتطبيق "تليغرام"، وجّه قديروف انتقادا لاذعا لكبار القادة العسكريين الروس، قائلا: "في رأيي الشخصي، ينبغي اتخاذ تدابير أكثر صرامة، بما يرقى لإعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية واستخدام أسلحة نووية منخفضة القوة".

وفي تعريفها لهذا السلاح، أشارت المجلة الإيطالية إلى أنه لا يوجد تعريف عالمي له.

وذكرت أن وزير الدفاع الأميركي السابق جيمس ماتيس كان قد أعلن في 2018 أن "أي سلاح نووي هو عامل إستراتيجي لتغيير قواعد اللعبة" وبالتالي لم يميز بين التكتيكات والإستراتيجيات.

بحسب المجلة الإيطالية، تصريح الوزير الأميركي كان يشير في الغالب إلى العواقب السياسية لاستخدام الأسلحة النووية.

وفيما يتعلق بالاختلافات التقنية، بينت المجلة أنه تم تصميم السلاح النووي التكتيكي بشكل عام منذ الثمانينيات لاستخدامه في ساحة المعركة.

 لذلك الخصائص الرئيسة مقارنة بالأسلحة الإستراتيجية هي المدى القصير، والقدرة التفجيرية الأقل وآثاره الإشعاعية المنخفضة مقارنة بالأسلحة النووية الأخرى.

بالنسبة للقوة التفجيرية، ذكرت أن الأسلحة النووية الوحيدة التي استخدمت ضد العدو كانت تلك التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في عام 1945، باستخدام قنبلتين من خمسة عشر وعشرين كيلوطنا (الكيلو طن يساوي ألف طن).

ما يعني أن القوة التي تم إطلاقها كانت تعادل خمسة عشر وعشرين ألف طن من الديناميت، ما أسفر عن مقتل نحو سبعين ألف شخص على الفور.

قدرات مقلقة

وأفادت فورميكي أن القوة التفجيرية للأسلحة التكتيكية الموجودة في الترسانات الروسية والأميركية متنوعة للغاية، وتصل حتى 50 كيلوطنا. 

في المقابل، تتراوح قوة الرأس النووي الإستراتيجي من 100 كيلوطن إلى أكثر من ميجا طن، أي ما يعادل مليون طن من مادة تي إن تي.

للإشارة كانت الصواريخ المتوسطة وطويلة المدى موضوع المعاهدات بين الأطراف التي حدت من إنتاجها بهدف تجنب الدمار المحتمل الذي من شأنه أن يلحقه صدام بين القوى النووية. 

من ناحية أخرى، لم تفرض على الأسلحة النووية التكتيكية أبدا أي اتفاقيات أو قيود بين الدول وذلك أساسا بسبب وضعها كسلاح "أقل قوة"، تشير المجلة الإيطالية.

للإشارة تمتلك واشنطن قرابة مائتي رأس نووية تكتيكية بقوة تتراوح بين 0.3 و 170 كيلوطنا، نشرت نصفها على الأراضي الأوروبية في إيطاليا وألمانيا وتركيا وبلجيكا وهولندا، بينما تمتلك موسكو حوالي ألفي رأس بقوة أقل قليلا تصل إلى 100 كيلوطن.

ويمكن إطلاق هذه الرؤوس من طائرة أو سفينة، كما يمكن تحميل الرؤوس الحربية النووية التكتيكية على أنواع مختلفة من الصواريخ التقليدية.

وبحسب المجلة، عند تطبيق هذه العناصر على الوضع في ساحة المعركة في أوكرانيا، يجب على الكرملين أن يتخذ إجراءات بشأن ثلاثة أنواع من العواقب: السياسية، والإستراتيجية، وتلك المترتبة على الآثار الإشعاعية.

تماما كما هو الحال بالنسبة للأسلحة النووية الإستراتيجية، تطلق الأسلحة التكتيكية مواد شديدة الإشعاع أثناء الانفجار من شأنها تلويث البيئة المحيطة أو البعيدة بسبب عامل الرياح. 

ولفتت إلى أنه من الصعب التنبؤ بمدى هذه العواقب بدقة لأنها تعتمد على الظروف البيئية التي يمكن أن تكون شديدة التغير. 

جدوى مشكوك فيها

وتساءلت المجلة الإيطالية حول ما إذا كانت موسكو مستعدة في التسبب في جعل جزء من الأراضي غير صالحة للسكن، مهما كانت "صغيرة" تدعي أنها تريد تحريرها؟

وتابعت: هل تستطيع القوات الروسية بعد ذلك المرور عبر تلك المنطقة؟ هل يمكن للسكان الموالين لروسيا العودة للعيش في تلك المنطقة؟ هل سيكون الحليف البيلاروسي سعيدا بحدوث انفجار نووي على بعد مائتي كيلومتر من حدوده؟

هل سيكون استخدام سلاح يدمر كل شيء بطلقة واحدة مفيدا من وجهة نظر تشغيلية؟ ما المزايا التي يمكن أن يمنحها على الميدان؟ وأجابت بأنها قليلة إن وجدت وفق ما أكده البنتاغون. 

وأردفت المجلة الإيطالية أن الهجوم المضاد الأوكراني امتد على طول جبهة واسعة إلى حد ما، ناهيك عن بعض العمليات والمؤشرات التي تنذر بحرب عصابات محتملة في المستقبل. 

المجلة أن هذه العناصر تدفع نحو خيار الرد التقليدي، ولا سيما أن روسيا تمتلك أنظمة أسلحة غير نووية، لكنها بنفس القوة التي تسبب دمارا مماثلا لما تخلفه الأسلحة النووية التكتيكية منخفضة القوة.

كما بينت بأنه حتى الآن، لم تستخدم أي جهة أسلحة نووية تكتيكية في ساحة المعركة، ويُخشى أن يؤدي استخدامها إلى زيادة توفرها وامتلاكها. كما أن هناك مخاوف تتعلق بالتصعيد المحتمل إذا ما قررت موسكو اللجوء إلى هذه الأداة.

سياسيا، قالت المجلة إن الجبهة الغربية ظلت متحدة في وجه الهجوم الروسي، بينما تواصل الصين والهند عدم عرقلة موسكو، لكنهما اشتكتا في قمة دول منتدى شانغهاي للتعاون الأخير بسمرقند من سير الأمور. 

من جانبها، لن ترحب تركيا، التي عرضت التوسط في حل أزمة محطة الطاقة النووية زاباروجيا، بالتأكيد باستخدام روسيا الأسلحة النووية. 

وخلصت المجلة إلى القول "باختصار، إذا كان صحيحا أن مصير فلاديمير بوتين مرتبطا الآن ارتباطا وثيقًا بسير العملية العسكرية، فمن الصحيح أيضا أن النظام لا يمكنه تحمل مزيد من العزلة عن المجتمع الدولي".