البحرين تقيل مسؤولة رفضت مصافحة سفير إسرائيل.. وناشطون: إرضاء للاحتلال

12

طباعة

مشاركة

في موقف يدون في سيرتها الذاتية طيلة حياتها وحين يذكر اسمها، رفضت رئيسة هيئة الثقافة والآثار في البحرين، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، مصافحة سفير إسرائيل في المنامة، إيتان نائيه، فكانت نتيجة موقفها إصدار أمر ملكي بإقالتها من منصبها بعد خدمتها في الحكومة 20 عاما.

ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، الذي أعلنت بلاده تطبيع علاقتها رسميا مع الكيان الإسرائيلي في سبتمبر/أيلول 2020، أصدر في 21 يوليو/تموز 2022، مرسوما يقضي بإقالة مي، من منصبها، وتعيين خليفة بن أحمد بن عبد الله آل خليفة خلفا لها.

وأرجعت تقارير إعلامية القرار الملكي، إلى رفض المسؤولة البحرينية خلال مشاركتها في 16 يونيو/حزيران 2022 في جلسة عزاء والد السفير الأميركي في المنامة، التي حضرها عدد من السفراء والمسؤولين، مصافحة السفير الإسرائيلي لدى البحرين.

كما سبق ورفضت الشيخة مي في وقت سابق مشروعا تقدم به مستثمرون يهود من الولايات المتحدة يهدف لتشييد حي يهودي مع كتابات إرشادية ونجمة داود تستقبل السياح من باب البحرين حتى الكنيس اليهودي.

موقف المسؤولة البحرينية لاقى استحسانا وإشادة واسعة بين ناشطين على تويتر، وجهوا لها التحية وأثنوا على حفاظها على طهارة يديها وعدم تدنيسها بوضعها في يد السفير الإسرائيلي الملطخة يداه بدماء الفلسطينيين، مؤكدين أن موقفها أبسط تعبير عن ضمير الشعوب.

واستنكروا عبر مشاركتهم في وسم #مي_آل_خليفة، محاولة السلطة البحرينية فرض مسار التطبيع مع الكيان الإسرائيلي على المسؤولين والشعب بأكمله، واستخدام الملك صلاحياته في إقالة المسؤولين كنوع من العقاب على مخالفيه الرؤى والرافضين الخضوع لسياساته. 

وصب ناشطون غضبهم على ملك البحرين، وأشاروا إلى أن "الخزي والعار" سيظلان يلاحقانه، مؤكدين أن الشيخة مي تعبر عن رأي وموقف الشعب الوطني العروبي الأصيل المتمسك بفلسطين والرافض للتطبيع مع الاحتلال.

ولفتوا إلى أن التاريخ سيكرم المسؤولة البحرينية على مواقفها المناهضة للتطبيع ورفضها السباحة مع طوفان التطبيع ومصافحة سفير الاحتلال في البحرين والتعبير عن قناعتها والتمسك بها، مؤكدين أن هذا التاريخ أيضا "سيلفظ" من أقالها وطبع مع الاحتلال.

واستهجن ناشطون تمجيد وشكر المغنية الإسرائيلية، يوفال ديان، التي رفضت السلام على الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مراسم احتفالية بالقدس المحتلة إبان زيارته الأخيرة، من قبله وتطبيل الإعلام العبري لها، بينما أقيلت الشيخة البحريني من قبل السلطة المطبعة.

مفارقات وازدواجية

وعن ذلك، تعجبت الأكاديمية الأردنية، فاطمة الوحش، من ازدواجية التعاطي مع بعض المواقف، قائلة: "سبحان الله، وزيرة بحرينية ترفض السلام على عربيد صهيوني لأسباب فكرية سياسية تطبيعية وتطرد من وزارتها، بينما مغنية صهيونية ترفض السلام على رجل غريب لأسباب دينية يتم شكرها وتقديرها.. لهذا انتصروا ولهذا أيضا هزمنا!!".

وكتب رئيس تحرير جريدة "الطبيب"، عبدالرحمن بدوي: "لا تتوقع أن يحترمك العالم وأنت لا تحترم نفسك، من المفارقات الغريبة أن ترفض مغنية إسرائيلية مصافحة بايدن لأن تدينها يمنعها من مصافحة الرجال.. فيشكرها بايدن على موقفها.. أما عندنا فقد تم إقالة وزيرة الثقافة البحرينية لأنها رفضت مصافحة السفير الإسرائيلي". واستنكر عبيدي الزهراني، أن تشكر مغنية يهودية ترفض مصافحة بايدن على الالتزام بمبادئها وتحترم، "بينما مسلمة عربية شيخة بنت شيوخ ترفض مصافحة صهيوني نجس يتم فصلها من عملها".

وأكد أن "تلك إذن قسمة ضيزى"، موضحا أن "هنا يكمن الفرق بين الفخر والعزة وبين الذل والهوان وأن الشعوب ترفض التطبيع".

خيانة الملك

وهاجم ناشطون ملك البحرين، منددين بقرار إقالته المسؤولة، إذ استنكر إسماعيل قصير إقالة الشيخة مي، ساخرا بالقول: يبدو أن ملك البحرين لديه تخمة "ديموقراطية" مثل بقية الحكام العرب!.

ووصف ضيف الله خالد، ملك البحرين بـ"الخائن" لإقالته رئيسة هيئة الثقافة والآثار. وأرجع الباحث والمحلل السياسي، بشير مالم، عزل ملك البحرين الشيخة مي من منصبها "ليرضى عنه المحتل".

إشادة وثناء

وأشاد ناشطون بموقف الشيخة مي، وأعلنوا دعمهم واحترامهم لها وأن موقفها زادها رفعة وعظمة لأنها رفضت الظلم والإرهاب الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وتدنيس مقدسات المسلمين، موجهين لها التحية.

ورأى الباحث مهنا الحبيل، أن "مي محمد آل خليفة سجلت موقفا ثقافيا نضاليا لتاريخ البحرين والخليج العربي في رفض ترويج الفكرة الصهيونية وهي في موقع رسمي رفيع، وهي روح أبيّة نستذكر فيها جدها الشيخ إبراهيم آل خليفة الشاعر الجميل والنبيل الكريم صديق الأحساء"، موجها لها التحية.

وأكد الصحفي المصري سامي كمال الدين، أن "الموقف من امرأة تساوي آلاف من الرجال العرب بهم خنوع وجبن وخسة مع عدو إسرائيلي واضح"، موجها التحية إلى "الشيخة مي آل خليفة وكل مواطن من شعب البحرين".

وأضاف أن "الشعب العربي يرفض هؤلاء المتبجحين بسلام وهمي".

وخص الإعلامي والناشط الحقوقي، هيثم أبو خليل، الشيخة مي التي أقيلت من منصبها لرفضها التطبيع ومصافحة سفير العدو بكل الشكر والتقدير.

وقال أبو خليل: "كل العار والخزي لحكام التطبيع والعار والخيانة الذي اتضح لأكثرنا سبب وجودهم في سدة الحكم.. إنه احتلال يا سادة بالوكالة لتسهيل مهامهم".

ووصفت الكاتبة القطرية، ابتسام آل سعيد، الشيخة مي، بأنها "امرأة انتصرت لعروبتها وقد تكون خسرت منصبا لكنها كسبت نفسها وكرامتها وتأييد الملايين لها". الإعلامية غادة عويس، أشارت إلى أن "مي آل خليفة، خسرت منصبها وربحت نفسها واحترام الناس ومحبتهم"، معلنة كل احترامها لها.  ووصف الصحفي السعودي المعارض، تركي الشلهوب، موقف رئيسة هيئة الثقافة والآثار البحرينية بـ"البطولي".

إشادة فلسطينية

وبرزت الإشادة الفلسطينية بموقف المسؤولة البحرينية، إذ قالت القيادية حنان عشراوي، إن "هذه هي الأصالة العربية والشهامة وعزة النفس والجرأة والكرامة وكل ما تفتقده (زعامات) هذا الزمن الرديء".

وأضافت: "محبتنا واحترامنا لصانعة الثقافة الحقة، أنت فخر النساء ورافعة القومية وشرف العروبة".

وكتب الناشط الفلسطيني، أدهم أبو سلمية: "نرفع القبعة لموقف الشيخة مي محمد آل خليفة، لرفضها مصافحة السفير الصهيوني في البحرين، ومواجهتها لخطوات تطبيعية في بلادها".

وأكد أبو سلمية أن "هذا الموقف تعبير حقيقي عن مواقف الشعب البحريني الأصيل الداعمة للحق الفلسطيني والرافضة لدمج الاحتلال في المنطقة".

وشكر الناشط الفلسطيني، محمد سعيد نشوان، الشيخة مي آل خليفة على موقفها الذي وصفه بـ"الشجاع في وقت أصبحت هذه المواقف نادرة بين المسؤولين العرب".