"عقوبات لازمة".. هل تنتصر روسيا على ليتوانيا في معركة كالينينغراد؟
تحدثت صحيفة غازيتا دوت رو الروسية عن رفض الرئيس الليتواني "جيتاناس نوسيدا" عبور البضائع الروسية المفروض عليها عقوبات من الاتحاد الأوروبي.
وفرضت ليتوانيا قيودا على بعض البضائع التي تمر إلى جيب كالينينغراد، في خضم العقوبات الأوروبية المفروضة على موسكو بفعل هجومها على أوكرانيا.
وتحول الانتباه إلى منطقة كالينينغراد الروسية، وهي ميناء مطل على بحر البلطيق تحيط به منطقة ريفية تؤوي نحو مليون روسي، وتتصل ببقية أنحاء روسيا عن طريق خط للسكة الحديدية يمر عبر ليتوانيا العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأغلقت ليتوانيا الطريق أمام نقل الصلب ومعادن أخرى فيما تقول إنه أمر لازم بموجب عقوبات الاتحاد الأوروبي التي دخلت حيز التنفيذ خلال يونيو/حزيران.
استعداد للمواجهة
وقال نوسيدا إن بلاده مستعدة لمواجهة أي أعمال انتقامية من جانب موسكو "أو الانفصال عن شبكة الكهرباء (تربط بين روسيا وبيلاروسيا ودول البلطيق) أو أي إجراءات أخرى".
وأوضح أنه لا يعتقد أن روسيا ستتحدى ليتوانيا عسكريا لأن بلاده عضو في حلف "الناتو".
ودافع عن قرار منع مرور بعض البضائع، قائلا إن حكومته تنفذ ما تقرر على مستوى بروكسل، حسب ما ذكره الكاتب "بيتر نيكولاييف".
وذكر: "ننفذ فقط العقوبات التي تم فرضها على مستوى الاتحاد الأوروبي، وهذا لا علاقة له بالعلاقات الثنائية بين روسيا وليتوانيا".
وأضاف: "نتطلع إلى تنفيذ المراحل التالية من العقوبات، وسيكون جيدا جدا أن تشرح المفوضية الأوروبية محتوى العقوبات للسلطات الروسية وربما تزيل بعض التوترات التي تنشأ الآن، لأن تصعيد التوترات لن يفيد أيا من الجانبين".
وبحسب تقارير وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي"، قال نوسيدا عبر شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة به إن وجود "الممرات" للشحنات الروسية عبر أراضي ليتوانيا (وهو انتهاك للعقوبات) أمر غير مقبول.
وقد أشار إلى أن آلية عبور البضائع من موسكو إلى منطقة كالينينغراد موجودة منذ عام 2004، عندما انضمت ليتوانيا إلى الاتحاد الأوروبي، وتنظمها اتفاقية بين روسيا وبروكسل.
ومع ذلك، فقد نشأت مسألة تنفيذ القيود بسبب بدء نفاذ العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا.
حصار اقتصادي
على صعيد متصل، صرح وزير الخارجية الليتواني "غابريليوس لاندسبيرجيس" خلال اجتماع مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، أن السلطات الليتوانية فرضت حظرا على عبور البضائع الخاضعة للعقوبات.
وحسب ما نشرته "ريا نوفوستي"، أخطرت السكك الحديدية الليتوانية خطوط كالينينغراد أنه بدءا من 18 يونيو سيجري تعليق عبور البضائع الخاضعة لعقوبات الاتحاد الأوروبي.
وفي وقت لاحق، قال رئيس الدبلوماسية الأوروبية "جوزيب بوريل": "إن تصرفات فيلنيوس (العاصمة الليتوانية) لا تشكل حصارا". وأشار إلى ضرورة مراجعة المبادئ التوجيهية لتنفيذ القيود.
وبحسب وكالة "ريا نوفوستي"، أكد حاكم كالينينغراد "أنطون عليخانوف" أن مجمع العبارات في المنطقة سيتعامل مع الشحنات الجديدة.
ووصف المتحدث الرئاسي الروسي "ديمتري بيسكوف" قرار السلطات الليتوانية بأنه غير قانوني وغير مسبوق وحذر من أنه سيكون هناك رد على ذلك.
نقلت المفوضية الأوروبية المسؤولية إلى ليتوانيا في 21 يونيو فيما يتعلق بتقييد التعامل مع كالينينغراد.
وبحسب المتحدث باسم المفوضية الأوروبية "إريك مامر"، أعلنت ليتوانيا نفسها عن فرض قيود، يزعم أنها تحت قيادتنا.
وعلق الكاتب أن عضو البرلمان الليتواني "بيتراس أوستريفيتشوس"، أكد في 25 يونيو أن المفوضية الأوروبية أعدت وثيقة تصريح لعبور البضائع الخاضعة للعقوبات إلى منطقة كالينينغراد. وصرح قائلا: "يبدو أن روسيا تفوز حتى الآن".
وحسب ما أعلنه الاتحاد الأوروبي، تجري مناقشة قضية نقل البضائع من روسيا إلى كالينينغراد بقوة.
فقد أصرت ليتوانيا خلال المفاوضات على استمرار الحظر، لكن بعض الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي طالبت بمراجعة القيود.
هل تنتصر روسيا؟
ولهذا السبب، بدأت المناقشات التي جرى خلالها تقديم وثيقة تسمح بنقل البضائع عبر أراضي الاتحاد الأوروبي.
وحسب ما ذكره الكاتب فإن عضو البرلمان الليتواني "بيتراس" صرح قائلا: "نظريا، يمكن لليتوانيا أن تفرض بعض العقوبات الفردية على العبور، ولكن من غير المرجح أن تنتهك انضباط الاتحاد الأوروبي، خاصة وأن حرب العبور هذه غير مربحة لنا".
نعم، يجري العبور من روسيا إلى كالينينغراد عبر ليتوانيا لكن المنطقة الأخيرة نفسها هي ممر عبور لنا إلى بولندا والدول الأوروبية، وفق قوله.
وحسب ما نشرته صحيفة لينتا دوت رو الروسية، أشار الرئيس الليتواني إلى أنه ناقش هذه المسألة بالفعل مع رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين".
ودعا الحكومة الليتوانية إلى بدء مشاورات عاجلة مع المفوضية الأوروبية حتى لا تضر العقوبات ضد روسيا بالبلاد والاتفاقيات الدولية، ولكنها في نفس الوقت مؤلمة لموسكو.
ومن ناحية أخرى، طالبت وزارة الخارجية الروسية برفع هذه القيود وحذرت من أن الرد على الحظر سيكون عمليا وليس دبلوماسيا.
وبحسب صحيفة لينتا دوت رو الروسية، اعترف عضو البرلمان الأوروبي الليتواني "بيتراس أوستريفيتيوس" بانتصار روسيا في العبور إلى كالينينغراد.
وأضاف "أوستريفيتيوس" أن هناك مناقشات جارية في الاتحاد الأوروبي لكن لم يجر التوصل إلى اتفاق بعد. وقال إنه جرى إعداد وثيقة تسمح بعبور البضائع الخاضعة للعقوبات.