تحذيرات إسرائيلية من السفر إلى تركيا.. هل التهديدات الإيرانية حقيقية؟
تحدثت صحيفة عبرية عن تحذيرات "تل أبيب" المتواصلة من السفر إلى تركيا خوفا من هجمات إيرانية قد تستهدف الإسرائيليين.
وبدأت تلك التحذيرات في 13 يونيو/حزيران 2022، بعد أن طالب وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد رعاياه الموجودين في تركيا بالعودة "في أقرب وقت ممكن" على خلفية التهديدات الإيرانية الأخيرة باستهداف إسرائيليين.
ويأتي التحذير وسط تصاعد التوتر بين الطرفين، إذ ألقت طهران باللوم على الدولة العبرية في سلسلة من الهجمات على بنيتها التحتية النووية والعسكرية، داخل إيران وكذلك في سوريا.
وكانت طهران قد اتهمت إسرائيل بالوقوف وراء مقتل العقيد بالحرس الثوري الإيراني صياد خدائي الذي قتل بالرصاص بطهران في مايو/أيار.
كما ألقت إيران باللوم على إسرائيل في الضربات الجوية خلال يونيو 2022 على مطار دمشق الدولي التي ألحقت أضرارا كبيرة بمدرجين في المطار الواقع جنوب العاصمة السورية.
نادرا ما تعلق إسرائيل على الضربات الفردية، لكنها أقرت بتنفيذ مئات الضربات في سوريا، والتي يقول الجيش الإسرائيلي إنها ضرورية لمنع إيران من الحصول على موطئ قدم قرب حدودها.
وقال لابيد إن بعض الإسرائيليين الذين سافروا مؤخرا إلى تركيا عادوا "دون أن يعلموا أنه قد جرى إنقاذ حياتهم". وأكد أن المهاجمين المحتملين "سعوا لاستهداف مواطنين من أجل خطفهم أو قتلهم".
"خطر حقيقي"
ولم يشر لابيد إلى أي عمليات إسرائيلية ضد أهداف إيرانية. لكنه قال إن الإسرائيليين في تركيا يواجهون "خطرا حقيقيا وفوريا" من عملاء إيرانيين، متحدثا عن "عدة محاولات من طهران لتنفيذ هجمات إرهابية ضدهم".
وأضاف خلال اجتماع مع نواب من حزبه "يوجد مستقبل": "إذا كنت قد خططت لرحلة إلى إسطنبول فقم بإلغائها. لا توجد عطلة تستحق (أن تدفع) حياتك" ثمنا لها.
وأشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى أن تحذيرات السفر التي أصدرتها تل أبيب رسميا بشأن خطر السفر إلى تركيا وصل إلى آذان جميع مواطنيها حول العالم، وتتعامل وسائل الإعلام معهم بشكل مكثف، وقد أبعدوا النوم عن أعين الكثيرين منهم.
وتطرقت الصحيفة إلى قصة "الحنان تينينباوم" وهو عقيد احتياط في الجيش الإسرائيلي ورجل أعمال اختطف عام 2000 واحتجز لأكثر من ثلاث سنوات من قبل حزب الله اللبناني".
وسافر الشخص المذكور إلى بلد في أوروبا للحصول على فرصة عمل ووصل في النهاية إلى لبنان واختطفه حزب الله. وتقول الصحيفة "يمكن لمثل تلك القضية أن تتكرر في تركيا أيضا".
وبينت أنه يمكن لنظام آيات الله "الوحشي" أن يسقط مواطنين إسرائيليين على اتصال بعميل أجنبي، فقد يجد هؤلاء أنفسهم في نهاية المطاف خارج حدود تركيا، وربما حتى إيران.
وأوضحت أن "نمط العمل الذي جرت تجربته بنجاح عام 2000 قد يحدث مرة أخرى".
ولفتت الصحيفة إلى أنه يمكن لإسرائيل أن تنتهز الفرصة، من أجل دفع تركيا لإبعاد الإيرانيين عن حدودها، وفضح الوجه الحقيقي للنظام الإيراني للعالم.
وهذه، على ما يبدو، مهمة يجب تنفيذها في الغالب بالخفاء وهي أعمال ليست دبلوماسية بل نشاطات استخباراتية، وفق قولها.
وأكد الكاتب الفلسطيني جلال البنا أن تركيا تعد الوجهة الأولى للفلسطينيين من حملة الجنسية الإسرائيلية بسبب التقارب الثقافي والعادات والأكل وأيضا تكاليف الإجازة الشاملة. إذ يمكن للعائلة أن تقضي عطلة هناك مقابل 2000 دولار.
بالإضافة إلى ذلك، طور رجال الأعمال العرب من حملة الجنسية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة شبكة واسعة من الاتصالات والوصلات مع نظرائهم الأتراك.
واستوردوا كل شيء تقريبا من تركيا من السيارات إلى الأكواب البلاستيكية، فالتجارة تصل إلى نحو ثمانية مليارات دولار في السنة.
فلسطينيو 48
ونوه البنا إلى أن ظاهرة أخرى تطورت في السنوات الأخيرة وهي شراء المواطنين العرب للشقق والمنازل في تركيا، الأمر الذي يمكن أن يكون إغراء للنشاط الإيراني هناك.
فالشركات التركية تبني المباني، وفلسطينيو 1948 يشترون شقة من أربع غرف، والتي تكلف ما لا يقل عن مليون ونصف هنا، فمن الممكن أن يختار ويحدد الإيرانيون هذه الأهداف.
ولفت البنا إلى أن إسرائيل تتحدث بجميع اللغات عن الخطر الذي يواجه الإسرائيليين (وحملة الجنسية)، باستثناء اللغة العربية التي تعد الأكثر صلة وقربا، في إشارة إلى سفر أعداد كبيرة من فلسطينيي 1948.
وخلص البنا في نهاية مقالته إلى القول: "يطلب من قادة الجمهور العربي بالكنيست (البرلمان) ورؤساء السلطات المحلية، تزويد الجمهور بالمعلومات ذات الصلة وأن يتصرفوا بحكم مناصبهم".
ويجب على أي شخص يخطط لقضاء إجازة في هذا البلد، إعادة حساب مسار الرحلة واستكشاف خيارات إضافية، وهناك الكثير، تقول الصحيفة.
وفي سياق متصل، أشارت صحيفة معاريف العبرية إلى أن شعبة مكافحة الإرهاب في مقر الأمن القومي الإسرائيلي رفعت التحذير من الرحلة إلى تركيا إلى المستوى الرابع، وهو الأعلى.
وأفادت القناة 13 العبرية أن رجال المخابرات الإسرائيليين جاؤوا إلى امرأة إسرائيلية في مايو أثناء سيرها بالقرب من أحد الأسواق في إسطنبول، واقتادوها إلى سيارة مصفحة ثم صعدوا بها على متن طائرة متجهة إلى تل أبيب، وتركت متعلقاتها في الفندق.
وقيل لها إن عملاء إيرانيين كانوا ينتظرون عودتها إلى الفندق لاختطافها من هناك، في إطار أعمال انتقامية تحاول تنفيذها ضد إسرائيل في الخارج بشكل عام وفي تركيا خاصة.
ولفتت معاريف إلى أنه يعيش عشرات الآلاف من الإسرائيليين في المدينة ولا تزال تركيا وجهة العطلات المفضلة بفضل الأسعار الرخيصة والمتعة التي تقدمها.
وأوضح مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أن مستوى التحذير المرتفع، يشير إلى إسطنبول نفسها، بينما في باقي أنحاء تركيا هناك تحذير من المستوى الثالث من السفر وهو متواضع وأقل خطرا.
وبينت الصحيفة أن ما يقرب من 4000 إسرائيلي واصلوا رحلاتهم إلى تركيا على متن 21 رحلة. وأوضح أحدهم "لا يمكنني الإلغاء في اللحظة الأخيرة".
وقال راكب آخر: "لقد سمعنا بالفعل عن تحذيرات السفر، فلو كان الأمر بهذه الخطورة حقا، لكانت الدولة قد حظرت الرحلات الجوية من إسرائيل إلى تركيا".
وأوضح ثالث بالقول: "كل مكان في العالم خطير، حتى في إسرائيل، عليك أن تكون حذرا".