"ستريلا 2".. كمين تنصبه كتائب القسام لاصطياد مقاتلات إسرائيل بسماء غزة

محمد عيد | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

بعد ثماني سنوات على إطلاق أول صاروخ مضاد للطيران من قطاع غزة تجاه الطائرات الحربية الإسرائيلية، عادت كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لاستهداف أقوى سلاح جو بالشرق الأوسط من جديد.

ويشكل استهداف القسام لطائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربية بالصاروخ الروسي الذي عرف باسم "ستريلا 2" أو "سام 7"، تطورا جديدا لدى المقاومة، في محاولة منها لتحييد سلاح الطيران خلال جولات تصعيدها مع قطاع غزة.

وأعلنت كتائب القسام، فجر 16 أبريل/نيسان 2022، أن دفاعاتها الجوية تصدت للطيران الحربي الإسرائيلي المعادي في سماء قطاع غزة، بصواريخ أرض-جو.

وأكد الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، إطلاق كتائب القسام لصاروخ أرض جو محمول على الكتف، نحو الطائرات الحربية التي شنت غارات على قطاع غزة.

وجاء استهداف القسام لطائرات الاحتلال الحربية، أثناء تنفيذها هجمات على أهداف للمقاومة الفلسطينية غرب خانيونس جنوب قطاع غزة.

وعقب إعلان القسام، أكد مصدر في المقاومة الفلسطينية أن الصاروخ الذي استهدف طائرات الاحتلال الإسرائيلي التي أغارت، على قطاع غزة، من طراز "ستريلا" الروسي.

ونقلت قناة "الميادين" اللبنانية، عن المصدر، أن تجاوز الاحتلال قواعد الاشتباك في غزة سيقابل برد وسيؤدي إلى تفجير الأوضاع.

وسبق واستهدفت القسام إبان العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، طائرة إف 15 إسرائيلية بصاروخ أرض جو، أصابتها بشكل مباشر أثناء إغارة الطائرة على المدينة، ما أدى إلى اشتعال النار فيها، وفقا للبيان المنشور على موقع الكتائب الإلكتروني.

وفي حينها، أكد الصحفي الإسرائيلي، عاموس هرئيل، أن هذا النوع من الصواريخ لم يكن ظهوره في غزة مفاجأة بالنسبة لتل أبيب.

وحسب هرئيل فمنذ سنوات، أدخل جيش الاحتلال نظام حماية جديدة تحسبا لوجود تلك الصواريخ مع المقاومة الفلسطينية.

مواصفات ستريلا 2

يعرف عن صاروخ "ستريلا 2"، بأنه نظام دفاع جوي صاروخي محمول على الكتف من نوع أرض – جو سوفيتي قصير المدى يعمل على التوجيه الحراري للصاروخ، ودخل الخدمة في 1968. 

ويبلغ مدى الصاروخ 3,700م بارتفاع يصل إلى 1,500 متر بسرعة 430 مترا بالثانية، ويزن الرأس الحربي للصاروخ 1.15 كجم.

ويهدف الصاروخ إلى تدمير الأهداف الجوية دون الصوتية، والخالية من الصوت (الطائرات الثابتة الجناحين، المروحيات، الطائرات بدون طيار) في الارتفاعات الأرضية، والمنخفضة.

وبدأ تطوير الصاروخ نسبيا في عام 1959، وأدخلت نسخته الأساسية بعد عام 1966، حيث أصبح نموذج الإنتاج الأكثر شيوعا، وهو صاروخ دفاعي محمول على ارتفاع منخفض، مع رأس حربي شديدة الانفجار، والتوجيه السلبي بالأشعة تحت الحمراء السلبية.

ويعرف عن الصاروخ أنه واسع الانتشار، ويستخدم في الخدمة مع العديد من الجيوش في جميع أنحاء العالم.

ويتكون نظام قاذفات الصاروخ من أنبوب إطلاق الصواريخ الأخضر الذي يحتوي على الصاروخ، ومخزن قبضة، وبطارية حرارية أسطوانية.

ويجرى إطلاق الصاروخ من قاذفة أسطوانية محمولة لديها اثنان من جنيحات التحكم المستطيلة المنقولة في القسم الأمامي، وأربعة جنيحات مستطيلة لتحقيق الاستقرار مستقيمة في العمق.

وجرى تجهيز السلسلة الأولى من صواريخ ستريلا-2 بكاشف IR غير مبرد مع إمكانية محدودة من صاروخ موجه من نصف الكرة الأرضية الخلفي.

ويستطيع نظام الصاروخ الكشف عن الهدف بشكل مرئي من قبل المشغل؛ عبر استخدام نظام IFF إضافي لتحديد جنسيته، ويستغرق تفعيل نظام التوجيه، والدوائر الإلكترونية من 4 إلى 6 ثوان، ويجرى إشعال المحرك بعد مرور 0.8 ثانية على ذلك.

ويدور الصاروخ حول محوره الطولي (20 ثانية)، ويجري تدمير الهدف من خلال موجة ضغط، وشظايا عند الشروع في رأس حربي.

تطور نوعي

وحول دخول صاروخ (ستريلا 2) مرة أخرى إلى ميدان قطاع غزة، يرى الخبير العسكري، يوسف الشرقاوي، أن ذلك يعد نقلة نوعية في الأسلحة الدفاعية لدى المقاومة الفلسطينية.

وخلال السنوات الماضية، حاولت المقاومة، وفق حديث الشرقاوي لـ"الاستقلال"، تحييد سلاح الجو التابع لقوات الاحتلال الإسرائيلي، كونه يعد نقطة القوة الوحيدة الآن لديه، في استهداف المواقع العسكرية، أو الأنفاق، أو القيادات خلال المعارك، أو غرف العمليات.

ويعني امتلاك المقاومة صاروخ أرض جو روسي الصنع، وفق الشرقاوي، أن لديها وحدات كاملة تعمل على مراقبة طيران الاحتلال، وتطوير أسلحة دفاع جوي وإدخال تحسينات عليها، بهدف إسقاط تلك الطائرات خلال المعارك.

ويتوقع أن تتطور أسلحة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف لدى المقاومة، خاصة أن إدخالها لقطاع غزة يكون سهلا عبر الطرق المختلفة، بسبب حجم الصاروخ والقاذف الصغير.

وحول قدرة صاروخ "ستريلا 2"، يبين أنه صمم لاستهداف المروحيات بشكل أساسي عند اقترابها من الأرض، عبر ملاحقة الحرارة الصادرة من محرك الطائرة، حيث يعطي إشارة تلقائية للرامي عند وصول الهدف.

ويوضح أن الصاروخ يتميز بضرب الأهداف الجوية على مستوى منخفض، وإصابة الهدف بدقة عالية، وتدميره.

ويؤكد أن إطلاق الصاروخ نجح في إجبار جيش الاحتلال على سحب جميع طائرات الحربية من أجواء مدينة خان يونس التي شهدت قصف بعض المواقع العسكرية للمقاومة.

ويمكن للمقاومة في غزة، حسب الخبير العسكري، استخدام الصاروخ الروسي، ضد الطائرات الحربية خاصة طائرات إف-16، وإمكانية تحييدها ومنع تنفيذ طلعات جوية لها في المستقبل.

ولا يستبعد الشرقاوي أن تنجح المقاومة في الوصول إلى صواريخ متطورة أكثر خلال الفترات القادمة، خاصة أن من ينجح في إدخال تلك الصواريخ، فيمكن له الحصول على الإصدارات المتطورة منها.

واستخدم الصاروخ الروسي، في حروب عديدة منذ سبعينيات القرن الماضي، أبرزها من قبل الجيش المصري في حرب عام 1973 ضد الطائرات الإسرائيلية، حيث أثبت نجاعته.

كما كان الصاروخ عنصرا أساسيا في الحرب الباردة وأنتج بأعداد ضخمة للاتحاد السوفييتي وحلفائه، فضلا عن الحركات الثورية حول العالم.

دلالات ورسائل

جاء إطلاق الصاروخ، في وقت تعيش فيه الأراضي الفلسطينية توترا أمنيا، بسبب استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى والمصلين، وتسهيل اقتحام المستوطنين له.

وحملت حركة "حماس"، دولة الاحتلال المسؤولية عن تداعيات الأوضاع في المسجد الأقصى بالقدس، مشددة على أنه "خط أحمر".

كما قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة في تصريح صحفي مقتضب: "إن ما يجرى في القدس والضفة الغربية من انتهاكات يعادله أرواحنا، وإن تهديدات العدو بوقف التسهيلات عن غزة لا تستطيع أن تجعلنا نصمت".

وحول ردود الفعل الإسرائيلي لإطلاق صاروخ ستريلا، يؤكد المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، أن الصحافة العبرية أفردت مساحة للحدث، واعتبرت أنه تطور للمقاومة الفلسطينية.

ورأت الصحافة الإسرائيلية إطلاق الصاروخ صوب الطائرات الحربية، بأن المقاومة في قطاع غزة يوجد لديها ما تخفيه، وأنها تعد نفسها للمعركة مع جيش الاحتلال، وفق حديث منصور لـ"الاستقلال".

ويعد إطلاق الصاروخ، حسب منصور، تطورا مهما وجديدا في المعركة، ويعكس قدرات المقاومة.

إضافة إلى أن دلالات إطلاقه تأتي في وقت تستمر فيه اقتحامات المستوطنين، واعتداءات قوات الاحتلال على المصلين في المسجد الأقصى.

وأرادت المقاومة من إطلاق الصاروخ في هذا التوقيت، كما يرى منصور، وضع الخطوط الحمراء حول المسجد الأقصى.

ولا يستبعد المختص في الشأن الإسرائيلي، أن يؤثر الصاروخ الذي تمتلكها المقاومة على مجريات أي مواجهة عسكرية مع الاحتلال، وإمكانية استخدامه لبدائل أخرى للقصف، كالبحر، والمدفعية.