انفصلت عن جورجيا.. هل تصبح أوسيتيا الجنوبية جزءا من روسيا؟
تحدثت صحيفة "غازيتا دوت رو" الروسية عن إمكانية انضمام أوستيا الجنوبية المنفصلة عن جورجيا من جانب واحد في بداية التسعينيات، لتصبح جزءا من روسيا.
وتساءلت الصحيفة في مقال للكاتب "ليونيد تسفيتاييف": هل ذلك بناء على اتفاق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس أوستيا الجنوبية أناتولي بيبيلوف أم أنه مجرد حلم بالنسبة لهما؟
وسلطت الصحيفة الضوء على البدء في إجراء استفتاء بخصوص الانضمام خلال الشهور المقبلة لمعرفة ما إذا كان الأمر متفقا عليه أم لا.
الاستفتاء قريبا
بحسب ما ذكره الكاتب، أعلنت إدارة رئيس أوستيا الجنوبية أن التحضير لاستفتاء حول انضمامها إلى روسيا سيستغرق عدة أشهر أخرى.
فقد اعترف رئيس أوسيتيا الجنوبية "أناتولي بيبيلوف" نفسه بأنه شخصيا لم يناقش الاستفتاء المخطط له مع بوتين، ولكن المفاوضات جارية "على مستويات مختلفة".
وصرحت إدارة أوسيتيا الجنوبية أن الاستعدادات لإجراء استفتاء على الانضمام إلى روسيا ستكتمل بين مايو/أيار ويونيو/حزيران. ولم يجر الإبلاغ عن موعد إجراء الاستفتاء نفسه.
وأعرب "يوري فازاجوف"، رئيس قسم المعلومات والتحليل في الإدارة، في مقابلة قائلا: "حسنا، سيستغرق التحضير شهرين تقريبا".
وبحسب قوله، لتنظيم تلك العملية فمن الضروري جمع التوقيعات ومن ثم رفع مشروع المرسوم إلى المحكمة العليا للنظر فيه. ويمكن بدء الحملة الإعلامية بعد تنفيذ هذه الإجراءات.
وأضاف "فازاجوف" قائلا: "ربما، جرى تحديد تواريخ معينة مبدئيا، وهما شهرا مايو ويونيو. وأعتقد أنه سيجرى الانتهاء من الإعداد في إطار هذه الشروط".
وأوضح "بيبيلوف": "يقولون إنني تحدثت مباشرة مع فلاديمير بوتين في هذا الأمر وهو ما لم يحدث بالطبع".وأضاف أن المشاورات تجرى "على مستويات مختلفة" قائلا: "الآن ليست هناك حاجة لتسمية الأسماء أو المناصب".
ووفق الكاتب فقد شدد "بيبيلوف" على أن تسخينفالي (عاصمة أوسيتا الجنوبية) "تعرف رد فعل" روسيا.
فهو متأكد من أن موسكو تتفق معهم في وضعهم الحالي وهو إجراء الاستفتاء، وأولا وقبل كل شيء، سيحل مشكلة الشعب المنقسم ويضمن أمن أوسيتيا الجنوبية على المدى الطويل.
وبحسب قول "أناتولي بيبيلوف"، فإن أوستيا "لم تكن قط جزءا من جورجيا".
فقد أعرب قائلا: "دعونا نرى الأمر من جهة المنطق. هناك أوسيتيا الشمالية وأوستيا الجنوبية. الجنوبية تقع في شمال جورجيا، والشمالية في جنوب روسيا".
وبناء على ذلك، فإننا نفهم تماما أن أوسيتيا الجنوبية جغرافيا لم تكن جزءا من جورجيا، بل كانت الجزء الجنوبي الأصغر من أوسيتيا.
محاولة أخرى
وعلق الكاتب أن رئيس أوستيا الجنوبية أشار أيضا إلى أنه في الثلاثينيات من القرن الماضي، "أراد جميع المثقفين العودة إلى جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية".
وفي الخمسينيات ظهرت حركة طلابية تدعو إلى العودة إلى جمهورية روسيا الاتحادية.
كما أكد "أناتولي بيبيلوف" قائلا: سكان أوسيتيا الجنوبية "يجب أن يكونوا انتحاريين" من أجل العودة إلى جورجيا.
فمهما كانت المسرات التي يعدون بها، ومهما كان ذلك سيؤثر في تنمية السياحة أو أي شيء يقترحونه، فهو مستحيل.
وأردف: "نحن مستعدون للعيش كجيران، وليس أن نعيش هناك، لا نريد ذلك".
وأعلنت أوسيتيا الجنوبية استقلالها في مايو/أيار 1992. وفي الاستفتاء الأول صوت 99.89 بالمئة من السكان لصالح الانضمام إلى روسيا.
واعترفت موسكو بسيادة أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا (منطقة متنازع عليها تقع على الساحل الشرقي للبحر الأسود).
وأبخازيا أعلنت استقلالها عن جورجيا عام 1991. وفي أغسطس/ آب 2008، اندلعت حرب قصيرة بين موسكو وتبليسي، إثر خلافات حول منطقتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
وأتمت القوات الروسية انسحابها من الأراضي الجورجية، في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2009، إلا أنها أبقت على وجودها العسكري في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
واعترفت موسكو بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، اللتين أعلنتا من طرف واحد انفصالهما عن جورجيا.
ولا تزال العاصمة الجورجية تبليسي ترفض الاعتراف باستقلال مناطق الحكم الذاتي السابقة.
أما في عام 2017 (قبل الانتخابات الرئاسية بفترة وجيزة)، أعلنت أوسيتيا الجنوبية بالفعل عن خطط لإجراء استفتاء جديد بشأن الانضمام إلى روسيا الاتحادية، ولكن جرى تأجيل التصويت.
وعلق الكاتب أنه في 30 مارس 2022، أعلن رئيس اوستيا الجنوبية "بيبيلوف" أن الجمهورية ستبدأ مرة أخرى في مثل هذا الاستفتاء.
وسيتعين على المشاركين في التصويت الإجابة على سؤال: "هل تؤيد توحيد جمهورية أوسيتيا الجنوبية وروسيا؟".
وبحسب رئيس أوستيا الجنوبية، في حالة الانضمام إلى روسيا الاتحادية، فقد تأمل بلاده في الاتحاد مع أوسيتيا الشمالية.