"الديكتاتور الصغير".. رفض واسع لحل قيس سعيد البرلمان التونسي

12

طباعة

مشاركة

بعد ثمانية أشهر من انقلاب الرئيس التونسي قيس سعيد، وتعليقه عمل البرلمان في 25 يوليو/ تموز 2021، أصدر في 30 مارس/ آذار 2022، قرارا بحله بحجة "الحفاظ على الدولة ومؤسساتها"، رغم مخالفة ذلك للدستور.

وجاء قرار سعيد، بعد ساعات على إقرار البرلمان التونسي في جلسة عامة افتراضية، قانونا يلغي الإجراءات الانقلابية التي اتخذها رئيس البلاد، صوت عليه 116 نائبا من إجمالي 121 شاركوا في الجلسة من أصل 217 عدد أعضاء البرلمان.

وذكرت النائبة عن حركة النهضة مروى بن تمروت، أن "القانون ينص في فصله الأول على إلغاء جميع الأوامر الرئاسية والمراسيم الصادرة بداية من تاريخ 25 يوليو 2021، ومنها تعليق اختصاصات مجلس نواب الشعب، وتمديد التدابير الاستثنائية، وإحداث مجلس أعلى مؤقت للقضاء".

قرار سعيد بحل البرلمان، أثار غضب ناشطين على تويتر، ولقي استنكارا واسعا بين المغردين والمشاركين في وسم #قيس_سعيد، مشيرين إلى أن سعيد متمرّد على الدستور والقانون، وفاقد للشرعية، بينما مجلس نواب الشعب سلطة شرعية.

ونعتوا سعيد بتوصيفات عدة منها "المفلس، الديكتاتور، النرجسي، المريض النفسي، المهووس بالسلطة، الطاغية، الكذاب، المنافق، السفيه" وغيرها، مستنكرين إصراره على مواصلة نهجه الانقلابي على السلطات وتجاهل صوت الشعب.

وأكد ناشطون أن ديكتاتورية سعيد المفرطة تجاوزت المعقول خاصة بعدما تراجع عن تصريحاته التي سبق وقال فيها إن الدستور لا يمنحه صلاحية حل البرلمان بينما هو أعلن قرار الحل زاعما استناده على الدستور وإجازته له ذلك، وطالبوه بالرحيل.

وأشاد سياسيون وناشطون بقرار البرلمان التونسي وما صدر عنه، أبرزهم الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي، الذي قال عن يوم إصدار هذا القانون، إنه يوم أغر بالنسبة للديمقراطية التونسية، وأشر بالنسبة إلى الانقلاب".

وتابع: "هذا اليوم هو بداية النهاية التي هي العزل والمحاكمة"، داعيا إلى "استئناف بناء دولة القانون والمؤسسات لخدمة شعب من المواطنين بعد استنتاج دروس من كل الأخطاء التي مكنت شخصا مثل سعيد أن يصبح شعبيا".

وعن حل سعيد للبرلمان، قال المرزوقي في بيان بتاريخ 31 مارس، إنه "لا شيء سيتغير بحل البرلمان باستثناء سقوط آخر ورقة التوت عن الانقلاب"، داعيا البرلمان إلى مواصلة أعماله و"السعي لجمع النصاب لعزل سعيد".

كما أكدت منظمات وأوساط حقوقية على عدم قانونية إعلان سعيد حل البرلمان المنتخب باعتبار ذلك مخالفا لدستور البلاد، وأعلن حزب التيار الديمقراطي رفضه للحل، واعتباره خرقا آخر للدستور وتأكيدا قاطعا للنوايا الانقلابية لسعيد ونزعته نحو الاستبداد.

ديكتاتورية سعيد

وفي تعليقه على الأحداث، وصف الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة، سعيد بـ"الدكتاتور الصغير"، مشيرا إلى أنه يواصل مسيرته الشعبوية، رغم أنه يمضي من فشل إلى فشل، ولم يحقق أيا من وعوده.

وأكد أن سعيد فاشل، وأن من يديرونه يدفعونه نحو مزيد من الفشل.

ونشر الدكتور إبراهيم الحمامي، مقطع الفيديو الذي يعلن فيه سعيد حل البرلمان، معقبا عليه بالقول: "المهووس في وصلة من وصلاته".

ورأى السياسي والحقوقي أسامة رشدي، أن سعيد طاغية أصدر قرارا لا سند له بحل البرلمان الذي سبق أن جمده.

وأضاف: "لقد جن جنونه بعد أن نجحت أغلبية البرلمان الذين مزقتهم الفرقة بعد قرارات 25 يوليو في الالتئام في جلسة عامة اتخذت قرارات شرعية بإلغاء كل مراسيم القوانين والقرارات التي أصدرها".

وأكد أن وحدة القوى السياسية زلزلته.

رفض للحل

وأعرب ناشطون عن رفضهم لقرارات سعيد والمبررات التي قدمها لإعلان الحل، إذ سخر الكاتب والصحفي محمد الهاشمي الحامدي، من ادعاء سعيد أن من أسباب حله للبرلمان، أنه ألغى قرارات الرئاسة في جلسته الأخيرة.

وأضاف: "يا جاهل، يا متخلف، هذا من حق البرلمان الذي انتخب للرقابة عليك".

وأعرب الكاتب والصحفي ياسر أبو هلالة، عن أسفه أن الصراع في تونس هو بين العقل والمنطق والدستور والدولة من جهة، والجنون والجهل والفوضى والعصابة المجسد في الشعبوي المعتوه قيس سعيد.

وأشار إلى أن طريق تونس طويل وصعب للتخلص منه، ومجلس الشعب كسب جولة في المعركة الطويلة.

وانتقد القاضي أحمد الرحموني، قرار سعيد، قائلا: "بعد حل البرلمان، الدولة لم يعد فيها "مؤسسات" إلا قيس، سعيد!".

تداعيات الحل

وأكد ناشطون أنه بعدما حل سعيد البرلمان أصبح مطالبا بتنظيم انتخابات مبكرة في ظرف 90 يوما.

وأوضحت إقبال جميل، أن سعيد حل البرلمان بناء على الفصل 72 وعليه يجب إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في مدة لا تتجاوز 90 يوما، ويبقى المجلس في حالة انعقاد دائم.

رئيس مركز دراسات الإسلام والديمقراطية وعضو حزب النهضة رضوان مصمودي، قال: إذا تم فعلا "حلّ" البرلمان، فالدستور واضح جدا في هذه الحالة: يجب أن يواصل البرلمان عمله في هذه الفترة الانتقالية، ويجب تنظيم انتخابات مبكرة في ظرف تسعين يوما.

وأضاف أن الدستور واضح، وعلى الجميع احترام القانون والدستور وخاصة رئيس الجمهوريّة الذي أقسم على ذلك.

وكتب حسن خضري: "مرة أخرى تعود تونس لواجهة الأحداث، قيس سعيد يقرر حل البرلمان المنتخب لينفرد هو بالقرارات كافة، لكن هناك نقطة بما أنه اتخذ القرار فهل لديه الشجاعة لإجراء انتخابات برلمانية عاجلة أم أن كرسي الحكم مُغر والشعب لا يحسن الاختيار وهكذا".

السيسي وزايد

وشبه ناشطون سعيد برئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، واتهموه بالسير على نهج الانقلاب العسكري في مصر، مشيرين إلى دعم ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد للانقلاب في تونس.

وطالب الناشط الحقوقي عمرو عبدالهادي، المدعو قيس سعيد بالرحيل والاتصال بسيده ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ومثله الأعلى رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسى فوراً لأنه فضحهم وصغرهم في مجال الإجرام.

 وقال عماد فتحي، إن قيس سعيد والسيسي انقلبوا واستولوا على السلطة ونصب كلا منهما نفسه ديكتاتورا. وتهكم الإعلامي سامي كمال الدين، قائلا: "قيس سعيد أفضل من السيسي، عمل انقلاب ناجح واستولى على السلطة ونصب نفسه ديكتاتورا دون مذابح أو اعتقال الآلاف من الشعب وها هو حل البرلمان".