هجمات على مخيمات للاجئين الإريتريين في إثيوبيا.. من يقف وراءها؟

قسم الترجمة | 3 years ago

12

طباعة

مشاركة

وقعت مخيمات النازحين في منطقة عفار الشمالية شرق إقليم تيغراي الإثيوبي، ضحية لأعمال عنف من قبل المتمردين هناك.

وأصبح المشهد مألوفا في إثيوبيا التي مزقتها الحرب، هناك آلاف اللاجئين الإريتريين، انفصلوا عن أحبائهم وفروا من المدفعية ونيران الأسلحة سيرا على الأقدام.

في فبراير/شباط 2022، مرة أخرى، جرى الهجوم على مخيم للاجئين يقع في بحرالي شمال شرقي منطقة عفار، وفق ما تقول صحيفة لوموند الفرنسية. 

وكان المهاجمون، بحسب الضحايا، متمردين من منطقة تيغراي المجاورة، حيث بدأ الصراع قبل خمسة عشر شهرا.

"جرائم حرب"

وقُتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وجرى اختطاف عدد غير معروف من النساء.

وأولئك الذين حالفهم الحظ بالفرار منتشرون الآن في جميع أنحاء عفار، فقدوا في بلد كانوا يعتبرونه ملاذا آمنا مقارنة بوطنهم قبل اندلاع الحرب.  

ولأول مرة في مدينة بحرالي، استُهدف اللاجئون الإريتريون خارج تيغراي، مما جدد المخاوف بشأن رعاية هؤلاء السكان الضعفاء للغاية.

وكما تقول سارة ميللر وهي عضو في منظمة غير حكومية دولية للاجئين "لا أستطيع التأكيد بما فيه الكفاية على الطبيعة غير المسبوقة لما يحدث". 

وسلطت الضوء على "حجم ونطاق" الانتهاكات ضد الإريتريين منذ بداية الصراع، مضيفا أنه "من الواضح جدا أن إثيوبيا لم تعد مكانا آمنا للاجئين الإريتريين".

 يعود وجود هؤلاء اللاجئين إلى أكثر من عشرين عامًا، وصل أولها عام 2000 قرب نهاية الحرب الحدودية بين إريتريا وإثيوبيا. 

وقبل بدء الحرب في تيغراي، جرى تسجيل حوالي 113 ألف لاجئ إريتري في تيغراي وعفر، وفقا للأمم المتحدة. 

 فر معظمهم من النظام الاستبدادي بقيادة رئيس إريتريا أسياس أفورقي الذي أطلق عليه اسم "كوريا الشمالية الإفريقية" بسبب انتهاكات حقوق الإنسان المتكررة في البلاد.

حصل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على جائزة نوبل للسلام في عام 2019 جزئيا للتقارب المفاجئ الذي حققه مع أسياس، منهيا عقدين من الجمود السياسي. 

مع ذلك، لا يزال الرئيس الإريتري وجبهة تحرير تيغراي الشعبية عدوين لدودين. وهكذا ظل اللاجئون الإريتريون يشعرون بالأمان في تيغراي، وفق لوموند.

لكن تغير كل شيء عندما أرسل آبي أحمد الجيش الفيدرالي إلى هذه المنطقة في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 وحصل على دعم من الجيش الإريتري هناك. 

في بداية النزاع، شهد معسكران بالقرب من الحدود أعمال عنف- قتل واغتصاب ونهب- من قبل متمردي التيغراي والجنود الإريتريين، والتي وصفتها منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية بأنها "جرائم حرب واضحة".

وقد جرى تدمير كلا المعسكرين في نهاية المطاف مما أدى إلى فقدان الآلاف من الأشخاص.

في يوليو/تموز 2021، تحول القتال إلى معسكرين آخرين، إلى الجنوب في تيغراي. ومنذ ذلك الحين، واجه اللاجئون هناك نقصًا في الغذاء والمساعدات الطبية. 

 وقتل ثلاثة لاجئين هناك بنيران طائرات بدون طيار في يناير/ كانون الثاني 2022.

نهب وخطف

 قال دبلوماسيون إن الهجوم على معسكر بحرالي بدأ في 3 فبراير/شباط، كجزء من حملة أوسع للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في عفار الأمر الذي أدى إلى إضعاف آمال السلام.  

وجرى إرسال أسلحة ثقيلة إلى مخيم اللاجئين وسيطرت القوات التيغراية على المنطقة.

يتذكر أحد الناجين الذي جمعت وكالة إنسانية شهادته ثم نقلتها إلى وكالة الأنباء الفرنسية ويقول إنه "في اليوم نفسه بدأوا بنهب الممتلكات".

 وقالت امرأة وقع إبعادها عن شقيقتها وابنها البالغ من العمر 9 سنوات: "لقد اختطفوا اللاجئات، لا نعرف مكانهن".

وجد المئات من لاجئي بحرالي مأوى جديدا في باحة فندق أجدا في سيميرا، عاصمة عفار، مختبئين تحت صناديق من الورق المقوى هربا من أشعة الشمس الحارقة. 

قال عبده أحمد عن ذلك إنه "لمدة ثلاثة أيام لم يكن لدينا أي طعام أو ماء، ولأننا كنا خائفين لم نفكر في ذلك حتى"، وفق الوكالة الفرنسية. 

 ووصف متحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغري المزاعم بأن قواته هاجمت بحرالي بأنها "أكاذيب".

صرحت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نهاية فبراير بأنه جرى إحصاء أقل من نصف اللاجئين المسجلين البالغ عددهم 34 ألف في بحرالي وما حولها أخيرا.

وتقول إثيوبيا إنها تخطط لإيوائهم في "موقع مؤقت" في سيردو، على بعد 40 كيلومترا من سيميرا. 

 ولكن، في أماكن أخرى من البلاد، يمكن ملاحظة البطء في هذه المشاريع. وقال لاجئون إنهم حزانى لاضطرارهم إلى الفرار من بحرالي. 

 وتوضح حليمة قدير التي لم تجد سوى طفل واحد من أطفالها الثمانية منذ الهجوم: "إذا أخذ الله عائلتي وبيتي مني، فلن أجد من ألجأ إليه، سأقبل ذلك". 

بالنسبة لسارة ميللر من منظمة اللاجئين الدولية، فإن محنة الإريتريين توضح بشكل أوسع صعوبة حماية المدنيين في أوقات الحرب.  

أودى الصراع بحياة الآلاف ودفع مئات الآلاف نحو المجاعة، وفقًا للأمم المتحدة والولايات المتحدة.

 وتختتم ميللر بالقول: "لدينا مسؤولية خاصة تجاه اللاجئين الإريتريين الذين ليس لديهم من يحميهم".