وسط "تواطؤ" خليجي.. مطالبات واسعة بمقاطعة الهند لجرائمها بحق المسلمين

12

طباعة

مشاركة

أطلق ناشطون على تويتر، حملة لمقاطعة المنتجات الهندية، نصرة للمسلمين المضطهدين على يد حكومة ناريندرا مودي اليمينية المتطرفة، مستنكرين شن سلطات نيودلهي حملة اعتقالات واسعة بحق العلماء المسلمين، تزامنا مع موجة اضطهاد وتنكيل بالمسلمين.

قوات الأمن الهندية اعتقلت الشيخ محمد كليم صديقي، أحد أشهر دعاة الهند الذي يمارس نشاطا دعويا واسعا، لنشر الدين الإسلامي في جميع أرجاء البلاد.

وبحسب الناشطين فقد اعتقلت فرقة مكافحة الإرهاب في يونيو/حزيران 2021، الشيخ محمد عمر غوتم والشيخ المفتي جهانكير، وهما داعيان هنديان آمن على يديهما آلاف الهندوس، وتم اتهامهما بـ"الإرهاب وتلقي الدعم من المخابرات الباكستانية".

الناشطون عبر مشاركتهم في وسمي #مقاطعة_المنتجات_الهندية، #الهند_تقتل_المسلمين، تحدثوا عن أهمية استخدام المسلمين لسلاح المقاطعة الاقتصادية للهند، والامتناع عن شراء كل المنتجات المكتوب عليها "صنع في الهند"، وأبرزها الزيوت والعطور والأرز وغيرها. 

واستدلوا على تأثير المقاطعة الاقتصادية بسابقة مقاطعة المنتجات الفرنسية المستمرة إلى اليوم، على خلفية إساءة فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون للإسلام والنبي محمد ﷺ، مشيرين إلى حديث اقتصاديين ووزراء فرنسيين عن حجم خسائرهم واستجدائهم للحكومات لوقفها.

تواطؤ خليجي

واتهم ناشطون ولي عهد السعودية محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، بالشراكة في التنكيل بمسلمي الهند، من خلال تقديمهم الدعم السياسي والاقتصادي للحكومة الهندوسية وإقامة علاقات مميزة مع الرئيس الهندي المتطرف.

وفي أبريل/نيسان 2019، منحت الإمارات لرئيس وزراء الهند "وسام زايد" الذي يعد أعلى وسام تمنحه الإمارات لملوك ورؤساء وقادة الدول، تثمينا لدوره في دعم وترسيخ علاقات الصداقة التاريخية والتعاون الإستراتيجي المشترك بين البلدين.

كما أشار الناشطون أيضا، إلى بناء أول معبد هندوسي على مساحة 55 ألف متر مربع في منطقة بومريخة التي تقع على الطريق السريع بين دبي وأبوظبي، في أبريل/نيسان 2019، ويتضمن معرضا فنيا، وقاعات، ومكتبة، صالة رياضية، والمزيد من المرافق.

وتطرق الناشطون أيضا إلى زيارة ابن سلمان للهند في فبراير/شباط 2019، وقوله لمودي إن الشعب الهندي صديق، وهو جزء في بناء السعودية خلال الـ70 عاما الماضية، وأن العلاقة بين الهند والسعودية "في حمضنا النووي". 

وحينها، قال رئيس شركة النفط السعودية "أرامكو"، ناصر أمين، إن الاستثمار في الهند يعد أولوية للشركة، ويتوقع أن يرتفع الطلب الهندي إلى 8.2 ملايين برميل من النفط يوميا بحلول عام 2040.

الناشطون استنكروا على قادة الدول العربية والخليجية علاقاتهم مع حكومة متطرفة تستهدف المسلمين وتواصل الاعتداء عليهم، داعين دول الخليج لاتخاذ قرارات عاجلة بقطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية.

سلاح المقاطعة

وأجمع ناشطون على أن المقاطعة هي أداة من أدوات الرفض والتعبير السلمي وتندرج ضمن العصيان المدني، منددين بتجاهل الحكومات ذبح المسلمين وإمداد الهنودس بالمال والامتيازات، متهمين الحكومات بالتواطؤ والهرولة خلف مصالحها.

عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، محمد الصغير، أكد أن "فكرة المقاطعة هي أقل درجات تغيير المنكر، ووسيلة الشعوب المقهورة التي لا تملك إلا الاعتراض والامتعاض، وهي أبسط مشاعر التضامن، حيث خذلتنا الحكومات في نصرة رسول اللهﷺ، أو الدفاع عن قضايا المسلمين، ومن هنا كانت مقاطعة المنتجات الهندية أقل الواجب، بعدما رأينا الهند تقتل المسلمين".

وقال الكاتب والصحفي عبدالله العمادي: "لأن الهند تقتل المسلمين ولأننا كشعوب، وإن لم نكن نملك الأدوات السياسية والعسكرية للردع، فإن سلاح المقاطعة أثبت فعاليته، وذلك لندعم مقاطعة المنتجات الهندية دعما لإخواننا المضطهدين على يد متطرفي الهندوس بدعم رسمي واضح، ونذكر كذلك بأهمية استمرار مقاطعة المنتجات الفرنسية 334". وقال المغرد محمد مرسي، "إذا ابتلينا بحكام منبطحين ديوثين لا يغارون على ما يحدث لإخواننا المسلمين المعذبين، بل ويساعدون في قتلهم، فنحن الشعوب المسلمة نملك سلاحا خطيرا ألا وهو مقاطعة بضاعة أعداء الإسلام فهم عبدة المال". الكاتب والمدون الفلسطيني أحمد أبو عبيدة، قال إن "هذه الوحشية التي يتعرض لها مسلمو الهند لم تكن لقلة عددهم في العالم (1.9 مليار) ولا حتى في الهند (195 مليونا)؛ وإنما بسبب غياب الدولة الإسلامية التي تحفظ عزة المسلم وتصون كرامته"، مؤكدا أن "الهيبة لن تعود للمسلمين إلا بعودة دولة الإسلام".

الناشط أحمد بركات دعا الخليجيين خاصة والمسلمين عامة، بالسعودية والكويت وقطر والإمارات والبحرين وعمان لـ"طرد الهنود عباد البقر والسيخ من بيوتهم وشركاتهم ومعاملهم ولتكن مبادرة شخصية، وألا ينتظروا الحكام لأنهم نيام"، قائلا: "هكذا تركع الهند وتتوقف عن قتل المسلمين".

استهداف العلماء

وأعرب ناشطون عن استيائهم من شن الحكومة الهندية حملة ممنهجة لاستهداف الدعاة والعلماء آخرهم الشيخ محمد كليم صديقي، وتجاهل الحكومات الغربية والمؤسسات الإسلامية والحقوقية لذلك، مشيرين إلى أن تصرفاتها "تتشابه مع تصرفات دول ديكتاتورية قمعية".

الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي، أشار إلى أن صديقي، أحد أشهر علماء ودعاة الهند وهو أحد تلامذة العلامة أبو الحسن الندوي، متسائلا: "لماذا يميل المتطرف إلى  الحبس وقتل المدنيين وسجن العقلاء؟ هل هذه التصرفات جزء من الحل أم هي مشكلة مركبة؟".

حامد العلي أوضح، أن الشيخ صديقي، تم اعتقاله بعد خروجه من  لقاء في مدينة ميرت غرب ولاية أتر برديش، وهو من أشهر الدعاة في الهند، وذلك ضمن حملة ضد الدعاة المسلمين متزامنة مع موجة اضطهاد يعاني منها مسلمو الهند في ظل حكومة مودي العنصرية. ولفت مغرد آخر إلى اعتقال الشيخ صديقي، متسائلا: "أين الغرب الفاجر المتشدق بحقوق الإنسان وحقوق المرأة؟ أين حكام المسلمون أين المسؤولون؟ أين منظمات العالم الإسلامي الدينية؟". وتساءل المغرد السعودي خالد خالد: "أين هيئة كبار العلماء مما يحصل لإخواننا المسلمين في الهند؟ أين رابطة العالم الإسلامي أم أن (رئيسها) محمد العيسى لا يعرف سوى الصلاة بالهولوكوست؟ أين عبداللطيف آل الشيخ؟ لماذا لا يوجه الخطباء بتخصيص خطبهم لنصرة المسلمين في الهند؟". مغرد بحساب "عطب"، رأى أن الهند تنتهج نفس أسلوب الحكومة السعودية في اعتقال العلماء، ناشرا الصورة التي رسمها الرسام الإيطالي برونو اماديو، والمشهور باسم جيوفاني براغولين عام 1981 وعنوانها “القديس ميخائيل يهزم الشيطان” تتشابه ملامح الشيطان مع ولي عهد أبو ظبي ابن زايد.

وأشار على الصورة قائلا: "واضح أنه من يدعم توجه اعتقال العلماء".

تفويض بالتنكيل

واتهم ناشطون حكام الخليج بالشراكة مع الهند في التنكيل بالمسلمين، لافتين إلى تقليد ابن زايد لرئيس وزراء الهند، أعلى وسام في الإمارات، في تصرف يوحي بأنه مكافأة على قمع المسلمين.

الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، أكد أن "قادة الإمارات الذين يركعون تحت أقدام الهندوس شركاء بإبادة المسلمين!".

الصحفية آية العاروري، أشارت إلى أن "الإمارات تفتتح للهنود معبدا والسعودية قناة فضائية". الكاتب محمد مصطفى العمراني، لفت إلى أن ابن سلمان، قال في 20 فبراير/شباط 2019، إن "العلاقة بين الهند والسعودية موجودة في حمضنا النووي"، قائلا: "طالما أن العلاقة بين السعودية والهند موجودة في الجينات والأحماض النووية، فلا تنتظروا من السعودية موقفا ضد الإجرام الهندي بحق المسلمين في الهند". وأكد أحمد عبده، أن المسلمين لم يكونوا بهذا المستوى من الهوان لولا تصدر ابن زايد وابن سلمان المشهد. ورأى سعيد أقطاي، أن شيطان العرب ابن زايد أول من يعطي تفويضا ووكالة للتنكيل بالمسلمين وقتلهم وتهجيرهم، قائلا: "لو تظاهرت كل الدول وأخرجت كل دولة أنجس وأخبث من فيها، وأخرجت الإمارات ابن زايد لغلبتهم جميعا".