"لا يمثلنا".. بحرينيون يتبرؤون من سفير بلادهم لدى الاحتلال الإسرائيلي

12

طباعة

مشاركة

أثار تعيين نظام البحرين سفيرا له لدى الكيان الإسرائيلي، غضبا على تويتر، بعد أن اعتبر ناشطون تلك الخطوة خيانة للفلسطينيين والقضية الفلسطينية، وإمعانا في التطبيع مع الاحتلال واعترافا بمغتصب محتل.

البحرين طبعت علاقاتها رسميا مع الاحتلال الإسرائيلي في 11 سبتمبر/أيلول 2020، سيرا على خطى الإمارات، وأصبحت بذلك ثاني دولة خليجية تعلن اتفاقا للتطبيع، وأتبعت ذلك بسلسلة من إنشاء العلاقات الدبلوماسية وعقد الصفقات، آخرها تعيين سفير لها في تل أبيب.

الناشطون أعربوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها، #بحرينيون_ضد_التطبيع، #التطبيع_خيانة، #فلسطين_قضيتي، وغيرها، عن استيائهم من وصول سفير سلطات البحرين خالد الجلاهمة للكيان الإسرائيلي في 31 أغسطس/آب 2021.

وأكدوا رفضهم التام لنهج التطبيع المستمر الذي تواصله السلطات البحرينية، والتبرؤ من تصرفات الحكومة، مجمعين على أن التطبيع لا يمثلهم ولا يمثل الشعب البحريني، وإنما يمثل فقط الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وحكومته. 

ووثقوا الرفض الشعبي لتطبيع بلادهم مع الاحتلال الإسرائيلي، بنشر صور لهم مرتدين الكوفية الفلسطينية، وأخرى لأعلام فلسطين مرفوعة على بنايات بلدانهم، وغيرها لجدران مدون عليها شعارات مناوئة للتطبيع، ردا على إعلان وصول السفير البحريني إلى تل أبيب.

ومن أبرز الشعارات التي وثقها البحرينيون على الجدران: "التطبيع مع العدو الإسرائيلي جريمة محرمة، سيبقى شعب البحرين إلى الأبد مع فلسطين، التطبيع خيانة والنظام لا يمثلنا"، كما رسم البحرينيون علم الكيان الإسرائيلي على الأرض حتى يدوسه البحرينيون بأقدامهم.

مجاهرة بالعار

وصب الناشطون غضبهم على السفير البحريني لدى الاحتلال الإسرائيلي خالد الجلاهمة، معربين عن استيائهم مما كتبه على حسابه بتويتر، بإعرابه عن سعادته من تلك الخطوة.

الجلاهمة دون تغريدته باللغات العربية والعبرية والإنجليزية قائلا: "يشرفني أن أكون جزءا من تحقيق رؤية سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى للتعايش السلمي مع جميع الدول".

رئيس منتدى البحرين لحقوق اﻹنسان باقر درويش، وصف تغريدات السفير البحريني بأنها موقف مخز. وحذره من أنه سيضاف إلى سيرته كمجاهر بتبني "العار" لأول سفير من البحرين في مشروع التطبيع الذي تسير فيه حكومة مستبدة وغير منتخبة ولا تمثل الإرادة الشعبية.

وأضاف: "البحرينيون لا يسعدهم سوى تحرر كامل الأراضي الفلسطينية من سيطرة الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدا أن التطبيع خيانة الأمس واليوم وغدا.

مدير المكتب السياسي لائتلاف ثورة 14 فبراير إبراهيم العريدي، عقب على تغريدة الجلاهمة التي أعرب فيها عن سعادته بمنصبه الجديد، قائلا: لوثت لقب الجلاهمة، ولوثت اسم البحرين، سيبقى خالد الجلاهمة مثال العار إلى يوم الدين".

ودعا أبناء الجيل لتعليم أطفالهم أن الخائن خالد الجلاهمة هو عنوان الخيانة، وينبغي أن يخلد اسمه في مزابل عار التاريخ إلى يوم القيامة، وفق وصفه.

أحمد الجاسرة، أكد أن الشعب البحريني لا يقبل ولا يتشرف بإقامة علاقات ولا سفارات مع كيان محتل، معربا عن شعورهم بكمية كبيرة من القهر والعجز.

المغردة تسنيم، أعادت نشر تغريدة للناشط السياسي والحقوقي إبراهيم شريف، يصف فيها العلاقة بين البحرين والكيان الصهيوني بـ"المخزية" لكل شريف وحر كريم على هذه الأرض، ويعتبرها خيانة للمبادئ والأخوة، للشرف والأمانة.

وأشار إلى أن المصالح العمياء جعلت على قلوبهم أقفالا، مؤكدا أن البحرينيين يؤلمهم ويخزيهم وصول السفير البحريني إلى تل أبيب.

محمد هادي رأى أن الجلاهمة يغادر وطنه منبوذا من شعبه، سفيرا عن الخزي وممثلا للعار في كيان غاصب اسمه "إسرائيل".

رفض وتبرؤ

وأعلن ناشطون تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وقضيته، ورفضهم كافة أشكال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

الحقوقي البحريني يحيى الحديدي، قال: "كنا نتمنى أن نرى حكومة البحرين ترسل سفيرا لها إلى قطاع غزة فهذا ما يفخر به شعب البحرين، أما التطبيع مع الكيان الغاصب فهذا عار في جبين حكام البحرين ويمثل انحطاط هؤلاء المستبدين المتصهينين ولا يمثلنا كبحرينيين".

المغرد أيوب، أكد أن لا حياد بين الحق والباطل، قائلا: "مع ارتماء المطبعين في أحضان الكيان الصهيوني المحتل الغاصب اللقيط، نؤكد عهدنا كشعب بحريني مسلم مع قضيتنا الأولى فلسطين ومع شعبها العزيز وسنبقى الأوفياء ولن نخون ولن نرضى بمن يخون".

وكتب مغرد آخر: "الدول تتباهى وتتفاخر عندما تقوم بإنجاز يعود على الأمة العربية والإسلامية والإسلام بالخير ورضا الله، لا تتفاخر وتتباهى بشيء فيه غضب الله وعداء له ولدينه ولرسوله".

وأضاف: "أن تعمل لأجل كيان صهيوني هذا يجعلك تخجل وتضع رأسك كالنعامة تحت التراب لا أن تفتخر بهذا العار".

علي جواد، قال: إن سفير قبيلة آل خليفة في الكيان الصهيوني لا يمثل البحرين ولا الشعب البحريني، إنما يمثل قبيلة آل خليفة فقط.

وتبرأ حسن الشارقي، إلى الله من التطبيع مع أعداء الإسلام والأمة إلى يوم الدين.

دلالات الرفض

ودلل ناشطون على رفضهم للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، بصور تظهر التضامن البحريني مع الفلسطينيين. 

نشر القائمون على حساب "أحرار قرية المرخ"، صورة علم الاحتلال الإسرائيلي على الأرض، معلنين رفضهم كافة أشكال التطبيع مع الكيان.

ونشر ائتلاف 14 فبراير، صورة للعلم الفلسطيني فوق بنايات البحرين، موضحا أن علم فلسطين يرفرف في أرجاء بلدتي أبوصيبع والشاخورة تضامنا مع الشعب الفلسطيني الشقيق ورفضا للتطبيع مع الصهاينة.

علي مهنا نشر أيضا صورته مرتديا الكوفية الفلسطينية، قائلا: "في وطني البحرين نرفع راية فلسطين.. هم أصحاب الحق والمدافعون عنه، هم الفخر في نصرتهم".

بدورها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية حماس، تلك الخطوة. وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم، في تصريح صحفي: إن "تعيين نظام البحرين سفيرا له في الكيان الصهيوني، يعكس إصراره على الخطيئة القومية التي ارتكبها بتوقيع اتفاق التطبيع مع الاحتلال".

وأضاف قاسم: إن "تعيين السفير، في الوقت الذي يواصل الاحتلال عدوانه على شعبنا، يمثل دعما واضحا وشراكة كاملة مع الاحتلال في سياسته وإجرامه، ويخدم الرواية الصهيونية".