قيادي بالجماعة الإسلامية لـ"الاستقلال": لبنان "حافلة بلا سائق" والارتطام وشيك
اتهم المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في شمال لبنان، إيهاب نافع، الطبقة السياسية الحاكمة بالوقوف وراء وصول البلد إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي والانهيار؛ وذلك جراء "فسادهم وإفسادهم".
وقال نافع في حوار مع "الاستقلال": إن "أكثر من سبعين بالمئة من الشعب اللبناني يرزح تحت وطأة الفقر والعوز، وإن معظم اللبنانيين يفكرون بالهجرة من البلد، بعدما أيقنوا أن الطبقة الحاكمة هربت أموالها خارج البلاد؛ لأنهم كانوا يعلمون أن القادم على لبنان أسوأ".
وأشار إلى أن "أزمة المحروقات في لبنان ما هي إلا حلقة في مسلسل الفساد المتأصل للطبقة الحاكمة، وأن الشعب اللبناني بكافة طوائفه وانتماءاته ثار ضد الذين امتصوا دماءه وسرقوا عرق جبينه".
نافع أكد أن "حكومة نجيب ميقاتي تعاني مثلما عانت حكومة سعد الحريري من قبل ليصطدم بحرص مقيت من السلطة القائمة على مصالح شخصية آنية دون مراعاة مصالح الشعب اللبناني، حيث ينتظرها الفشل لتستمر لبنان بدون حكومة للعام الثاني حتى لا تخرج من حيرتها".
وألمح إلى أن "تفجير المرفأ الذي حدث قبل عام قضى على أحلام اللبنانيين في أي أمل بوجود اقتصاد متعاف"، مشددا على أن "حادث المرفأ وحده كفيل بإزالة الطبقة الحاكمة بالكامل وهو ما لم يحدث".
وأكد نافع أن "المناوشات مع الصهاينة في جنوب لبنان؛ ليست إلا ورقة ضغط في المفاوضات الإيرانية-الأميركية، وأن النفوذ السعودي تراجع في لبنان وحل محله النفوذ الإيراني منذ مجيء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان".
وشدد على أن "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أصيب بخيبة أمل من تقاعس الطبقة الحاكمة في لبنان والتي لا يزال يعتبرها تابعة لبلاده".
صراعات سياسية
-
هلا وصفت لنا الحالة السياسية التي يعيشها لبنان اليوم؟
يعيش لبنان منذ بدء الثورة في أكتوبر 2019 حالة من عدم الاستقرار السياسي؛ بل حالة من التخبط غير المسبوق، حيث أوصل الطاقم السياسي البلاد إلى حالة من البلاء بسبب فسادهم وإفسادهم.
وحرص المسؤولون على مصالحهم الشخصية دون أن يعبؤوا بالشعب، هذا وكلنا يعلم أن معظمهم وصل إلى السلطة باستخدام المال السياسي وليس بسبب ذكائهم أو خبرتهم، أو حرصهم على مصلحة البلاد.
لذا فإنني ألخص الوضع في لبنان أنه كالحافلة التي تسير بلا سائق، والناس تتصارع فيها غير مدركين إلى أن مصير الجميع رهين بقوة ارتطام الحافلة، أجارنا الله من وقع ذلك الارتطام الذي يبدو أنه صار وشيكا.
-
ماذا عن الأوضاع الاقتصادية في لبنان؟ وكيف يمكن الخروج من هذه أزمة؟
الحالة الاقتصادية في لبنان ما هي إلا انعكاس للواقع السياسي المتردي.
حينما يكون المسؤول عن الحكم لصا لا هم له إلا جمع الأموال بأقصى سرعة، وبأي طريقة دون اهتمام بالأضرار الناجمة عن صفقاته على بلاده وشعبه، فإن ذلك سينعكس كضرر كبير على الواقع الاقتصادي، فالفساد الكبير الذي اتصفت به السلطة الحاكمة أدى إلى انهيار المصارف في لبنان.
وطالما تغنى لبنان وتفاخر بين الدول العربية المحيطة به بمنظومة المصارف لديه، إلا أن الفساد الحاصل أدى إلى انهياره، الأمر الذي نتج عنه انهيار العملة اللبنانية، فصار الدولار الواحد قيمته تعادل أكثر من عشرين ألف ليرة بعدما كان لا يتجاوز ألفا وخمسمئة ليرة.
وهذا يعني انهيار القدرة الشرائية لدى المواطن الذي لم يعد يشتري له راتبه إلا النذر اليسير وبات أكثر من سبعين بالمئة من الشعب يرزح تحت وطأة الفقر والعوز، ويفكر معظم اللبنانيين بالهجرة من لبنان غير مؤمنين بعودة الأوضاع لما كانت عليه.
كما أن الحل للأزمة التي يعيشها لبنان اليوم بات صعبا جدا، إذ إن الطبقة الحاكمة هربت أموالها خارج البلاد قبل اشتداد الأزمة.
ما يعني أن المسؤولين في لبنان كانوا يعلمون أن القادم على لبنان سيئ ولكنهم كانوا حريصين على أموالهم وأنفسهم وليس على بلادهم وهذا يدل على أنهم لا يتمتعون بحس المسؤولية وليسوا حريصين على شعبهم ومواطنيهم.
دعم المحروقات
-
ما أصداء قرار حاكم البنك المركزي برفع الدعم نهائيا عن المحروقات؟
أزمة المحروقات في لبنان ما هي إلا حلقة في مسلسل الفساد، فما برحت كارتيلات النفط تجني الأرباح الطائلة بالتوافق مع الوزراء والمسؤولين؛ حيث يتقاسمون الحصص فيما بينهم، يضاف إليها التهريب الكبير للمحروقات من لبنان إلى سوريا على حساب أموال المواطنين الفقراء.
فالبنزين والمازوت المدعوم يجري تهريبهما إلى سوريا بأسعار مضاعفة في حين يقف اللبنانيون على أبواب المحطات ليحصلوا على القليل القليل من حاجتهم.
إضافة إلى فقدان المازوت عند المستشفيات والأفران، ما أدى إلى انهيار الوضع الصحي، وإلى وفيات عدة في هذه المشافي.
وهذا ما ألمح إليه حاكم مصرف لبنان (رياض سلامة) حيث صرف من أموال المودعين أكثر من 800 مليون دولار في الفترة الأخيرة على دعم المحروقات دون أن تظهر هذه المحروقات في الأسواق، ما يدل على انتقالها إلى جيوب التجار الجشعين والمهربين المحترفين الطامعين في امتصاص دم الشعب وسرقة ماله وطعامه وتسميم حياته.
أما قرار رفع الدعم فهو نتيجة حتمية لهذه المؤامرةالكبيرة فطوابير الذل على محطات الوقود ثم على أبواب الأفران ستدفع الناس إلى قبول هذا الحل مرغمين، إذ بات حتى من يملك المال لا يستطيع شراء السلعة من الأسواق بسبب التهريب أو بسبب الاحتكار الملعون.
-
كيف تحول حاكم مصرف لبنان من "قامة اقتصادية عالمية" إلى متهم؟ ولماذا؟
حاكم مصرف لبنان ما هو إلا جزء من منظومة الفساد المتغلغلة في لبنان، وكان شريكا في الهندسة المالية التي سرقت أموال الناس وحولتها إلى جيوب الطبقة الحاكمة.
وحينها كان إعلام السلطة يبرزه على أنه قامة كبيرة وحاكم نادر ورجل حكيم وغير ذلك من الأوصاف التي تخدم مصالحهم، ولما اختلفت المصالح وبدأ الانهيار كان لا بد لهذه السلطة أن توجد شماعة لتجاوزاتها وسرقاتها فوجدت في حاكم المصرف تلك الشماعة والتبرير المفضل لتبرئة نفسها.
ولكن معظم المواطنين صاروا مدركين للحقيقة ولم يعودوا يصدقون المسؤولين ولا حاكم المصرف نفسه ويرون أن الجميع شركاء في الفساد وليس فيهم شريف ولا عفيف.
-
الشارع اللبناني ثار ضد الطبقة السياسية الحاكمة والمعارضة من كافة الأحزاب والطوائف.. بماذا تفسرون هذه الحالة؟
الشعب اللبناني على اختلاف طوائفه ومذاهبه وأحزابه وانتمائه ثار ضد الطبقة الحاكمة التي امتصت دماءه وسرقت عرق جبينه وتعويضاته التي صرف عمره في تحصيلها.
ولكن للأسف استطاع المسؤولون المحترفون في النصب والاحتيال استغلال الانتماء المذهبي لحماية مكاسبهم إذ أظهروا في هذه الثورة اعتداء على مكتسبات مذهبهم لا مصالحهم الشخصية، واستطاعوا بكل أسف أن يجهضوا الثورة ويعطلوا مفاعيلها.
تشكيل الحكومة
-
ما أسباب فشل الحريري في تشكيل الحكومة.. وهل ميقاتي سيواجه ذات المصير؟
استقالت حكومة حسان دياب وتم تكليف سعد الحريري برئاسة حكومة كان من المفترض أن تتشكل بسرعة قياسية كي تتجاوز كارثة انفجار مرفأ بيروت التي سيسجل التاريخ أحداثها.
ولكن مرة أخرى يبدي المسؤولون اللبنانيون بدءا من رئاسة الجمهورية وصولا إلى عدد من المسؤولين حرصهم على مصالحهم ومكتسباتهم التي نسبوها إلى طوائفهم.
لذا فإن الحريري لم يستطع أن يشكل حكومة رغم مرور 9 أشهر على تكليفه بحجج ممجوجة واهية، وها هو الرئيس نجيب ميقاتي يعاني ما عاناه الحريري من حرص مقيت على مصلحة شخصية أو آنية دون مراعاة للشعب ولو باليسير.
ولذلك لا أتوقع تشكيل حكومة في القريب العاجل فالأهداف القريبة والبعيدة لهذه الطبقة الحاكمة هي الحفاظ على مصالحها وإبعاد شبح المحاكمة عن رؤوسهم.
ولا شك أن تأثيرهم طال القضاء الذي بات رهين رغباتهم وأسير تطلعاتهم، ولست متفائلا بنتائج مثمرة لتحقيق لم يظهر حتى الآن أنه جاد في الوصول إلى الحقيقة.
ولا أظن أن التعويضات مهما عظمت ممكن أن ترضي أهالي الضحايا، ورغم ذلك فلا يوجد مسؤول يسعى للتعويض عليهم.. كل ذلك يوحي أن مستقبل لبنان قاتم جدا للأسف والأرجح أن تطول الأزمة زمنا طويلا.
-
ما طبيعة المواجهة الإيرانية السعودية الحاصلة على أراضي لبنان.. وإلى أين تأخذ الاصطفافات البلاد؟
السعودية عبر التاريخ القريب لعبت دورا بارزا في السياسة اللبنانية، خصوصا بعد اتفاق الطائف الذي شكل انعطافة واسعة في السياسة اللبنانية، وكان للرئيس الراحل رفيق الحريري، الخارج من رحم السعودية وسياستها الدور الرائد والبارز في إدارة الحكومة اللبنانية.
وبالتالي كان للسعودية دور كبير في إدارة الدولة اللبنانية والإشراف على سياستها الداخلية والخارجية، إلى حين اغتيال الحريري عام 2005 ففقدت السعودية باغتياله ظهيرا قويا لها في لبنان.
ورأت المملكة في تولي نجله سعد الحريري رئاسة الحكومة اللبنانية تعويضا لها عن خسارتها الفادحة، ولكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن.
فلم يكن الحريري سياسيا بارعا مثل والده، ولم تر فيه المملكة ذلك الزعيم الذي يلبي طموحاتها، رغم ذلك بقيت تدعمه سياسيا واقتصاديا إلى آخر عهده.
إلى أن برز خلاف كبير بين الرئيس الحريري الابن وبين ولي عهد المملكة محمد بن سلمان، ما أدى إلى قطيعة بين الطرفين، وإلى إفلات زمام الحكم في لبنان من توجيهات وسطوة المملكة.
وتفاقمت المشكلة في لبنان وبدأ تأثير السعودية يتلاشى ولم يعد للملكة ذلك التأثير المعهود في الإدارة اللبنانية، وفي تلك اللحظة بدأت إيران في ملء الفراغ الذي تركته المملكة، وحلت وأتباعها في لبنان محل السعودية لتكون اللاعب الأول في الحكومة اللبنانية والمتحكم بمفاصل القرار فيها.
وحصل خلاف خفي بين إيران وأدواتها والسعودية وأدواتها في لبنان، وكان لهذا الصراع أثر بارز في غياب دور المسلمين السنة وتهميشهم وهضم حقوقهم في لبنان مع الأسف.
ولعل المماطلة التي قام بها رئيس الجمهورية ميشال عون، مع الرئيس سعد الحريري؛ ليعطل تشكيل الحكومة 9 أشهر، ويقوم بها حاليا مع الرئيس ميقاتي، هي نتيجة طبيعية لهذا الاصطفاف السعودي الإيراني.
ولما تغلبت إيران وأدواتها في لبنان في هذا الخلاف طمع الرئيس اللبناني هو وفريقه في انتزاع صلاحيات يعتقد أنه فقدها، ويظن أنه باستقوائه بالمحور الإيراني قد يستطيع إرجاعها، وهو بمماطلته وتسويفه يظن أنه يحقق لنفسه ولحزبه وطائفته حلما طالما كان يراوده.
الدور الفرنسي
-
ما هو حقيقة الدور الفرنسي في لبنان.. ومحاولات ماكرون ممارسة الوصاية على اللبنانيين؟
جاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان إثر حادثة تفجير المرفأ؛ ليعلن تضامنه وليحاول إنقاذه من المحنة التي وقع فيها، فالفرنسيون منذ الانتداب الفرنسي على لبنان ثم خروجه منه كانوا ولا يزالون يعتبرون لبنان بلدا تابعا لهم، ووضعهم فيها شأن لا يستهان به.
كما أن المسيحيين في لبنان يطلقون على فرنسا لقب الأم الحنون، وقد عقد ماكرون لقاءات مع العديد من السياسيين اللبنانيين ظن في نهايتها أنه توصل إلى حل قريب للأزمة، وأن الحكومة سوف يتم تشكيلها قريبا لتنهض بلبنان من كبوته، ولكن آماله كلها ذهبت هباء منثورا.
إذ تبين أن مستوى الفساد والتمسك بالمصالح الشخصية طغى على كل شيء ولم يعد للسياسة الفرنسية ذلك الدور التاريخي المعهود فكانت زيارته الثانية لبيروت محاولة لحفظ ماء الوجه ولكن دون جدوى وباءت كل محاولاته بالفشل وعجز عن الحفاظ على الدور الفرنسي في لبنان.
ونكث السياسيون اللبنانيون بعهودهم ووعودهم التي قطعوها على أنفسهم أمام الرئيس الفرنسي؛ متذرعين بأسباب واهية لا قيمة لها، وبهذا دخل لبنان إلى نفق آخر من الصراع الإقليمي وتأثير دول أخرى على قراره.
وأنشأ سياسيو لبنان عداوة مع دول كانت تعد صديقة للبلاد حتى عهد قريب، وكانت سياسة العقوبات والحصار الاقتصادي وغيرها من تجليات هذا الوضع الجديد.
-
إلى أين وصلت التحقيقات حول انفجار مرفأ بيروت بعد أكثر من عام، وما العراقيل التي تواجهها؟
أتت حادثة تفجير المرفأ في 4 أغسطس/آب 2020؛ لتقضي على أحلام اللبنانيين في تحقيق أي تقدم اقتصادي.
ورغم هذا الحدث الضخم الذي كان يفترض أن يؤدي إلى زوال هذه الطبقة الحاكمة الفاسدة ومحاسبتها على جريمتها النكراء في تخزين النترات المتفجرة لصالح النظام السوري الذي أزهق أرواح مئات الآلاف من السوريين ثم اللبنانيين وهجر الملايين من شعبه.
ولكن الطبقة الحاكمة تمكنت عبر المناورة والتسويف من إبعاد شبح المحاسبة عن أشخاصهم بحجة من هنا وتبرير من هناك، ومر عام كامل ولا موقوف حتى اليوم ولا محاسبة لأحد.
حزب الله وإسرائيل
-
كيف ينظر اللبنانيون إلى تحالفات "حزب الله" وممارساته، لاسيما بعد مناوشات متبادلة مع الاحتلال مؤخرا؟
عقب اندلاع ثورات الربيع العربي ووصول شرارتها إلى سوريا اختار "حزب الله" وهو الحزب المهيمن على الساحة اللبنانية ويمتلك التأثير الأكبر فيها، أن ينحاز للنظام السوري ضد حرية الشعب.
وتدخل حزب الله بشكل واضح ومكشوف لصالح نظام بشار الأسد، ثم دخلت إيران بقوتها لحماية هذا النظام، كما تدخل الجيش الروسي كذلك، كل هذا كان لابد وأن يترك أثرا واضحا وانقساما بينا على الساحة اللبنانية.
كما انقسم الشارع اللبناني بين مؤيد ومعارض لتدخل "حزب الله" في الحرب إلى جانب النظام السوري، فهذا التدخل جلب صراعات جديدة إلى لبنان، وترك تداعيات كان لبنان في غنى عنها، فارتفعت حدة الانقسامات وزادت الاصطفافات.
وبات لإيران دور بارز في السياسة اللبنانية ولم يعد تأثيرها خافيا على أحد، ولعل ذلك كان أحد الأسباب التي دفعت المملكة العربية السعودية إلى الانزواء عن المشهد اللبناني وصار تأثيرها ضعيفا للغاية، لاسيما بعد ظهور بن سلمان.
-
ما هي تفاصيل الموقف المشتعل على الحدود بين الكيان الصهيوني وحزب الله؟
ما نراه اليوم على الحدود اللبنانية الفلسطينية من توتر لا يزال محدودا، وإطلاق صواريخ بين الحزب والكيان الصهيوني ما هو إلا جزء من تداعيات هذا المشهد.
فإيران كما قلت، باتت لاعبا أساسيا في لبنان واستطاعت أن توظف كل إمكانياتها في لبنان لتحقيق مصالحها الإقليمية من خلال وجودها الفاعل في لبنان وتأثيرها على مجريات الأحداث فيه.
-
هل بامكان المواجهات التي حدثت وتبناها "حزب الله" أن تجر لبنان إلى حرب مع إسرائيل؟
أرى أن المناوشات الحاصلة في جنوب لبنان ليست إلا ورقة ضغط في المفاوضات الإيرانية الأميركية ليس أكثر من ذلك ولن تقود إلى حرب.
وهذا لا يمنع أننا ندين بشكل واضح وصريح العدوان الصهيوني بشكل عام سواء كان على لبنان أو على غير لبنان، فالمعركة مع الصهيونية والاحتلال لا يتقدمها شيء.
في الختام، لبنان يمر بمرحلة لعلها أصعب وأسوأ مرحلة في تاريخه، وهناك مؤشرات توحي بأن الجميع قد تخلى عنه وتركه يصارع الموت والدمار في لحظة حرجة وفي واقع سياسي مأزوم.
لقد تسلط على لبنان حفنة من أصحاب المصالح، لا يفقهون شيئا في السياسة، ولا يرون في الحكم إلا تحقيقا لمصالحهم وملء خزائنهم بالأموال دون أن يعبؤوا بمصير شعبهم.. ونسأل الله السلامة وأن يحفظ لبنان وشعبه من كيد العابثين وحماقتهم.