زيارة ويتكوف إلى إسرائيل.. ماذا يحمل مقاول الإبادة لغزة هذه المرة؟

"لا يمكن الاطمئنان لعقلية الإدارة الأميركية المُرتَبكة والمُربِكة بمواقفها المتناقضة"
وسط جمود مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وفي ظل تصاعد المجاعة وارتفاع حصيلة مجازر الاحتلال الإسرائيلي، يجري المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف زيارة إلى الشرق الأوسط، وسط تساؤلات عن أهدافه هذه المرة.
ووصل ويتكوف في 31 يوليو/تموز 2025 إلى "إسرائيل" لمناقشة الخطوات التالية لمعالجة الوضع في غزة، وبحث ملف حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ أكثر من 21 شهرا، والأزمة الإنسانية الناجمة عن سياسة التجويع.
وأضافت القناة 12 العبرية، أن ويتكوف سيبحث في إسرائيل ملف الحرب على قطاع غزة، وسيلتقي خلال زيارته رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
فيما توقعت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن يزور ويتكوف، مواقع توزيع المساعدات الإنسانية في القطاع التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية.
وهذه الأخيرة الواقعة جنوب قطاع غزة تشرف عليها قوات أميركية وإسرائيلية، وقد ارتبط اسمها بقتل أكثر من ألف فلسطيني وإصابة الآلاف لدى محاولتهم تلقي المساعدات.
وكانت تل أبيب وواشنطن قد اعتمدتا في 27 مايو/أيار 2025، خطة لتوزيع مساعدات محدودة بعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تحت إشراف المؤسسة المذكورة.
وفاقمت هذه الآلية معاناة الفلسطينيين في غزة؛ حيث يطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على المصطّفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص.
وفي 30 يوليو ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بمنطقة السودانية شمال القطاع، أدت لارتقاء 51 شهيدا وإصابة أكثر من 645 آخرين، أثناء توجههم للحصول على مساعدات غذائية وصلت عبر شاحنات من منطقة زيكيم، وسط ظروف مجاعة خانقة يفرضها الحصار الإسرائيلي منذ أشهر.
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أن 112 شاحنة مساعدات دخلت في 30 يوليو وتعرّضت غالبيتها للنهب نتيجة الفوضى الأمنية، وأشار إلى أن القطاع يحتاج يوميا ما لا يقل عن 600 شاحنة إغاثة ووقود، لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية.
وكشف المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش أن هناك 1300 شهيد قضوا في "مصائد الموت" برصاص قوات الاحتلال، مؤكدا أن هناك مجازر ترتكب بالجملة بسبب آلية توزيع المساعدات. بحسب تصريحات للجزيرة.
ونفى وصول أي مساعدات إلى مستشفيات القطاع، داعيا ويتكوف لزيارة مستشفى الشفاء للوقوف على ما يقع بحق السكان من مجازر، وإدخال الصحافة العالمية لمشاهدة الدمار الذي أحدثته إسرائيل بدلا من الترويج للبروباغندا الإسرائيلية بينما عداد الموت لا يتوقف.
وقال البرش: إن أيا من المساعدات التي جرى الحديث عنها خلال اليومين الماضيين لم تصل إلى وزارة الصحة. مؤكدا أن الوزارة كانت تنتظر 9 شاحنات قادمة من مصر لكنها لم تصل.
وأكَّد أن شهر يوليو هو الأعلى من حيث عدد الشهداء الذين سقطوا بالرصاص والقصف والجوع أو خلال سعيهم للحصول على مساعدات من "مصائد الموت" التي تقيمها إسرائيل والولايات المتحدة.
وأطلق البرش على حساباته بمنصات التواصل دعوة مفتوحة للمبعوث الأميركي، قائلا: "نحن ندعوكم، السيد ويتكوف، لزيارة قطاع غزة، تعالَ لترى بنفسك ما فعله الحصار والقصف والمجاعة، تعال لترَى المستشفيات التي كانت تنبض بالحياة... كيف تحوّلت إلى ركام".
وأضاف مخاطبا ويتكوف: "تعال لترى أطفالا يُحتضرون على الأسرة الفارغة من الغذاء والدواء، تعال لترَى الأطباء يجرون العمليات بلا تخدير، ويعملون بلا طعام، ويسقطون من شدة الإرهاق والجوع، تعال لترَى النساء الحوامل يَمُتْن قبل الولادة، والرضّع يفقدون أرواحهم لأن الحليب محظور".
وتابع البرش: “تعال لترَى مدينة تموت ببطء.. لأن العالم اختار أن يغضّ الطرف.. السيد ويتكوف.. غزة لا تحتاج إلى تقارير جديدة، بل إلى شهود من أصحاب الضمائر.. نفتح لك أبواب الحقيقة.. فهل تجرؤ على العبور؟”
وعلى صعيد متصل، ذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن الوزير بدر عبد العاطي والمبعوث الأميركي بحثا في اتصال هاتفي في 30 يوليو، تكثيف الضغوط للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وتباينت ردود فعل ناشطين على منصات التواصل حول زيارة ويتكوف لتل أبيب ومن ثم غزة ومنها إلى باقي المنطقة؛ إذ توقع فريق أنها لإنقاذ المفاوضات حول الهدنة والعمل على إتمام صفقة لوقف النار وتبادل الأسرى خاصة في ظل تصاعد الغضب الدولي والغربي ضد الاحتلال.
وأرجعوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على “إكس” و"فيسبوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #ويتكوف، #غزة_تباد، #انقذوا_غزة، #زيكيم وغيرها، توقعاتهم إلى أنه أوضح سابقا أنه لن يعود إلى المنطقة إلا إذا كانت الصفقة قريبة التمام. بحسب ما قالته صحيفة يديعوت أحرونوت.
في المقابل، توقع ناشطون أن زيارة ويتكوف تستهدف إعطاء ضوء أخضر للاحتلال لتنفيذ مزيد من التطرف تجاه غزة وتصعيد العمليات والمضي قدما في الإشراف المباشر على مشروع الإبادة الجماعية والتهجير.
ونعت هؤلاء ويتكوف بـ"المعلم والمقاول ومهندس الإبادة وغيرها"، وذكروا بدوره في تشديد الخناق وتصعيد العدوان على غزة، كما أشاروا إلى الحماية الأميركية للاحتلال والشراكة بجرائمه، وتحدثوا عن الدعم الأميركي المطلق وغير المحدود برعاية الرئيس دونالد ترامب للكيان المحتل ورئيس وزرائه.
تنديد واستنكار
وتنديدا بزيارة المبعوث الأميركي لغزة وإعرابا عن عدم الثقة فيه، أكدت مي النجار، أن إيفاد ويتكوف إلى القطاع هدفه الاطمئنان على عدد الذين قتلوا على يد القوات الأميركية والإسرائيلية وهل أنهوا المهمة أم لا؟
وتهكم ذوالفقار سويرجو على زيارة المبعوث الأميركي، قائلا: "ويتكوف في غزة غدا لكي يتأكد أننا نموت بطريقة رحيمة، هو يعرف كل شيء ولكنه جاء لكي يؤكد أنها بخير".
ودعا للخروج للشوارع، قائلا: "أخرجوا صورة المحرقة قبل أن يقتلنا ويتكوف بتزوير الحقائق".
كما اقترح نبيل الحور خروج مسيرات عارمة (تتزامن مع وجود ويتكوف في المنطقة) في كل قطاع غزة تدعو لوقف الحرب والتجويع يتقدمها الأطفال والجرحى وكبار السن مع دعوة الصحفيين لتغطية الفعالية، حتى لا يستطيع المبعوث الأميركي تزوير الواقع وتزييفه لأن هذا من أهم أهداف زيارته.
واستهزأ علي بلوط من زيارة المبعوث الأميركي، قائلا: "ويتكوف "الإنساني " يعاين على الطبيعة المساعدات لأهل غزة، وفي الوقت نفسه يشد على يد ساعده الأيمن نتنياهو، وتبقى القاعدة "حاميها ".
وتساءل أبو حاتم أبو القمبز: "زيارة ويتكوف للكيان المحتل.. هل أتت لإنقاذ مفاوضات الهدنة؟ أم لإعطاء الضوء الأخضر للاحتلال لتنفيذ خطوات جديدة متطرفة تجاه غزة؟"، مؤكدا أن أميركا لا يمكن الوثوق بها، فهي طرف غير محايد، وقلبا وقالبا مع إسرائيل.
دوافع الزيارة
وفي قراءة لدوافع زيارة ويتكوف للمنطقة، رأى المحلل السياسي أحمد الحيلة، أنه لا يمكن الاطمئنان لعقلية الإدارة الأميركية المُرتَبكة والمُربِكة بمواقفها المتناقضة، مشيرا إلى وجود متغيّرات تضغط على واشنطن للعودة لمناقشة الوضع الكارثي في غزة إنسانيا ومستقبل القطاع سياسيا.
وأوضح أن من هذه المتغيرات تزايد عزلة إسرائيل، وارتفاع مستوى الغضب عالميا، شعبيا ورسميا حتى داخل أميركا، بسبب الإبادة وسياسة التجويع في غزة، وفشل تل أبيب في حسم المعركة عسكريا.
وأشار الحيلة، أيضا إلى فشل مناورات إسرائيل التفاوضية بسحب وفدها من الدوحة، رغم تماهي واشنطن معها؛ لافتا إلى أن العالم والرأي العام الإسرائيلي يتهم نتنياهو بالمسؤولية عن تعثّر المفاوضات.
وحذّر من مناورة أميركية إسرائيلية جديدة، قائلا: إن أحد الاحتمالات هو العودة للمفاوضات مع إدخال مزيد من المساعدات المحدودة، كغطاء لاستمرار التصعيد العسكري بهدف التهجير الذي بات يتكرر على ألسنة المسؤولين الإسرائيليين.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي رياض حلس، أن سبب زيارة ويتكوف هو جريمة التجويع التي تضرب غزة في القرن الواحد والعشرين وتحرك العالم ضد هذه الجريمة، خاصة أوروبا التي هددت نتنياهو بالاعتراف بدولة فلسطين إن لم يوقف الحرب.
وأشار إلى أن جريمة التجويع حركت أيضا ترامب الذي تظاهر بحزنه وبحزن زوجته على رؤية أطفال غزة المجوعين.
وقال: إنه "من هنا أوعز ترامب لمستشاره ويتكوف للانطلاق إلى تل أبيب وإلى غزة لمعاينة مراكز توزيع الغذاء (مصائد الموت)".
وتوقع حلس، أن ويتكوف بعد زيارته لنتنياهو ولغزة سيطير إلى مصر وإلى قطر لتحريك صفقة وقف النار.
وبين أن الصفقة تجمدت جراء عراقيل وضعها نتنياهو بعدم الانسحاب من فيلادلفيا (الشريط حدودي بين القطاع ومصر) وإبقاء آلية توزيع المساعدات على حالها واعتراضه على أن تحدد حركة المقاومة الإسلامية حماس مفاتيح الأسرى.
وقال: إنه برغم تهديدات إسرائيل بضم المنطقة العازلة في غزة إن ظلت حماس على رفضها للصفقة بشروط نتنياهو فإن هناك مؤشرات على أن تكون الزيارة عاملا لتحريك المفاوضات قريبا رغم أن ويتكوف وترامب ما زالا يرقصان على ربابة رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأضاف حلس، أن "تصميم نتنياهو على الصفقة الجزئية لغاية في نفس يعقوب؛ إذ إنه ينوي في نهاية الستين يوما من الهدنة العودة للحرب ولهذا رفضت حماس (المضي بها) بدون تلقي ضمانة أميركية بإنهائها".
وتوقع أن يستغل ويتكوف زيارته للمنطقة هذه المرة من أجل الدفع في اتجاه صفقة تنهي الحرب لا أن توقفها ثم تعود.
ولذلك سيلتقي وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش الإسرائيليين لإقناعهما بتأييد الصفقة.
وقال طلال أحمد أبو ركبة: إن زيارة ويتكوف المرتقبة لإسرائيل ليس هدفها غزة وإنما تنبيه تل أبيب للتحولات الدراماتيكية في المواقف الأوروبية من حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية وهو ما يعد بمثابة إنذار يهدد الطموحات والرؤى الإسرائيلية حول المسألة.
وأضاف أن إيجاد حل لغزة بات حاجة إسرائيلية لمواجهة تنامي المواقف الدولية الرافضة لسياسات وإجراءات الاحتلال، ويبدو أنه سيضع نتنياهو أمام خيارين إما الحسم السريع للحرب أو التوجه لاتفاق يفضي لنهايتها ووقف حالة التعاطف الدولي مع القطاع.
وكتب الباحث أبو وسيم خضر: "من باب التفاؤل مش أكثر.. منذ توليه منصبه ويتكوف زار إسرائيل مرتين.. مرة قبل الهدنة السابقة.. مرة أخرى قبيل الإفراج عن (الأسير الإسرائيلي الأميركي) عيدان الكسندر.. والمرة الثالثة" الآن.
ألاعيب استعراضية
وفي المقابل، أكدت الباحثة عائشة رخا، أن ويتكوف لم يأت من أجل الوضع الإنساني في غزة، ولم يأت دعما لإسرائيل، بل للضغط على جميع الأطراف، خشية تدخل بن غفير وسموتريتش وإفشال الصفقة.
وأوضحت أن ويتكوف يستهدف التحذير بـ"إما أن تتفقوا أو لا تكون هناك فرصة أخرى قريبة".
ورأى الطبيب الفلسطيني أسامة أبو زين، أن "ما يحدث على صعيد المفاوضات الآن والحديث عن ضغوط يمارسها ويتكوف على دولة الاحتلال، يثبت أن أميركا ووفدها المفاوض يفاوض باسم إسرائيل ويقوم بألاعيب وسخه كوجوههم".
ورفض المغرد إبراهيم الادعاء بأن زيارة ويتكوف لإسرائيل من أجل وضع حد للمجاعة، مؤكدا أن هذا عار تماما من الصحة.
وأرجع ذلك إلى أن أميركا التي تقول: "نُدخل المساعدات ولا يوجد مجاعة فقط بعض الأشخاص الجوعى" لا يمكنها أن تُرسل في اليوم الثاني مندوبها لوقف شيء لا تؤمن بوجوده.
ووصف الباحث في العلاقات الدولية المتخصص في السياسة الأميركية فاضل اليوسف، زيارة مبعوث ترامب إلى غزة بأنها "حركة استعراضية لذرّ الرماد في العيون".
وأكد أن زيارة ويتكوف إلى "إسرائيل" وغزة، لا يخرج عن كونه خطوة دعائية تهدف إلى تخفيف الضغوط الإعلامية والشعبية المتصاعدة ضد سياسة إدارة ترامب، نتيجة دعمه المطلق لسياسات نتنياهو، وتجاهله الصارخ لما يجري من مآسٍ في القطاع.
وقال اليوسف: إن هذه الزيارة تحمل طابعًا سياسيًا استعراضيًا أكثر من كونها تحركًا إنسانيًا حقيقيًا، فلو كان ترامب جادًا في إنهاء الكارثة، لاكتفى باتصال هاتفي يأمر فيه نتنياهو بوقف ما يجري، وهو يعلم تمامًا أن الأخير سيذعن لأوامر ساكن البيت الأبيض دون تردد.
وأكد محمد الساهي أن كل الاتصالات والزيارات التي يجريها ويتكوف أو أي مسؤول أميركي آخر لم تقدم للوساطة وحركة المقاومة الإسلامية حماس أي شيءٍ لوقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية، بل يعطي ترامب زيادة من الوقت لنتنياهو لتنفيذ خططه والاستيلاء على كامل غزة.
وعد أمين بن فطم، زيارة ويتكوف إلى إسرائيل مسرحية جديدة في مسلسل خداع العالم!، قائلا: "ها هو مبعوث إدارة ترامب، يشدّ الرحال إلى الكيان الصهيوني، لا لوقف الحرب، ولا لإجبار الاحتلال على فتح المعابر، بل لتمثيل فصل جديد من مسرحية "تجميل الإبادة" أمام المجتمع الدولي.
وأضاف: "يتحدثون عن الأزمة الإنسانية، لكنهم هم من صنعها، يزورون مراكز المساعدات، لكنهم من يمنع دخولها!، يتحدثون عن وقف إطلاق النار، بينما سلاحهم يحصد الأرواح في غزة!".
وأكد بن فطم، أنها بروباغندا أميركية سوداء، هدفها خداع الشعوب، والتغطية على الجرائم اليومية التي ترتكبها إسرائيل بحق أهلنا في غزة، وأن زيارة ويتكوف ليست سوى محاولة يائسة لذرّ الرماد في العيون، وامتصاص الغضب العالمي المتصاعد.
وأشار إلى أن هذه الزيارة تأتي في الوقت الذي انسحبت فيه أميركا وإسرائيل من المفاوضات، وأغلقت كل الأبواب السياسية كمحاولة للتضليل الإعلامي، لا لإنقاذ الأطفال الجوعى أو وقف القصف، بل لإنقاذ صورة الاحتلال والإدارة الأميركية المتواطئة.
وأضاف بن فطم، أن أهل غزة لا يحتاجون زيارات استعراضية، بل وقفًا فوريًا للعدوان، وكسرًا كاملًا للحصار، ناصحا بالقول: "لا تنخدعوا.. كل من يتواطأ مع القاتل، هو شريك في الجريمة!".
إعدام المجوعين
وتنديدا بمواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف طالبي المساعدات، أشار مقداد جميل إلى ارتقاء 20 شهيدًا قُرب مراكز توزيعها في نتساريم وسط القطاع، وأكثر من 50 آخرين في زيكيم بالشمال.
وأكّد أن العداد اليومي للموت لا يتغيّر، فقط الطريقة تتغيّر، لافتا إلى أن الاحتلال خفّف من غاراته من النهار، بينما زاد من استهداف طالبي المُساعدات، فبدلًا من الموت أشلاء بالصواريخ، تموت برصاص القنّاص بحثًا عن لُقمة.
واستنكر أحد المغردين، زعم الاحتلال أن المجاعة انتهت بهدف التضليل ومواجهة لحملات والضغط الإعلامي في الأيام الأخيرة، مؤكدا أن ما يحدث من تجمعات في أماكن المساعدات خير دليل، ودعا لعدم التوقف عن النشر والمشاركة.
وعرضت الصحفية روان خاطري، صورة عدة توثق ارتقاء عشرات الشهداء في منطقة زيكيم شمال قطاع غزة.
وعرض يونس أبو جبل صورة شهيدة مجهولة الهوية جرى انتشالها من محيط منطقة زيكيم شمال القطاع وهي موجودة في مستشفى السرايا الميداني وسط مدينة غزة.
وقال الأكاديمي كمال الهندي: إن زيكيم قصة وجع لا تنتهي وستبقى شاهدة على أكبر عملية إعدام للجوعى عرفتها البشرية. مشيرا إلى أنها نظام جديد للمُساعدات اعتمدته إسرائيل والمنظومة الدولية.
وأضاف أن إسرائيل ترفض جملةً وتفصيلاً أي عملية تأمين للمُساعدات، لافتا إلى ارتكابها مجزرة جديدة ومُروعة في زيكيم راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى والمفقودين.
وأوضح الهندي أن خدمات الإسعاف والطوارئ ومُستشفيات غزة مدينة مُمتلئة بالمصابين من طالبي المُساعدات في شمال القطاع، وأيضا عدد كبير من الشُهداء منهم في الجنوب بمنطقة ميراج.