صحيفة بريطانية: لهذا يتسابق الأفغان لاستصدار جوازات سفر ومغادرة البلاد
تحدثت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، عن اتجاه المواطنين الأفغان إلى المراكز المخصصة لاستخراج جوازات السفر لمغادرة البلاد؛ خشية سيطرة حركة طالبان على زمام الأمور وإسقاط النظام.
في مقال للكاتب والخبير الأفغاني فريدون آجند، تطرقت النسخة الفارسية للصحيفة، إلى الحديث عن الهجرة غير الشرعية للدول المجاورة لأفغانستان وخاصة إيران وباكستان.
كما تحدث الخبير عن رد فعل مسؤولي باكستان المثير للدهشة والعجب في حال سيطرة طالبان على شؤون الحكم حيث إنها متعاكسة تماما.
إقبال كبير
يقول أحد المسؤولين إنه في هذه الحالة لن يتم التعامل مع الدولة من الأساس، ويقول آخر إن باكستان مأوى لهم، بالإضافة إلى حديثه عن الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" وخروج قواتهم من أفغانستان، وفق الصحيفة.
ويوضح الكاتب: هذه الأيام كما يقول الناس "لا محل لرمي إبرة" في مبنى صدور الجوازات في كابول.
إذ يتجه آلاف المواطنين من كل حدب وصوب في أفغانستان إلى مكتب جوازات العاصمة كابل للحصول على جواز سفر بشكل أسرع.
وفقا لتقارير إعلامية، يوزع مكتب الجوازات يوميا ما يقرب من 10 آلاف جواز سفر في أنحاء أفغانستان، وعلى هذا الحال فإن التزاحم والإقبال من أجل الحصول عليه أكبر من المتوقع.
السبب الرئيس لزيادة طلب الحصول على الجوازات هو الخوف من عودة طالبان وسقوط الحكومة.
معظم الأشخاص الذين يتوجهون إلى مكتب جوازات كابول للحصول عليه موظفون في الحكومة أو أشخاص تعمل في المؤسسات الأجنبية.
وتابع الكاتب: ومع ذلك وعدت الدول الأعضاء لحلف الناتو أنها ستخرج الأشخاص الذين عملوا معهم خلال عشرين عاما في أفغانستان، وخاصة المترجمين.
ولكن عددا من هؤلاء الأفراد سعوا إلى الخروج من الأراضي الأفغانية قبل قرار دول حلف الناتو بالانسحاب وفقا للمفاوضات التي جرت مؤخرا.
ومن ناحية أخرى، ازداد الطلب على أخذ التأشيرة كذلك بالتزامن مع ارتفاع الطلب على الحصول على جواز السفر.
ومع أن جواز السفر الأفغاني من أقل جوازات السفر قيمة في العالم، لكن هناك عددا من دول العالم من ضمنها الدول المجاورة لأفغانستان تصدر التأشيرة للمواطنين الأفغان بدون قيود خاصة.
ارتفاع أسعار التأشيرات
أردف الكاتب: ونفس هذه الدول إما أنها قللت أو رفعت معايير أخذ التأشيرة في الآونة الأخيرة، وخلال هذه الظروف كثرت أعمال الأفراد الذين يعملون على إصدار التأشيرات في السوق السوداء.
فعلى سبيل المثال كانت تأشيرة أوزبكستان في الماضي بتسعين دولارا بشكل قانوني ومتاحة لمدة أسبوع، ولكن في الوقت الحالي بلغت ألفا وخمسمائة دولار والحصول عليها بصعوبة، لأن عددا ضخما من الأفغان يريد الوصول إلى الدول المجاورة.
ويقال إن في الوقت الراهن، جرى اللجوء إلى طرق الهجرة غير الشرعية إلى إيران وباكستان مرة أخرى، وأن تجار البشر زادوا من أنشطتهم لنقل الأفغان إلى هاتين الدولتين.
وليس فقط شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة للإعلان عن مصالح طالبان، حتى بعض المحافل الإعلامية الدولية تعمل على إشعال هذه النيران.
خلال الأسابيع الماضية عرضت هذه المسألة في المحافل الغربية حيث هناك احتمال أن تقع أفغانستان في يد طالبان خلال مدة ستة أشهر بعد خروج قوات الناتو من الأراضي الأفغانية، وفقا لما ذكره الكاتب.
ويوضح أنه "بلا شك أن المحافل الغربية تعلم جيدا أن طالبان ليس فقط في مدة الستة أشهر بل ربما في أكثر من ذلك لن تستطيع أن تتحكم في أفغانستان بأكملها".
ولفت إلى أن وسائل الإعلام الغربية "تكتب هذه التحليلات من أجل بث الرعب بين مواطنيهم وإلزام حكوماتها لمحاربته، ولكن في أفغانستان التي تعتبر المحافل الغربية أفضل وسيلة بالنسبة لهم، تثبت هذه التقارير بشكل حتمي أن طالبان قادمة بلا شك".
وبين أن عددا من الدول المجاورة لأفغانستان والتي لها يد في المعركة الأفغانية ودعمت طالبان بشكل ما، خصصت تدريبات كثيرة لها خلال هذه الأيام.
تصريحات متضاربة
وبين أن الزعماء السياسيين لهذه الدول أعلنوا عن احتمالية سيطرة طالبان على أفغانستان.
رئيس وزراء باكستان عمران خان، قال في أحدث تصريحاته: "لو أن طالبان سيطرت على أفغانستان، فلن تصطدم إسلام أباد مع الحركة على الإطلاق".
هذا التصريح هو الأكثر إثارة للسخرية والضحك لوجهة نظر مسؤول باكستاني رفيع عن علاقة بلاده مع طالبان، وفق الكاتب.
وتابع الكاتب: "القليل من الأشخاص حول العالم لا يعرف أن باكستان هي الداعم الأصلي لطالبان وخلال 25 عاما مضت ليس فقط لم تصطدم مع هذه الجماعة بل جعلت جميع الاستعدادات والإمكانيات تحت تصرفها".
كما أعلن وزير الداخلية الباكستاني "شيخ رشيد أحمد" أن طالبان تعيش في باكستان، وتعالج جروحهم هناك، كما تقطن عائلاتهم فيها.
هذا التعبير عن وجهات النظر في شكل مؤسسة يحاول أن يظهر طالبان كجماعة منتصرة بشكل حقيقي كي تسيطر على أفغانستان من جديد اليوم أو غدا، بحسب تقدير الكاتب.
اختتم مقالته قائلا: طالبان خلال البضعة أشهر الماضية لم تستطع السيطرة على محافظة واحدة من بين 34.
وعلى هذا الحال ذهن عامة الشعب في أفغانستان صار بالشكل الذي "لو سيطرت طالبان على قرية واحدة، فسيتحول الفكر العام إلى المدينة، وإذا سيطروا على مدينة سيستسلم الشعب ويقوم بتسليم المحافظة للجماعة"، يخلص الكاتب.