"بعدما وبخه بايدن".. ألموندو: ابن سلمان يدعم انتهاكات الصين بحق الإيغور
سلطت صحيفة إسبانية الضوء على خطة الصين للاستفادة من الفجوات التي فتحها النقد الغربي لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، لـ"تشكيل تحالفات إستراتيجية في المنطقة".
واعتبرت "ألموندو" أن "وزير الخارجية الصيني وانغ يي، يستخرج مصالح أبعد من النفط من خلال جولته في منطقة الشرق الأوسط، وقد انطلق في 24 مارس/آذار 2021، في رحلة تقوده عبر السعودية وتركيا وإيران والإمارات والبحرين وعمان".
ورغم أنها جميعا دول ذات أغلبية مسلمة، وفي ظل تزايد الشكاوى بشأن انتهاكات حقوق الإنسان ضد أقلية الإيغور المسلمة في الغرب، إلا أن هذه الجولة تتحدث فقط عن التحالفات التجارية والإستراتيجية.
عميل رئيس
وأشارت الصحيفة إلى أن "المربع الأول من رحلة وانغ كان كرسيا بجانب ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الذي وبخته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب قتل الصحفي جمال خاشقجي، وعموما، تظل السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، ويتمثل أحد عملائها الرئيسين في الصين، والتي تخصص لها حوالي 19 بالمئة من صادراتها".
ووفقا لصحيفة "غلوبال تايمز" الناطقة باللغة الإنجليزية والتي تعمل لصالح الحزب الشيوعي الصيني، فإن ولي العهد السعودي دعم "موقف بكين في شينغيانغ"، التي تقطنها أغلبية من الإيغور المضطهدين في الصين.
وبينت "ألموندو" أن الصحيفة نفسها، التي تعمل كمتحدثة باسم بكين تحدثت في صفحاتها عن "وضع المنطقة المتصاعد على الخريطة الدبلوماسية للصين"، وبحسب بكين؛ فهي رؤية تصدت "للمحاولات" الأميركية "لتشكيل تحالف مناهض للصين مع بعض الدول الغربية تحت رعاية حقوق الإنسان".
وأضافت "غلوبال تايمز": "يقول الخبراء إن دعم الدول الإسلامية للصين، بما في ذلك السعودية، يظهر أن ما يسمى باهتمام الدول الغربية بمنطقة شينغيانغ الإيغورية المتمتعة بالحكم الذاتي هو نفاق".
ونقلت الصحيفة أن "رسائل الدعم هذه للصين، التي تنفي ارتكاب انتهاكات ضد الإيغور، جاءت في أعقاب الموافقة، بالتنسيق بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا، على حزمة من العقوبات ضد ما لا يقل عن 5 أشخاص ومؤسسات مرتبطة بشينغيانغ".
من جهتها، ردت بكين، في 26 مارس/آذار 2021، بفرض عقوبات على 10 مؤسسات بريطانية ودعت إلى مقاطعة المنتجات الغربية، على رأسها علامة الملابس "إيتش أند أم".
ونوهت "ألموندو" بأنه لهذا السبب، "لا تعتبر عائدات جولة وانغ اقتصادية فقط، بل إنها أحدث محاولة لإمالة محور منطقة رئيسة تتميز بالكم الهائل من موارد الطاقة التي تعتز بها وتتمتع بموقعها المركزي في مبادرة الحزام والطريق".
وفي جميع الأحوال، إن تحول تسمية الشرق الأوسط إلى غرب آسيا لها مزاياها، "فالصين هي عميل نفطي من الدرجة الأولى، ومطور للبنية التحتية يمكن الاعتماد عليه، وقبل كل شيء، على عكس الغرب، لا تلقي محاضرات عن حقوق الإنسان".
وأوردت الصحيفة أن "المراقبين الغربيين يحذرون في مقابل ذلك من أن السوق الصينية لا تقدم الأحجام الاقتصادية ولا التكنولوجيا المتاحة في الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة".
لكن هذا الأمر لم يثن دولا مثل الإمارات أو تركيا، اللتين استقبلتا وانغ يي، بوعدها بزيادة التعاون الثنائي، وذلك من خلال استيراد لقاحات صينية الصنع للوصول إلى الصدارة عالميا في عدد السكان الذين تلقوا لقاحات، وعموما، يتفوق كلا البلدين على إسبانيا في جرعات اللقاحات لكل مائة نسمة.
خارطة طريق
وأوردت "ألموندو" أن تركيا "كانت ملجأ لحوالي 40 ألف من الإيغور في المنفى، احتج الآلاف منهم على زيارة وانغ، وتخشى هذه الأقلية من أن يعرضهم التقارب مع الصين للخطر".
وزعمت أنه "من مصلحة البرلمان التركي المصادقة على اتفاقية تسليم المجرمين مع بكين، والتي قد تستخدمها للمطالبة بعودة شخصيات المعارضة الرئيسة"، لكن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، ، نفى ذلك، وأكد أنه قدم مطالب الإيغور لنظيره الصيني.
وأشارت الصحيفة إلى أن "تركيا شهدت أيضا صعودا وهبوطا مع الغرب في الآونة الأخيرة، رغم أن التوتر هدأ على ما يبدو بعد اجتماع المجلس الأوروبي الأخير، وعلى وجه الخصوص، التزم القادة الأوروبيون بتجنب العقوبات ضد تركيا وإعادة إطلاق تعاونهم في مجال الهجرة والتجارة، على مراحل متناسقة وقابلة للتراجع".
واعتبرت أن هذه التطورات على مستوى العلاقات التركية الأوروبية "لم تمنع أنقرة من الدعوة إلى شراكة إستراتيجية مع الصين، رغم أن الرئيس رجب طيب أردوغان حدد، خلال المؤتمر السابع لحزبه في 24 مارس/آذار 2021، أن نيته لا تتمثل في إدارة ظهره سواء للشرق أو للغرب".
من ناحية أخرى، قدمت نفس الخطط من قبل الرئيس الإيراني حسن روحاني، رغم أن ما تعتبره طهران، مرة أخرى، أعمال عدائية من الغرب، في شكل عقوبات، يترجم إلى رغبة أكبر في إقامة علاقات مع الشرق.
ونقلت الصحيفة أن طائرة وانغ حطت بالعاصمة الإيرانية، في 26 مارس/آذار 2021، وسط مظاهر تقارب ملحوظة، عبر توقيع "خارطة طريق".
وأكدت وسائل إعلام إيرانية أن الخارطة، تشمل استثمارات بقيمة 400 مليار دولار في إيران، خاصة في البنية التحتية، مقابل النفط الخام.
في الآن ذاته، فتحت الخطة نقاشا بين مؤيدي الاتفاقية وأولئك الذين يخشون أن "تقوض استقلالهم المزعوم".
وأوردت الصحيفة الإسبانية أن إستراتيجية "الضغط الكامل" على إيران التي ورثها بايدن عن سلفه دونالد ترامب، والتي يدفعها رفض الولايات المتحدة العودة إلى الاتفاق النووي ما لم تتراجع طهران عن الإجراءات النووية التي اتخذتها ردا على العقوبات، تزيد من دعوات الإيرانيين للمراهنة على الصين.
وختمت ألموندو تقريرها بالقول: "عموما، تعد بكين الزبون الأول للطاقة لإيران، ورغم العقوبات، استمرت الصين في شراء النفط الخام من الإيرانيين من خلال التستر على أسعار الشحن، وبمعدل 300 ألف برميل يوميا عام 2020، فيما ستشهد هذه النسبة ارتفاعا في المستقبل".