إعلام عبري: الإمارات أحبطت هجوما إيرانيا استهدف إسرائيليين
بموجب اتفاق بين لبنان والإمارات، وصل ثمانية لبنانيين حتى الآن إلى بيروت كانوا معتقلين في أبوظبي، وذلك بعد توقيفهم لأشهر عدة في الدولة الخليجية لاتهامهم بالتعامل مع حزب الله اللبناني.
وقال مدير عام الأمن اللبناني اللواء عباس إبراهيم لوكالة رويترز، إن الإفراج عن اللبنانيين الثمانية جاء بعد ضغط على أبو ظبي، مضيفا أن العائدين -الذين قدموا من مطار دبي- كانوا قيد الاحتجاز في الإمارات لفترات تراوحت من بضعة أشهر إلى 7 سنوات، وبعضهم أتم عقوبته. ولم تصدر أي تصريحات من السلطات الإماراتية بشأن هذا الإفراج.
وأوضح مسؤول لبناني مطلع على الأمر لرويترز أن "جميع التهم الموجهة للبنانيين تتعلق بمزاعم التعامل مع حزب الله، بشكل مباشر أو غير مباشر". وكان مجلس التعاون الخليجي قد صنّف في مارس/آذار 2016 الحزب منظمة إرهابية.
وأضاف اللواء عباس إبراهيم في 3 يناير/كانون الثاني 2021، أن 15 شخصا سيعودون في المجمل، وقال إنه لم يتم إطلاق سراحهم كونهم يخضعون للمحاكمة في الإمارات، غير أنه أكد أن "ملفهم وضع على السكة الصحيحة".
بدوره، أشار مركز القدس لشؤون الدولة والعامة (عبري) إلى أنه في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، اعتقل 14 لبنانياً مقيمين في الإمارات أثناء لعبهم كرة القدم، دون أي معلومات عن التهم الموجهة إليهم.
وأوضح طاقم المركز العبري أنه بين ديسمبر/كانون الأول 2017 وفبراير/شباط 2018، اعتقلت الإمارات ثمانية مواطنين لبنانيين على الأقل، ممن عاشوا وعملوا فيها لأكثر من 15 عاما.
وقالت جماعة حقوقية إنهم محتجزون في الحبس الانفرادي بتهم تتعلق بالإرهاب، وحُرموا من الحصول على تمثيل قانوني. كما أن عدد منهم أفادوا بتعرضهم للتعذيب للتوقيع على "اعترافات" لم يُسمح بقراءتها وفقًا لتقرير حقوقي لمنظمة العفو الدولية لعام 2019.
ولفت المركز إلى أن التهم الموجهة إليهم تشمل "إنشاء خلية إرهابية والتخطيط لهجمات" في الإمارات العربية المتحدة بأوامر من حزب الله وحزب شيعي آخر وجماعة مسلحة ثالثة مقرها لبنان.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في نيويورك إن محاكمتهم شابتها انتهاكات ومخالفات، بما في ذلك جلسات استماع علنية قصيرة وعدم إمكانية الاتصال بمحامين.
وفي سياق متصل أشارت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية إلى أن السلطات الإماراتية اعتقلت مؤخرا مجموعتين إرهابيتين من الحرس الثوري الإيراني في دبي وأبو ظبي، حسبما أفادت صحيفة نيوز 12 (لم تحدد هويتها) نهاية يناير/كانون الثاني 2021، لكن مواقع إماراتية نفت هذه الأنباء.
هجوم انتقامي
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه بحسب التقرير، فقد خطط أعضاء فيلق القدس التابع للحرس الثوري لتنفيذ هجمات في دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما ورد أن الدولة تشتبه في أن المعتقلين خطّطوا لهجوم انتقامي رداً على اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني في غارة أميركية بالعراق قبل عام.
ونقلت صحيفة العربي الجديد القطرية عن مصادر قولها إن دولة الإمارات قلقة للغاية من هجوم إيراني على الأرض ردا على اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده (تتهم طهران إسرائيل باغتياله) وزُعم كذلك أن دبي اتصلت بالجمهورية الإسلامية للتأكد من أنه لن يكون هناك مثل هذا الإجراء.
ونهاية يناير/كانون الثاني 2021، هدّد قائد الحرس الثوري حسين سلامي بالانتقام لدماء الجنرال. وقال خلال اجتماع لقادة الحرس بمناسبة مرور عام على عملية الاغتيال "نحن مستعدون للسير في طريق الانتقام لدماء سليماني وتحرير المسلمين من السيطرة الثقافية والسياسية والاقتصادية للغرب والولايات المتحدة الشريرة".
وهدد الرئيس حسن روحاني بالانتقام لاغتيال سليماني، قائلاً: "إن دول المنطقة كلها والأمة الإيرانية ستنتقم لمقتله في الزمان والمكان المناسبين".
وتطرقت صحيفة يسرائيل هيوم إلى تصريح سابق قال فيه إن "الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سيُذكر في التاريخ كرجل حقير لجرائمه وأفعاله القاسية فقد كان اغتيال سليماني عملا جبانا ولن يضر إلا العدو".
وفي نفس السياق، أكد موقع "أخبار جي دي إن" العبري أنباء القبض على فرقتين من أعضاء الحرس الثوري في الإمارات قائلا إنهم يخضعون الآن للتحقيق.
وأشار المحلل السياسي بالموقع "حزاكي جندلمان" إلى أن صحيفة نيوز 12 أفادت أن الدولة اشتبهت في أن المعتقلين كانوا يخطّطون لهجوم انتقامي، وسط وجود الآلاف من الإسرائيليين مؤخرا في دبي "وتم فحص ما إذا كانوا هدفًا للخلية الإيرانية التي خططت لتنفيذ هجمات".
تحذيرات إسرائيلية
في السياق، أشار موقع واللّا العبري إلى أن تل أبيب أصدرت في فبراير/شباط 2021 تحذيراً من السفر إلى دولة الإمارات والعديد من الوجهات في آسيا الموجودين بالقرب من إيران خوفاً من انتقام النظام في طهران بعد اغتيال محسن فخري زاده.
وبرّرت إسرائيل التحذير بأنه "يأتي في ضوء التهديدات الأخيرة من قبل طهران وفي ظل تورط عناصر إيرانية في السابق في هجمات إرهابية".
ولفت إلى أنه بصرف النظر عن دولة الإمارات، فإن الإعلان سارٍ لدول مثل جورجيا وأذربيجان وتركيا والبحرين والمنطقة الكردية في العراق وكذلك الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، حيث هناك تخوف في هذه الدول من أن تحاول إيران مهاجمة أهداف إسرائيلية.
وقالت هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية إنه من دون أي صلة مباشرة بخطط الانتقام الإيرانية، فإن تنظيمات أخرى مثل تنظيم الدولة لديها دوافع عالية لتنفيذ هجمات.
وأشار المحلّل السياسي بالموقع "براك رابيد" إلى أنهم شدّدوا على أن المقاتلين "المتطرفين" يوجّهون دعوات لإيذاء الإسرائيليين واليهود وأن الإمارات والبحرين دولتان "خضر" يمكن للإسرائيليين السفر إليهما.
ومنذ أغسطس/آب 2020، بدأ عشرات الآلاف من الإسرائيليين بالسفر إلى الإمارات بعد الاتفاق على تطبيع العلاقات بين الجانبين.
وأصدرت الإمارات والبحرين إدانات رسمية لمقتل فخري زاده وشدّدت على ضرورة منع التصعيد.وقال مسؤولون كبار في البلدين إن أحد أسباب الإدانة رغبة الإمارات والبحرين في النأي بنفسهما عن الاغتيال خوفا من رد إيراني عليهما، وفق وصف رابيد.
وخلص إلى القول أنه تجمّع محتجون خارج البرلمان في طهران نهاية يناير/كانون الثاني 2021 ودعوا أيضا إلى الانتقام من وأحرق المتظاهرون علمي إسرائيل والولايات المتحدة ولوّحوا بلافتة كتب عليها بالعبرية "الانتقام يعني أن تل أبيب ستحترق في النار".