موقع إيراني: هذه أهداف بومبيو "الخفية" من جولة الشرق الأوسط

12

طباعة

مشاركة

سلط موقع إيراني الضوء على ما أسماها "الأهداف الخفية" وراء جولة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى عدة دول في الشرق الأوسط ومدى علاقة ذلك بطهران والعقوبات المفروضة عليها. 

وقال موقع رويداد 24 الإيراني: "استغل وزير الخارجية الأميركي الأيام الأخيرة من ولاية دونالد ترامب من أجل تقوية حملة الضغط لأقصى حد المتبعة من قبل أميركا ضد إيران؛ لكي لا يفسح المجال أمام جو بايدن لإزالة مساعي الحكومة الممتدة لأربع سنوات لإسقاط الاقتصاد الإيراني.

وزار بومبيو خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، السعودية والإمارات وقطر، والأردن وإسرائيل. 

ملفات بومبيو

وذكر الموقع أن بومبيو وضع في قانون عمله العديد من الأمور منها: ملف تطبيع الدول العربية مع إسرائيل، وكذلك حملة الضغط لأقصى حد على إيران. 

وأردف: "تمت هذه الرحلة في الأيام الأخيرة لحكومة دونالد ترامب في خضم حديث عن هجوم عسكري أميركي على إيران أو نفوذها في المنطقة".

 ويرى أن بومبيو هو مؤسس سياسة الضغط على إيران في السنوات الأخيرة والتي وجهت العديد من الضربات إلى الجمهورية الإسلامية.

بدورها، كتبت صحيفة "دي هيرالد" البريطانية: "سيحافظ مايك بومبيو على تركيزه ضد إيران حتى عند انتهاء فترة ترامب لدرجة أنه لم ينكر احتمال شن الهجوم العسكري على إيران في حواره الأخير".

وقالت: إنه "في الظروف التي أخبر فيها (الرئيس المنتخب) جو بايدن عن إشاراته لبدء الحديث الدبلوماسي مع إيران، أصر بومبيو على أن طهران تمثل تهديدا للمنطقة، ووضع هذا التوجه العدائي في بداية خططه خلال رحلته في الأيام الأخيرة إلى إسرائيل والإمارات والتي انتهت بالمملكة العربية السعودية".

وصرح أحد كبار المسؤولين الذين كانوا برفقة بومبيو في جولة الشرق الأوسط لصحيفة هيرالد قائلا: "يستمر عمل هذه الحكومة حتى العشرين من يناير/كانون الثاني 2021، وستتبع سياساتها خلال هذه الفترة. وأتمنى أن تجني سياسة الضغط ثمارها في مصلحة الإيرانيين، وتتحول إيران إلى دولة عادية السلوك".

وقال مايك بومبيو في حوار له مع صحيفة أورشليم بوست الإسرائيلية: إن واشنطن ستكمل سياسة الضغط لأقصى حد على إيران لكي تعزل هذه الدولة. 

ووصف هذه السياسة بأنها طريقة رائعة ومؤثرة، وحذر من فرض عقوبات جديدة ضد إيران في الشهور والأسابيع المقبلة.

الضغط الأميركي

كما قال بومبيو خلال حوار له مع جريدة ناشونال خلال إقامته في أبوظبي ردا على سؤال: هل تنوي أميركا شن هجوم عسكري على إيران أم لا: كان ترامب يقيم هذا الاختيار المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني بعد الانتخابات بفترة قليلة. 

وادعى بومبيو أن رئيس الولايات المتحدة حافظ على حق إتمام العمل الصحيح على الدوام من أجل الحفاظ على أمن الأميركان.

 ووفقا لتقرير هيرالد، يصدق الناقدون أن هذه التصريحات التي عرضها بومبيو هي فرض ضغط أكبر على إيران وما هي إلا حجة من أجل جعل عمل بايدن أكثر صعوبة عند محاولة إعادة العلاقات مع هذه الدولة مرة أخرى.

وأردف الموقع: "لم يرفض وكذلك لم يؤكد أحد أعضاء الفريق المرافق لوزير الخارجية الأميركي خلال رحلته، احتمالية إدراج الحوثيين في اليمن (المدعومين من طهران) إلى قائمة الجماعات الإرهابية قبل انتهاء فترة ترامب".

وصرح أحد كبار المسؤولين لهيرالد: "نتمنى أن يحاول الحوثيون التفاوض مع ممثل مجلس الأمم المتحدة بنية حسنة بشأن إيجاد طريق للحل السياسي لأزمة اليمن".

وفي حالة إدراج الحوثيين في قائمة الجماعات الإرهابية، يمكن تفسير هذه الخطوة بشكل مباشر أنها في صالح الرياض وآخر هدية لترامب إلى حلفائه في الشرق الأوسط، حيث تشن السعودية حربا في اليمن ضد الجماعة.

ووعد جو بايدن بمجرد دخوله البيت الأبيض على عكس ترامب بزيادة الضغط على المملكة العربية السعودية، والذي اعتبرها دولة منبوذة.

 وبلا شك أعلنت السعودية أنه ليس من المقرر حدوث تغييرات في العلاقات مع الولايات المتحدة بتولي بايدن الرئاسة. 

وقال عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية خلال حوار له مع سي إن إن: "لنا تعاملات مع الحكومة الأميركية باعتبارها دولة حليفة لنا، ولا يهم كون رئيس الجمهورية من الحزب الديمقراطي أو الجمهوري".

دولة عادية

كتب موقع "وورلد سوشاليست" في مذكرة تحليلية لهدف بومبيو من رحلاته الأخيرة: "ادعت الحكومة الأميركية أن حملة الضغط على إيران تهدف إلى تحويلها إلى دولة عادية، ولكن هذه الحملة لم تسفر إلا عن الفقر والجوع وحرمان الملايين من الإيرانيين من الدواء في ظروف جائحة كورونا".

كما كتب الموقع نفسه: "يدعي بومبيو وجوب تحويل إيران إلى دولة عادية، ولكن قصده من هذا التحويل العادي هو التحويل إلى لعبة يحركها النظام الديكتاتوري الأميركي كما كان في عصر الشاه قبل ثورة 1979".

وأردف: "تريد واشنطن وقف نفوذ إيران في المنطقة، أو قطع علاقتها الاقتصادية، السياسية، والعسكرية القريبة مع منافسي واشنطن حول العالم مثل الصين".

وأكد أن المحاولات الأخيرة لحكومة ترامب لفرض موجة جديدة من العقوبات بحجة حقوق الإنسان والإرهاب ما هي إلا محاولة لتكلفة حكومة بايدن الكثير من أجل إعادة المفاوضات مع إيران.

وأشارت تحليلات هذا الموقع إلى العديد من مختلف أنواع جهود حكومة ترامب لمواجهة إيران وذكرت: "الحديث عن فرض عقوبات جديدة، الهجمات الجوية الإسرائيلية على الأماكن الإيرانية من ناحية، والإقدام على إحداث الفساد وهجمات الإنترنت من ناحية أخرى".

 وأحد الأمثلة على ذلك هجوم الإنترنت على شركة الغاز الإيرانية بهدف قطع الغاز عن الإيرانيين في برد الشتاء القارس، وفق قوله.

كما أشار الموقع إلى تهديد بومبيو لإيران في حالة إيذاء أميركي واحد، حيث ذكر في نهاية حديث سابق مع واشنطن بوست: "لو أقدم الإيرانيون على قتل الأميركان، سيكون ردنا صارما مؤلما"، في نفس الوقت الذي تعتبر فيه حكومة ترامب اغتيال قاسم سليماني بمثابة حرب رسمية في المنطقة.