عضو بحملة بايدن لـ"الاستقلال": الرئيس الجديد لن يواصل التطبيع بالإكراه

محمد عيد | 4 years ago

12

طباعة

مشاركة

خلال الأربع سنوات التي سكن فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب البيت الأبيض، شهدت السياسة الخارجية للولايات المتحدة تحولا تاريخيا في التعامل مع قضايا العالم وخاصة الشرق الأوسط ودول الخليج العربي.

وشهدت علاقات واشنطن خلال فترة ترامب انحيازا كبيرا لدولة الاحتلال الإسرائيلي، إذ أعطى تل أبيب العديد من الهدايا التاريخية، أبرزها أجزاء من الأراضي الفلسطينية والعربية، والاعتراف بالقدس عاصمة لها، وشرعنة الاستيطان، ومنحها حق ضم 30% من الضفة الغربية عبر صفقة القرن.

قطع ترامب كامل المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية، والمؤسسات الأهلية، وكذلك عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" التي ترعى أكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني.

كما عمل الرئيس الأميركي على دفع دول عربية كالإمارات، والبحرين، والسودان، لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، في مخالفة للمبادرة العربية للسلام لعام 2002، التي تربط التطبيع بإنهاء الاحتلال للأراضي العربية المحتلة.

وفي التعامل مع إيران، انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع طهران، كما شهدت فترة حكمه اندلاع أكبر أزمة خليجية، بين دولة قطر، ورباعي السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر بعد فرض حصار عليها.

"الاستقلال" حاورت البروفيسور جعفر عباس، عضو الحزب الديمقراطي الأميركي وأحد النشطاء في حملة الرئيس المنتخب جو بايدن، في ولاية ويسكونسن، لمعرفة توجه الإدارة الجديدة في البيت الأبيض حول التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، والمتوقع خلال السنوات القادمة من فترة حكمه، واحتمالية تعثر نقل السلطة.

الهيبة الضائعة

  • ما هو شكل العلاقة الأميركية العربية وقضايا الشرق الأوسط خلال عهد بايدن؟

حول قضايا الشرق الأوسط وخاصة القضية الفلسطينية لا شك أن للولايات المتحدة سياسة عامة، لكن يبدو أن بايدن يريد أن يستعيد هيبة أميركا وصورتها كدولة في الصدارة بعد أن فقدت كثيرا من الاحترام ومكانتها وكاريزمتها بأفعال متهورة من الرئيس السابق ترامب.

بايدن سيحاول أن يعيد تلك الهيبة أمام العالم بتقديم حلول دبلوماسية لمعظم قضايا العالم، لذلك أتوقع أن يكون التعامل مع قضايا الشرق الأوسط بدبلوماسية عالية وسياسة لينة بعض الشيء، كما أتوقع ذلك خلال الفترة الأولى من حكم بايدن على الأقل- ملخص القول: إن حكم بايدن سوف يركز على استعادة هيبة أميركا بشيء من العقلانية والدبلوماسية.

  • في ظل حكم جو بايدن كيف تتوقعون تعامل إدارته مع القضية الفلسطينية؟

بالتأكيد السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط لن تكون بنفس سياسة ترامب، بايدن لن يقوم بإعادة ما قام به ترامب، سوف يدخل عليها كثيرا من التعديلات العادلة للقضية الفلسطينية، نتوقع ونتمنى ذلك.

  • ما هو مصير صفقة القرن في ظل حكم بايدن؟

صفقة القرن سوف تتوقف لفترة من الزمن خلال حكم بايدن، حيث إن الرئيس الجديد رجل سياسي محنك ويحب مناصرة العدالة والشعوب المظلومة وسبق وتحدث في مقطع فيديو موثق له يرجع إلى عام 1986 عندما تحدث عن الفصل العنصري بجنوب إفريقيا.

التطبيع بالإكراه

  • ملف التطبيع الإسرائيلي مع الدول العربية الذي فتح بابه ترامب، هل سيستمر مع بايدن؟

بالنسبة للتطبيع، لن تكون هناك سياسة الضغط والابتزاز من قبل إدارة بايدن الجديدة كما كان الحال في عهد ترامب، ربما يتم تقديم بعض المحفزات للدول التي تريد التطبيع، لكن على الأقل سوف يترك القرار لكل دولة  على حدة بدون إكراه، ما يعني وجود بعض الديمقراطية في هذا الشأن.

  • ما هو موقف بايدن من اتفاق التطبيع مع السودان، وموقف الكونجرس من وعود ترامب للسودان التي لم يوافق عليها أعضاؤه حتى الآن؟

بالنسبة للسودان سوف تتم الموافقة على بعض الوعود وليس كلها، لكن ستكون الموافقة مرتبطة مباشرة بالتطبيع خاصة أن الإدارة الاميركية الجديدة سوف تحاول دعم التجربة الديمقراطية في السودان.

  • ما هو المنتظر من بايدن في حرب اليمن، والأزمة الخليجية، وإيران؟

خلال فترة إدارة الرئيس جو بايدن سوف تحل الأزمة الخليجية، وستتوقف حرب اليمن خلال العام الأول من حكم الرئيس الجديد، كلنا أمل في أن تصدق توقعاتنا، كما أتوقع حلا دبلوماسيا مع إيران.

دولة مؤسسات

  • ما هي احتمالات تعثر انتقال السلطة في الولايات المتحدة بسبب تعنت ترامب واتهامه بتزوير الانتخابات؟

الولايات المتحدة الأميركية دولة مؤسسات وسوف يتم نقل السلطة بكل سلالة، وكما تلاحظون الآن بدأ ترامب في تقبل الواقع رويدا رويدا وهدأت لغته العنترية بعض الشيء.

خلاصة القول: لا يوجد احتمال واحد لتعثر نقل السلطة في أميركا، ودونالد ترامب سيخرجه الجمهوريون العقلاء من البيت الأبيض قبل الديمقراطيين.

ترامب الآن لم تعد أمامه خيارات إلا تسليم السلطة في يناير/كانون الثاني القادم وفقا للدستور الأميركي.

  • هل تتوقع أن يظل ترامب موجودا على الساحة السياسية بعد خروجه من البيت الأبيض؟

أتوقع بعد خروج ترامب من البيت الأبيض أن يرجع لوضعه الطبيعي قبل توليه منصب الرئيس، كرجل أعمال ودخول مجالات تجارية أخرى كالإعلام وغيره.