"استثمار طويل".. معاريف: لهذا سيكون بايدن جيدا لإسرائيل أكثر من ترامب

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة "معاريف" العبرية تقريرا، سلطت فيه الضوء على العلاقة بين واشنطن وتل أبيب في حال فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن، بانتخابات الرئاسة الأميركية، مشيرة إلى أن  ذلك سيعيد إسرائيل إلى الإجماع السياسي ويساعد في تقريب يهود أميركا من إسرائيل.

وقالت الصحيفة: إن "إسرائيل قد وصلت إلى السطر الأخير، فبعد 30 يوما ستجري الانتخابات في الولايات المتحدة، وعدد كبير من الأميركيين بدأ بالاقتراع، وأن هناك مليونين تقريبا أرسلوا أصواتهم من خلال البريد، وكثيرون سيفعلون ذلك في اليوم الرسمي للاقتراع في  3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020".

وذكرت "معاريف" أنه "مثل كثيرين في العالم، تتوجه أنظار الإسرائيليين إلى الولايات المتحدة، حيث سيُحسم هناك، ليس مصير الأميركيين فقط، بل إلى حد كبير مصيرنا أيضا".

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن رئيس حكومة إسرائيل الثالث، ليفي إشكول، أجاد وصف ذلك عندما أخبروه أن السنة المقبلة ستكون سنة قحط، فهو سأل فورا أين؟ وعندما أجابوه "ماذا تقصد؟ أجاب مبتسما في إسرائيل طبعا: "لوهلة خفت، ظننت في الولايات المتحدة".

الحليفة الأولى

وأكدت "معاريف" أن الولايات المتحدة هي أكبر صديقة لإسرائيل ولا بديل عنها، فكم بالأحرى عندما تكون العلاقة بها وثيقة كما هي اليوم، والكثير من الدول تؤمن بأن الطريق إلى واشنطن تمر عبر إسرائيل، إذا كان هذا هو الوضع، فمن السهل القول إن دونالد ترامب هو الرئيس الذي تريده إسرائيل أيضا في السنوات القادمة.

وتابعت: خلال السنوات الأربع الماضية كان ترامب رئيسا ممتازا بالنسبة إلى إسرائيل: نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وأقام سلاما علنيا ومفتوحا بيننا وبين الإمارات والبحرين، خرج من الاتفاق النووي مع إيران، دعم إسرائيل في الأمم المتحدة في أي موضوع وغير ذلك".

وبحسب الصحيفة، فإنه إذا أضفنا هذه السنوات الأربع الجيدة إلى ثماني سنوات صعبة عاشتها إسرائيل مع باراك أوباما كرئيس، فإن المعادلة واضحة - رئيس جمهوري هو جيد لإسرائيل، وليس رئيسا ديمقراطيا.

ولفتت "معاريف" إلى أن الحقيقة الواضحة أن الحزب الديمقراطي هو أكثر ميلا  إلى اليسار، وأقل تعاطفا مع إسرائيل، فهذا الأسبوع قررت عضوة الكونغرس من الحزب الديمقراطي "ألكسندرا كورتيز" إلغاء مشاركتها في إحياء ذكرى مرور 25 عاما على اغتيال يتسحاق رابين، بعد ضغوط من منظمات مؤيدة للفلسطينيين.

لكن رأت الصحيفة العبيرة، أنه على الرغم من كل شيء، فإن انتخاب المرشح الديمقراطي للرئاسة، جو بايدن، ليس جيدا أقل من انتخاب ترامب، بل هو جيد أكثر.

استثمار طويل

وفي هذا الصدد، قال الكاتب الإسرائيلي ياكي دايان، الذي شغل سابقا منصب القنصل العام في لوس أنجلوس، ومستشارا سياسيا في واشنطن ورئيس ديوان وزارة الخارجية: إنه قبل كل شيء، فإن سجل تصويت بايدن طوال سنواته في مجلس الشيوخ فيما يتعلق بإسرائيل ليس أقل من ممتاز، لافتا إلى أن السيناتور الديمقراطي أيد دائما العلاقات الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة، في المساعدات الأمنية، والتعاون الاقتصادي والعلمي، وفي حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وفي موضوعات جوهرية لنا.

وأضاف دايان أنه على الرغم من مقته لترامب، أعلن بايدن أنه عندما ينتخب سيُبقي السفارة في القدس، ومن بين المرشحين الـ21 الذين خاضوا السباق إلى الترشح للرئاسة من الحزب الديمقراطي هو الأكثر إصرارا وتصميما على تأييد إسرائيل، مشيرا إلى أن بايدن كان ولا يزال صديقا لكل رؤساء الحكومات منذ أيام غولدا مئير وحتى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، على الرغم من أنه لا يتفق معه على جزء من الموضوعات.

وانتقل الكاتب في حديثه للصورة الأوسع، بالقول: "لقد كان أكبر رصيد لنا في الولايات المتحدة تأييد الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإسرائيل، وكنا نعلم دائما أنه عندما يُطرح أي موضوع مهم لنا على التصويت في الكونغرس سيحظى بموافقة واسعة من الديمقراطيين والجمهوريين وحتى عندما لم يكن الحزبان قادرين على الاتفاق على أي موضوع".

ومن ثم ذهب الكاتب إلى الصورة الكبيرة: "كان مصدر قوتنا الرئيسي في الولايات المتحدة هو دعم الحزبين لإسرائيل، لقد عرفنا دائما أنه بمجرد طرح كل قضية مهمة بالنسبة لنا للتصويت في الكونجرس، سيكون هناك إجماع واسع لدعمها بين الديمقراطيين والجمهوريين، حتى لو لم يتمكن الطرفان من الاتفاق على شيء، كانت إسرائيل هي الإجماع".

رصيد ثمين

وأشار دايان إلى أنه في السنوات الـ12 الأخيرة خسرنا هذا الرصيد الثمين، حاليا ليس مهما إيجاد المسؤول عن هذا الوضع، سواء كانت السياسات الإسرائيلية أو توجه الحزب الديمقراطي نحو اليسار، لكن الآن تحديدا الذي يقدر على تغيير دوران عقارب الساعة ولجم صعود التيار المتطرف في الحزب هو رئيس ديمقراطي صديق لإسرائيل، هو يستطيع إعادة الوضع إلى نصابه واستعادة الرصيد المهم جدا بالنسبة إلينا، بطاقة التأمين المتمثلة في الدعم من الحزبين الكبيرين.

ورأى الكاتب الإسرائيلي أنه من أجل ترميم العلاقات مع الحزب الديمقراطي هناك مدماك إستراتيجي إضافي، الأغلبية الساحقة من اليهود تصوت إلى الحزب الديمقراطي، أكثر من 70 بالمئة منهم سيفعلون ذلك في الانتخابات المقبلة.

ونصح السفير السابق بتقريب المسافات، قائلا: المسافة والشرخ بين الحزب الديمقراطي وإسرائيل يلقيان بظلهما على كثير من اليهود، وخاصة من أبناء الجيل الشاب الذين خسرنا العلاقة معهم، يوجد في الولايات المتحدة أكبر ثاني تجمع لليهود في العالم، وهناك من يقول إنه التجمع الأكبر الوحيد خارج إسرائيل، بسبب تدني الأعداد في أماكن أُخرى. إذا تصرفنا بصورة صحيحة في مواجهة هذا التحدي، فإن إقامة علاقة جديدة مع الحزب الديمقراطي ستشكل فرصة لتسريع وتعزيز العلاقة مع يهود الولايات المتحدة.

واستطرد الكاتب أن هناك من يدّعي أن الاستثمار في بايدن من المحتمل يكون لأمد قصير بسبب عمره، وفي الحقيقة، إذا فاز سيكون الرئيس الأميركي الأكبر سنا 78 عاما، لكن نائبته "كاميلا هاريس " المتزوجة من يهودي، هي من المؤيدين المتحمسين لإسرائيل، لقد التقيتها ذات مرة، عندما كانت مدعيا عاما في كاليفورنيا، وخرجت من اللقاء بإحساس بأن لدينا صديقة حقيقية.

نقطة خلاف

ولفت الكاتب إلى أن بايدن انتقد ويواصل انتقاد البناء في المستوطنات لأنها تشكل عقبة في وجه السلام، ولأنها تمس برغبة وحاجة إسرائيل إلى أن تكون دولة يهودية وديمقراطية، وربما سيشكل ذلك نقطة خلاف مع حكومة إسرائيل، لكن إذا نظرنا إلى الصورة الشاملة، إذا انتُخب رئيسا ستكون لإسرائيل فرصة كبيرة لترميم علاقاتها المنهارة مع الحزب الديمقراطي، والحصول على رئيس يلتزم بحصانة إسرائيل بصورة قاطعة، وإذا عرفنا كيف نبني هذا بصورة صحيحة، فإننا سنستعيد الإجماع السياسي الأميركي.

وتابع: أنه من الصعب معرفة من سيكون المرشح الديمقراطي للرئاسة بعد 4 سنوات، لكن في السيناريو الأكثر تفاؤلا من الصعب التقدير أنه سيكون ملتزما بإسرائيل مثل بايدن، فعندما كان والده جنديا في الحرب العالمية الثانية شرح له أنه يجب أن يكون لليهود دولتهم، وبهذه الطريقة فقط يمكنهم الدفاع عن أنفسهم.

ونصح ديان بانتخاب بايدن، وأن انتخابه سيعزز العلاقة الواهنة مع الحزب الديمقراطي، ويعيد الإجماع السياسي على إسرائيل، ويساعد في تقريب يهود الولايات المتحدة من إسرائيل، وسيحل موضوعات خلافية في السياسة الأميركية، مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس غير قابل للتغيير.

وخلص السفير السابق خلال حديثه في الصحيفة العبرية إلى القول: "إذا عرفنا التصرف بصورة صحيحة فلن تتم فقط المحافظة على علاقاتنا وإنجازاتنا في فترة ترامب، بل سيتم تعزيزها أيضا".