يني شفق: الاستعمار الغربي لإفريقيا لم ينته.. هكذا يجري إحياؤه
قالت صحيفة تركية: إن فرنسا، المُستعمِرة الإفريقية السابقة، بدأت فعليا باستعادة دورها الاستعمار ولكن بوجه جديد، عبر دعم اللواء الليبي المنقلب خليفة حفتر، الذي يحاول الإطاحة بحكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.
وذكرت صحيفة "يني شفق" أن فرنسا تعد واحدة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي التي تتمتع بحق النقض (الفيتو). وبدون موافقة الخمسة أعضاء الدائمين، لا يمكن لمجلس الأمن تنفيذ أي قرار.
وأضافت: "لا أحد يشك في أن أعضاء المجلس العشرة البقية، الذين ليس لديهم الحق في النقض، هم واجهة ليس أكثر. ويبقى السؤال هل يمكن لمثل هذه الأمم المتحدة على هذه الشاكلة أن تحقق السلام على الإطلاق؟".
استعمار إفريقيا
وبينت أن بريطانيا وفرنسا لعبتا دورا رائدا في استعمار إفريقيا خلال القرن التاسع عشر، وعملت هاتان القوتان على تقاسم القارة ودمرتا مؤسساتهم التقليدية التي دعمت شعوبها، "وعليه كل ما تعانيه تلك المنطقة اليوم من أزمات يعود لتلك الحقبة".
بدأت الدول الإفريقية في الحصول على الاستقلال منذ خمسينيات القرن الماضي وسمح المستعمرون بذلك من خلال تأمين مصالحهم الخاصة.
وأوضحت الصحيفة أن "استغلال إفريقيا لم ينته بل تغير شكله، حيث أعاقت القوى الغربية تنمية المجتمع المدني من خلال دعم الأنظمة العسكرية هناك".
وتابعت: "القروض الدولية لم تقض على الفقر، بل على العكس، عززت من سلطات الديكتاتوريين، وأضعفت هذه القروض اقتصادات الدول الإفريقية أكثر؛ كما تم التخلص من موارد الثروة في تلك البلدان بهذه الطريقة".
في فترة "الحرب الباردة"، كانت إفريقيا أيضا مسرحا للمنافسة بين "الاتحاد السوفييتي" و"الولايات المتحدة/الغرب".
دعم السوفييت ما يسمى بالقوى التقدمية في هذه القارة أيضا، حيث مات الملايين في الحروب الأهلية والانقلابات العسكرية والمذابح، وجنت الأنظمة العسكرية مليارات الدولارات في مجمعات صناعية عسكرية للأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
مساندة الديكتاتوريين
وتتابع الصحيفة: "استمرت دورة الربح هذه بعد نهاية فترة الحرب الباردة، فلم تتسامح القوى الغربية مع مساعدة القوات العسكرية والأنظمة الديكتاتورية الأخرى التي تخوضها القوات المدنية التي تكافح من أجل الديمقراطية والعدالة والمساواة في إفريقيا".
وواصلت في ذات السياق: "طالما أن الأموال تتدفق إلى جيوبهم، لم يروا أي مشكلة في لعب فيلم القرود الثلاثة. لقد وضعوا السجاد الأحمر تحت أقدام الديكتاتوريين، كما فعلوا مع الجنرال الانقلابي (عبد الفتاح) السيسي" في مصر.
وأردفت: "لا تتخلى القوى الغربية عن أدوارها المدمرة في مصير إفريقيا، حتى لو اعترفت واعتذرت عن جرائمها في محفل هنا أو هناك، وكلما حاول الأفارقة التخلص من هذه القيود، وجدوا طريقة ما وسدوا هذه الثغرة، لقد جعلوا من واجبهم منع القارة من رسم طريقها الخاص. لهذا السبب يجب أن تقرأ الأجيال الشابة التاريخ الاستعماري جيدا".
وتقول "يني شفق": "تعمل فرنسا الآن من أجل النفط الليبي، حيث تكافح لجعل الجنرال حفتر محببا وتحسن من صورته أمام الرأي العام الأوروبي، وهو الذي يريد إقامة نظام ديكتاتوري عسكري في ليبيا، تماما كما أسس البريطانيون شركة تسمى -الهند الشرقية- وبعد استعمار البلاد، نهبت الشركة خيراتها ونقلت ثروتها الهائلة إلى لندن".
في الأثناء، ظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لينال بعض المصالح، ولكن تقول الصحيفة: إنه "لن يبقى كثيرا في ليبيا وسيخرج منها دون أن ينجح في عرقلة الدور التركي".
والخلاصة هنا أنهم "يريدون الجمع بين ثروات إفريقيا أو ما تبقى منها وفي ذات الوقت الحصول والاستحواذ على نفط ليبيا المكتنز، فهم يعملون على إدارة جميع الخيوط بشيء من الإستراتيجية الهندسية وهذا ما فعلوه بالأمس، ويحاولون تحقيقه اليوم".