"رسمية مش شعبية".. لماذا نظم السيسي جنازة عسكرية لمبارك؟

12

طباعة

مشاركة

أقام نظام الانقلاب العسكري في مصر بقيادة عبدالفتاح السيسي جنازة عسكرية للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، الذي أسقطه الشعب المصري في ثورة 25 يناير عام 2011.

وأثارت الجنازة العسكرية استياء رواد "تويتر"، مؤكدين عبر مشاركتهم في وسوم عدة، أبرزها "#جنازة_عسكرية_لمبارك"، عدم قانونية الإجراءات لتورط مبارك في قضايا فساد وصدور أحكام نهائية بحبسه ثلاث سنوات في قضية القصور الرئاسية.

وتحدث ناشطون عن ضلوع الإمارات، التي اقترن اسمها بقيادة الثورة المضادة في مصر، في إصدار أوامر مباشرة للسيسي بإقامة جنازة عسكرية لمبارك تكريما له، مبرزين الفرق في تعسف السيسي في التعامل مع وفاة الرئيس الشرعي السابق محمد مرسي، وتكريمه لمبارك.

واستنكروا تغييب الإعلام للحقائق وتزييفه لها، والتجاهل المتعمد لإجبار الشعب المصري لمبارك على التنحي بعد ثورة شعبية أطاحت به، لافتين إلى أن الإعلام اتبع نهج ذكر حسنات مبارك، في مقابل التكتم على تاريخ الفساد والقمع والفقر بناء على تعليمات خارجية أمرت بها الإمارات.

خطأ قانوني

وأعرب ناشطون عن رفضهم تنظيم جنازة عسكرية للسيسي وأكدوا أنه تعد على القانون والدستور وخذلان لثورة يناير وضحاياها. وقال حسين شماردل: "نرفض قرار السيسي بتنظيم #جنازة_عسكرية باعتباره خرقا للنظام العام، القانون أدان مبارك بالفساد والدستور أشاد بثورة يناير التي خلعته قصرا لا يحدثني أحد عن طيبة ووفاء المصريين، حدثوني عن التخاذل وتحدي المشاعر وانعدام التقدير السليم".

وكتب نبيل كامل: "طبعا واضح أننا اتعمل بينا ثورة، يعنى العسكر تركوا الشباب حتى يتم خلع مبارك، ومن ثم تم وضع جميع شباب الثورة فى المعتقلات، والاآن يستمتعوا بتقسيم مصر فيما بينهم، ومبارك بيتعمله جنازة عسكرية بمخالفة القانون. يآل وقاحتكم ..".

وأجمع ناشطون على أن مبارك لا يستحق حداد رسميا ولا جنازة عسكرية بنص القانون، وذلك لتورطه في قضايا "مخلة بالشرف" على رأسها قضية القصور الرئاسية.

ورأت سارة أن "جنازة مبارك هي لحظة فارقة لوقوع ورقة التوت الأخيرة عن النظام الحالي"، لافتة إلى أنه ضرب القانون بعرض الحائط وإقامة جنازة عسكرية لشخص مدان بحكم محكمة، لا يحق له جنازة عسكرية لتصرفاته المشينة وسرقة فلوس شعبه للتأكيد على توجهات النظام الحالي. بداية النهاية ساعات بتكون بفعل "صغير".

دور الإمارات

وأرجع ناشطون أسباب إقامة النظام الحالي لجنازة عسكرية إلى وقوف الإمارات الداعم الأبرز للثورة المضادة، وأنها ورجالها وراء ذلك وإصدارها أوامر مباشرة للسيسي بالتنفيذ.

وقال صاحب حساب "التطبيع خيانة": "اللي عاوز يتعملة جنازة عسكرية حتى لو كان مجرم بحكم القانون لازم يكون مسنود من ولاد زايد، فلا كرامة لعسكري منتهي الصلاحية في حكم العسكر ولكم في سامي عنان وشفيق أمثلة".

وقال الكاتب السوري قتيبة ياسين إن محمد بن زايد الشهير بمبز هو من أمر بسجن الرئيس المنتخب محمد مرسي ومنع علاجه لقتله وثم منع عزاءه وهو من أمر بتبرئة المخلوع مبارك وعلاجه وثم إعلان الحداد وإقامة جنازة الأبطال له من يشك بهذا الكلام ففي عقله شك".

واعتبر أبو حميد أن من تجليات هلاك مبارك: "أن من يحكم مصر ويدير شؤونها ليست دولة، وإنما عصابة قذرة اختطفت البلاد والعباد بقوة السلاح، وأن قرار عصابة السيسي من الجنرالات الملاعين ليس بيدها، وإنما بيد الكفيل الإماراتي محمد بن زايد".

وغرد المحامي جمال عيد على "تويتر" قائلا: إن "ألد أعداء ثورة يناير، ثورة الكرامة الإنسانية هم السعودية، الإمارات، إسرائيل وأكثر الحزانى على موت مبارك: #السعودية #الإمارات #إسرائيل".

وأشار ناشطون إلى دور الإعلام في تغييب الوعي وتحريف التاريخ، وكتبت هدى: "#جنازة_عسكرية_لمبارك طبعا وبرعاية نظام العسكر  وبأمر من أبوظبي.. بالمناسبة الإمارات كانت السباقة إلى نعي مبارك وحال إعلانها تنكيس الأعلام والحداد تغير الحديث في القنوات المصرية 180 درجة، والكل أصبح يعدد مناقب الريّس ومآثره ".

تبديل وجوه

وخلص ناشطون إلى أن ما حدث بمصر هو سياسة استبدال الوجوه رجل عسكري مكان آخر، أهم ما يميزهم الرضا الإسرائيلي والخليجي عنهم. وقال صاحب حساب "المش مهندس": إن "مبارك لم يتم خلعه بل تم استبداله بعسكري آخر نال إعجاب الإمارات ومن قبلها إسرائيل".

وغرد الدكتور خفاجي على حسابه في "تويتر"، قائلا: "وصلت المذلة بمصر أن يحكمها ابن زايد ونتنياهو يأمران بلحة فيقول سمعا وطاعة".

ورأى الكاتب والصحفي قطب العربي، أنه "من الطبيعي أن يكون السيسي في صدارة المشاركين في جنازة مبارك، فهو خليفته في منظومة الحكم العسكري الذي قامت ثورة يناير لإنهائه، وقد تمكن السيسي من استرداد الحكم العسكري، وأعاد لمبارك اعتباره، لكنه احتفظ لنفسه بالرئاسة والقصر ، ويعتبر نفسه امتدادا لمبارك".

وأد الثورة

وتحسّر ناشطون على ثورة يناير وضحاياها، معتبرين ما قام به النظام من مراسم تكريم لجنازة مبارك وحفاوة في النعي بأنها وأد نهائي للثورة، وقالت آسيا أم حبيبة: "مبارك مات واتعملتله جنازة عسكرية أنا بكيت بس مش عليه أنا بكيت على ثورة يناير اللي كانت جنازتها النهار ده وعلى المعارضة اللي بتموت يوم بعد يوم..".

وتهكمت الناشطة رحيل قائلة: "الجنازة عسكرية اومال عايزنها تكون إيه غير عسكرية؟! ما هو الميت عسكري، والقاتل عسكري، والسارق عسكري، والظالم عسكري، والخاين عسكري، ومين يودع العسكري؟!". وترحمت على "شهداء القطار..والعبارة.. والأمراض وشهداء الثورة ورئيس الثورة مرسي.. اللهم مكنهم من القصاص منه يوم الحشر ".

وفي أعقاب الإشارة إلى الدور الإماراتي في تمرير جنازة مبارك، قارن ناشطون بين تعامل نظام السيسي مع وفاة مبارك ومرسي، مشيرين إلى أن مرسي منعت إقامة جنازة له وشوه الإعلام صورته ومنع من الدفن في قريته وتجاهل الجميع خبر وفاته ومنع إقامة عزاء له، وفي المقابل تم إقامة جنازة عسكرية لمبارك حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، ودفن في مقابر العائلة ونعته الدولة رسميا وتقرر إقامة عزاء رسمي له.

وقال صاحب حساب "فلورنس كيو": "لما ترض عليك دولة الإمارات المارقة الملعونة والسعودية وباقي دول الشر يرضوا عليك وقت تموت يديرولك زي مبارك .. لكن مرسي غاضبين عليه وشوفوا شن اللي صاير . ولكن عند الله تجتمع الخصوم الفرق بين رئيس مدني وعسكري".

وغرد صاحب حساب "خالقي ماليزي إيمان" قائلا: "إلا في مصر يُسجن الرجل الصالح و يُقتل و تُمنع الصلاة عليه ويُدفن ليلا من دون جنازة ولا عزاء، بينما تقام جنازة عسكرية شعبية مهيبة للمفسد و المجرم و الخائن بحضور رؤساء و زعماء العالم".

رموز النظام

وتداول الناشطون صورا لرموز نظام مبارك المتهمين بالفساد والمحسوبين ضمن رموز الثورة المضادة أثناء مشاركتهم في جنازة مبارك، أبرزهم رجال الأعمال هشام طلعت مصطفى وأحمد عز ومحمد أبو العنين، ورئيس ديوان رئيس الجمهورية الأسبق زكريا عزمي، معتبرين ذلك استفزازا لمشاعر الشعب وتحدي لإرادته.

وقال الحقوقي والسياسي المصري المعارض أسامة رشدي: "يصرون اليوم باحتفائهم بحسني مبارك بجنازة عسكرية على تحدي إرادة هذا الشعب الذي خرج قبل 9 أعوام ليقول له ارحل وقرر خلعه، الثورة المضادة التي أهانت الرئيس المنتخب محمد مرسي بعد أن غدروا به وخانوه وسجنوه وقتلوه ودفنوه في ظلمة الليل يحتفون الآن بالمخلوع العسكري".

 

واعتبر ناشطون إعادة تلك الوجوه للظهور مرة أخرى بأنها "استفزاز" لمشاعر ثوار يناير، لافتين إلى أن تلك البطانة كانت أبرز الأسباب التي قادت إلى الثورة.

وكتب يونس: "وأنا أتابع جنازة مبارك الرسمية كل الوجوه التي ميزت فترة حكمه حاضرة بشكل استفزازي لكل المشاعر. يحضرني القاتل هشام طلعت مصطفى زكريا عزمي محمد أبو العينين أحمد شفيق  وغيرهم من العصابة".

إرث فساد

وذكّر ناشطون بإرث الفساد الذي خلفه نظام مبارك، وأوضح عمرو جابر أن "من إفرازات نظام مبارك صفوت الشريف تاجر آثار وأسلحه، كمال الشاذلى رشاوى الالتحاق بالكلية الحربية والشرطة، فتحي سرور تزوير الانتخابات وتمرير القوانين، حبيب العادلي سجن وتعذيب وقتل المعارضة، يوسف إلى تدمير الزراعة واستيراد أسمدة مسرطنة، أحمد عز التلاعب بالبورصة وتحقيق أرباح بالمليارات".

ونشر الناشط ابن يحيى على حسابه في "تويتر" صورا تجمع رموز نظام مبارك، قائلا: "أهلا بالهليبه. .زكريا عزمي، أحمد عز، هشام طلعت مصطفى".

"رسمية مش شعبية"

ولفت ناشطون إلى أن نظام السيسي أقام جنازة عسكري ليكون الحضور محدودا ومقتصرا على رموز النظام السابق والقادة العسكريين، ولا يسمح بحضور مفتوح مما قد يتحول لتجمع معارض خوفا من رجال مبارك أو المعارضة.

وأفاد الناشط الحقوقي المعارض هيثم أبو خليل بأن "أحد الضباط طرد العشرات الذين تجمعوا لحضور جنازة المستبد المخلوع، وقال لهم: دي جنازة رسمية مش شعبية" مستطردا: "كان ناقص يقول لهم.. دي بأوامر أولاد زايد وآل سعود ومعندناش شعب ينزل شارع ويشارك في جنازات".