مجلة استخباراتية: عباس كامل هدد بالاستقالة من منصبه.. هذه الأسباب

قسم الترجمة | 5 years ago

12

طباعة

مشاركة

نشرت مجلة "إنتليجنس أونلاين" الفرنسية المعنية بشؤون الاستخبارات، تقريرا تحدثت فيه عن سياقات وأسباب إبعاد كل من محمود السيسي وأحمد شعبان، مشيرة إلى أن هناك أزمة كانت تختمر منذ أشهر داخل أروقة المخابرات العامة، وصلت مؤخرا إلى ذروتها.

وكشفت المجلة للمرة الأولى في عددها الصادر، الأربعاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عن تهديد عباس كامل مدير مكتب المخابرات بالاستقالة في حال لم تتم إزاحة محمود السيسي نجل رئيس النظام المصري من موقعه بالمخابرات العامة.

وبررت "إنتليجنس أونلاين" طلب عباس بأن أساليب محمود السيسي "غير العادية" في الفترة السابقة، أثارت الكثير من الانتقادات والاستهجان داخل الأجهزة، وقد ظهرت هذه الاعتراضات بالتزامن مع تصدره المسؤولية لتخفيف حدة الحراك الشعبي الذي بدأ في سبتمبر/أيلول الماضي.

يأتي ذلك بعد تقرير لموقع "مدى مصر" كشف فيه عن إصدار رئيس النظام المصري عبدالفتاح السيسي، قرارا بانتداب ابنه محمود الضابط في جهاز المخابرات، "للقيام بمهمة عمل طويلة في إحدى بعثات مصر الدبلوماسية".

وأوضح الموقع أن القرار يتضمن إرساله على رأس البعثة المصرية في العاصمة الروسية موسكو، وأنه جاء بعد "تأثير زيادة نفوذ محمود السيسي بشكل سلبي على والده"، حسبما رأى بعض المنتمين للدائرة المحيطة بالسيسي، إضافة لعدم نجاح الابن في إدارة عدد من الملفات التي تولاها.

إبعاد نجل السيسي جاء بعد تهديد عباس كامل بالإستقالة

وأكد الموقع أن مصدرا المعلومة من المخابرات "لم يُحددا المدة التي سيقضيها محمود في موسكو، لكنهما اتفقا على أنها مهمة طويلة الأجل قد تستغرق شهورا، وربما سنوات. فيما نقل عن مصدر حكومي رسمي في دوائر السلطة العليا، وآخر سياسي على اتصال بمقربين من دوائر السلطة، إن "السيسي الابن سيكون مبعوثا عسكريا لمصر لدى روسيا".

ونقل عن المصدر الرسمي، قوله: إن "القرار اتخذ، على أن يكون تنفيذه في 2020، بعد فترة ابتعاث قصيرة لمحمود السيسي من المخابرات العامة إلى المخابرات الحربية؛ يليها ترشيحه للمنصب الجديد، لافتا إلى أن "السيسي تحدث بالفعل في الأمر مع الجانب الروسي ووجد الأمر ترحيبا".

ووفقا لمصدر مقرب من دوائر صنع القرار في أبوظبي تحدث لـ"مدى مصر"، فإن قرار إبعاد محمود السيسي يعد بمثابة تنفيذ لمقترح إماراتي تمت الإشارة به على السيسي في معرض التنسيق الثنائي رفيع المستوى الممتد بينه وبين ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الحليف الأقرب لنظام السيسي.

إبعاد شعبان

وبخصوص قرار إبعاد أحمد شعبان مدير مكتب عباس كامل، أكدت المجلة الفرنسية أن "دولة الإمارات أبلغت القاهرة انزعاجها منه، بعد تلقيها رسالة منه يذكر فيها أن الإمارات لم تحترم التزاماتها".

وأوضحت أن "الإمارات أبلغت مصر بذلك الانزعاج في اللقاء الذي دار بين ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان مع عبد الفتاح السيسي عندما التقيا في أبوظبي في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري".

وكان السيسي قد زار الإمارات، الأربعاء، لبحث "التطورات على الساحات العربية والإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك"، وفق وكالة الأنباء الإماراتية.

الزيارة التي استمرت يومين لم تكن معلنة مسبقا، إذ أنها جاءت غداة إعلان اتحادات السعودية والإمارات والبحرين لكرة القدم، المشاركة في بطولة "خليجي 24" بقطر، رغم الأزمة الخليجية، وحديث أكاديمي مقرب من الإمارات عن تطورات مهمة لحل الخلاف الخليجي.

يشار إلى أن شعبان ارتبط برئيسه المباشر اللواء عباس كامل، بدءا من العمل بجهاز الاستخبارات الحربية، ثم مكتب وزير الدفاع حين كان السيسي في هذا المنصب في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي، مرورا بالعمل في مؤسسة الرئاسة، وأخيرا انتقل معه إلى جهاز الاستخبارات العامة لتأدية مهمة جديدة.

وبحسب تقارير صحفية، فإن الضابط الشاب أصبح حلقة الوصل الرئيسية في التواصل بين عباس كامل وبين "الأذرع الإعلامية"، فيوجه إليهم التعليمات ويتابع أداء عملهم اليومي، ليقدم لرئيسه تقريرا يوميا بذلك.

الإمارات ططلبيت من السيسي إبعاد أحمد شعبان

وعلى مدار نحو عام، كان شعبان يقوم بكتابة مقال يومي في صحيفة "اليوم السابع" التابعة للأجهزة الأمنية المصرية، تحت اسم مستعار هو "ابن الدولة"، إذ كان يحرص كافة العاملين بالحقل الإعلامي لمتابعته كل صباح لمعرفة خطوط التحرك اليومي، كي لا يتجاوزها أي منهم.

ويحرص شعبان على التواصل يوميا مع مجموعة الصحافيين، ورؤساء التحرير وكبار مقدمي البرامج عبر "جروبات" مغلقة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وتطبيق "واتساب" لنقل التكليفات اليومية لهم، وفقا للتقارير.

وتمكن شعبان ومن فوقه عباس كامل خلال فترة وجيزة من وصول السيسي لقصر الاتحادية حيث مقر الحكم، من السيطرة بشكل تام على ملف الإعلام، وأخذ في إعادة تشكيله، وصناعة جيل جديد من الإعلاميين والصحافيين الذين يدينون بالولاء لمنظومة الحكم الجديدة.

واستطاع شعبان تكوين ما يعرف بـ"مجموعة شباب الإعلاميين"، وهو تشكيل يضم عددا من المذيعين والصحافيين، والكتّاب الشباب، وتنظيم دورات ومعسكرات تدريبية لهم، وفي مرحلة لاحقة تم توزيعهم على القنوات الفضائية والصحف، وبرامج "توك شو".