صحف غربية: انتقادات حادة وتحقيقات أمنية في تهديدات وزيرة مصرية

12

طباعة

مشاركة

سلّطت صحف غربية عدة، الضوء على واقعة تهديد وزيرة بالحكومة المصرية بقطع راس المعارضين خلال زيارة رسمية إلى كندا، بعد مرور أقل من عام على اختطاف وتقطيع الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، على يد مجموعة تابعة للسلطات السعودية.

وقالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، إن الإشارة التي أظهرتها وزيرة الهجرة نبيلة مكرم بوضع أصبعها على رقبتها، كلفتة لعقوبة قطع الرأس لأولئك الذين يهينون النظام السلطوي في مصر، أجّجت الغضب تجاه النظام المصري.

اتهام الإخوان

وأوضحت، أن الغضب تجاه الواقعة دفعها إلى الدفاع عن نفسها في رسالة تم بثها على القنوات التلفزيونية المصرية، والتي اتهمت جماعة الإخوان المسلمين بأخذ كلماتها من سياقها وتأكيد على أن الإيماءة لم تكن تعني العنف.

ومضت "إندبندنت" تقول: "لكن بعد مرور أقل من عام على اختطاف وقتل وتقطيع الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية بإسطنبول، ووسط تقارير عن استهداف الأنظمة الاستبدادية العربية للمعارضين في المنفى، أثار هذا القلق بين الناشطين الذين يعيشون في الشتات".

ونقلت عن عمرو دراج، الوزير السابق في "حكومة الإخوان المسلمين" بمصر ، قوله في بيان لـ"الإندبندنت": "إنهم يحاولون إسكات أولئك الذين يعيشون في الخارج والذين يتمتعون بحرية التعبير التي يحرم منها إخوانهم المواطنون المقيمون في مصر".

وقال دراج: إنه "من غير المقبول على الإطلاق أن يقوم وزير في الحكومة بتوجيه تهديد رسمي ضد الجاليات المصرية في الخارج"، مضيفا: "تماما مثل حالة جمال خاشقجي، هذه رسالة تفيد بأنه حتى لو كنت في الخارج، لا يمكنك التحدث. وإذا قمت بذلك، فأنت تواجه أخطر العواقب".

خوف متزايد

وتابعت الصحيفة: إنه "في عصر الإنترنت والتلفزيون الفضائي، أصبحت الأنظمة الاستبدادية في الشرق الأوسط حساسة بشكل متزايد بشأن المعارضين الذين يعبّرون عن انتقادهم من الخارج. إضافة إلى السعودية، استهدفت إيران في السنوات الأخيرة نشطاء المعارضة في الخارج بخطط الاغتيالات والتفجيرات في فرنسا والدنمارك وهولندا وألبانيا".

وقال المرشح الرئاسي المصري السابق أيمن نور، الذي يعيش الآن في المنفى بتركيا، إن الفيديو قدّم لمحة عن المكائد الداخلية الغامضة لنظام السيسي.

وكتب على "تويتر" قائلا: "لم تستطع التفريق بين المؤامرات التي سمعتها خلال اجتماعات مغلقة وما ينبغي الكشف عنه في الاجتماعات العامة. وهكذا، كشفت عن نوايا نظام السيسي الإجرامي".

وكتب عمرو مجدي من "هيومن رايتس ووتش" على "تويتر" يقول: "نعرف جيدا أن السيدة نبيلة مكرم وزيرة في حكومة سجنت بالفعل عشرات الآلاف من المنشقين، إضافة إلى التعذيب المنهجي والاختفاء القسري لنقاد حكومتها. إنهم لا يمزحون".

تهديد المغتربين

من جهتها، قالت صحيفة "جلوب أند ميل" الكندية، إن مجموعات كندية مصرية تحث الحكومة الفدرالية على إدانة ما وصفته على أنه تهديد صريح للمغتربين من قبل وزيرة مصرية في تورونتو في نهاية الأسبوع الماضي.

ونقلت الصحيفة عن إيهاب لطيف، عضو "الائتلاف المصري الكندي من أجل الديمقراطية" قوله: إن "تصريحات السيدة مكرم تشكل تهديدا للمصريين الذين يعيشون في الخارج".

وأضاف: "لا أوافق على أن قول ذلك بطريقة مزاح، وأنه لا يحتوي على رسالة مخفية خطيرة، لأننا نعلم أن العديد من الدول، وبعضها من الحلفاء المقربين إلى مصر، مثل السعودية، يتعقبون المعارضين في الخارج"، مستشهدا بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا العام الماضي.

ومضى تقرير الصحيفة الكندية يقول: "تعرضت حكومة رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي لانتقادات لانتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك قمعها للناشطين والفنانين والصحفيين وغيرهم".

حملة تخويف

ونقلت عن "هيومن رايتس ووتش" قولها: إن قوات الأمن التابعة للسيسي "شنّت حملة تخويف وعنف واعتقالات ضد المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني وغيرهم الذين انتقدوا الحكومة".

وقال صلاح باسلامة، الأستاذ المشارك في كلية الترجمة والترجمة الفورية بجامعة أوتاوا: إن "تعليقات مكرم وإيماءة قطع الرأس تكفي لفهم ما تعنيه"، مشيرا إلى أنه "لا يرى استخداما مجازيا للتعبير".

وأضاف: "كان يمكن أن يكون ذلك وسيلة لجعل الناس يضحكون، لكننا نعلم أن الضحك غالبا ما يغلف برسائل جادة. ويبدو أن هذا واضح بشكل خاص من مسؤول مصري في الحكومة الحالية".

أما لطيف، فقد قال إنه يتعين على أوتاوا الاتصال بالسفير المصري في كندا على الفور لإدانة تصريحات مكرم. وأكد أن حكومة رئيس الوزراء جوستين ترودو بحاجة إلى الوفاء بالتزامها بحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.

وتابع: "تتعامل كندا مع النظام المصري بطريقة متساهلة للغاية. أعتقد أن هناك بعض الاسترضاء يحدث وآمل أن يكون هذا الحادث بمثابة دعوة لاستيقاظ الحكومة الكندية".

كندا تعلق

ونقلت الصحيفة، عن المتحدثة باسم وزير الشؤون الخارجية كريستيا فريلاند، قولها: إن "كندا تدرك التعليقات التي أدلت بها مكرم أثناء زيارتها، ولكنها لم تندد بها مباشرة".

وبحسب بيان للمتحدث آدم أوستن، فإن "كندا تواصل دعم رغبة الشعب المصري في الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون وزيادة الفرص الاقتصادية. إن حقوق حرية التعبير والتعبير ضرورية للديمقراطية وحكومتنا ستدافع دائما عن الكنديين - والناس في جميع أنحاء العالم - في قدرتهم على ممارسة هذه الحقوق".

ونقلت الصحيفة، عن ماهر رزق الله، رئيس "الجمعية القبطية الكندية" قوله: إنه "يود أيضا أن يرى السياسيين الكنديين، وهم النائب المحافظ التقدمي في أونتاريو شريف سبعاوي والنائب الليبرالي عمر الغبرة، السكرتير البرلماني للوزير الاتحادي لتنويع التجارة الدولية - يستنكرون تصريحات الوزيرة".

ومع ذلك، قال سبعاوي إن "تصريحات السيدة مكرم قد أخرجت بالكامل من سياقها لأنها كانت تتحدث بالعامية العربية المصرية. إن مكرم كانت في تورنتو بدعوة منه بمناسبة شهر التراث المصري. وبحسب متحدث باسم شرطة بيل الإقليمية، فإنهم يبحثون في فيديو مكرم في هذا الحدث.

تهديد خطير

واهتمت صحيفة "ناشيونال بوست" بالموضوع ذاته، وقالت إن الكنديين المصريين يشعرون بالغضب حيال وعيد وزيرة الحكومة المصرية "بتقطيع" منتقدي بلدها، قائلين: إن ما كان يمكن أن يكون بمثابة نكتة ضربتهم كتهديد خطير من نظام قمعي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأقباط والمسلمين - الذين نادرا ما يتفقون- أدانوا يوم الأربعاء الماضي، التعليقات التي أدلت بها وزيرة الهجرة نبيلة مكرم.

ولفتت "ناشيونال بوست" إلى أن الشكوى التي تقدم بها البعض، دفعت قوة "بيل" الإقليمية لإعلان أنها تحقق في الأمر. ونقلت عن إيهاب لطيف من التحالف الكندي المصري من أجل الديمقراطية: "لا ينبغي لأحد أن يأخذ الأمر كنكتة. إنها تمثل حقا عقلية الحكومة المصرية الحالية وغير مقبولة على الإطلاق من وزير في بلد يحترم نفسه".

وذكرت الصحيفة، أنه برغم أن البعض صفق خلال تعليقات الوزيرة، إلا أن الرعايا المصريين السابقين يشيرون إلى أدلة على أن منتقدي حكومة السيسي في كندا يخضعون للمراقبة بالفعل، ويلاحظون أن رجل أعمال مصري كندي زائر، قد سُجن في القاهرة دون تهمة لمدة شهور.

ونقلت عن لطيف، قوله: "تم ذكر المعارضين المقيمين في كندا في وسائل الإعلام المصرية المتحالفة مع الحكومة بطريقة سلبية. نحن بالتأكيد نتابع ونراقب. إنها حقا عقلية الحكومة المصرية".

كما نقلت الصحيفة عن ماهر رزق الله، رئيس الرابطة القبطية الكندية، قوله: "أعلم أنهم يراقبوننا ويعرفون من هو النشط وغير النشط خارج البلاد".