المجاعة تنهش أجساد فلسطينيي غزة.. وإسرائيل متمسكة بالإبادة والعرب يتفرجون

منذ ٥ ساعات

12

طباعة

مشاركة

بلغت المجاعة في غزة أشدها وباتت متفشية في ربوع القطاع، وأعلن رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد مصطفى، “قطاع غزة منطقة مجاعة”، ومع ذلك يطبق الصمت والخنوع على الأنظمة العربية والإسلامية.

ودعا “مصطفى” خلال مؤتمر صحفي حول تطورات الوضع الإنساني المتدهور في غزة عقد في 7 مايو/أيار 2025، المنظومة الأممية بكاملها إلى تفعيل آلياتها فورا، وأن تتعامل مع غزة كمنطقة مجاعة.

وبالتوازي مع ذلك، أعلنت منظمة المطبخ المركزي العالمي، أنها لم تعد قادرة على طهي وجبات جديدة لفلسطينيي غزة جراء نفاد الإمدادات الغذائية وشحنات الوقود جراء الحصار الإسرائيلي.

وأضافت المنظمة: "منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر الحدودية في أوائل مارس (آذار)، لم نتمكن من تجديد مخزونات الطعام التي نستخدمها لإطعام مئات الآلاف من سكان غزة يوميا"، موضحة أن “أكثر من 80 بالمئة من المطابخ المجتمعية نفدت منها مخزونات المنظمة”.

ويعاني قطاع غزة من أزمة كارثية منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في 2 مارس/آذار 2025، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات، ما أدى إلى تفشي المجاعة وارتفاع عدد وفيات الجوع إلى 57 شخصاً، معظمهم أطفال، وفق تقارير حكومية.

ويعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 19شهرا إلى فقراء، وفق ما أكَّدته بيانات البنك الدولي.

واستنكر ناشطون على منصات التواصل أن المجاعة باتت واقعا ينهش أجساد الفلسطينيين، والأسواق باتت خاوية والجيوب جوفاء، مؤكدين أن الأوضاع في القطاع مأساوية؛ حيث يستمر العدوان الإسرائيلي في القتل في كل لحظة والمجاعة تتفاقم والمساعدات الغذائية نفذت بالكامل.

وأعربوا عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس"، "فيسبوك"، ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #أوقفوا_تجويع_غزة، #المجاعة، #غزة_تموت_جوعا، #غزة_تجوع، عن استيائهم من نفاد الأغذية واشتداد حالة المجاعة.

وصمة عار

وتفاعلا مع الأحداث، ناشد أحمد سليمان العمري، ضمير الإنسانية ألا يسمحوا أن يموت أطفال غزة جوعا، قائلا: إن جوع أطفال غزّة وكبارها ونسائها وعُزّلها وصمة عار على جبين الإنسانية.

من جانبه، استنكر أحد المغردين، "إعلان غزة منطقة مجاعة"، قائلا: "الله أكبر على من طغى وتجبر وعلى من تآمر وتواطأ وصمتَ وستر.. الله أكبر من الطغاة والظلمة".

وقال بدر الحويان: "فلسطين تعلن رسميا غزة منطقة مجاعة.. تبا لهذا العالم القذر ألا لعنة الله عليكم عربا ومسلمين وكل من تخاذل وتأمر على قطاع غزة".

فيما قالت رنين: "الناس في غزة بتوكل التراب والسلاحف والطحين الفاسد وورق الشجر وشوي حتوكل بعضها من الجوع والحكومة اليوم بتقلك غزة منطقة مجاعة"، ساخرة بالقول: "ودولهم شوي من حليب السباع تاعكم".

وأشار أحمد الحاج علي، إلى إعلان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى قطاع غزة "منطقة مجاعة"، متهكما بالقول: "يعطيك العافية يا محمد مصطفى،، تعبت والله".

وسخر أحد المغردين قائلا: "أخيرا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى يعلن أن غزة منطقة مجاعة.. لااااااا وحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة.. القيامة بدها تقوم يا جماعة".

المجاعة تتفاقم

ورصدا لمظاهر المجاعة في القطاع، أوضحت ابتسام لابيدي، أن غزة تريد رغيف خبز، والمجاعة وصلت إلى أقصى حدودها وصاروا يربطون الحجارة فوق بطونهم كي يخففوا ألم الجوع.

وعرض ملاك أحمد فضة، تغريدات لغزاويين يؤكدون أن المجاعة وسوء التغذية عادت لتفتك بالأطفال والأبرياء في غزة، وأن 3.500 طفل دون سن الخامسة يواجهون الموت الوشيك جوعا.

وأضاف أن نحو 70 ألف طفل يموتون بسبب سوء التغذية الحاد، موضحا أن هذا أصبح حال أطفال غزة في ظل المجاعة.

وأوضحت ندى عبدالمنعم، أن موت الإنسان جوعا عملية مُؤلمة ومُطوّلة، يمر الجسم فيها بعدة مراحل تبدأ بتفكيك مخازن الطاقة وتنتهي بفشل الأعضاء الحيوية. 

وأشارت إلى أن في البداية بعد يوم واحد تقريبا يعتمد الجسم على الجلوكوز المُخزّن في الكبد والعضلات (الجليكوجين)، وبعد استهلاك الجليكوجين، يتحوّل الجسم إلى الدهون المُخزّنة، وعندما تُستنفد الدهون، يبدأ الجسم بتفكيك العضلات والأنسجة (البروتين) للحصول على الأحماض الأمينية.

وبينت عبدالمنعم، أن هنا يحدث هزال العضلات وتنخفض المناعة ويتورم الجسم بسبب نقص البروتينات في الدم (خاصة الألبومين)، وأخطرها فقدان بروتين الأعضاء الحيوية (مثل القلب والكبد). 

وقالت: إن بعد الأسبوع الثاني يدخل الإنسان مرحلة المجاعة المزمنة بأعراض مختلفة مثل الهزال وجفاف الجلد والاكتئاب وانخفاض حرارة الجسم. وعندما تُستهلك جميع مخازن الطاقة، تبدأ الأعضاء الحيوية بالتوقف القلب والكلي والكبد والنهاية الدماغ. 

وأكدت عبدالمنعم، أن الموت جوعا هو أحد أكثر طرق الموت قسوةً؛ حيث يُعاني الشخص من آلام الجوع، متبوعا بالضعف الشديد، ثم فقدان الوعي تدريجيا قبل توقف الأعضاء، مضيفة أنه الموت الذي لا يقتل الجسد فحسب، بل يقتل الإرادةَ قبل ذلك بوقتٍ طويل.

وذكرت أن "هذا الموت البطيء القاسي يمر به أهل غزة أمام نظر جميع العالم".

من جهتها، قالت فاطمة الزهراء عمر، إن مع إغلاق المعابر للشهر الثالث على التوالي تضرب المجاعة أهالي قطاع غزة الذين لا يجدون ما يسد جوع أطفالهم.

وأضافت: فقد أصبح رغيف الخبز أملا لمعظم العائلات مع شح الطحين ووصول القليل المتبقي منه إلى أسعار باهظة تقرب من 500 دولار أي ما يزيد عن خمسين ضعفا مقارنة بثمنه الطبيعي.

وعرض محمد الفاتح، مقطع فيديو لطفل فقد وعيه وسط الازدحام في أحد المطابخ الخيرية نتيجة الجوع، في مشهد يعكس الخطر المحدق بحياة الأطفال والعائلات في ظل المجاعة التي تعصف بسكان غزة.

غضب واستياء

بدوره نشر كمال الشريف رسما كاريكاتيرا يؤكد أن "أميركا وإسرائيل والحُكّام العرب شركاء في تجويع غزة".

وأوضحت آية صلاح، أن هذه أول مرة في العصر الحديث تحدث فيه المجاعة لا بكارثة طبيعية، بل بحصار عسكري يشبه الحصار الذي يفرض على المدن لتستسلم في حروب القرون الوسطى.

واستنكرت أن المجاعة تحدث بإرادة بشرية ونية معلنة من كيان مارق على كل شيء، ومع ذلك لا يستطيع أو لا يريد أن يواجهه أحد، محذرة من أن هذا الظلم غير المسبوق في عصرنا سيكون له تبعاته على الجميع.

وعرض نورالدين بوهون، صورتين لطفلتين تظهر عليهما آثار المجاعة، قائلا: "لا حول ولا قوة إلا بالله، المجاعة تفتك بأطفال غزة".

وتساءل: "متى تتحرك الدول العربية والإسلامية؟؟!!"، مناشدا رؤساء وحكام وملوك العرب والمسلمين أن يتقو الله فهم مسؤولون أمام الله عن هؤلاء الأطفال والرضع.

وأضاف: لأنهم قادرون على فك الحصار وإدخال المساعدات رغم أنف العدو الجبان؛ لأنهم يمتلكون أوراقا ضاغطة، ولكنهم لا يريدون استعمالها خوفا على مناصبهم.

ودعا أدهم شرقاوي، الله ألا يمسي كلّ من جوَّع الفلسطينيين في غزة أو شارك في تجويعهم، أو كان قادرا على أن يرفع الجوع عنهم ولم يفعل، حتى يشتهي اللقمة ولا يجدها!

وكتب فايز أبو شمالة: "بعد أن استوحش العدو الإسرائيلي، وأنشب مخالب الجوع والموت في عنق أهل غزة، دون أن يحرك البشر ساكنا، صار أمر غزة بيد الله، ولم يعد بيد سكان هذه الأرض المحروقة، هو الله صاحب شأن غزة، وهو المسؤول عن مصير أهلها!".

خذلان العرب

فيما عد خليل الداما الأنظمة كلها- عدا اليمن- مشاركين في إبادة غزة بالتجويع، قائلا: "إذا لم يحرككم نصرة الدين فلتحرككم المروءة وغريزة الرجولة، عش رجلا أو مت وأنت تحاول أهون لك من الذل الذي لن يغادرك ما حييت.. حسبنا الله ونعم الوكيل".

وأشار حسين سعودي إلى أن موسم الحج يبدأ بعد أيامٍ قليلةٍ، ويجتمع الناس جميعهم على صعيدٍ واحد، في لباسٍ واحد، ولونٍ واحد، على دينٍ واحد، يلبون بصوتٍ واحد إلى رَبٍ واحد، قائلا: "الله الذي أمركم بالحج هو الذي أمركم بنصرة إخوانكم، هو الذي قال: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر)، كيف ستُقابلون الله بكُل هذا الخُذلان؟!".

وتساءل: “كيف ستلبون بكُل هذا القعود؟!، ماذا ستقولون له وهو الذي هدم الكعبة عنده أهون عليه مِن اراقة دم امرئ مُسلمٍ بغير وجه حق؟!..كيف ستطوفون وهُنا صريرُ بطونٍ يضجون بالخواء والصرير؟!..كيف ستذبحون وأهلكم يُـذبحـون؟!، كيف ستأكلون وأهلكم محرومون؟!، كيف ستقولون لبيك اللهم لبيك ولم ولم تُلبوه في أمر النُصرة وإطعام الجوعى وحقن الدم؟!”

وناشد مؤمن بخيت، الأمة العربية، قائلا: "المجاعة تضرب قطاع غزة، وأطفال غزة جياع.. يا أمة العرب".

صمت عالمي

وتنديدا بالصمت العالمي، استنكر أحد المدونين، أن المجاعة تفتك بالأطفال الأبرياء في غزة، والعالم كله يتابع في صمت.

وتساءل أمين أبو عابد: "أين العالم؟ أين الصرخات؟ أين الضمير؟ إذا عجزتم عن وقف الحرب، ألا تقدرون على إدخال رغيف؟!"، مشيرا إلى أن المجاعة صارت واضحة في وجوه الأطفال والنساء والمرضى.

ودعا العالم للكتابة عن مجاعة غزّة، وعن مليونَين يواجهون الموت جوعا وقصفا ومرضا. لا طحين، لا طعام، لا ماء صالح، وعن خطة تقتيل جماعية تُنفَّذ بصمت، بينما الشاحنات مكدسة على الحدود منذ سنة ونصف السنة، ولا أحد يجرؤ على تحريكها.

وحث أبو عابد، على الكتابة عن الأم التي ماتت من الهم، عن الطفل الذي جفّ خدّه من الجوع، عن الفتيات اللواتي نهشت أنوثتهن وضعفهنّ طوابير الماء وتكيات الطعام.

واستنكرت نهى صبوح، أن المجاعة تفتك بأهالي قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، وتُحوَّل أجساد الصِّغار لهياكل عظميَّة، بفعل حصار الاحتلال المُستمِر، في ظل صمت دُولي مُريب، مؤكدة أن الأطفال هم الضحايا الأكبر لهذه الكارثة.

وقال بشار ناصر، في غزة الجوع ليس غيابَ طعام.. بل غيابُ رحمة.. بطونٌ صغيرة تنام على الصمت.. وعيونٌ تبحث في السماء عن فتات أمل.. الأم تغلي الماء لتقنع طفلها أن العشاء قادم.. لكن لا طعام، ولا ضميرٌ يصحو".

وأضاف: "في غزة، يموت الناس بصمت، والجوع يكتب ما عجزت عنه الحروب".

بدروها، قالت هيام داود: إن في الركن المنسي من هذا العالم تُذبح غزة بصمت، لا لأن صوتها خافت، بل لأن العالم اختار ألّا يسمع.

وأكدت أن حرب تجويع تفتك بأطفالها دون رحمة، وعيون العالم المتحضّر تراقب دون أن تتحرك، قائلة: "أما نحن فقد وقفنا على حافة الوجع نكتفي بدعاء خافت وأسى لا يرد جوعًا ولا يدفع ظلمًا".