بينما عجز الرجال.. امرأة عربية مسلمة تقف في وجه الإبادة الأميركية والإسرائيلية

منذ ساعتين

12

طباعة

مشاركة

في لحظة غير متوقعة فضحت المغربية "ابتهال أبو السعد"، خرّيجة جامعة هارفارد، المبرمجة في عملاق التكنولوجيا الأميركي مايكروسوفت، عمالة الشركة للاحتلال الإسرائيلي ودعمها للإبادة الجماعية التي يشنها في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2024، قبل أن تطرد من إحدى فعاليات الشركة وتتحول لأيقونة مقاومة.

وخلال احتفال مايكروسوفت بمرور 50 عاما على تأسيسها، تقدمت ابتهال نحو المسرح ووجهت احتجاجا صريحا على دعم الشركة للإبادة الإسرائيلية في غزة، متهمة الرئيس التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي مصطفى سليمان بالتواطؤ في الإبادة.

كما اتهمت ابتهال، أمام الكاميرات والجمهور وكبار الضيوف، سليمان حين كان يستعرض آخر المستجدات بأن "يديه ملطختان بدماء أطفال غزة"، وطالبته بالوقوف ضد استخدام الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت كأداة للإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.

وقالت ابتهال: "عارٌ عليك يا مصطفى أنت مستفيد من الحرب، توقف عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية، توقفوا عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية في منطقتنا".

وأرسلت ابتهال فيما بعد بريدا إلكترونيا لموظفي مايكروسوفت من أجل أن يصل كلامها لأكبر عدد من موظفي مايكروسوفت، أكدت فيها أن أي أحد يتساءل أو يعترض على هذا التعاون مع الكيان المحتل يتم قمعه أو طرده من الشركة، وأن مايكروسوفت فصلت اثنين من الموظفين قبل ذلك لمجرد أنهم نظّموا وقفة احتجاجية.

كما أرسلت بريدا إلكترونيا لعدد من الشركات التي تتعاون مع مايكروسوفت تشرح لهم الوضع الذي يحدث الآن في الوطن العربي ودور مايكروسوفت في هذا الوضع.

وقالت في نص رسالتها: "يسهم عملنا في مجال الذكاء الاصطناعي "المسؤول" في تسهيل المراقبة والقتل. وقد خلصت الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية إلى أن ما يحدث هو إبادة جماعية، بينما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق القادة الإسرائيليين.

وأضافت: "لم أكن أعلم أن مايكروسوفت ستبيع عملي للجيش الإسرائيلي بهدف التجسس وقتل الصحفيين والأطباء والعاملين في مجال الإغاثة، بالإضافة إلى المدنيين. لو كنت أعلم أن عملي في تطوير تقنيات النسخ الصوتي سيسهم في التجسس على المكالمات الهاتفية بهدف استهداف الفلسطينيين، لما انضممت لهذا الفريق".

واستشهدت ابتهال بتقرير من وكالة أسوشيتد برس كشف عن وجود عقد بقيمة 133 مليون دولار بين مايكروسوفت ووزارة الدفاع الإسرائيلية.

بدورها، ثمنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، "الموقف البطولي لأبو السعد، التي أضاءت بتضحية وشجاعةٍ نادرتين على تواطؤ كبرى شركات التكنولوجيا العالمية مع آلة القتل الصهيونية، من خلال تزويد جيش الاحتلال بأدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي يوظفها في تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية بغزة. 

وأضافت: "موقفها الأصيل في رفض المشاركة بجرائم هذه الشركات، وانحيازها لقيم العدالة والإنسانية التي تُمثّلها قضية شعبنا، يجسد نقاء الضمير الإنساني، وقوة المبدأ الأخلاقي، والإصرار على فضح الوجه الدموي لهذه المؤسسات".

ودعت حماس العاملين في المؤسسات الداعمة لإسرائيل وجرائمه إلى "الاحتذاء بهذا الموقف البطولي للمهندسة أبو السعد"، مطالبة  الأمم المتحدة والدول والمنظمات الحقوقية حول العالم "بتوثيق أشكال التواطؤ التكنولوجي كافة مع جرائم الاحتلال، ومقاضاة هذه الشركات أمام المحاكم الدولية.

وضجّت منصات التواصل الاجتماعي بالحفاوة والإشادة والثناء وعبارات الاستحسان والإعراب عن التضامن والامتنان والتقدير لموقف ابتهال الذي عدوه موقفا مشرفا، مشيرين إلى أنها غامرت بمستقبلها المهني ووظيفتها المرموقة وراتبها الكبير انتصارا لغزة ومناهضة للاحتلال.

وصب ناشطون عبر تغريداتهم وتدويناتهم على حساباتهم الشخصية على منصتي "إكس"، "فيس بوك" ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #ابتهال_أبو_السعد، #مايكروسوفت، #مقاطعة_مايكروسوفت، #غزة، وغيرها، جام غضبهم على الشركة.

وأطلقوا دعوات لمقاطعة مايكروسوفت وكل منتجاتها من تطبيقات وبرامج وتكنولوجيا وتقنيات، وعدوا ذلك واجبا إنسانيا نصرة لفلسطين، متداولين رسوما بيانية تكشف عن انخفاض أسهم الشركة وتراجعها أخيرا ووصولها لأدنى مستوياتها عقب موقف ابتهال.

في مواجهة العالم

وتحت عنوان "لماذا نحتفي بابتهال أبوالسعد وكل ابتهال؟"، قال الكاتب فراس أبو هلال، إنه شاهد بدون مبالغة، مئات الفيديوهات للاحتجاجات الفردية في فعاليات عامة، آخرها للرائعة المغربية ابتهال أبو السعد. 

وأضاف: "بدون استثناء، شعرت في كل مرة أشاهد مثل هذه الفيديوهات، بنفس الدهشة والروعة التي شعرت بها عند رؤية أول فيديو عندما بدأت هذه الظاهرة في الانتشار".

وتابع أبو هلال: "في كل مرة، شعرت بانتصار شخصي، بالمعنى الحرفي للكلمة، وأنا أشاهد هؤلاء الفرسان والفارسات يركبون مخيلتهم الجامحة وخيول تمردهم في آن واحد، في مواجهة العالم، في معركة خاسرة حتما على المدى القريب والمتوسط، في مواجهة برود ولا أخلاقية الدولة الحديثة".

وأكد أن الاحتفاء بابتهال وأمثالها لأن وجودهم يعطي الحياة معنى آخر، وشكلا أجمل، وطهرانية توزع عبيرها على كل زوايا الكوكب، وتمردا ستكون الحياة بدونه غابة ينتصر فيها الحيوان الأقوى بدون اعتراض.

وتمنى أبو هلالة: "المجد للمتمردين، المجد لابتهال وأخواتها وإخوانها، المجد لصانعي الدهشة المتجددة التي لا تقدم، مهما تكررت".

من جانبه، قال أحمد عيسى العلي: إن أمثال هؤلاء هم شباب الأمة الإسلامية الذين نفخر بهم، لا أولئك "العاهات" الذين يرقصون على تيك توك!

وأشار إلى أن ابتهال عبرت بكلمات بسيطة ومباشرة، عن حالة العار التي وصلَت إليها الشركة الأميركية، بعد بيعها تقنيات الذكاء الاصطناعي لجيش الاحتلال، ليُستخدم ضد أهلنا الأبرياء. لافتا إلى أنها وقفت أمام الجميع دون هيبة أو خوف، وقالت كلمتها بصوت مرتفع.

وقال العلي: إن المشهد لم يُظهر فقط شجاعة امرأة حرّة، بل كشف بوضوح أن البشر نوعان لا ثالث لهما: نوع اسمه ابتهال أبو السعد.. ونوع اسمه مصطفى سليمان.

ووجَّهت ليلة عادل، تحية كبيرة للمهندسة المغربية ابتهال، لموقفها البطولي في فضح تواطؤ مايكروسوفت مع آلة الإبادة الإسرائيلية، بعد مقاطعتها الشجاعة للرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في الشركة، احتجاجا على تورّط الشركة في عقود تكنولوجية مع الجيش الإسرائيلي.

تضحيات ابتهال

وعن التضحيات التي قدَّمتها ابتهال من أجل موقفها، قال زياد عماشة: "‏اللي عملته ابتهال خسرها شغلها واتحذفت كل حسابتها بعد ساعات من موقفها وخسرت حياتها العملية كلها ووارد جدا يعرضها للترحيل من أميركا، ولكن نحسب أنها أعذرت إلى الله وكسبت موقفا سيخلد لها في التاريخ".

وكتبت رشا الدسوقي سلامة: "تخيل إنك تتخلي عن أعلي position أنت حلمت توصل ليه عشان مبدأ؟ مرتب خيالي وشركة عالمية ومكان مفيهوش كتير زيك! عشان تقول كلمتين عن مساعدة شركة Microsoft  للكيان ببيانات كانت سببا في أذية إخواتنا وبعتت إيميل لكل موظفي ميكروسوفت تقول فيه كل معلومة تعرفها!".

وقال المغرد غيث: إن ابتهال أبو السعد فقدت وظيفتها لكنها لم تفقد شرفها ونصرتها للإنسانية في غزة.

تأثير الكلمة

وتسليطا للضوء عما أسفر عنه تصرف ابتهال وتأثير كلماتها على شركة مايكروسوفت، عرض الناشط خالد صافي بيانا يكشف عن هبوط سهم مايكروسوفت إلى القاع، مقدما الشكر لأبو السعد.

وأكد الأكاديمي أحمد الذايدي، أن شجاعة ابتهال أبوالسعد عجز عنها كثير من الرجال وفعلت الأفاعيل بشركة مايكروسوفت الداعمة لحرب الابادة في غزة؛ حيث خسر سهم الشركة مليارات الدولارات بسبب كشفها عن فضيحة تعاون الشركة مع الاحتلال.

وأشار عبدالرحمن الكسّار، إلى انخفاض أسهم مايكروسوفت بعد صرخة البطلة ابتهال التي وجه لها الشكر، مؤكدا أن هذا هو أثر الكلمة.

وعلقت زكية علي، على موجز أسواق المال الذي أظهر انخفاض سهم شركة مايكروسوفت، بالقول: "هذا ما فعلته امرأة واحدة فكيف لو انتفضت جميع النساء"، مضيفة: "لم نعد ننادي يا رجال الأمة".

خذلان الحكام

وفي إسقاط لما فعلته ابتهال على الأنظمة العربية الحاكمة، روى أحد المدونين الأحداث، معلقا عليها بالقول: "عندما تكون مرأة أشرف من جميع حكام العالم"، مضيفا: "عار على جميع رجال الأمة عندما تتكلم امرأة ويصمت الرجال".

ووصفت المغردة فروحا، ابتهال بأنها "المرأة التي تسوى حكام العرب كلهم".

وقالت إحدى المغردات، عن ابتهال إنها "فتاة تغير الموازين ضد الإرهاب الصهيوني بينما حكام العرب لا يستطيعون أن يتكلموا ضد إسرائيل".

وأعربت المغردة جيهان، عن حبها وتقديرها واحترامها للمهندسة المغربية الشجاعة، مشيرة إلى أنها تخلت عن منصب الكل يتمناه من أجل كلمة الحق، وعملت ما لم يقدر  حكام وملوك العرب أن يعملوه، ووصفتها بأنها "امرأة بألف رجل".

مقاطعة مايكروسوفت

وفضحا لدور شركة مايكروسوفت الداعم للاحتلال الإسرائيلي ودعوة لمزيد من الضغط عليها، أكد المغرد مدثر، أن مقاطعتها واجب أخلاقي، مشيرا إلى أنها "شركة تموّل الاحتلال بشكل مباشر، باعت ضميرها، وتشارك في تطوير أدواته القمعية والرقابية. 

وقال: إن "كل دولار يُصرف على منتجاتها هو رصاصة تُطلق على الأبرياء".

وأوضح أحد المغردين، أن مايكروسوفت دعمت الجيش الإسرائيلي في عدوانه على غزة في 2023، بتقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية عبر عقود بقيمة 10 ملايين دولار، وتم استخدام GPT-4 وAzure لتحليل البيانات وتحديد الأهداف، متسائلا: "

هل تحوّلت التكنولوجيا لأداة قتل جماعي؟"

ودعا محمد المحمد، إلى مقاطعة جميع المنتجات الخاصة بشركة مايكروسوفت من الآن وصاعدً مثل: "سكايب، محرك Bing، برامج اوفيس مثل وورد واكسيل وبورموينت، شراء نسخ ويندوز، الذكاء الاصطناعي Copilot".

وقدم أحمد أمير، بدائل لمايكروسوفت غير داعمة للكيان المحتل، منها أنظمة تشغيل، وبرامج مكتبية، ومساحات تخزين سحابي.