ثاروا ضده ورفضوا انتخابه.. "لاكروا": الأسد يتذرع بالمعارضين للانتقام من درعا
وسط تجاهل دولي وإقليمي وعربي يعاني أهالي درعا السورية من حصار اقتصادي خانق من قوات نظام بشار الأسد مدعومة من مسلحين تابعين لروسيا، فيما لم تصل بعد مفاوضات الأهالي مع النظام في الوصول لفك الحصار.
صحيفة "لاكروا" الفرنسية تحدثت عن الأزمة قائلة إن "وفدا يمثل الأمم المتحدة توجه إلى درعا 26 أغسطس/ آب 2021، للتفاوض بشأن مرور المساعدات الإنسانية للمدينة التي تحاصرها القوات السورية والروسية منذ يوليو/ تموز 2021".
24 أغسطس/ آب 2021، جرى إبرام وقف هش لإطلاق النار بمساعدة روسية في المدينة بين القوات الموالية للنظام السوري ولجنة تفاوض شكلها المعارضون المحليون بدرعا.
الصحيفة تحدثت عن معاناة أهالي درعا طوال شهرين من الحصار والحرمان، تتخللها حلقات قتال عنيفة، مؤكدة أن الآمال لم تنته بعد في خفض التصعيد عن طريق التفاوض بشأن المنطقة من جنوب سوريا.
"عاشت المدينة على إيقاع نيران الهاون، وتوغلات القوات الموالية للنظام منذ هجوم الفرقة الـ4 في الجيش النظامي، بقيادة ماهر الأسد، شقيق الرئيس، ووحدات مدعومة من إيران نهاية يوليو/ تموز 2021"، توضح "لاكروا".
وبحسب مصدر يعمل في الشأن الإنساني للصحيفة، "نزح ما لا يقل عن 38 ألف شخص بسبب القتال، والوضع متقلب للغاية، وهناك نقص حاد في الغذاء والكهرباء".
الباحث السياسي في جنوب سوريا عبد الله الجباصيني يقول: إن "روسيا تحاول الحفاظ على الوضع الراهن في مدينة حوران لتجنب الهجرة الجماعية للسوريين، في وقت أثر فيه القتال على 5 بالمئة من سكان المحافظة".
جيب معارض
درعا، مهد ثورة السوريين ضد نظام بشار الأسد عام 2011، وهي المحافظة التي تتأرجح بين الاستسلام والتمرد منذ الهجوم العنيف الذي شنته ضدها قوات النظام في 2018.
"تتمتع درعا بمكانة خاصة، إذ منح حكم ذاتي نسبي للمقاتلين المناوئين للأسد في حوران المحصورة بين الجولان والأردن جنوبي دمشق مقابل استسلامهم"، وفق الصحيفة.
وتضيف: "في إهانة مطلقة للنظام قاطعت درعا الانتخابات الرئاسية، التي فاز بها بشار الأسد، مايو/ أيار 2021، وهو ما قابله النظام برد فعل غاضب وحصار للمدينة".
"كان الشرط المسبق للاتفاق الذي جرى التوصل إليه بين النظام ووفد درعا هو إرسال المعارضين السابقين إلى الشمال الغربي، إلى إدلب، آخر منطقة للمعارضين في سوريا"، بحسب رصد "لاكروا".
هدف دمشق إبعاد المقاتلين المناهضين للأسد، كما يؤكد المحلل والمعارض فراس قنطار للصحيفة، بقوله: إن "دمشق تهدف إلى الترحيل الجماعي للمقاتلين وعائلاتهم إلى الشمال الغربي، إذ إن بشار الأسد حزين على هذه المنطقة التي لا يستطيع استعادتها".
وتؤكد الصحيفة أن هذه "إستراتيجية استخدمت بالفعل خلال الهجمات في منطقة الغوطة الشرقية، وحلب، وحمص في الماضي".
غادرت قافلة أولى تقل 8 معارضين قرب حلب 24 أغسطس/ آب 2021، وكان أحدهم طلال الشامي، الدمشقي، الذي يحبه أهالي درعا منذ انشقاقه عن النظام عام 2012، وزواجه بفتاة من درعا.
تقول "لاكروا": "ليس من المؤكد أنه بإمكان الآخرين المغادرة؛ لأن الهدنة لا تزال هشة والاتفاق مهدد".
وفي هذا السياق، تشير مصادر للصحيفة، لإطلاق جنود من الفرقة الـ4 بالجيش السوري النار على الأهالي 24 أغسطس/ آب 2021، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين.
وبحسب المعلومات التي جمعتها "لاكروا"، فإن المبعوث الأممي الخاص لسوريا، غير و. بيدرسن، توجه إلى درعا 26 أغسطس/ آب 2021 للتفاوض على تمرير المساعدات الإنسانية.
وتوضح الصحيفة أن ذلك الخيار يجدي"إذا سمحت الظروف الأمنية"، مؤكدة أن "هذا غير مضمون".
المبعوث الأممي نبه خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، إلى الوضع في درعا، مؤكدا على "الحاجة العاجلة لوصول آمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية".