مع تأزم المفاوضات.. إسرائيل تعزز جرائمها بإغلاق "الجزيرة" وتهجير سكان رفح
“دعوات الاحتلال إخلاء مناطق في رفح تمهيد لارتكاب مجازر بحق أهل غزة”
مع تأزم مفاوضات القاهرة، عبر إصرار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على عدم التعهد بإنهاء العدوان عقب تسليم الأسرى، بدأ الكيان يصعد من جرائمه عبر سلسة غارات أسفرت عن ارتقاء عشرات الشهداء والإصابات في رفح جنوب قطاع غزة تزامنت مع دعوة سكان شرق المدينة إلى المغادرة.
طائرات الاحتلال كثفت غاراتها الجوية خلال ساعات ليل 5 مايو/أيار 2024، وواصلتها حتى فجر اليوم التالي، مستهدفة عددا من المنازل في المناطق الشرقية من مدينة رفح، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء.
وأعلن جيش الاحتلال في 6 مايو/أيار أنه أمر سكان مدينة رفح بإخلاء الأطراف الشرقية تمهيدا لشن عملية عسكرية فيها، وطالب السكان والنازحين بمنطقة بلدية الشوكة وأحياء السلام والجنينة وتبة زراع والبيوك الخروج فورا.
ودعا السكان والنازحين في بيان له، إلى التوجه نحو ما سماها "المنطقة الإنسانية الموسعة" في المواصي، وهي منطقة على الساحل تمتد بين رفح وخان يونس.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش بدأ ترحيل السكان من المناطق الشرقية لرفح في إطار الاستعدادات لعملية عسكرية، مضيفة أن الجيش أسقط منشورات تدعو السكان هناك لمغادرة منازلهم والتوجه إلى "المنطقة الإنسانية الموسعة".
وبالتوازي مع تكثيف العدوان على رفح، أعلن نتنياهو، أن حكومته قررت بالإجماع إغلاق مكاتب "الجزيرة"، التي وصفها بـ"قناة التحريض"، وتبع ذلك اقتحام قوات الاحتلال لمكاتب القناة في القدس المحتلة ومصادرة معداتها الخاصة كافة بالعمل الصحفي والبث الإعلامي.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي عقب إعلان كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس-، قصفها حشودا لقوات الاحتلال في موقع كرم أبو سالم ومحيطه بصواريخ رجوم من عيار 114 ملليمترا، واعتراف الاحتلال بمقتل 4 من جنوده.
وندد ناشطون على منصة "إكس" بتكثيف الاحتلال عدوانه على رفح وترحيله القسري لسكانها والنازحين، وذلك في أعقاب المفاوضات الجارية بالقاهرة، صابين جام غضبهم على نتنياهو، ومتداولين مقاطع فيديو وصورا توثق ما أسفر عنه القصف الإسرائيلي.
وأعربوا عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسوم عدة أبرزها #رفح #رفح_تحت_القصف، #كرم_أبو_سالم، #الجزيرة، عن غضبهم من مصادقة حكومة الاحتلال على إغلاق مكتب الجزيرة في فلسطين المحتلة، مستنكرين "الصمت الدولي".
وأكدوا أن الخطوة تستهدف التستر على جرائم الاحتلال ومجازره وعدم توثيقها وحجب الحقيقة عن الرأي العام، كما تفضح نوايا إسرائيل بارتكاب المزيد من الجرائم، متداولين صورا ومقاطع فيديو توثق اقتحام قوات الاحتلال للمكتب عقب القرار الإسرائيلي وسرقة محتوياته.
واحتفى ناشطون بعملية القسام في كرم أبو سالم، وتحدثوا عما تحمله من دلالات ورسائل سياسية وعسكرية، مستنكرين استغلال الاحتلال للعملية والزعم بأنها أثرت على تدفق المساعدات إلى غزة القادمة عبر معبر كرم أبو سالم وقدموا إيضاحات تكذب الاحتلال.
ليلة دامية
وتحت عنوان "ليلة دامية علينا في رفح"، كتب الناشط محمد نشوان: "اختلط البارود مع أمطار الخير أكثر من 22 شهيدا، ومازال هناك مفقودون تحت الأنقاض، وقصف أكثر من 11 منزلا مأهولا بالسكان.. اللهم سلم شعبنا واحفظهم من كل شر.. ربنا أعنَّا ولا تُعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا".
وأوضح الناشط الإنساني أدهم أبو سلمية، أن المناطق التي يطالب الاحتلال من أهل رفح بإخلائها تضم أكثر من ربع مليون إنسان، كما أنها تشمل معبري رفح وكرم أبو سالم والأخطر مستشفى أبو يوسف النجار المستشفى الأكبر في رفح.
وأكد أن "هذه الدعوات الصهيونية هي في الحقيقة تحضير لارتكاب الجيش المجرم مجازر بحق شعبنا هناك".
وقال الكاتب والداعية جهاد حلس، إن "جيش الاحتلال بدأ في تهجير الأحياء الشرقية لمدينة رفح"، داعيا: "اللهم إنا نستودعك رفح وأهلها والنازحين فيها.. اللهم الطف بهم واحفظهم، واجعلهم في ضمانك وأمانك، فلا يمسهم سوء ولا يصيبهم مكروه!".
وأشار الإعلامي والباحث نصر البوسعيد، إلى أن "رفح تحت القصف، ومقتل الأطفال في كل مكان!"، قائلا: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. يا إلهي انتقم لكل هذه الدماء الطاهرة".
وأكد الكاتب والطبيب العماني زكريا المحرمي، أن الهجوم بالطائرات والمدافع والدبابات على مليون ونصف فلسطيني يسكنون الخيام "هو استكمال لمذبحة الأطفال والنساء الفلسطينيين وهي تتم برعاية أميركية وأوروبية وتآمر عربي وقح".
وأشار الداعية إياد قنيبي، إلى أن "الجيش الجبان يستعد لاقتحام رفح بعدما أنهكها بالقصف والحصار، مدعوما من النظام الدولي، ومن كل المتواطئين المجرمين المنتسبين إلى الإسلام زورا، وممن ينفذون أوامر أسيادهم ولو عارضت أمر الله، حرصا على دنيا تزول ويبقى وزرهم وجرمهم ليحاسبهم به الله".
وقال: "اللهم نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ونسألك أن تعيننا لننصر إخواننا نصرة ترفع بها عنا إثم الخذلان".
وعرض الدكتور محمد الكندري، "مقاطع فيديو وصورا توثق الحال في رفح نتيجة القصف الذي استمر حتى الفجر".
وندد المغرد أبو الباسل، بارتكاب الاحتلال "مجزرة جديدة في مدينة رفح وتعرضها لأحداث صعبة جدا في المدينة نتيجة القصف الإسرائيلي العشوائي على المدنيين العزل"، مشيرا إلى أن "القصف خلف أكثر من 20 شهيدا حتى الآن وعشرات الإصابات مع وجود مفقودين وعمليات انتشال جارية في منزلين".
ولفت محمد أحمد، إلى أن الاحتلال طلب إخلاء المناطق الشرقية من رفح لعدوان بري، وهذه المناطق تشمل الحدود المصرية ومعبري رفح وكرم أبو سالم.
ودعا السلطات المصرية إلى “وقف هذا العدوان ورفضه بشكل قاطع ومطالبة الاحتلال بالالتزام باتفاقية كامب ديفيد، وعلى المجتمع الدولي التدخل سريعا لمنع جريمة كبيرة ستحدث”.
إغلاق الجزيرة
وعن إغلاق الاحتلال مكتب الجزيرة، كتب الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري: “الكيان الصهيوني الذي يدعي المظلومية التاريخية ويتباكى على مدار الساعة على ما يطلقون عليه الهولوكوست، فيما موروثهم المستند لكتبهم الدينية يبن حقدهم الأعمى على بني البشر والتاريخ يثبت، والواقع الحالي يؤكد نزوعهم الطاغي إلى كره الآخرين لدرجة الحقد مما يدفعهم لممارسة كل أنواع الإجرام”.
وتابع: "وها هم اليوم يحاولون طمس الحقيقة لإخفاء ما يرتكبونه من جرائم في غزة وتمثل ذلك في إغلاق مكاتب الجزيرة في دويلة الكيان".
وقال مراسل القناة إسماعيل الغول: "بعد فشل جميع محاولات كتم صوت الحقيقة، من قتل واعتقال المراسلين وتدمير المكاتب، من أجل منع تغطية حرب الإبادة الجماعية، تكون خطوة تجريم وسائل الإعلام هي نافذة الهروب لحكومة نتنياهو بإغلاق مكتب قناة الجزيرة".
وتعهد بالقول: "سنكون أصحاب الصوت والصورة والتغطية مستمرة".
وكتب إسماعيل حسن العياني: "الإرهابي نتنياهو يغلق مكتب (قناة الجزيرة) وقد أغلق في وقت سابق (قناة الميادين) يبدو أن عصابته في تل أبيب تستعد لاجتياح منطقة رفح المكتظة بالمدنيين ولكي ترتكب مزيدا من جرائم حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، لذا شرعت بإغلاق القناتين الأكثر انتشارا في العالم لكي تخفي جرائمها".
وقال أستاذ الأخلاق السياسية محمد المختار الشنقيطي: "ذكَّرني قرار نتنياهو اليوم بإغلاق مكتب الجزيرة بمقولة (أمير قطر السابق) الشيخ حمد بن خليفة في الذكرى 20 لتأسيس الجزيرة: (حرَمت الجزيرة القتَلة من التستُّر على القتل، وحرَمت الفشَلة من التستُّر على الفشل)".
وأضاف: "حقا إن أول ما يحرص عليه المجرم هو التخلص من الشهود على جُرمه".
وقالت الإعلامية بقناة الجزيرة وجد وقفي: "اليوم تأكد للعالم بأن حكومة نتنياهو تخاف من الجزيرة، وبأنها لا تستحي من إظهار خوفها هذا حتى لو كان ذلك سيضحي بصفةٍ حاول الغرب منحها إياها على مر عقود وهي (الديمقراطية)".
وأضافت: "إغلاق مكتب الجزيرة ومصادرة المعدات لن يمنعنا عن نشر الحقيقة فالصحافة ليست جريمة!".
وأشارت الإعلامية إلسي أبي عاصي، إلى أن "متهمين بالإبادة الجماعية، ينتظرون صدور مذكرات توقيف دولية بحقهم والعالم يتظاهر ضد جرائمهم في كل أصقاع الأرض"، قائلة: "ليس مستغربا إذا أن يمنع المسؤولون الإسرائيليون الجزيرة، بعد أن كسرت التغطية المستمرة سردياتهم الزائفة، وفضحت كل أكاذيبهم ونقلت للعالم الصورة التي أرادوا إخفاءها".
وكتب الإعلامي أحمد منصور: "نتنياهو المهزوم عسكريا ونفسيا يحمل الجزيرة مسؤولية هزيمته ويقرر إغلاق مكتب قناة الجزيرة للتغطية على جرائمه ويقول: الحكومة برئاستي قررت بالإجماع إغلاق قناة التحريض الجزيرة في إسرائيل".
وعرض المغرد تامر، مقطع فيديو يوثق مداهمة الشرطة الإسرائيلية مكتب الجزيرة والاستيلاء على معدات التصوير والتسجيل والإنتاج وإغلاقه، مؤكدا أن "الكثيرين حاولوا من قبل إسكات الجزيرة ولكن لم ينجح أحد ولن تنجح إسرائيل".
واستنكرت الإعلامية بقناة الجزيرة خديجة بن قنة، تباهي وزير الاتصالات الإسرائيلي بنشر فيديو إغلاق مكاتب قناة الجزيرة في القدس ومصادرة المعدات، قائلة: "ننتظر من العالم الغربي الذي صدّعنا بالتنظير لحرية التعبير واحترام الحريات أن يقول كلمة أو إدانة أو حتى قلق".
ورأت الصحفية منى العمري، أن تصويت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع على قرار إغلاق قناة الجزيرة "طبيعي طبعا في ظل حكومة لم تقدم لجمهورها إنجازا واحدا في هذه الحرب"، موضحة أن "التوقيت يأتي في يوم أدرك فيه الإسرائيليون أن نتنياهو لا يكذب على العالم فحسب بل يكذب عليهم أيضا منذ سبعة أشهر في كل خطاب قال فيه إن الأسرى في سلم أولويات حكومته".
وأشارت إلى أنه "في صباح اليوم التالي لإفشال رئيس وزراء إسرائيل لصفقة كان من شأنها أن تفرج عن أسرى إسرائيل لدى حماس، يقرر تقديم القرار إلى الحكومة للتصويت عليه بحثا عن إنجاز -بنظر الائتلاف الحاكم - سريع تنشغل فيه الصحافة".
عملية سياسية
وتسليطا للضوء على الرسائل السياسية في عملية كرم أبو سالم قرب رفح والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال، قال الباحث علي أبو رزقي، إنها "رسالة للمفاوض الفلسطيني لتجاوز التهديدات الإسرائيلية باقتحام رفح بوصفها أكبر عنصر ضغط على المفاوض الفلسطيني للدواعي الإنسانية التي نعلمها جميعا".
وأضاف أن "العملية رسالة طمأنة للحاضنة الشعبية أن المقاومة مازالت بخير وهي تستطيع الوصول إلى حيث تحشدات الاحتلال في المناطق المتاخمة لرفح، حتى وإن لم يعلن الاحتلال عن تلك الحشود من قبل إلا أن المقاومة تراقبها وترصدها".
وعد أبو رزقي العملية، رسالة للمفاوض الإسرائيلي أن "دخول رفح لن يكون نزهة حتى وإن كانت المدينة صغيرة نسبيا مقارنة بخانيونس إلا أنها شهدت على أكثر العمليات نوعية في تاريخ المقاومة، ومنذ الانتفاضة الثانية على وجه الخصوص، لا أحد ينسى بالطبع عملية اختطاف شاليط صاحبة التحول الكبير في الصراع".
وأشار إلى أن العملية رسالة للشارع الإسرائيلي الذي يتظاهر لمضاعفة الضغط على الاحتلال للقبول بالصفقة بافتراض أن الدخول إلى رفح سيقوض فرص نجاة أبنائهم الأسرى، بعد الأكذوبة الكبيرة المسماة "النصر المطلق".
وأضاف أن "العملية رسالة للوسيط أن يمارس ضغطا بالاتجاهين وليس في اتجاه واحد فقط بتقدير أن أي عملية في رفح ستكون بالغة التعقيد وسيتأثر منها وسيدفع ثمنها الجميع من أمنه واقتصاده واستقراره، حتى الوسيط نفسه".
وأكد الباحث الفلسطيني أن "العملية رسالة للراعي الأميركي الذي جاء على نحو السرعة للقاهرة لممارسة الضغط على الوفد الفلسطيني فقط أن الحل يكمن في الضغط على تل أبيب أيضا، إن صدقت نواياه بتخفيف التصعيد وتجنب عملية كبيرة هناك".
ورأى أستاذ الاتصال السياسي أحمد بن راشد بن سعيد، أن "حماس تغدّت على العدو قبل أن يتعشّى على رفح"، مذكرا بأن "العدو يحشد قواته حول رفح منذ أسابيع تمهيدا لغزوها، في منطقة قريبة من معبر كرم أبو سالم، ويقصف أهلها بالمدفعية كلَّ يوم".
وأضاف أن "المقاومة لم تكن بعيدة عن رصد ذلك الحشد، واختارت أن تباغته بوابل من صواريخ رجوم، فقتلت أربعة منهم على الأقل، وأصابت العشرات، بعضُهم في حالة حرجة"، مذكرا بقول الشاعر المصري علي محمود طه: "طلعنا عليهم طلوعَ المنونِ فطاروا هباءً وصاروا سُدى".
ووصف الكاتب السياسي إبراهيم المدهون، عملية كرم أبو سالم بأنها "عملية سياسية بامتياز وإن أخذت طابعا عسكريا"، موضحا أنها "تعني أن كتائب القسام تحتفظ بقوتها كاملة وتدير المعركة باحترافية وثقة وحسابات دقيقة، ووفق أهداف تكتيكية وإستراتيجية واضحة".
وأكد أن "المقاومة مازالت تمتلك زمام المبادرة وهي ترد على تهديد العدو بعملية عدوانية على رفح، فما تهددوننا به مستعدون له، لا نفضله لكننا حتما لا نخشاه"، قائلا إن "العدو الإسرائيلي ليس أمامه إلا الاستجابة لمطالب شعبنا الفلسطيني: وقف العدوان، انسحاب الاحتلال، رفع الحصار وإعادة الإعمار".
وأضاف المدهون: "اليوم هناك عشرات القتلى والإصابات الإسرائيلية في محيط كرم أبو سالم بسبب استهدافهم بصواريخ رجوم، وكما قلت لكم سابقا تحتفظ كتائب القسام بمعظم قوتها من بيت حانون إلى رفح".
ورأى الكاتب والصحفي ياسر أبو هلالة، أن عملية كرم أبو سالم "تعكس عنفوان المقاومة في الشهر السابع، فهي تهاجم بشجاعة وصلابة وذكاء يتحدى الجيش الذي يتوعد بمهاجمة رفح".
وأشار إلى أن "المقاومة لم تستكن ولم تنكسر في ظل مفاوضات القاهرة، رغم مواجهة أعتى جيوش العالم في أوسع مساحة نيران في أضيق جغرافيا في أطول حروب العالم المتواصلة على مدار الساعة فوق الأرض وتحت الأرض جوا وبرا وبحرا".
وعد الباحث سعيد زياد، الرسالة الأهم في فيديو القسام الذي يوثق قصف تجمعات العدو في موقع كرم أبو سالم هو أصوات الناس في خلفية مشهد انطلاق الصواريخ، مؤكدا أن "هذا الاحتفاء الشعبي بكل صاروخ صاعد إلى السماء، والفرح العارم بمقتل كل جندي، هو معيار النصر والهزيمة".
وقال إن هذه الأصوات المتعالية بالفرح والبهجة بعد 7 أشهر من الإبادة واللجوء والنزوح والخوف والجوع "هي الدلالة الأهم أنّ هؤلاء منصورون لا محالة، وغالبون بعون الله"، مضيفا أن "هؤلاء الأبطال مازال رهانهم على المقاومة، المقاومة فحسب، وما خاب من راهن عليها بإذن الله".
ذكاء القسام
وفي إيضاح للضربة القسامية، قال الصحفي والإعلامي أحمد عطوان، إن "العملية لم تستهدف معبر كرم أبو سالم الذي يستخدم لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولكن استهدفت موقع قيادة لجيش الاحتلال أقيم أخيرا شرق موقع كرم أبو سالم العسكري ويهدف لإدارة عمليات قصف رفح والتخطيط لعملية الاجتياح وتضم ضباطا في جهاز الشاباك وجنرالات في جيش الاحتلال".
وأشار إلى أن إسرائيل بدأت بالترويج إلى أن الموقع الذي تم استهدافه بعشرة صواريخ هو معبر كرم أبو سالم لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وقامت بإغلاق المعبر، لكن حقيقة العملية أن ما تم استهدافه هو حشود عسكرية ضخمة من آليات وجنود في حالة الجاهزية استعدادا لاجتياح رفح وكانت قرب المعبر.
وقال عطوان: "اضرب أبو عبيدة فمن كفيك ينهمر المطر.. فمنك تنطلق الدروس والعبر.. اضرب لا استسلام بعد اليوم..".
وأوضحت الإعلامية مايا رحال، أن "معبر كرم أبو سالم هو لإدخال المساعدات الإغاثية لغزة، ولكن الحقيقة في هجوم موقع أبو سالم الذي أغلقته إسرائيل هو أن الصواريخ التي أطلقتها كتائب القسام أْطلقت على حشد من الجنود يحرسون رتلا من الآليات والدبابات التي تستعد لاجتياح رفح"، مؤكدة أن "ذكاء حماس يفوق التصور".